إهمال الطفولة و إهدار حقوقها اغتيال لمستقبل العراق

بدء بواسطة حكمت عبوش, يوليو 13, 2012, 04:54:10 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

               
إهمال الطفولة و إهدار حقوقها اغتيال لمستقبل العراق

                                                                        حكمت عبوش 
                                                                                                         
يبقى الأطفال زينة الحياة، أوصى  الأنبياء والرسل بضرورة الحرص على مراعاتهم وتجنب إيذاءهم بل وحتى الاقتداء بهم لأنهم رمز البراءة والنقاء ثم جاء الإعلان العالمي لحقوق الطفل الذي أصدرته الأمم المتحدة في 20/11/1959 ليؤكد أهمية هذه الحقوق و أصبح ثابتا أن تقدم البلد وتحضره يقاس بمدى تطبيقه لبنود هذا الإعلان وبالرغم من إن بلادنا أصدرت الكثير من  القوانين والتعليمات الخاصة بالطفولة ورعايتها وقريبه جدا من هذا الإعلان العالمي إلا أن ما نراه على الواقع لا يسر القريب ولا البعيد من ذوي النوايا الحسنه  والحرص الصادق على جعل أطفالنا في وضع أفضل يستطيع فيه حتى المراقب و الإنسان البسيط من الاطمئنان أن مستقبلا وضاءا سعيدا ينتظر هؤلاء الصغار. صحيح إن تحسنا نسبيا قد حدث في بعض جوانب حياة الأطفال ولكنه لا ينسجم مع ما نملكه من ميزانيات ضخمة كل عام توازي ميزانية عدة دول و أمكانية توظيف قسم منها يكفي لإنشاء وتوسيع المنشات والدوائر الخاصة برعاية  الأطفال وتربيتهم من مدارس ورياض أطفال و دور رعاية الأيتام والمشردين والمعوقين منهم و فتح أقسام جديدة لعلاج الأطفال في المستشفيات ثم ايلاء الاهتمام الأكبر بعوائل الأطفال وخاصة الفقيرة منها لأن الوضع ألمعاشي السيئ للعائلة عموما هو الذي يجبر هذه العوائل على تسريب أبناءها من المدارس و زجهم في أعمال لا تتلاءم ولا تتناسب مع أعمارهم واهتماماتهم ومستلزمات تربيتهم نحو الأفضل . ولذلك فان سلبيات كثيرة و مظاهر مؤذيه جمة لا تزال سائدة تعبر عن سوء معاناتهم ومنها عمل الكثير من الأطفال في ورش العمل الميكانيكي واليدوي عامة وجر عربات الحمل في الشورجه و أسواق المحافظات الأخرى أو التسول أو البحث في أكوام القمامة عن القناني الفارغة أو لقمه ضائعة يسد بها رمقه أو للتسكع في الازقه والشوارع يكون فيها الطفل معرضا للانحراف وتعلم السرقة والكذب  والتدخين وحتى المخدرات وهذه كلها حالات واقعيه ذات مغزى عميق تبين انتقال معظم هؤلاء الأبرياء (بدون إرادتهم و إرادة قسم كبير من أبائهم)من مقاعد الدراسة التي يجب أن يجلسوا عليها معززين مكرمين ليتم إعدادهم و تربيتهم ليكونوا عناصر بناء و تطور لمجتمعهم الناهض وتحولهم بدلا من ذلك إلى عناصر هدم وتخريب و لا اباليه  مخيبة للآمال ومحزنة في زمن يبدع المواطنون و الشباب خاصة في المجتمعات المتقدمة ليس في كل يوم بل في كل ساعة منجزا علميا وحياتيا جديدا ونافعا ، ولنسأل:هل يمكن لأطفال تعرضوا للتعسف والظلم والحرمان من أساسيات الحياة وسوء التربية أن يكونوا رجال غد أقوياء محنكين يعتمد عليهم في بناء الوطن والحرص على مصلحة أبنائه ورعاية شؤونهم وتطورهم نحو الأفضل ؟إن تجارب الواقع ومعطيات العلم كلها تقول أن هذا غير ممكن. إن الاستمرار في حرمان الأطفال من توفر البيئة المناسبة للمعيشة والدراسة الطبيعية هو خطأ كبير ينبغي أن لا يقترفه كل من يتولى مسؤولية الأطفال والمجتمع معا. لأن هذا الحرمان هو اعتداء و إجحاف كبير بحقوق هذا المخلوق البريء الصغير بالإضافة إلى كونه - وان كان غير مرئي عند البعض الآن-اغتيالا في الصميم لمستقبل هذا الوطن.


ماهر سعيد متي

مقال واقعي وجميل ..ينقل الواقع المرير لحال الطفولة العراقية المحرومة ... شكرا لك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة