تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

قارئة فنجان عراقية لليبيا

بدء بواسطة صائب خليل, فبراير 09, 2012, 12:12:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل


جلست والخوف بعينيها، وقالت: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلي على محمد سيد المرسلين، خير اللهم اجعله خير، أعطني فنجانك يا ولدي..

الديمقراطية الجديدة

ستكون لديكم ديمقراطية. أحزاب ودستور وإنتخابات و إعلام حر، ومنظمات مجتمع مدني، وتبادل سلطة. لكن....
أحزابكم مشوشة، لاتتميز مرجعيتها السياسية عن الدينية، ولا يسارها التائب الليبرالي من يمينها. دستوركم لا يجمع بل يفرق، ولم يكتب من أجل تنسيق عمل الحكومة والبرلمان بل شلهما بـ "فيتوات" إذا خرجت عن إرادة الإحتلال.
أرى لديكم جيوش متعددة، وأقاليم تتفق سراً لبيع النفط، ومسؤولين يطمرون الآبار ليبيعوها رخيصة للشركات، ويكتشفون ويفضحون، لكن صوتهم يبقى هو الأعلى وهو الذي يهدد.

ستأتيكم الضربات من كل جانب، فلاتفاجأوا. سيطالبكم "المجتمع الدولي" بدفع ديون دكتاتوركم ، حتى تلك التي استخدمت لقتلكم. ولا تدهشوا إن استخدم هذا المجتمع نفس القرارات التي أصدرها دعماً لكم ولتحريركم، للضغط عليكم وابتزازكم، وحولكم في غفلة منكم، من ضحايا يبكي عليكم، إلى مجرمين خطرين يجب أن يثبتوا حسن السلوك، ودفع أثمان جرائمهم! "الفصل السابع" الذي فرض لحمايتكم من القذافي سيبقى بعد الآن ليفرض عليكم كما فرض على الذين من قبلكم، لحماية العالم منكم! وسيعدكم رجل إسمه بايدن اربعة عشر مرة أنه "سيساعدكم" على الخروج منه، إذا...

عندما تنتخبون، ستقوم حاسبة مشبوهة، يدور فيها برنامج كتبته شركة أجنبية مجهولة، بتحديد من يفوز ومن يخسر. وستنتظرون النتائج شهراً بعد انتهاء التصويت، وليس ساعات أو يوم، كبقية الناس.
وإن شككتم بالنتائج، فسيضحك رئيس المفوضية لجهلكم، ويقول الكومبيوتر "لا يعرف التحيز"!! وإعادة العد "مستحيلة"! وإن جيء بالأدلة فستصدر المحكمة الدستورية قراراً بالعدّ مشروطاً بمنع المقارنات التي قامت على أساسها الأدلة!! خياركم أن ترفضوا الحكم، وتقضون على ديمقراطيتكم، أو تقبلوا وتسكتوا، وستختارون الأخير. .. لا تحزن يا ولدي..

في ليلة غائمة، ستكتشفون ان المفوضية كانت تسلّم الإحتلال صناديق الإقتراع سراً! وأنها مرشوة ومختلسة وأن بعض اعضائها إرهابي! ويحاول رئيس برلمانكم حجب ذلك بقطع النقل التلفزيوني، فتعلمون لأي جهة ولاء رئيس برلمانكم! ورغم ذلك ستبقى المفوضية ويبقى رئيس البرلمان معززين!
وتكتشفون أن رئيس أخطر محكمة في بلادكم، يصفي حسابه مع نسيبه أو أخيه باتهامه بجرائم الإبادة الجماعية، لأنه الإختصاص المتوفر في محكمته! وهذا القاضي أيضاً سيستمر بالعمل بعد فضيحته، وستبقى المحكمة تحت سلطته!
أرى حماية أحد أكبر السياسيين تسطو على مصرف وتقتل حراسه، وتهرّب الحماية ويستمر السياسي في عمله بعد الفضيحة وينتخب ويرشح لرئاسة الجمهورية!
سارعوا بإحصاء نفوسكم، فسيأتي مرتشي لرئاسة الحكومة يتفق مع أحدى فئات الشعب على مضاعفة نفوسها مرة ونصف ، فتغنم المال ومقاعد البرلمان، ولن يمكن تعديلها بعد ذلك ابداً! .. لا تحزن..

الإرهاب

سيرسلون سفيرا "ليساعدكم في بناء بلدكم" المحطم، لكن ورقة أعماله تقول أنه خبيراً في إنشاء الإرهاب وليس بناء البلدان! بعدها سيهطل عليكم الإرهاب كالمطر، وتتكاثر عليكم المصائب والغرائب، من أطفال مشوهين باليورانيوم المنضب إلى حيوانات عجيبة في مدنكم، إنفجارات و"إنتحاريين"... وكل ما يدفع الإنسان إلى الجنون.
إن تورطت الأمم المتحدة وأرسلت لكم رجل شريف مستقل، فستقوم "القاعدة" باغتياله، ويستبدل بآخر يتصرف وكأنه موظف في "السفارة".
سيقوم الإرهابيون بأخطاء، وسيمسك جنود الإحتلال متلبسين بالإرهاب، ويقتلون شرطتكم، ثم تأتي دبابات تحطم السجن وتطلقهم. وسيضطر سياسيوكم لحيرتهم للصمت، وبين الحين والآخر إلى قول أشياء مضحكة ، مثل أن محطة تصفية نفط أنفجرت بسبب حرارة محرك طائرة "صديقة" حلقت فوقها! ومن لا يصدق فهو من جماعة نظرية المؤامرة!

في رمضان، سيقدم لكم التلفزيون مسلسل "الزرقاوي" (أو غيره) في كل حلقة منه سيلقى القبض على "مساعد" له، ورغم ذلك فأن أي "مساعد" منهم لن يعترف على مكان الزرقاوي. وحين يبلغ عدد مساعديه الف مساعد ومساعد، تنتهي المسلسلة بمقتله بشكل باهت ويتبين أنه أعرج! ثم يبدأ مسلسل "رمضاني" جديد. فلن يدعوكم تضجرون.

وسوف يتم اغتيال الكفاءات لديكم وبشكل منتظم، وطبعاً ستقوم بذلك منظمات تدعمها أقرب جارة لكم لا تحبها أميركا. وسوف تعلن الحكومة القبض على عصابات أعضاؤها بالألاف، ثم تختفي!! وسيقدم مجرمون كثيرون للمحاكمة ويعترفون وهم يبتسمون، وسيقال أنهم أعدموا، والناس لا تدري إن كان صدقاً أم تم تهريبهم! وستشكل لجان تحقيق بلا عدد ، ولا نتائج لها ولا تقارير.
ستشتري حكومتكم عصي العاب تعمل ليس بالكهرباء، وإنما بالسحر، لكشف المتفجرات! لن تعجبوا بعد ذلك لتكاثر التفجيرات، لكن قد تعجبوا أن تلك الأجهزة ستبقى تستعمل حتى بعد افتضاحها! حافظوا على شجاعتكم في تلك اللحظة العصيبة، فستحتاجون إليها للمزيد من "المفاجعات". فلاشيء يحطم الإنسان ويجعله يحس بالضياع مثل أن يكتشف الحقائق، ويكتشف أنه لا يستطيع أن يفعل بها شيئاً! لكن لا تحزن..

الطائفية

تدريجياً سينقسم شعبكم على كل خطوط الإنقسام المتوفرة. طائفية وقومية وعشائرية ودينية، وستزداد الشقة بينهم بشكل متواصل. سيعمل "الإرهاب" على فصل مدنكم، ويعمل الإعلام على فصل قلوبكم وعقولكم، سيكون لكل طائفة مدنها، ولكل طائفة صحفها ومواقعها على الإنترنت وفضائياتها، التي تتفرغ في مديح تلك الطائفة وذم الأخرى. وسيرفض حتى المعتدل منكم أن ينظر إلى قناة الآخر الإعلامية لأنه لن يجد فيها إلا ما يزعجه. هكذا سيكون لكل طائفة تفسير مختلف للأحداث والأخبار، وسيختفي المنطق المشترك ، ومعه أرضية الحوار والمعايشة وتاسيس الوطن.
سيمحو الإعلام تدريجياً، ودون أن تشعروا، كل ما في ذاكرتكم عن حياتكم معاً، وسيترسب فيها مكان ذلك "أنكم أعداءاً منذ الاف السنين". بين الحين والآخر سيصرخ شخص: "لكننا عشنا طويلاً بسلام..وتزوجنا من بعضنا البعض...وعرفنا بعضنا البعض .. هذا كذب!" لكن صرخاته ستضيع شيئاً فشيئاً، ويبدأ الجيل السابق بالصمت يأساً، ويتعلم الجيل الجديد تاريخاً لبلادكم أعيدت كتابته من قبل مجهول.

سيعمل إعلامكم بنشاط على عزلكم عن جيرانكم من الدول أيضاً، خاصة "ألمغضوب عليها"، وفي يوم ما ستجدون مواقفكم في السياسة الخارجية متطابقة بشكل مدهش مع موقف أعدائكم من كل دولة أجنبية!

سترى كل طائفة في كل جريمة برهاناً ثميناً على إرهابية الطائفة الأخرى. وإن اشار أحد إلى أنه قد يكون الإحتلال، باعتباره المستفيد، فسينبذ من جميع الطوائف. وعندما يصعب تفسير جريمة إرهابية على أساس طائفي، ستقول جرائدكم أنها "حادثة غريبة" و "لا تفسير لها"...فكل ما لا يمكن تفسيره بشكل طائفي، سيكون "لا تفسير له"... لا تحزن..

الإعلام

سيتعاون عليكم الإرهاب والإعلام. وسوف تكون هناك إعلانات ضد الإرهاب تقصفكم بين برامج التلفزيون كل بضعة دقائق، تقول "الإرهاب لا دين له" ويجب "مواجهته"، لكن ما سيستقر في رؤوسكم في نهاية الأمر هو: "ألإرهاب إسلامي" ... "ألإرهاب مرعب"..."نحن بحاجة للحماية"..

إن كنتم تنتظرون احتلالاً يأتي بثقافة حديثة، ستفاجأون بتلفزيونكم يمتلئ ببرامج السحر وقراءة الكف والأبراج، وربما وجدتني أعمل هناك!

إعلامكم سيدهشكم بجرأته، إلى حد الوقاحة، لكنه لن يطرح سؤالاً محرجاً على مسؤول، فالجرأة ستبقى في حدود بعض قلة الأدب في طريقة الخطاب، وليس المحتوى.
كذلك ستملأ صحفكم أخبار "المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه"، "مصادر عديدة" و "مصادر مطلعة" و "مصدر مسؤول"، ولن ينزعج أحد من ذلك، فالطائفة التي يناسبها الخبر لن تمحصه ، والتي لن يناسبها لن تقرأه. .. لا تحزن..

القوات الأجنبية

عدا القوات النظامية الأجنبية، ستسير في شوارعكم عصابات دولية مسلحة حتى أخمص قدمها، شديدة المراس والتدريب، تتسلى بين الحين والآخر بصيدكم "كالديكة"، أو تدهس أية سيارة قريبة منها، ويسمى هؤلاء "المتعاقدون المدنيون"!

وسيغرسون في عاصمتكم سفارة ما أنزل الله بها من سلطان، أكبر من دولة الفاتيكان، يسكنها الآلاف من الصبايا والفتيان ويحميها الألاف من الخيالة والفرسان.

عندما سيحين موعد الإنسحاب، سيظهر ألف "خبير" يؤكد "حاجة البلد إلى الحماية" ولن يسأل أحد أبداً ، الحماية ممن؟ وستقوم في برلمانكم وإعلامكم حملة مكثفة تدعوا إلى إقرار "التصويت السري" لكي يمكن تمرير القرارات المخجلة بلا إحراج. هذا إن لم تجدوا التصويت السري في الدستور مقدماً.
ستشترط القوات لبقائها أن يسمح لها بقتل من تشاء منكم بلا محاكمة، وسيدعو رئيسكم إلى الموافقة على ذلك!.. لا تحزن..

الإقتصاد

سينتشر الفساد بسرعة، وسيسرق الإحتلال ما يصل إليه من مليارات، وسيضع حكومة فاسدة ويحمي وزرائها من يد القانون، ويهرّب إلى بلاده من يكشف أمرهم.
ستكون لديكم أموال "تحميها لكم أميركا". أما الأموال المجمدة للدكتاتور فلن تفتح إلا بعد أن تؤسس المؤسسات الأجنبية اللازمة لنهبها.
ستكتشفون شيئاً فشيء أن المليارات تلو المليارات قد سرقت. وفي كل أزمة سيتم تمرير قرار "تحطيم" إقتصادي خلسة. ستقترض حكومتكم من البنك الدولي مبلغاً تافهاً، توقع بسببه تعهدات للبنك تحدد سياستها الإقتصادية وإذعانها لشروطه، ثم تعيد المبلغ، دون استعماله!
سيهبكم الإحتلال حملات "تثقيف" وتعليم ، ليس لأطباء أو معلمين أو مهندسين، تحتاجونهم، بل إلى "رجال أعمال" ومضاربين. الإحتلال يخلق "إصدقاءه"، إن لم يجدهم.

ستكون "الإستثمار" الكلمة المقدسة في البلاد، وسيكون لتوفير "الجو الملائم للإستثمار" اولوية أكبر من توفير الجو الملائم للناس. جو يضمن للشركات حرية نقل أموالها والمضاربة بها والتحكيم بينها وبين البلد لدى جهات أجنبية، وأن تحصل على الأرض باسعار رمزية والإسيتراد بشروط خاصة ولا تطالب بمعالجة التلوثات التي تسببها للبيئة، وأن لا يسمح للعمال بتنظيم انفسهم والمطالبة بحقوقهم، وأن يكون هناك ما يكفي من البطالة لخفض الأجور وخضوع العمال وكثير من الشروط الأخرى التي لا يتوقع منها سوى الأذية لكم ولبلادكم!
في النفط، سيجهدون لكي توقعوا مع شركاتهم عقود إسمها "مشاركة إنتاج". ويشترطون عليكم استخراج النفط بأقصى طاقة أو تدفعون ثمن "تقصيركم"، فعليكم أن تعاملوا نفطكم كعدو يجب التخلص منه بأسرع وقت.

وفي عز حاجتكم إلى كل دينار، ستفاجأون بحكومتكم تتكرم بمساعدة حكومة "شقيقة" بأسعار مخفضة للنفط، ولا أحد من سياسيكم يسأل أو يعترض! ومن طريقة تعامل حكومة هذه الدولة مع حكومتكم، ستفهمون أن الأمر ليس "مساعدة" بل "جزية" مفروضة عليكم فرضاً من "جهة ما".

قد تكتشفون يوماً بالصدفة، وبعد فوات الأوان، أن بنكا أجنبياً، هو الذي يحدد مع من يسمح لكم بالشراء والبيع، إلا للخردة. عندها ستتذكر يا ولدي أيام الطفولة عندما كان بابا يعطيك مصروفك اليومي لتشتري به ما تشاء، بشرط أن لاتشتري ما لا يرضى عنه بابا! إن حدث ذلك ورأيت البنك، فلا تتعجل بالإعتراض فتلقي بنفسك في التهلكة، كما ألقى بها آخرون من قبلك!

ملخص الحكاية، ستعانون يا ولدي، رغم ثراء بلادكم، من شضف العيش وضيق الحال وقلة الخدمات وكثرة الأزبال، وانقطاع المواصلات والكهرباء وانتشار البطالة والجريمة والفساد والأمية والمرض والخوف والحر والبرد والطين والغبار، فلا مال لدى الحكومة لكم. فإن انخفض سعر النفط قالت حكومتكم ليس لدينا نقود، وإن ارتفع، ستأتيكم بصفقة أسلحة "تدفع من فائض سعر النفط"!

صمتت قارئة الفنجان ونظرت إلى عيني وقالت:
فإذن يا ولدي لا تحزن... فالهمّ عليك هو المكتوب.... يا ولدي..

ماهر سعيد متي

احسنت شاعرنا صائب القباني .. تحياتي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

sarmadaboosh

شكرا على هذه القصيدة المحزنة لواقع حال معاش

صائب خليل

#3
الأستاذان العزيزان ماهر سعيد وسرمد عبوش المحترمان،
شكري لمروركما ومتابعتكما الكريمة وتقبلا تحياتي وتقديري

د.عبد الاحد متي دنحا

#4
شكرا استاذ صائب على تحليل الوضع العراقي البائس, ان التخلص من صدام باسلوب العنف ادى الى انهيار البنية التحتية والى الفوضى, واعتقد انها مدروسة

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ope

ابدعت يا استاذ صائب في هذه القصيدة التي تروي حال العراق المنكسر