هل أهل برطلة السريان غير عراقيون أَم مواطنون من الدرجة الثانية؟

بدء بواسطة حكمت عبوش, يونيو 27, 2012, 05:21:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

هل أهل برطلة السريان غير عراقيون أَم مواطنون من الدرجة الثانية؟

                                                                       حكمت عبوش

هذا السؤال يفرض نفسه وبسرعة ليس في أذهان أهل برطلة الأصليين(السريان )وكل مناصري الحق والعدالة فحسب بل في أذهان كل من يمتلك الحد الأدنى من الشعور بالمواطنة وذلك عندما يرون كل هذا الإصرار الغريب من لدن البعض من  الأخوة الشبك وغيرهم في استمرا ر محاولاتهم للاستحواذ على المزيد من أراضيها التي أطفأها(صدام الأرعن )بقراراته الجائرة فتم  في حينها توزيع جزء مهم منها لمواطنين آخرين  من خارج القصبة ومن خارج القضاء أيضا وقد شرحت هذا في مقالي (لماذا الاستمرار بتنفيذ قرارات وسياسات صدام المجحفة بحق برطلة) والمنشورة في صفحة (كلدو آشور) من جريدة (ريكاي كردستان) الغراء وموقعي (برطلي  نت وعنكاوة كوم) الموقرين وأوضحت فيها أن غابة صدام منها لم تكن حل مشاكل المواطنين السكنية وإنما بث الفتنة والتفرقة بينهم ،أبناء الشعب العراقي الواحد .وصدرت بعد السقوط في 2003  قرارات بإيقاف عملية الأطفاء والكف عن عملية توزيع الأراضي لأنها أصبحت مشمولة بدعاوي  لم تحسم بعد في هيئة نزاعات الملكية العقارية، ولكن رغم هذا فان مديرية بلدية نينوى تكرر كل عام مطالبتها لمجلس ناحية برطلة بإمكانية أحياء قرار الأطفاء السيئ الذكر بخصوص القطعتين (195 ,61 ) مقاطعة (138) برطلة الوسطى وقد رفض هذا الطلب سابقا و لكن هذه السنة وافق عليه 6 من أعضاء مجلس الناحية وهم من غير أبناء برطلة الأصليين و( وهب الأمير ما لا يملك)ورفضهاال4 الباقين من أبناء برطلة الأصليين  ويتضمن هذا القرار بناء عمارات فيها 1000شقة مع ملحقاتها على مساحة 200 دونم ، ناهيك عن هذا فهناك 68 قطعه مطفأة من قبل البلدية إلا أنها غبر موزعة لكن  آخرون (من خارج القصبة )قاموا ببناء دورهم عليها تجاوزا وبشكل غير مشروع ويقال إن هناك أراضي أخر مطفأة وغير موزعه  ومتجاوز عليها وتطلب البلدية في كتاب لها إلى الناحية العمل على إنهاء التجاوز و محاسبة المتجاوزين ونحن نسأل كيف عرف هؤلاء – وهم من خارج القصبة-بهذه الأراضي المطفأة ؟ و كيف لم تستطع الناحية من وضع حد لتجاوزاتهم على هذه الأراضي وكان الأستاذ منذر شابا رئيس مجلس ناحية برطلة أفاد برغبة البعض بإحداث التغيير الديمغرافي  كما أكد السيد باسم بلو قائم مقام قضاء تلكيف في كلام نشره موقع عنكاوة أيضا وجود من يعمل بهذا الاتجاه في محافظة وبلدية نينوى وعلى مستوى سهل نينوى.
أن هذا التجاوز على أراضي أهل برطلة لا يقبله أي إنسان عراقي على أرضه وإذا حدث هذا في زمن صدام الذي كان يحكم العراقيين بالحديد والنار فانه يجب أن لا يحد ث  في زماننا الذي يجب أن يكون نقيضه تماما في احترام الأنسان وحقوقه وأملاكه و  مطالبة مجلس أساقفة نينوى  بالكف عن الاستيلاء على المزيد من أراضي أهل برطلة – والتي اطفاها صدام –أولا و إيقاف تخصيص وتوزيع الأراضي في عموم مناطق سهل نينوى ثانيا و المطالبة بتنفيذ وتفعيل قرارات مجلس الوزراء والبرلمان الداعية الى ايقاف اعمال التغيير الديمغرافي ثالثا هي دعوة منسجمة مع المصلحة العامة لكل أهالي القصبة ولكل المسحيين أبناء الشعب(الكلداني السرياني الآشوري)العراقي الأصيل وتمثل نداءا صادقا لتأكيد قيم  الحق والعدالة بأجلى صورها و ليست مدعاة للسخرية والاستهزاء كما وصفها  الدكتور حنين القدو الأمين العام للتجمع الشبك الديمقراطي في بيانه الذي نشرته (الشبك نت)  ولكن ما يدعو للتعجب و الأستغراب حقا –وننأى عن  استخدم أوصاف الدكتور القدو، - الذي تناسى  ان أهل برطلة كانوا ولازالوا هم رافعي ورود السلام وغصن الزيتون ايضا و انهم دائما يشار لهم بالبنان  في التعامل الأيجابي مع كل زائري بلدتهم من الشبك والعرب والأكراد والآخرين فتكونت صداقات اخوية عميقة وقوبة بينهم وبين كل هؤلاء كما لم يشر الى الدور  الأنساني النافح بالطيب لأهل برطلة عند حدوث التفجير الإرهابي المحزن في قرية (خزنه) سنة 2009 وكيف شارك أهلها بجمع التبرعات والمساعدات وذهاب شباب برطلة إلى مستشفى الحمدانية للتبرع بدمائهم للمصابين وما يدعو إلى الاستغراب  أيضا قول السيد قصي عباس ممثل الشبك   في محافظة نينوى على قناة الموصلية نشرته(الشبك نت) بتاريخ 14\6\2012في بيان منفصل اخر:
(في الوقت الذي يطالب الأخوة المسيحيين باستحداث محافظة في سهل نينوى يعترضون على تطوير هذه المنطقة وبناء الشقق وتطوير الحركة العمرانية والتطور الاقتصادي فيها وهذه مفارقة يجب أن نقف عندها ) وهنا نسأ له أيجب أن يقبل أهل برطلة ببناء الشقق فوق أراضيهم التي يمتلكونها ابا عن جد وبحوزتهم سندات الطابو التي تثبت هذه الملكية وإلا فأنهم معترضون على تطوير الحركة العمرانية والاقتصادية ونسأله ايضا ماذا نسمي رفض أهالي قرية (باي بوخت) الشبكية (شرق الموصل 8 كم والتابعة لناحية بعشيقة( بناء شقق سكنية لأخربن من خارج القرية وفق قرار سابق لمحافظة نينوى فهل يعتبر هذا أمرا معارضا لعملية تطوير المنطقة ؟ وهل فهم أهل برطلة للمادة 23 ب من الدستور يختلف عن فهم أهل قرية (باي بوخت )الشبكية؟ أم يحق للمواطنين الشبك ما لا يحق للمواطنين السريان ؟
علامتان دالّتان
هناك حدثان وقعا في برطلة خلال الفترة القريبة الماضية ويوضحان بجلاء استهانة البعض من الإخوة الشبك و آخرين بأهل برطلة ومواطنيها ونسرد أولا قضية اعتداء حراس النائب الشبكي في البرلمان ( محمد جمشيد) على احد ضباط الحراسات في برطلة وبحضور و إشراف النائب نفسه وبالصدفة فأن الضابط لم يكن موجودا في نقطة الحراسة فأستدعي إلى مكان تواجد النائب وما أن وصل حتى انهال حراس النائب عليه بالضرب بأخمص البنادق و (البوكسات) فأدموه ولم يتركوه ألا وهو في حالة يرثى لها وأدخل على أثرها إلى المستشفى وبقى عدة أيام إلى أن استعاد بعضا من صحته وهكذا نرى نائبا عن الشعب في البرلمان بدلا من أن يكون مثالا في تطبيق الدستور والقوانين المرعية وبدلا من أن يكون داعية للخير والسلام ويؤكد على الإخوة والمساواة بين المواطنين باختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم واحترام الإنسان وكرامته تراه وكأنه يريد أن يعلم أهل برطلة دروسا في الطاعة والولاء ولا نعلم أن كان يدري أو لا يدري إن هذا هو عكس ما يجب أن يفعله تماما وانه قد اقسم باليمين على ذلك عندما تولى موقعه النيابي وثانيا نسرد قضية التجاوز الذي قام به أفراد غرباء عن القصبة بادعاء السكر والعربدة و إطلاق النار والشتائم والكلمات النابية بحق أهل برطلة المسحيين مما أثار جوا من القلق وعدم الاستقرار بين العوائل و الأطفال ثم قام احدهم في صباح احد الأيام التالية و هو بكامل الصحو بإطلاق العبارات النابية بحق أهل برطلة و دينهم و اننا نسأل المسؤولين من قوات الشرطة الحكومية و البشمركة المتواجدين في القصبة كيف يسمحون بحدوث هذا التجاوز على اهل البلدة المسالمين .
ان كل هذه الاستهانة و التجاوزات على اهل برطلة الاصليين لا تعني سوى ان اهل برطلة غير عراقيين او مواطنين من الدرجة الثانية و الا ماذا يعني هذا الافراط العابث بمصيرهم و امام السلطات المسؤولة؟ 

السؤال الأهم والأبرز:
أن السؤال الأبرز والاهم هنا  والموجه لمحافظ نينوى السيد أثيل  النجيفي ومجلس المحافظة ومدير بلدية نينوى، لماذا ومن وراء هذا التأخر بل والامتناع عن فتح دوائر الناحية والبلدية في قرى شبكية كبيرة تستحق بامتياز أن تكون مراكز لنواحي وفيها دوائر البلدية مما يتيح توزيع الأراضي السكنية في القرى ذاتها إلى أهاليها من الأخوة الشبك دون الحاجة لأراضي أهل برطلة و(حوسمتها) بطرق ملتوية  كما يجري الآن من قبل البعض و يسمح بفتح و أنشاء دوائر خدمية كثيرة تحتاجها الجماهير الشبكية ونسأل اليس هذا تقصيرا بحقوق الجماهير الشبكية التواقه للحصول على الخدمات التي توفرها الناحية والبلدية أم ان هذا التقصير مقبول به طالما انه لا يمس ساحات بعض القصور والبيوت الثرية في فسم من القرى الشبكية و المقدرة بالاف الأمتار المربعة.1
ما بين أهل برطلة والأخوة الشبك وكل العراقيين
.ان ما يجمع بين أهل برطلة كجزء من المكون (الكلداني السرياني الآشوري) والاخوة الشبك بل وكل اطياف الشعب العراقي بمختلف قومياته واديانه ومذاهبه هو ضرورة العيش المشترك وما يفرضه هذا من اهمية التعاون و المحبه و الأحترام المتبادل ونبذ التجاوز و الأبتعاد عنه لأن التجاوز لا يعني سوى عدم تقدير وعدم احترام الآخر وهذا ما يتجنبه المشبع بالروح الوطنية و نبذ الفرقة والتعصب وأمامنا تجارب شعبنا في الماضي و الحاضر وتجارب  الشعوب الأخرى و كلها تؤكد ان الحروب والقتال تدمر الشعوب  والبلدان و ما هي الا تحطيم لحياتها ومستقبلها وقد رأينا في الحروب التي أدخل شعبنا العراقي اليها عنوة (ما يشيب الولدان) كما يقال ويعيدنا الى الوراء عشرات السنين بل مئاتها ولنتفحص  حياة الشعوب المتطورة حبث لها في كل يوم انجاز و اختراع جديد تضيفه الى ما تبتكره البشرية من افكار و اجهزة للتخفيف من معاناتها و من اجل اسعادها. .ان مايريده شعبنا كله بدون جدل هو العيش بسلام وامان ورقي وهذا لن يتحقق  الا بمحاربة اعداء الشعب الحقيقيين، ومن هم هؤلاء؟ انهم مشخصون  ويتمثلون بالارهاب والفساد المالي و الأداري والسياسي واستمرار ازمات الكهرباء والماء والسكن و البطالة والفقر و ازدياد اعداد اليتامى والأرامل والمعوقين  والمعاناة من قلة الأجهزة الطبية والمراكز الصحية والمستشفيات وقلة المدارس والجامعات  ورداءة طرق المواصلات كل هذ اليس شيئا صغيرا بل شئ كبير و عظيم ولكن  كله ما هو سوى الخطوة الأولى التي يجب ان ننطلق منها للحاق بالأمم الاخرى التي سبقتنا بمضامير كثيرة  ومساحات شاسعة يجب ان نسعى بقوة لتحقيقه وهو ليس بطرا و لا شيئا مستحيلا بفضل ما نمتلكه من ثروة بشرية وطبيعية وفيرة وهائلة اذا تم توظيفها واستخدامها  بشكل عقلاني ومبدع  لحققنا ما نصبوا اليه.ولكن ما يجب ان نعرفه ونحن مؤمنين به ومتيقنين منه ان أية قومية أودين أو مذهب واحد عاجز عن تحقيق هذه الاهداف ولذلك على الكل من عرب و اكراد و تركمان وصابئة و كلدان وسريان و اشوريين وشبك ان يعملوا متحدون بيد واحدة وكأخوة في بناء هذا الوطن .

1-   قرأت البارحة ما قاله النائب عماد يوحنا من ان البرلمان سيدرس في الثامن من تموز القادم مسألة التشكيلات الأدارية وتوزيع النواحي نرجو أن لا يقع أعضاء البرلمان و المسؤولين الآخرين تحت تأثير من منعوا تحويل  القرى الشبكية الكبيرة إلى نواحي كما حدث في المرة السابقة.



ملاحظة: من اجل الاطلاع أكثر على كارثة الأراضي المطفأة في بلدتنا برطلة اقرأ مقالي المشار إليه(لماذا الاستمرار بتنفيذ قرارات وسياسات صدام المجحفة بحق برطلة)



ماهر سعيد متي

فعلا استاد حكمت .. الحل يكمن في انشاء وحدات ادارية واقسام بلدية في القرى وتطويرها ومنحها الخدمات اللازمة .. شكرا لك على المقال .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة