صناعة الشموع وتحضيرها في كنائس برطلي

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, ديسمبر 10, 2013, 07:52:06 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

صناعة الشموع وتحضيرها في كنائس برطلي




برطلي . نت / خاص
تدخل الشموع كعنصر اساسي اثناء الصلوات في الطقس السرياني ، وحضورها يكاد يكون يومي على مدار السنة الطقسية ، ولكن وجودها يكون ملحوظا وفعالا خلال الاعياد والمناسبات الدينية مثل اعياد الميلاد والقيامة وشمعون الشيخ وغيرها ، كما يوقد العامة الشموع امام الايقونات وفي المزارات الدينية تبركا . ويأتي ذلك لما للشموع من دلالات ومعانٍ روحية وايمانية ، فهي تمثل الوقوف امام ذات الله ، كما انها تمثل المسيح الذي هو نور العالم وبه تبددت الظلمة ، وايضا تمثل القديسين ، فعند احتراقها لتعطي النور تشبه القديس الذي بذل حياته من اجل ان يعطي وينشر الايمان بين البشر وغيرها الكثير من المعاني .
ولاجل ذلك فالعاملين في الكنيسة يستعدون لعملية صناعة الشموع قبل فترة من الاعياد . ولازالت عملية صناعة الشموع في كنائس برطلي وموادها الاساسية وادواتها ، هي ذاتها التي كانت تستخدم قبل قرون من الزمان . وموادها الاساسية هي : ( خيوط الكتان ) التي كانت سابقا تغزل في البلدة ، سيما وهي المتميزة في هذه الصناعة قبل دخول الالة الميكانيكية عليها ، ومنسوجاتها كانت مضرب المثل في السوق التجارية . اما الان فهذه الخيوط تشترى من اسواق الموصل .
المادة الاساسية الاخرى هي ( شمع النحل ) الذي كان يحصل عليه من مربي النحل من ابناء البلدة او الذي يأتي به سكان الجبال القريبة ، فمن يقدمه نذرا ومن يتقاضى ثمنه .
اما طريقة صنعه فتتم بوضع اقراص الشمع الصلبة في قدر النحاس ( الصفر ) وهي الاواني التي كانت سائدة وقتذاك وذاته هو المستخدم الى الان  ، تشعل نارا تحت القدر وبسبب الحرارة تذوب اقراص الشمع الصلبة لتتحول الى سائل شمعي كثيف يُنقل قسما منه الى جدر اصغر حجما موضوعا امام شخص جالسا القرفصاء وممسكا بيده قطعة خشبية غالبا ما تكون جزءا من فرع شجرة بشكل حرف ( y ) بالانكليزية مغمسة بشكل مقلوب في سائل الشمع داخل القدر ليمر من تحتها خيط الكتان ملامسا الشمع ليسحبه شخص آخر يمشي به مسافة ويليه شخص ثان وثالث وهكذا رافعين ايديهم الى الاعلى وهم ممسكين بخيط الكتان المغمس بالشمع سائرين به مسافة تقارب العشرين مترا وعند تعرضه للهواء يجف الشمع على خيط الكتان ليسلموا هؤلاء الواحد تلو الاخر خيط الشمع الى شخص رابع واقفا في مكانه ليلفه على شكل حلقات متناسقة واحدة فوق الاخرى الى ان تنتهي كرة خيوط الكتان ، ويراعى في عملية سحب الخيط عدم السرعة ، لان ذلك يؤدي الى ان يكون الشمع هشا فيتكسر .
ولزيادة المتانة في الشمع تعاد العملية ثانية واذا ما اريد انواعا جيدة من الشمع تُعاد للمرة الثالثة .
توضع حلقات الشمع هذه جانبا لتجف اكثر ، ثم يأتي دور ساعور الكنيسة الذي يقوم بتقطيع خيوط الشمع هذه الى شموع طول الواحد منها ( شبرين ) توزع على المؤمنين عند حضورهم الى الكنيسة ايام الاعياد للصلاة يدفعون مقابل ذلك ما تجود به انفسهم من النقود .
يقول الساعور ( سليمان متي شابا جليلة ) انه سنويا يحضر ما يقارب ( 9000 ) شمعة للاعياد وهي لا تكفي فهو يفكر في زيادتها هذه السنة .
المشاركون في عملية صناعة الشمع دائما ما يكونون من شمامسة الكنيسة من الصغار والشباب ، فيقومون بعملهم وهم فرحين .











































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "

سرمد ماجدالبتي


عامر بهنام شمني


ماهر سعيد متي

موضوع جميل وتقرير يستحق كل الثناء .. شكرا لك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

stewart - eman

عاشت ايدكم والرب يعوض تعب محبتكم انا عندي شمعة وحدة أبيتي ومن أجي للعراق رح أخذ بعد للبركة يارب احفظ كنيستنا وعوائلنا يارب