حوار مع مثـــــال الالوســـــي : القسم الثاني / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 10, 2012, 09:05:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مثـــــال الالوســـــي :

وزارة الكهرباء مقسمة بين احزاب اساسية وخيراتها تذهب إلى هؤلاء

مجلس النواب مستهدف لانه الجهة التي تستطيع ان تراقب وتسحب الثقة


حـوار : مال اللــه فـرج





- القسم الثاني والأخير-




حـوار : مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yaoo.com


في هذه الجولة من حوارنا الساخن مع السيد مثال الآلوسي، رئيس حزب الامة العراقية، توقفنا في موانئ ومحطات ملتهبة، كالاجواء المحيطة بالعملية السياسية، وتلمسنا وجهة نظره حول مدى ثقة المكونات السياسية بوعود السيد المالكي ومستويات الحريات العامة وحقوق الانسان.. فضلاً عن ملامح الحلول الافتراضية للخروج من الازمة.
كما لم يفتنا ان نستطلع انطباعاته حول نتائج لقائه ومباحثاته مع   رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، والنظرة المشتركة تجاه الازمة والحلول المطروحة، وآفاق المستقبل، وكان هذا الحوار:

مال اللــه فـرج

مفارقة غريبة

*شعب فقير بلا خدمات واحزاب
وسياسيون في غاية الثراء، كيف
ترى ذلك؟


-ما هي الخيانة العظمى وما هي دلالاتها وما هو مصطلح الجريمة اليوم؟ انها باختصار انسان يستحوذ على الملايين، ومئات الملايين، بل تعدينا ذلك الى المليارات من حقوق الآخرين.

*كيف تقيّم مستوى الحريات
العامة في العراق؟


-لا توجد حريات، هذه هي المشكلة يا اخي العزيز، لو كانت لدينا حريات، ولو كان الصحفي مصاناً وحراً في حركته وفي تفكيره، وفي طرح آرائه، ولو كان للمواطن حق التعبير عن آرائه وافكاره وعقائده ودينه وعباداته، لما اشتكينا، فمشكلة الكهرباء مثلاً إن لم تحل اليوم فستحل غداً، لكن المشكلة تكمن في ان لدينا خللاً أساسياً كبيراً، لا حريات ولا قانون يحمي المواطنين، حتى القوانين التي تشرع الآن للصحفيين ولحرية الرأي قوانين مضحكة، قوانين تعبر عن النزعة الانفرادية التفردية التسلطية التي لا تحترم اية قيمة دستورية او ديمقراطية، الدولة تريد ان تشرع قوانين تمنع بموجبها كل شيء اسمه حرية رأي او حرية انسان، او حرية تظاهر، او حرية صحافة.

*دأبت الحكومة في خضم الازمة
الراهنة على رفع شعار الاصلاحات
، هل بالامكان تنفيذ اصلاحات حقيقية؟


-الاصلاحات تحتاج الى الرؤية والمعلومة والنية والارادة، ونحن لا توجد لدينا معلومات، لان الدولة بلا ارقام احصائية، الاصلاح يحتاج الى احصائيات والى منطق علمي والى ارادة نزيهة، الذي لا يؤتمن على المال الرخيص، كيف يؤتمن على وطن؟

*هل ترى بان هنالك مواقف
مزدوجة لبعض البرلمانيين
والكتل السياسية؟


-طبعاً، بسبب الخوف وذلك لعدم وجود حرية رأي، والمسألة الآن ليست معكوسة على المواطن وحسب ، لكنها الآن تلقى بثقلها على السياسيين والبرلمانيين، فالخوف كبير والرهبة كبيرة والتهديد خطير والمغريات كثيرة، دعني أقول لك، ان بعض الاطراف قد انسحبت من قائمة معروفة وكبيرة في العراق وعملت تحت اسم جديد، وهي الان تدعم السيد نوري المالكي، بالطبع فقد منحهم دوراً في المنطقة الخضراء، وفي الكرادة، قيمة كل دار تتراوح بين مليونين الى ثلاثة ملايين دولار وسيارات مصفحة، وسخاء في المال، بمعنى آخر، التهديد، اي اذا لم تسر وفق هذه المغريات فالسيف قادم.
ملفات الفساد

*الا ترى ان بعض الضغوطات التي
تمارس , انما تمارس بسبب وجود
ملفات فساد؟


-قد يكون ذلك صحيحا ، لكن لاحظ ان من يستطيع ان يمارس الفساد المالي الفعلي هو الحاكم، اية ميزانية بيد النائب حتى يستطيع ان يسرق؟

*بعض النواب سعوا للحصول
على صفقات وعقود وامتيازات؟


-كل ذلك اذا حدث فانما يكون من خلال شريك كأن يكون وزيراً في الحكم، او مكتب السيد رئيس الوزراء، اذاً الفساد الفعلي غير موجود لدى النواب واحياناً اسمع ارقاماً مضحكة، تدعي ان راتب النائب العراقي سبعون او اربعون او ثلاثون مليوناً، هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق فأنا، راتبي الشهري مثلاً ستة ملايين دينار.

*لماذا؟ وكم يبلغ راتب عضو البرلمان ؟


-راتب عضو البرلمان (12) مليون دينار، اما بالنسبة لي فقد حصلت على الراتب التقاعدي ولم يتم إضافة خدمتي السابقة عن الفصل السياسي في حين انني حكمت بالاعدام عام 1976، وطردت من الدولة، واخجل ان اذهب الى الدولة واطلب اضافة خدمتي السابقة، مثلما خجلت ان أقدم طلباً لتعويضي عن داري التي تم تفجيرها، ومثلما خجلت ان اقدم طلباً للحصول على قطعة الارض السكنية المخصصة للبرلمانيين ، وبالتالي قررت ان أرفض استلام قطعة الارض المخصصة لي من مجلس النواب، فاذا كانت الارض تمثل وسام الشكر من المواطنين ومن الدولة لما قدمناه ، فنحن لم نقدم شيئاً، فهل هذا وسام ام دليل العبث.
الشهادات المزورة

*ما نسبة السياسيين والبرلمانيين
والمسؤولين الذين يحملون شهادات
دراسية مزورة؟


-ليست لدي هكذا احصائية، وبصراحة لا اصدق ان هنالك سياسياً يحمل شهادة مزورة، لان السياسي بطبعه ليس بحاجة الى شهادة، فنضاله هو شهادته، والاصوات التي يمنحها له المواطنون بعشرات الآلاف هذه هي شهادته، انا لا اعتقد ان السياسي بحاجة الى ان يزور، وإن أقدم على التزوير فهذه الطامة الكبرى، ومع هذا فانا انظر الى الامور بحسن نية، واقول لا يوجد مزور في مجلس النواب العراقي، لكن لاحظ ان هنالك حملة شرسة للتشكيك بمجلس النواب العراقي، من اشاعات العقود، الى اشاعات التزوير وغيرها، قد يكون فيها شيء من الصحة، لكن مجلس النواب مستهدف لانه الجهة التي تستطيع ان تراقب وتسحب الثقة.

* اكثر من مائة مليار دولار ميزانية
العراق وهي تفوق ربما ميزانيات
خمس دول مجتمعة في المنطقة
ومع ذلك فالعراقيون بلا خدمات ولاكهرباء؟


- وزارة الكهرباء مقسمة بين احزاب اساسية، احزاب بغدادية و جنوبية، وخيراتها تذهب إلى هؤلاء، ولن يتم إعمار او توفير كهرباء في العراق الا اذا تم طرد كل المدراء العامين و وكلاء الوزارة  , ناهيك عن الوزير، الفساد هناك، الوزارة مقسمة، هذا لي وهذا لك، وهذا لهذا الحزب وذاك لذاك الحزب، وللاسف هذا الذي يجري، وبالتالي فان لدينا دولة العصابة، دولة الحاكم، دولة السرقة، وهذا سيكون على حساب المواطن، ليس مائة مليار وحسب، ولكن لنتحدث عن خمسمائة مليار دولار وهذا هو الرقم الذي استلمته الحكومة ومع ذلك فإن جميع الخدمات معدومة، ان الارقام الفعلية التي نعرفها ان البنك المركزي العراقي يقوم بتصريف يومي للعملة الصعبة، وصلت ارقامها إلى (560) مليون دولار تباع في البنك المركزي العراقي من الذي قام بشرائها؟ من هو هذا البطل فينا الذي يمتلك هذا العدد من الدنانير وقام بشراء الدولارات، يجب ان يجيب على ذلك السيد نوري المالكي.

حل الازمة

* ما الحل الذي تريده للازمة؟

- نحن نرحب بالانتخابات دائماًَ، لكنها بحاجة إلى قانون وإلى مفوضية للانتخابات، والاثنان غير موجودين، فالمفوضية القديمة حلت، ولا تمتلك صلاحية فعلية اذاً ليس لدينا اي مستقبل، والمستقبل قد يكون مجهولاً وهذا امر خطير، الحل، واقولها بصراحة، على التحالف الكوردستاني، والتيار الصدري، والقائمة العراقية سحب وزرائهم من الحكومة، هذا هو الحل.

* كيف كان لقاءك بالسيد مسعود البارزاني؟

- كالعادة، كان لقاءً ودياً، صريحاً مبنياً على الصراحة وعلى دقة الحديث حول القضايا المطروحة، وكان هنالك قلق كبير على العراق، وقلق كبير على مجلس النواب العراقي وعلى وحدة البلد وامن الدولة، قلق كبير على الخدمات ونحن في ازمة كبيرة وهذا ما اخذنا به في مناقشاتنا.

* هل بحثتم الافرازات الخطيرة للازمة؟
ام تلمستم اسلوب حلها؟


- بحثنا في كل الامور، عما جرى، وعمّا يجب ان يجري، وتبادلنا وجهات النظر، وكان هنالك تطابقا في الآراء وفي الرؤى وفي التقديرات وفي المعالجة، وهذا ليس بغريب لاننا كلنا نتعايش في ظروف واحدة وفي وطن واحد.

* هل كان الرئيس البارزاني متفائلا
ً ام متشائماً حيال الازمة؟


- انا  دائماً ارى السيد مسعود البارزاني متفائلاً، لان المناضلين الذين عاشوا الحياة بمعناها الصحيح لايخشون الازمات، لذا فانني أراه دائماً متفائلاً وثقته عالية بنضاله القومي وبمواقفه المحقة، ونحن ايضاً ثقتنا عالية بنضالنا وحقوقنا وبأهمية حماية هذا الوطن والمواطن وبالتالي فان ثقتنا عالية بان الحق اقوى من اي باطل.

* كيف رأيت تقييمه للازمة؟

- هذا ليس تقييم اليوم، وبالتالي فانه ليس تقييم امتحان، سبق وأن كان لي شرف لقاء الاخ مسعود اكثر من مرة، وكنا قلقين ونتابع بحرص ودقة اتجاهات الاحداث، والاخ مسعود كان يعتمد دائماً مبدأ او قناعة، دعنا نفكر في الافضل بتفاؤل، دعنا نثق بما يقوله الآخرون ونعطيهم الفرصة، لكنه الآن وصل إلى قناعة، كما وصل اليها الشركاء الآخرون، بالاخص في التحالف الوطني ومنهم الاخوة الصدريون، بعدم وجود مجال للتجربة من جديد، وبالتالي نحن ندعم الاخ مسعود البارزاني في قناعاته وفي رأيه بأن لامخرج من الازمة السياسية الا بتفعيل الدستور ومجلس النواب العراقي وطرح مشروع سحب الثقة.

* هل ترى ان المشكلة تكمن في
السيد المالكي أم في المستشارين
الذين حوله؟

- اعتقد ان نوري المالكي رجل طيب في عقليته وفي سلوكه واحتال عليه البعض، وهو فسح المجال لهم وعاش قصة العظمة والتآمر ونظّر له المنظّرون من حزب الدعوة من اللاعراقيين بقصة الحق الالهي، وانا على ثقة بان التقارير التي تصله كلها كاذبة، والمشكلة ان البعض يكذب ثم يصدق كذبته، ان الاصلح لنوري المالكي واقولها كاخ لانني احب المالكي ولا اكرهه ونحن جميعاً في الأصل لا نكرهه، الاصلح ان يخرج من هذه الحكومة فيعي مافعل وخطورة مافعل، ويبقى كمواطن سياسي عراقي حاله حال اي سياسي عراقي آخر.

* كيف تقيمون مستوى الحريات
العامة وحقوق الانسان في الاقليم؟

- في الاقليم ظهرت حركة معارضة سياسية وحزبية وانتخابية، ودخلت الانتخابات وفازت بعدد من النواب وهذا دليل على ان هنالك مساحات سياسية للمعارضين في الاقليم، كما ان هنالك حرية للانسان، وانا كمواطن اعيش في اقليم كوردستان، لا اصطحب حماية معي إلى اي مكان اذهب اليه، اما في بغداد فانني احتاج إلى حمايات كثيرة، كما لاحظت ان الكثير من السياسيين ومن القياديين في حكومة الاقليم يتجولون هم وسائقو سياراتهم فقط، وقد التقيت الكثير منهم في الشوارع وفي المطاعم الشعبية ونحن سعداء بذلك، والأهم اذا اردت ان تحكم كسياسي على اي شيء عليك ان تنظر إلى النتائج، فالاقتصاد هنا، وحملة الاعمار والجامعات، كلها علامات ايجابية، علامات نجاح، وبالتالي فمن حق الاخ مسعود البارزاني ان يقول للسيد نوري المالكي، هذا ما فعلناه وما حققناه نحن، تعال وافعل مثلنا.

العاصمة الاقتصادية

* هل ترى ان اربيل تمتلك مقومات
التحول إلى عاصمة اقتصادية للعراق؟

- هي الآن العاصمة الاقتصادية الاولى،  وانا اتحدث عن عشرة مليارات دولار تمر إلى المحافظات العراقية الاخرى عن طريق اربيل، لذلك نلاحظ كيف ان الاخ نوري المالكي يسعى شخصياً إلى خلق ازمة وطنية عراقية قومية، واقتتال قومي فعلي، فمع كل مافعله صدام الذي قال عن البيشمركة، العصاة والجيب العميل، واطلق مسميات كثيرة، لكن صدام ومن قبله لم يتجرأوا على القول بان هنالك صراعاً عربياً كوردياً، بينما الآن هذا هو طرح الحكومة، الحكومة تريد هذا الصراع، وهي تعيش على الخلافات والصراعات لانها لاتمتلك شيئاً تقدمه، معرض اربيل افضل من معرض بغداد من خلال حجم ونوعية الدول والشركات المشاركة فيه، في حين ان بغداد هي العاصمة، ومعرض بغداد هو المعرض الدولي العريق، الاقتصاد هنا يسير ويتطور، وهناك الاقتصاد لا يسير الجامعات هنا في الاقليم بمعيار عملى وهناك بمعيار الميليشيات والاسئلة التي تباع والغش، واستاذ الجامعة هنا معياره علمي، وهناك الواسطة هي التي أتت به، وبالتالي فإن النجاحات الموجودة هنا في كوردستان، هذا الجزء العزيز من العراق، نتمنى ان تنعكس على بقية المحافظات، الطقوس الدينية هنا مقدسة، المسيحي يمارس عبادته وكذلك السني والشيعي والايزدي والصائبي، وفي عينكاوة لاحظت لافتة باسم جمعية المندائيين، ولو كانت هذه اللافتة موجودة الآن في بغداد لفجرت، الايزدي يقتل في بغداد، بحجة انه يعبد الشيطان وقتله حلال، والمسيحي يهجر وكأنه ليس ابن الوطن الاصيل الحقيقي قبل ان نأتي نحن العرب او المسلمين إلى العراق، في بغداد دولة اللامعايير وهنا اقليم المعايير، وبالتالي فان المستقبل هنا واضح، اكثر مما هو عليه في اية منطقة اخرى من العراق.

* اخيراً، كيف بالامكان الحفاظ على
وحدة العراق في مثل هذه الاجواء العاصفة؟

- ان نفعّل العمل الديمقراطي، وان يسود القانون والعقل والمنطق وان نحشر الغيبيات في الزاوية المسموح لها ان تعيش فيها، اقصد الزاوية الطبيعية، انا اعتقد ان علينا ان ندرس التاريخ العراقي بعناية وحكمة وضمير ونعيد كتابته من جديد حتى نعيد بناء هذه الدولة العراقية، فنحن لسنا جزءاً من العالم الاسلامي، نعم نحن مسلمون، لكننا لسنا جزءاً، بمعنى اننا تابعون لمركز ما، انا لست جزءاً تابعاً لطهران ولا للرياض ولا للثورة الاسلامية ولا للأزهر، ونحن لسنا جزءاً تابعاً للأمة العربية، نحن دولة عراقية اقدم من كل هذه الدول، وحضارتنا اعمق من كل هذه الحضارات وحقنا مشروع بالحياة، ندعو إلى السلام والعقل والمنطق، هذا هو طريق البناء، لقد آن الأوان لكي نطرح نفسنا بشكل صحيح، كما ان الاعلام الكوردي مطالب ان يقدم الحقائق عن الاقليم واثقاً من نفسه ومن طموحاته، وان لا يخجل من ان هذا العراق يتكلم اللغة العربية وليس الكوردية فقط، فليحّدث الاقليم باقي العراق بلغته الاخرى حتى تفهم الناس الامور ولا نسمح لمن يحاول الاصطياد في المياه العكرة، أو يدفع العراق إلى متاهات خطيرة.

حـوار : مل اللـه فـرج
تصوير :  فاضل فراموش






     


صائب خليل

مرحبا استاذ مال الله، شكرا للقاء، وكنت ابتسم وأنا أقرأ سؤالاً : "كيف بالامكان الحفاظ على  وحدة العراق" يوجه إلى عميل لإسرائيل
تقبل تحياتي