عندما تأتي الاحداث في غير موعدها كلمة في رحيل الشاب آرام ابن الكاتب والناشط الثق

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, نوفمبر 22, 2018, 08:18:36 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

عندما تأتي الاحداث في غير موعدها
كلمة في رحيل الشاب آرام ابن الكاتب والناشط الثقافي فيليب سعيد




بهنام شمني

عندما تأتي الاحداث في غير موعدها، تتوقف بوصلة الزمن، وتتعثر كل المشاريع والخطط، وتنقلب الامور رأسا على عقب. بل يشعر الانسان وكأن الحياة قد توقفت وتصبح بلا طعم ولا أمل في الاستمرار.

هكذا عندما يخطف منك الموت عزيزا على غفلة.  كان الخبر صادما ونزل كالصاعقة على اهل وذوي الشاب آرام فيليب هدايي ومحبيه، عندما سكتت فيه نسمة الحياة، ووقف قلبه عن الخفقان وهو لم يتجاوز الربيع الثالث من عمره.

صراخٌ وعويل في برطلي. فائزة تبكي ابنها، وزينة تبكي زوجها، وهناك هناك طفلة في الرابعة من عمرها لا زالت تنتظر ارام ليأتي بلعبتها. وعند باب الدار جموع تنتظر مقدم العريس ليُزف الى السماء حيث الملائكة قد استعدت لاستقباله على غير عادتها، لان القادم غيّبَه الموت قبل أوانه. 

يصل الموكب في ليلة حتى الجو فيها اختلف، فبدت اكثر برودة من الليالي السابقة لها، واجساد الواقفين في انتظار النعش ترتجف لا من البرد ولكن من هول الصدمة والمشهد. هلاهل تختلط بصراخ وبكاء النسوة، ودمعة تنزل على خد حاضر للموقف حاول كتم حزنه، ولكنها شقت طريقها رغما عن كل محاولاته لاظهار جبروته ومقاومته للمواقف الصعبة.

يتقدم النعش ابو فادي (فيليب) الذي خرج ب (آرو) هكذا كان يحلو له ان يناديه. خرج به باحثا له عن العلاج، سافر الى لبنان وعاد به معافى في المرة الاولى، لكن في المرة الثانية خيب الاطباء امله وبدأت المأساة التي لم تستمر حتى فارق (آرو) الحياة. 

(فيليب) ذلك الذي لم يعرف الهزيمة ولم تكسره كل ويلات الزمن الصعبة، هذا الرجل الشامخ ليس بقامته ولكن بعلمه وثقافته وايمانه. اليوم بدى منكسر النفس ، منحني الظهر لا يقو على المسير فقد اخذت الفاجعة منه كل قوته بالكاد يستطيع الوقوف على رجليه ، يسنده عدد من الجموع الحاضرة ليدخل الدار . الدار التي ترعرع فيها آرام وخطا فيها خطوته الاولى وشبَّ وتزوج ولكن لم يمهله الموت ليواصل المشوار. 

انها ارادة الله ومشيئته التي لا اعتراض لاحد عليها. فهو ملجأنا وقوة وعونا لنا في الضيقات فلا نخشى حتى وان تزعزعت الارض تحتنا.

اننا نقف مع اخينا فيليب وعائلته في مصابه الاليم هذا ونطلب من الرب ان يصبّره ويسنده انه السميع المجيب آمين.