تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

كلام الناس

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يوليو 04, 2012, 09:56:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

كلام الناس


بهنام شابا شمنّي

تحكم مجتمعاتنا الشرقية العديد من العادات والتقاليد الاجتماعية التي هي اما رواسب توارثتها عبر التاريخ جيلا بعد جيل او مفاهيم دينية حملتها بحكم انتمائها الديني والمذهبي  .

اصبحت هذه العادات والتقاليد صفة مميزة لهذه الشعوب والمجتمعات تميزها عن باقي الشعوب والمجتمعات الاخرى .

فهي تلعب دورا كبيرا في حياة هذه المجتمعات اليومية ، وينعكس ذلك على حياة الافراد ، بل باستطاعتك ارجاع الفرد الى المجتمع الذي ينتمي اليه من خلال عاداته وتقاليده وملابسه وتصرفاته . حتى اصبحت هذه العادات والتقاليد هوية هذه المجتمعات .

كما يرتبط الافراد في هذه المجتمعات بروابط وعلاقات اجتماعية تنسحب مؤثراتها وتاثيراتها ليس على مستوى الاسرة الواحدة فقط وانما على مستوى العائلة الاكبر ( العشيرة ) وبالتالي المجتمع ككل .

هذه العادات والتقاليد الاجتماعية والمفاهيم الدينية والروابط والعلاقات الاجتماعية ، بالرغم ما تحمله من ايجابيات لكن لها اثارا سلبية ايضا على حياة الافراد في هذه المجتمعات ، وقد تكون سببا في فشل هؤلاء الافراد في حياتهم او مسببة لهم امراضا نفسية ،  او في تحطيم طموحاتهم لانها تكون السبب في تقييد حريتهم الشخصية وبالتالي التخلي عن رغباتهم وطموحاتهم واهدافهم الشخصية .

الى وقتنا هذا وبالرغم من الانفتاح الاسري والمجتمعي على النظم الجديدة في التربية والتعليم واعطاء اهمية ودور للحرية الشخصية واحترام الراي الشخصي ، الا انه لا زالت الكثير من العوائل تعيش في نظام اسري صعب تحكمه ارادة كبير العائلة ، حيث تعيش عدة اسر تحت سقف واحد وتاكل من قدر واحد ، وعادة ما يكون للاكبر سنا ، الامر والنهي وعلى الجميع طاعته ، فيتدخل في قرارات مصيرية تخص الاسرة او احد افرادها وقد ياتي الحكم بعكس ما يبتغيه اعضاء الاسرة او احد افرادها  ، وعادة ما تكون الضوابط التي توضع على المراة في هذه المجتمعات اكثر من على الرجل ، ومن هذه القرارات على سبيل المثال لا الحصر ، الزواج ، الدراسة ، مجال العمل ، السفر والخ  .

اما في المجتمعات الشرقية الاكثر تحررا ومنها مجتمعاتنا المسيحية ، التي تحررت من نظام العائلة الكبيرة واصبح ارتباطها برب الاسرة فقط ، فلا زال الافراد في هذه المجتمعات يخضعون للبعض من هذه المفاهيم مجبرين ، ليس ايمانا منهم بها ولكن خوفا من ثورة البيئة المحيطة بهم والمجتمع عليهم والذن يسمونه ( كلام الناس ) . 

فمثلا لا زالت الكثير من القرارات التي تتخذ بحق المرأة او القيود التي توضع عليها بحكم المفاهيم الدينية والتقاليد والعادات الاجتماعية سارية المفعول ، بالرغم من اعطائها الحرية في اختيارشريك حياتها ، لكنها لا زال محروما عليها عيش حياتها العاطفية مثلا ، وان وجدت فانها تكون في السر ، كما يجب على المراة التقيد باسلوب اختيارها لملابسها ارضاء للمجتمع ، اما اذا كانت تهوى الفن اوالرياضة فتقاليد العائلة والتربية البيتية لا تسمح لها ، لا بممارستها ولا حتى بدراستها  وان حصل ذلك فالى فترة معينة من عمرها ، وفي احيان كثيرة تقبل الاسرة الاكثر تحررا بهذه جميعا وترى انه من حق المراة التمتع بها ، ولكن عدم قبولها ياتي رضوخا للمجتمع وتقاليده ومفاهيمه وهروبا من ( كلام الناس ) الذي لا يرحم .

كما لا زالت هذه الاسر تنظر الى الطالب المتعثر في دراسته بانه انسان فاشل ليس في دراسته فقط وانما سيكون فاشلا في حياته ايضا ، وفشله هذا هو وصمة عار في جبين العائلة ، دون ان تفكر العائلة في مساعدته على اظهار المواهب الاخرى التي يتميز بها والتي يمكن ان تجعله انسانا ناجحا في حياته . هذا بالاضافة الى ان هذه الاسر تنظر الى الطالب الناجح والمتفوق في دراسته  لا مجال له غير دراسة الطب والهندسة وفروعهما .

كما ان في مفهوم هذه المجتمعات ايضا ، ان على الرجل والمراة يجب ان يدخلا في مشروع الزواج والا فهما في حكم الفاشلين في حياتهم حتى وان كانت الظروف لم تسنح لهم ذلك .

الكثيرون من هؤلاء ( رجالا ونساء ) لم يحالفهم الحظ في الزواج لظروف خاصة ، او لم تسنح لهم فرص الزواج ، ومن بين هؤلاء من هم ناجحون في حياتهم العملية ، ولكن نجاحهم هذا لا يسعفهم في تحسين صورتهم امام المجتمع كونهم في نظر المجتمع فاشلون في الزواج ، بل دائما ما يغتابونهم كلما جرى الحديث عنهم . والرجل يكون اكثر تعرضا للضغوطات من قبل المجتمع في هذه الناحية ، ودائما ما يؤثر ذلك على حضوره الاجتماعي بين الناس ، وبالتالي تاثيرات نفسية على شخصيته ، والانغلاق على نفسه ، وقد يؤدي ايضا الى التحجيم من نجاحه.

ومن الامور الغير المستحبة ايضا في هذه المجتمعات ، محاولة التدخل في حياة الاشخاص ،  بل والاصرار على معرفة امورهم الشخصية واسرارهم ، كل ذلك من باب حق الجيرة والمعرفة الشخصية وصلة القربى التي تربطهم بهم ، بل ديدن بعضهم الاطلاع على الاسرار الخاصة لكل افراد الحي او المحلة .

لذا فان الفرد في هذه المجتمعات دائما ما يعطي اهمية كبيرة (لكلام الناس ) ويحسب له الف حساب ، في كل عمل او خطوة يريد ان يخطوها في حياته الخاصة والعامة ، خوفا من الخروج على المفاهيم والتقاليد التي يقدسها مجتمعه ، او ان يضرب كل هذه التقاليد والمفاهيم الاجتماعية بعرض الحائط ويتحمل كل الانتقادات التي تاتيه عملا بقول الاغنية التي اشتهرت في الثمانينيات من القرن الماضي ( شعلية انا من الناس وشعلى الناس مني ) .

ARAMI

الاستاذ بهنام المحترم
موضوع شيق وجميل ويحتاج الى العديد من المقالات لتغطية جوانبه
ولكن
الانسان محاط بمجتمع وعلى فرض كون بعض تقاليد هذا المجتمع خاطئة (وهذا شي نسبي) فلن يستطيع ان يغير بسهولة ما حوله ، لا بل من الصعب ان يغير شي يخصه ويخالف ما حوله لما ممكن ان يواجهه من الانتقادات والصعوبات

لا تنسى ان الانسان نتاج بيئته التي تحيط به، ولو كان فيه روح التمرد فتأكد انه قد ورث ولو جزء منها من مجتمعه

ومهما كانت طبيعة المجتمعات فتأكد ان هنالك تيارات مختلفة ولا يوجد مجتمع يسير باتجاه واحد، اذ هنالك متضادات في المجتمع كما نلاحظه في المجتمعات "المتدينة" والتي يكثر فيها الفساد خفية
اما كلام الناس فهو محبط في اغلب الاحيان (وليس بالضرورة ان يكون خاطئا بسبب نسبية الخطأ والصواب) ولكن صدقني فهو لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لمن له هدف واضح وهذا للاسف قليل في مجتمعاتنا

مع التحية