هل تقرر كردستان وارتباطاتها موقف العراق من سوريا؟

بدء بواسطة صائب خليل, يوليو 11, 2012, 06:55:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

قال زيباري في مؤتمر صحافي في مبنى الجامعة العربية بالقاهرة: "العراق لم يكن محايدا وانحاز إلى الشعب السوري"! (1) ووراء هذه العبارة ما وراءها!
الجميع يهتف باسم "الشعب السوري" وحتى طارق الهاشمي من اسطنبول، يسمي تآمره مع الأتراك بـ "نصرة الشعب السوري"، (2) وحتى إسرائيل تتحدث عن مصلحة الشعب السوري، مما يجبرنا أن نتساءل أين يقف الشعب السوري؟ الجميع يتحدث بهذه الصيغة،

مما لا شك فيه أن النظام في سوريا ليس ديمقراطياً بأي شكل من الأشكال، وأن الشعب السوري غير راض عنه، لكن وضع "الشعب السوري" بشكل تعسفي في الخندق المواجه للنظام في هذه المعركة بالذات، ليس صحيحاً. وقد كتبت عن ذلك مقالة تحت عنوان:"الشعب السوري بمواجهة إعلام الحرب"(3) بينت فيها عدداً كبيراً من الخدع الإعلامية ضد سوريا، وكذلك كتبت "لماذا الثورة السورية مختلفة؟" حول نفس الموضوع. (4)
ونكرر هنا ما كتبه جوناثان ستيل، أن الإعلام الغربي يتجاهل عمداً المعلومات التي تناقض ذلك الإعلام من إنطباع، ..وهي أن السوريين يرغبون بأن تجرى انتخابات مع بقاء الرئيس في السلطة، ...وهذه الأغلبية غير قادرة على إيصال صوتها إلى العالم بسبب التحيز الإعلامي الغربي.(5) وهو ما أكدته "الغارديان" بقولها أن الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل وتنظيم "القاعدة" تتجاهل بشكل كامل معارضة الشعب السوري لأي تدخل في بلادهم. (6)

ومن المؤكد أن زيباري يعلم بكل ذلك ويعلم بأن لا علاقة للناتو بحريات الشعوب، بل هو مطرقة لضرب اي شعب أو حكومة لا تناسب أميركا وإسرائيل، وقد جاء دور الدولة العربية الأخيرة التي مازالت تقول بعض "لا" لهما. فنحن لم نر الناتو أو قطر ولا زيباري يقفون مع ثورة شعب البحرين مثلاً، وهي ثورة شعبية واضحة التقسيم وليست كالسورية. ويعطينا أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تفسيراً أفضل لهذه "الروح الإنسانية" حين يكشف بأن "أمريكا كلفت قطر باحتواء سوريا وابعادها عن ايران والمقاومة، وأنه سبق أن عُرض على سوريا 30 مليار دولار لكي تبتعد عن ايران وانهاء المقاومة." (7)  ، ويبدو أنها فشلت، فعادت أميركا إلى مخطط غزو قديم يعود للأيام الأولى بعد  11 أيلول 2001، يشرحه القائد السابق لقوات التحالف في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك ، وملخصه التخلص من سبع دول خلال خمس سنوات، تشمل العراق ومن ثم سورية فلبنان وبعدها ليبيا ثم الصومال والسودان. (8)
بالإستفادة من الخبرة المكتسبة في إسقاط الأنظمة سابقاً، ومنها النظام الشيوعي في أفغانستان، كما يلاحظ أحد الكتاب ، لتحل طالبان جديدة محله (9) . ومن المؤكد أن هذه السياسة سوف تشعل النار في المنطقة كلها وأنها قد تجر أطرافاً فلسطينية ولبنانية وإيران إلى معركة شاملة. (10) . ويؤكد وزير الخارجية الروسي لافروف أنه إن حدث المحذور فسوف "يكون له أثر مدمر على الأمن الإقليمي والدولي". (11).

هذا كله ليس بجديد، ولم يعد خافياً، لا على السوريين ولا غيرهم. المهم في هذه المقالة بالنسبة لي هو: ماهو الموقف العراقي الرسمي، وتصريحات من تمثله؟
لو عدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن الموقف العراقي السابق المعلن هو الرفض الواضح للتدخل الأجنبي على لسان وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي(12) الذي تحفظ أيضاً على فقرة دعت الى اللجوء الى الفصل السابع في معالجة القضية السورية. (13)، وكذلك أعلن الرئيس طالباني معارضة بلاده للتدخل الأجنبي و تحفظ زيباري نفسه في وقتها "على بعض مشاريع قرار الجامعة العربية" (14). وبرر المالكي امتناع العراق عن التصويت بتعليق عضوية سوريا في مؤتمر القمة العربي الأول حول الموضوع، قائلاً أنه يرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. ولم يصل المالكي إلى اتخاذ موقف وزيره هادي العامري، الذي اعتبر القضية عدواناً على سوريا ووجوب دعمها (15)، وهو الموقف الطبيعي في حالة اعتبار الأمر تدخلاً في شأن سوريا، لكن ظروف العراق قد تبرر ذلك، والسوريون أعتبروه موقفاً إيجابياً نسبياً في خضم الحشد الكبير ضدهم، وربما أقلقهم إعلان المالكي بعد زيارة بايدن الأخيرة أنّه مستعد "لاستقبال المعارضة السورية" بحثاً عن حل سلمي (16)

بعد مؤتمر المالكي في واشنطن مباشرة كتبت مقالة بعنوان " مؤتمر واشنطن و الدولة التي نريد" (17)
قلت فيها أن موقف المالكي من سوريا كان النقطة التي "رأيت المالكي كرئيس مستقل يتكلم فيها بمصداقية حين قال "نحن لسنا ضد تطلعات الشعب السوري لكن ليس من حقي ان اطلب من رئيس التنحي. .. لا نريد أن نمارس هذا الدور وأن نعطي لأنفسنا هذا الحق..." ورفض الحصار: "لأننا عانينا من الحصار ... لأنه يجهد الشعب ولا يجهد الحكومة." وهو بهذا يتهم الولايات المتحدة ويشير إلى ما فعلته بالعراق، ويذكرنا بالنصف مليون طفل، التي كانت ثمناً مقبولاً للسياسة الأمريكية، برأي وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت. وهاهو الحصار على سوريا يكلف قطاع النفط فيها 4 مليارات دولار(18) وسينتظر أطفال سوريا ما أنتظر أطفال العراق من السياسة الأمريكية في المنطقة.

موقف زيباري في مؤتمره الصحفي في مقرالجامعة العربية بدا متأرجحاً بين الموقف، العراقي الملتزم بالحيادية وعدم التدخل، والموقف الغربي من القضية. لكن هذا "التأرجح" لم يكن إلا شكلياً، وهو يفخر أن المؤتمر –والذي يوصف بأنه تجمع لأعداء سوريا-  تبنى في صياغة بيانه، العديد من النقاط التي قدمها زيباري، ويعلم الله من كتبها! (19) كما أن دعوته إلى "إنتقال سلمي للسلطة في سوريا" هي دعوة لتغيير النظام لا تموهها عبارة "نحن لسنا أوصياء على السوريين". ويصبح موقفه واضحاً حين يقول أن «مؤتمر المعارضة السورية يحاول التخلص من نظام شمولي لا يكترث لسلامة الشعب» ومناقضاً لموقف المالكي. بل أن عبارة زيباري بأن «موقف العراق لم يكن موقفا محايدا، بل وقف إلى جانب الشعب السوري» تبدو تحدياً صريحاً حتى في استعماله للكلمات وكأنه يريد أن يمحو عبارات المالكي  الذي كرر في أكثر من مناسبة استعمال كلمة "الحياد" لوصف الموقف العراقي. (20)
وربما كان تصريح زيباري أن سوريا كانت تدعم الإرهاب في العراق، محاولة لتفسير الموقف "الجديد" المناقض لمواقف رئيس الحكومة. (21)

ويذكرني هذا بإحدى مراحل توقيع المعاهدة الأمريكية، حين جاء تصريح للمالكي ينافي خطاب زيباري الذي سبقه بشكل دعا الناس للتساؤل، فقال زيباري بما معناه أنه "سوء الفهم" تم توضيحه وأن موقف العراق لم يتغير، وكأنه هو رئيس الحكومة وليس المالكي!

وهنا من حقنا أن نتساءل: هل أن موقف زيباري موقف شخصي، تابع لأجندة أجنبية، أم بإذن من المالكي (فربما غير رأيه، بالإقتناع أو بالضغط الأمريكي) أم بإرادته؟
هناك مؤشر قوي أن النظرية التي تقول بعدم رضا المالكي، وان العراق يخضع لضغط شديد لجره إلى الموقف الأمريكي، وبمساعدة أدوات كردستانية. فالمالكي صرح "ان قطر والسعودية تتدخل لإسقاط النظام في سوريا، وهي نفسها تتدخل لإسقاط النظام في العراق". (22) وأن الازمة لا تتعلق بسوريا وحدها بل جميع دول المنطقة سيما العراق. (23) لذا فمن غير المعقول أن يريد المالكي هذه النتائج، ولذا فهي تجري بدون رغبته. وما يؤكد هذا التحليل، أن المالكي كرر تأكيده، وفور ظهور تصريحات زيباري، على انتهاج "سياسة متوازنة مبنية على عدم التدخل في شؤون الآخرين"، مشددا على "حيادها" وأن العراق كان وما يزال متمسكاً بهذه السياسة" التي ترفض الانحياز إلى طرف". (24)
وما إشارته إلى أن رسم السياسة الخارجية "واحدة من اختصاصات الحكومة الاتحادية" إلا صرخة استغاثة بأن حكومة كردستان تستولي على تلك الصلاحية، ورغم كل ذلك فهذا لا يعفي المالكي من المسؤولية عن تلك السياسة في النهاية.

والحقيقة أن كردستان ساندت الثوار السوريين وحلفائهم الغربيين منذ البداية بدون سؤال الحكومة، واستقبلت جهات محسوبة على الثورة السورية وقتلة مدانين من عملاء إسرائيل مثل سمير جعجع، وحتى جهات عسكرية إسرائيلية، إن صحت تقارير صحفية لم تنفها كردستان. وتتعاون كردستان مع تركيا في ذلك بشكل دفع صحيفة "هاولاتي" الكردية إلى القول ان "اقليم كردستان يقترب من ساحة حرب بعد ان شرعت الدول المجاورة بتسليح ما يسمى "جيش سوريا الحر" على الحدود القريبة من الاقليم". (25)

إن اتباع الأجندة الأمريكية الإسرائيلية لسوريا سوف تكون له بلا شك تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقة بين العراق وسوريا، وليس على مستوى الحكومات فقط بل الشعوب أيضاً. كذلك فأن خضوع الحكومة العراقية للأجندة الأمريكية وبالضد من مصالح البلد التي لا تنكرها، سوف يضعها ، مها كانت الأسباب والتبريرات، في موقف مخجل وخطير أمام شعبها. وما لم يقدم تفسير لهذا الموقف المتناقض، وكذلك العديد من المواقف الخارجية التي تتجنب الحكومة الحديث عنها (مثل دعم حكومة الأردن بسعر مخفض للنفط) فلا مفر من السؤال: " ما الذي يدور في الخفاء؟ وماهي المفاجآت التالية؟ من الذي يحكم حقيقة؟ وفي أية نقاط أخرى لا نعرفها يتم التضحية بمصالح العراق أستجابة للضغط الأمريكي الإسرائيلي وأدواته في العراق؟ هل نتجه إلى وضع دويلة خليجية تابعة لإسرائيل، مثل قطر؟ "

ملاحظة: بعد الإنتهاء من هذه المقالة وصلني الخبر التالي الذي يؤكد ما جاء فيها ويكشف المزيد:
كشف شاهو سعيد المتحدث بأسم حركة التغيير الكردية عن زيارة مفاجئة قام بها رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا ولقائه برئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني وقيادات كردية في اربيل. 
وقال شاهو ان "سيدا" طلب من القيادة الكردية في كردستان تسهيل نقل السلاح الى مدينتي الحسكة وقامشلي عن طريق اراضي الاقليم الكردي مستغلين الحكم الفيدرالي في شمال العراق بغية تحرير المنطقة الشمالية لسوريا من قوات نــظام الاسد وانتشار الجيش السوري الحر في المنطقة حســــب قوله, وذكر ان رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني ابدى تردده في الشروع لمثل هذه الخطوة تحسبا من ردة فعل مفاجئة من قبل حكومة المركز والمتمثلة برئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي .

واضاف ان هناك محاولات من قبل دول كبرى من ضمنها تركيا تحاول اقناع البرزاني بالمشاركة الجدية ودعم المعارضة السورية لهزيمة نظــــام الاسد مؤكدا ان انقرة مقتنعة بان الشمال السوري لن يتخلص من نظام الاسد الا بمساعدة اكراد العراق ومحافظة نينوى الخاضعة لســـــيطرة ائتلاف العراقية وتحديدا رئيس مجلس النواب اســــامة النجيفي سيما ان شقيقه اثيل النجيفي يشغل منصب محافظ الموصل , واستدرك القول : "ان تطبيع العلاقات بين محافـــــــظة نينوى واقليم كردستان بهدف الدخول في خـــــــطة دولية – اقليمية لتدريب وتسليح المعارضة الســـــــورية انـــطلاقا من الشمال العراقي وخاصة اذا سارت الازمـــــة بيــــــن بارزاني وعلاوي والمالكي باتجاه مزيد من التصـــعيد والمواجهة ، مضيفا ان البارزاني اذا اقدم على مثل هذه الخطوة يمكن للمالكي ان يقرر اجتياح اقليم كردستان ولن يردعه احد
http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=19120


(1) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18753
(2) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18768
(3) http://www.sautalomal.org/index.php/2012-05-17-15-33-02/7525-2012-02-15-14-17-38.html
(4) http://al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/12p03.htm
(5) http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2012/01/120118_in_the_press_on_wednesday.shtml
(6) http://www.nakhelnews.com/pages/news.php?nid=16652
(7) http://www.taqadoumiya.net/?p=14139
(8) General Wesley Clark: Wars Were Planned - Seven Countries In Five Years
(9) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18782
(10) http://arusalahuar.com/alachbar/5766-2012-07-04-09-08-14.html
(11) http://www.lebanesemessage.co.uk/websites/123reg/LinuxPackage24/le/ba/ne/lebanesemessage.co.uk/public_html/news/international-news/943-2012-06-17-10-44-03.html
(12) http://www1.alforattv.net/modules/news/article.php?storyid=75658
(13) http://iraqnewspaper.net/news.php?action=view&id=8794
(14) http://www.znobia.com/?page=show_det&select_page=3&id=9956
(15) http://www.dp-news.com/pages/detail.aspx?articleid=124858
(16) http://arabic.rt.com/news_all_news/news/573264
(17) http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=549390.0
(18)  http://www.sana.sy/eng/24/2012/05/24/420944.htm
(19) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18708
(20) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18753
(21) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18875
(22) http://www.alalam.ir/news/1167874
(23) http://www.alalam.ir/news/1181834
(24) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18770
(25) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=18722