مركز النهرين لتخريج العملاء وقادة المؤامرات يفتتح في بغداد

بدء بواسطة صائب خليل, يونيو 29, 2012, 02:13:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

مركز النهرين لتخريج العملاء وقادة المؤامرات يفتتح في بغداد


"أعلنت السفارة الأميركية(1) في بغداد، الثلاثاء، أن مركز النهرين للدراسات الستراتيجية الذي تم افتتاحه بالعاصمة وفقاً لاتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، سيقوم بمهمة تيسير الحوار الإقليمي، مؤكدة أنه يمثل الأساس لتعزيز الشراكة بين العراق والدول الأخرى."
وأضافت السفارة أن "المركز يضم جامعة الدفاع الوطني العراقية وكلية الدفاع الوطني والكلية الحربية العراقية ومعهد اللغات العراقي"، مؤكدة أنه "سوف يقوم بمهمة تيسير الحوار الإقليمي كما يمثل أساساً تبنى عليه دعائم الشراكة بين العراق والدول الأخرى في شتى أنحاء المنطقة".
ولفتت السفارة إلى أنه "تم استكمال كافة المرافق الخاصة بمجمع المركز والتي بلغت تكلفة إنشائها خمسة عشر مليون دولار ممولة من قبل السفارة الأميركية في مدة زمنية بلغت العامين"، معتبرة أن المركز "يعكس مدى التزام العراق نحو وضع منهاج للتطوير المهني والدراسات الإستراتيجية لكبار المسؤولين في العراق".
وكشفت السفارة أن "كبار القادة العراقيين سيتلقون دراساتهم في مجالات مثل الدفاع والأقتصادات والعلاقات المدنية العسكرية والقيادة والإدارة فضلاً عن الموضوعات المتعلقة بالأمن الإقليمي وتخطيط الموارد الإستراتيجية"، مشيرة إلى أن "افتتاح المركز يعكس مدى التعاون القائم بين الولايات المتحدة والعراق ضمن اتفاقية الإطار الإستراتيجي بغية تعزيز الأمن والاستقرار في العراق".

إذن سيكون لدينا بعد بضع سنين، عدد كبير من "الخبراء" ليس فقط في الجيش و"الأمن الإقليمي"، ولكن أيضاً سيعلموننا كيف "نخطط مواردنا الإستراتيجية" ويعطونا الأساس الذي نقيم عليه "دعائم الشراكة" بيننا وبين "الدول الأخرى في شتى أنحاء المنطقة".

يذكرني "مركز النهرين" بـ "مدرسة الأمريكان" التي كانت تخرج الخبرات العسكرية والأمنية لدول أميركا الوسطى والجنوبية، والتي قيل أن "جميع" (أكرر "جميع") دكتاتوريات دول أميركا الجنوبية والوسطى كانوا من خريجيها، إضافة إلى عدد كبير من المجرمين الأقل شأناً، والذين كانوا ينظمون عمليات الإرهاب في تلك الدول.
"التخلص من شخص ما، أمر سهل، أما تحطيم أمال الشعوب فتحتاج جهوداً أكبر. لكنك تستطيع الثقة بأن البعض سيتبرع بالقيام بالعمل القذر مقابل المال او الجاه او السلطة....أما عندما تفشل الطرق الإعتيادية فيمكن الإعتماد على مدرسة ألأمريكتين" هكذا يبتدئ و. ي. كتمان مقالته عن "مدرسة الأمريكيتين (SOA-School-of-the-Americas)" (2) ، وأنقل لكم المزيد من مقالتي التي كتبتها عن المدرسة عام 2006:

أسست "مدرسة الأمريكتين" في بنما عام 1946، (أي بعد عام واحد فقط على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقبل عام من مشروع مارشال!) ثم تم نقلها إلى "حصن بينينج" في الولايات المتحدة بعد عامين، عندما طردها الرئيس البنمي يورغ ايلويكا ووصفها بأنها "أكبر قاعدة لإثارة القلاقل في أميركا اللاتينية". منذ تأسيسها تخرج منها ما يزيد على 60 الف عسكري من أميركا اللاتينية (احصاء 1995).
حاول عدد كبير من الناشطين فضح وإغلاق تلك المدرسة، وكذلك العديد من السياسيين الأمريكان مثل النائب الديمقراطي جوزيف كندي، الذي يقول عنها ان "خريجيها يشملون دكتاتوريي أميركا اللاتينية وجنود متورطين في جرائم كبرى ضد حقوق الإنسان"...."إنها تكلفنا ملايين الدولارات وتربط إسمنا بالمتسلطين ومضطهدي شعوبهم".، لكن أميركا كان لديها أهم من سمعتها، واستمرت المدرسة تحت أسماء أخرى رغم كل المعارضة والإحتجاجات والفضائح.
للمزيد من المعلومات عنها يرجى مراجعة الهامش، وكذلك رابط المقالة فيه.(3)
هل يخطط الأمريكان للعراقيين شيئاً أفضل مما خططوا للأمريكيين اللاتينيين؟ إذا كان هذا ما قدمه الأمريكان لدول أمريكا اللاتينية التي يسمونها "حديقتهم الخلفية التي لم تزعج أحداً" فما الذي يدربونه لخزان الـ 11% من نفط العالم، وتحت التأثير الإسرائيلي المتزايد؟ أتركها لكم ايضاً، بعد أن أذكركم بأن أول سفير أختاره الأمريكان للعراق، "جون نيغروبونتي" كان سفيراً لأميركا في الهندوراس في ثمانينات ريكان الإرهابية وكان على ما اشارت الكثير من المصادر، يدير الإرهاب في أميركا اللاتينية من سفارته هناك.
أنظر مقالتي عنه. " نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير"(4)

أصدقاء أميركا، وحتى الذين يسبحون بحمدها ليل نهار ويخشون على خدش شعورها حتى من إسم إتفاقية غير لطيف، لا ينكرون أنها دولة تعمل لمصالحها مثل غيرها من الدول، فلماذا تدفع 15 مليون دولار لتدريب كوادرنا؟ أترك لهم ولكم الجواب على ذلك، ولكني أعود فأتساءل: 15 مليون فقط؟ ما قيمتها بالنسبة لبلد مستعد أن يضحي بالمليارات بلا سؤال؟ ولماذا لا يبني مثل هذا المركز بدل واحد من "المولات الحديثة" التي يقوم بإنجازها، ويكون لديه مركز لتخريج خبراء عراقيين بعيداً عن تأثير أية قوة أجنبية، يثق بهم ويعملون من أجله، ويختارهم بنفسه على أساس الكفاءة وليس اي معيار آخر مشبوه؟ ويتم اختيار مدرسيه ومحاضريه بإرادة عراقية يمكنها أن تستثني أي وجه مشكوك بأمره أو له تاريخ صهيوني أو لصوصي أو معاد للعراق وأصدقائه.
هؤلاء الذين يقدسون أميركا يعترفون أيضاً بأنها جاءت بالبعث إلى العراق ثلاث مرات، (بعد فشل محاولتهم الرابعة في الإنتخابات الأخيرة) ولم يأتوا بأي شريف له في يوم من الايام، بل لم يفعلوا ذلك لأي بلد، فما نوع "القادة" الذين ستعدهم أميركا لنا هذه المرة؟ هل كان على نبي هذه الأمة أن يقول أن "المؤمن لا يلدغ من جحر أربعة مرات"؟

أمس كتبت عن الوزير الذي "أقيل على خلفية اتهامات بالفساد"، وأشرت أنه استعاد 50 مليون دولار من قيمة صيانة معدات محطة توليد كهرباء واحدة فقط، كان الوزير الذي قبله قد تعاقد عليها، بمجرد مساءلته الشركة عن سبب غلاء عرضها. لم تكن هذه الـ 50 مليون بالحسبان...خذوها وأبنوا بها ثلاث مراكز عراقية مثل "النهرين"، وتبقى 5 ملايين للرشاوي والفساد. أو خذوا ما حاول نفس الوزير  توفيره  في مشروع واحد حين شكك بإله "الإستثمار" المقدس والإحتفاظ  بـ 12 مليار دولار للحكومة. بدل من إعادة هذا "الإستحمار" كما تفعلون الآن، خذوها وأبنوا 800 "نهرين" عراقي لا تحوم حولها وحول خريجيها الشبهات! لماذا نخاطر بقيادة العراق ومستقبله من أجل 15 مليون دولار؟

ومن هي برأيكم "الدول الأخرى في شتى أنحاء المنطقة" التي سيساعدنا خريجونا من مركز النهرين على التعامل وإقامة العلاقات معها؟ إحزروا؟!  مصر الثورة؟ سوريا؟ إيران؟..لا! وهل يحتاج العراق إلى خبراء تدرسهم أميركا لمثل هذه العلاقات؟ هؤلاء الخبراء سيركزون على "المهمات الصعبة" للعلاقات! مدرسي المركز سوف يعلمونهم أفضل الطرق لإقناع الناس بتلك العلاقات.

بعد بضعة سنوات، وحين تكمل "القاعدة"(!) إغتيال بقية العلماء العراقيين والطيارين الذين تدربوا على طائرات روسية وفرنسية (منافسة)، وكبار الضباط السابقين الذين لم يتعاونوا مع المحتل، والإقتصاديين الذين "يشركون" بحرية السوق ويشككون بقداسته، إن لم تكن قد أكملت اغتيالهم بعد، سوف يكون لدينا جيش صغير بديل من خريجي مركز النهرين و غيره من الدورات الأمريكية ، ليحلوا محلهم. هؤلاء سيتولون إدارة "الخزان الذي يحتوي على 11% من نفط العالم"، كما قال الشهرستاني تواً، لأن أهل هذا الخزان ارادوا توفير 15 مليون دولار.
في زيارته لأميركا، ولتبرير خطط الحكومة باقتراض 70 مليار دولار إضافية من أجل خطط متطرفة وغير مدروسة لإستخراج النفط بأقصى طاقة ممكنة، قال المالكي: وما قيمة الـ 70 مليار دولار بالنسبة لبلد مثل العراق؟ إذن ما قيمة 15 مليون دولار لهذا البلد ليضع نفسه غداً تحت قيادة خريجي معهد مشبوه، يديره أمثال بايدن الذين يفاخرون بصهيونيتهم، او مجهولون من جيكيا التي تعتبر نفسها ولاية من ولايات إسرائيل، بل وربما محاضرين من إسرائيل نفسها؟ وهل هناك خط فاصل بين إسرائيل وأميركا؟

الخطوة التالية لن تكون صعبة، وربما بدأ العمل بها منذ زمن: إفشال الحكومة العراقية المنتخبة، وإحباط المشاريع الإقتصادية وإستمرار إشاعة الفساد، تليه حملة إعلامية قوية من الحرة والصباح والبغدادية والفيحاء والحوار المتمدن وبقية الشلة، عن ضرورة "تعيين المسؤولين على أسس مهنية" والتسبيح بحمد "المسؤول المستقل" عن تأثير الأحزاب والكتل السياسية، و "إقامة حكومة تكنوقراط".
ومن سيكون لدى العراق من "المهنيون التكنوقراط"؟ الذين تخرجوا تواً من مركز النهرين في انتظار أن يطهى المواطن جيداً ويصبح جاهزاً لتسليمهم قيادته في كل شؤون البلاد، وسيشكلون عصابة تقودها قيادة موحدة من مركز قيادة عمليات السي آي أي في بغداد والمسمى "سفارة"، والتي تحتفظ بملف عن كل عراقي، وستقوم بتنسيق عمل هذه العصابة لإستبعاد وطرد أي عنصر دخيل في أي موقع مهم في العراق، بالتهديد والرشاوي والفضائح التي تعمتد على معلوماتهم تلك، حتى تستتب كل الأمور لهم وعندها لن يكون هناك شيء يمكن عمله حتى لو أكتشفت الحقيقة..... بـ 15 مليون؟ ما أرخصنا!

كبار قادتنا، سيكونون إذن من خريجي المركز الأمريكي، "النهرين"، الذي يقول الخبر أنه -  "يعكس التزام العراق بـ" ....(لنكملها نحن).."البقاء تابعاً لأميركا حتى بعد خروج قواتها وإلى أن يكتب الله أمراً كان مفعولا!"

(1) http://www.akhbaar.org/home/2012/06/131920.html
(2)
School of the Americas:POLITICS OF ASSASSINATION:
The Bloody Legacy of the US Army School of the Americas
By W. E. Gutman http://www.pangaea.org/street_children/latin/soa.htm

(3) معلومات ومصادر أخرى:
أ: هذا الموقع يقدم قوائم بأسماء الخريجين سيئي السمعة في كل بلد من بلدان أميركا اللاتينية بقائمة منفصلة:
http://www.soaw.org/article.php?id=205&cat=63

ب: عدد خريجي مدرسة الأمريكتين حسب جنسياتهم:
Countries / Graduates (since 1946)
Argentina / 931
Bolivia / 4,049
Brazil / 355
Chile / 2,405
Colombia / 8,679
Costa Rica / 2,376
Dominican Republic / 2,330
Ecuador / 2,356
El Salvador / 6,776
Guatemala / 1,676
Honduras / 3,691
Nicaragua / 4,693
Panama / 4,235
Paraguay / 1,084
Peru / 3,997
Uruguay / 931
Venezuela / 3,250

ج: أشهر الجرائم التي قام أو شارك بها خريجو مدرسة الأمريكتين:
إغتيال القس روميرو: تم التعرف على 3 ضباط – 2 منهم من خريجي مدرسة الأمريكان
إغتيال 5 راهبات أمريكيات: تم التعرف على 5 ضباط – 3 منهم من خريجي مدرسة الأمريكان
إغتيال قادة عماليين: تم التعرف على 3 ضباط – ثلاثتهم من خريجي مدرسة الأمريكان
مذبحة الجنكيلو: تم التعرف على 3 ضباط – 2 منهم من خريجي مدرسة الأمريكان
مذبحة المازاتو: تم التعرف على 12 ضابط – 10 منهم من خريجي مدرسة الأمريكان
إغتيال صحفي هولندي: تم التعرف على ضباط واحد – وكان من خريجي مدرسة الأمريكان
مذبحة لاهوجاس: تم التعرف على 6 ضباط – 3 منهم من خريجي مدرسة الأمريكان
مذبحة سان سيباستيان: تم التعرف على 7 ضباط – 6 منهم من خريجي مدرسة الأمريكان
مذبحة اليسوعيين: تم التعرف على 26 ضباط – 19 منهم من خريجي مدرسة الأمريكان

للمزيد أنظر: صائب خليل: مدرسة الأمريكتين-  قصة معمل لتفريخ الدكتاتوريات والسفاحين
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/26usa.htm

(4) صائب خليل - نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=20653



ِARAMI

الاستاذ العزيز
لقد كتبت رؤية تخصك مشبعة بالمؤامرة وليس حقيقة واقعة (على الاقل لحد الان) وتحدثت عن الكثير من الاحتماليات وتشبيهها بماضي يختلف كل الاختلاف عن واقعنا الان في العراق وافترضت فرضيات قد تصح او لا متناسيا او متجاهلا الواقع المرير في العراق
وتحدثت عن افشال "الحكومة العراقية المنتخبة" التي ولدت مشوهة اصلا ولا تمت الى الديمقراطية بصلة
اما احباط المشاريع الاقتصادية فلا حاجة لتدخل امريكا لان الشعب بارع بالفساد ولا حاجة له بمسؤول مدرب ليوجهه فالفساد اصبح ثقافة شعبية واخلاق وسلوك
ولا حاجة لبقية الدول ان تستورد القادة من العراق لتمرير سياسات امريكا لان الاسلاميين موجودين وهم يقومون بالواجب
ولك التحية

صائب خليل

أخي آرامي، ستكشف لك الأسابيع القليلة القادمة ما هي المؤامرة الحقيقية. شكرا لمرورك

ARAMI

اشكرك على ردك ومع احترامي لرؤيتك ولكني اتمنى ان تكون خاطئة

مع التحية