الأديب والكاتب السياسي: 3 - حوار مع مثقف لا يتدخل في السياسة...

بدء بواسطة صائب خليل, يونيو 26, 2012, 03:13:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

الأديب والكاتب السياسي:  3 - حوار مع مثقف لا يتدخل في السياسة... 



- استاذ، أنت كمثقف تهتم بلا شك بما يجري في بلادك، ونود أن نعرف رأيك المحدد في بعض القضايا الخطيرة إن سمحت.
= بكل سرور تفضلوا...
- لنبدأ بثروتنا القومية الأساسية: ماهو موقفك من قانون النفط وصراع المختلفين بشأنه؟
= قانون النفط؟ طبعاً كل شيء يجب أن يكون له قانون..
- هل برأيك أن "عقود الخدمة" أفضل أم عقود "مشاركة الإنتاج"؟
= أنا أتصور "المشاركة" ربما تكون أفضل من بعض النواحي...لكن ربما يأتي غيري ويقول غير ذلك..فـ "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحـ...."
- هل نعطي النفط المخفض السعر لحكومة الأردن في رأيك؟
= هل طلبوا ذلك؟
- لننتقل إلى تساؤلات آخرى على الساحة: هل نعتبر أميركا خطر علينا، أم صديق؟
= هذا يعتمد على تعريفك لـ "الصديق" و "الخطر"...
- هل نقف مع حكومة سوريا أم مع الثوار؟
= سمعت أن كليهما سيء.. ما شأننا بهم؟
- تقول الحكومة أن سقوط سوريا سيؤثر على العراق، كيف، برأيك؟
= أكيد سيؤثر بشكل ما.. كل شيء يؤثر على كل شيء بطريقة ما. يجب أن نفهم أن العالم صار قرية صغيرة مترابطة بشكل وثيق وأنه لا يمكنك أن ....
- وما رأيك بما يجري في مصر الآن؟
= بصراحة لا يهمني ....أنا أؤمن بمبدأ "العراق أولاً!"
- وعن الإقتصاد، وهو كما تعلم خطير الأهمية، دعني أسألك أولاً: ما رأيك بالعولمة؟
= سمعت حديثاً عنها، لكني في الحقيقة لا أستطيع أن أعطي تقييماً دقيقاً لها...فلست ملماً بكل تفاصيلها..
- وما رأيك بحرية السوق؟ هل تناسب بلادنا؟
= بشكل عام هي شيء جيد...لكن رب سائل يسأل: ما هو "الجيد" ؟
- ما رأيك بالليبرالية، هل هي الأنسب للبلد؟
= الليبرالية حركة عريقة، لكن يجب أن لا تكون مؤدلجة فعهد الإيديولوجيات أنقضى
- والإشتراكية؟
= الإشتراكية أصبحت قديمة...على الإشتراكيين أن يتطوروا...الشيء الحديث هو الرأسمالية
- وما رأيك بمشروع إلغاء الأصفار من العملة؟
= إنه مشروع كبير وسوف يؤثر على الإقتصاد الوطني، ولكن سلباً من بعض النواحي وإيجاباً من النواحي الأخرى
- أية نواحي سيؤثر سلباً وأيها إيجاباً؟
= لاتستطيع أن تقول أيهم هكذا وأيهم هكذا، لأن العوامل متداخلة بشكل معقد وبنيوي ومن التعسف فصل هذا عن ذاك..
- والخصخصة؟ ما رأيك بها؟
= الخصخصة لها جانبان كالعملة، لكنها بشكل عام فكرة جيدة، خاصة إذا درست دراسة متأنية ونفذت بشكل جيد
- هل تتصور أنها تخدم البلد؟
= كل شيء يخدم البلد إذا نفذ بعلمية وأمانة.
- وماذا لديك لتقول لنا عن اعتداء الجيران على مياه نهرينا ببناء السدود؟
= إنها جريمة حقاً إن فعلوا ذلك!
- وكيف ترى أن علينا أن نتعامل مع الإرهاب؟
= أنا أؤيد القضاء على الإرهاب!
- هل تعتقد أن أجهزة كشف المتفجرات سليمة أم مجرد خدعة؟
=...سمعت في التلفزيون شخص يقول أنها تخطئ بحشوة الأسنان....
- الشفافية كما لا يخفى عنك قضية اساسية للديمقراطية فبدون معرفة الناس بما يجري حولهم لا يمكنهم أن يمارسوا سلطتهم وخياراتهم بشكل سليم: ما رأيك باستعمال النواب للتصويت السري في البرلمان؟
= هل يفعلون؟
- وما رأيك بتوزيع المقاعد التعويضية في البرلمان؟
= التعويض مطلوب...على أن يكون ذلك بعدالة وليس بمحسوبية ومنسوبية.
- تمر البلاد بمفصل خطير من الصراع السياسي: ما هو سبب الصراع الأساسي بين المركز والإقليم في رأيك؟
= مصالح...كلها مصالح..
- هل يسير المالكي إلى الدكتاتورية برأيك، كما يتهمه خصومه؟
= بالتأكيد...جميع الحكومات تسير إلى الدكتاتورية...
- يعني هل تؤيد سحب الثقة عنه؟
= إن كان ذلك يخدم البلد، فلم لا؟
- وهل يخدم ذلك البلد في رأيك؟
= هذا يعتمد على الظروف ومواقف الأطراف المتصارعة.
- وما رأيك بمجلس السيادات، هل هو دستوري؟
= ربما.. الأمر يعتمد على تفسيرك للدستور...والدستور كما تعلم "حمال أوجه".
- بأي شيء ترى المركز محق، وبأي شيء كردستان على حق؟
= طبيعي كل جهة ترى نفسها هي المحقة!
- وأنت ما ترى؟
= كلاهما مخطئان!
- كيف؟
= لأنهما يجب أن يعملا لصالح البلد وليس للمصالح الشخصية
- أية مصالح شخصية بالضبط؟
= مثلما قلت لك، صدقني كلها مصالح شخصية!
- وكيف نحل هذا الصراع؟
= بالحوار طبعاً...أنا أؤمن بالحوار..الحوار الحضاري ونبذ الخلافات وعقلية المحاصصة وإقصاء الآخر..يجب أن نترك ثقافة الخطوط الحمر، وأن نعمل على...
- من ترى منهما على خطأ وتريده أن يقدم بعض التنازلات في هذا الحوار الحضاري؟
= كلاهما!
- يعني تقترح أن يتنازل المركز ويقبل أن يوقع الإقليم عقود النفط بدون علمه؟
= إذا كانت هناك ثقة فليس هناك مشكلة..
- والمركز يقول أن صلاحيات "مجلس السيادات" الذي يطلبه علاوي يخالف الدستور، فهل يمكن التنازل عن الدستور؟
= لو صفت النيات وتآلفت القلوب لما كان هناك حاجة حتى إلى الدستور..
- وعلاوي، هل تريد أن يتنازل ويشارك الحكم المالكي، وهو يراه دكتاتوراً؟
= أنظر...القضايا نسبية وليس أسود وأبيض.. هذا يعتمد على تعريفك لـ "الدكتاتور".. وهذا التعريف يعتمد على الزمكان. فمن قد يعتبر اليوم في فرنسا دكتاتوراً قد لا يعتبر غدا في كوالالامبور دكتاتوراً. لكل بلد خصوصيته وعلينا أن نتحدث دائماً إنطلاقاً من تلك الخصوصية، لا ان نقلد الآخرين بشكل ببغائي.

***