مشروع بنك أوف أميريكا لترميم المنحوتات الآشورية الأثرية في متحف بروكلين

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 17, 2018, 08:26:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشروع بنك أوف أميريكا لترميم المنحوتات الآشورية الأثرية في متحف بروكلين     

         
برطلي . نت / متابعة

عشتارتيفي كوم- ارتس اند كولليكشنس/

فيبي اوليرنشو



بمساهمة من رينا ديسيستو من بنك أوف أميريكا و ليزا برونو من متحف بروكلين، تقوم مجلة ارتس اند كولليكشنس بالقاء نظرة تفصيلية على (مشروع الحفاظ على الفنون) والجهود المستمرة لترميم ستة منحوتات آشورية.

منذ عام 2010، قدم بنك أوف أميركا المنح للمتاحف الغير ربحية لتسهل عليها الحفاظ على الأعمال الفنية الهامة والكنوز التاريخية. واليوم، قد قام (مشروع الحفاظ على الفنون) بتنفيذ ما يقرب من 150 عملية من هذا النوع، مغطية أعمالا فنية من 30 دولة عبر ست قارات من القارات السبع في العالم. وهي واحدة من العديد من الجهود الدبلوماسية الثقافية التي يتعهد بنك أوف أميريكا أن يحتفي بالفنون ويحافظ عليها. ويدير هذا المشروع من 14 الى 21 منحة سنوياً.

وقالت رينا ديسيستو، المسؤولة التنفيذية عن قسم الفنون والثقافة العالمية في بنك أوف أميريكا، عن التنافس الشديد على المنح: "نظرًا لأن البرنامج أصبح معروفًا حقًا، تلقينا المزيد والمزيد من الطلبات - لقد تلقينا 300 طلبًا هذا العام.  و يمكنك أن تتخيل، يصبح من الصعب الاختيار".

وقد اوضحت ديسيستو: "تسعى المشاريع إلى استعادة الممتلكات الموروثة من مختلف الثقافات والحركات الفنية والأنماط والمواقع الجغرافية والعصور." نحن نحاول أن نكون متنوعين، وأن نختار الأشياء من فترات زمنية مختلفة حتى نسلط الضوء على أجزاء مختلفة في العالم".



تمويل الصيانة العاجلة

في الوقت الحاضر، يمول مشروع حفظ الفنون التابع للبنك عملية الحفاظ على مجموعة من النقوش الآشورية المعروضة في متحف بروكلين، والذي يحتوي على 12 لوحا آشورياً، ستة منها تلقت سابقًا أعمالا ترميمية. ويتم حالياً إعادة تأهيل الستة الباقين من قبل برنامج بنك أوف أميريكا حيث يعمل فريق من ثمانية من أعضاء هيئة الترميم على المشروع.

أثبتت النقوش البارزة المرمرية على أنها مفضلة دائمًا عند المتاحف ومثالاً ساطعاً على الحرف اليدوية القديمة. وبعد أن تم وضعها في معرض هاكوب كيفوركيان بمتحف بروكلين لفن الشرق الأدنى منذ عام 1937، أصبحوا حجر الزاوية في المؤسسة. اكتملت هذه الأعمال الفنية المثيرة للإعجاب عام 879 قبل الميلاد. وقد تم تصميمها لتزيين القصر الشمالي الغربي الآشوري للملك آشورناصر بال الثاني، الذي يقع على نهر دجلة في كالخو - المعروفة اليوم باسم نمرود، وتقع شمال بغداد، العراق.

كارول لي شين رئيسة الترميم في متحف بروكلين تعلق: تقوم ليزا برونو بتنسيق المشروع من خلال تقييم استراتيجية الترميم الخاصة بالقطع الأثرية وتنفيذ الخطط. وتوضح: أن النقوش كانت "محفورة بصور مهيبة للملوك، والآلهة المقدسة، والأشجار المقدسة والكائنات السحرية المسماة" ابكالو "بلغة الآشوريين - المترجمة على أنها" جني "باللغة الإنجليزية. هذه الشخصيات المجنحة يمكن أن يكون لها رأس إنسان أو رأس نسر.

إن هذه المنحوتات معقدة للغاية في تصميمها. تصور تفصيليا شخصيات خارقة للطبيعة تشارك في المهام الطقسية، و تقدم لمحة حقيقية لمعتقدات الحضارة الآشورية. إن تفحصت هذه النقوش المسمارية بشكل دقيق، فسوف تعرف أنها تثني على الملك آشورناصر بال كحاكم - وتحديدًا انتصاراته في الحرب. إن السياقات الدينية والسياسية والجمالية التي تحتويها هذه التحف الفنية يتعذر قياسها.

"هذه القطع الأثرية هي نافذة لحضارتنا الحالية، وهذا يذكرنا بهذا الارتباط بالماضي. اليوم، الجميع من مختلف الثقافات والخلفيات يشتركون في نفس الدوافع والرغبات والمخاوف والأحلام مثل هؤلاء الناس القدماء. ويقول برونو: "قد تختلف معتقداتهم عن معتقداتنا، لكن دوافعهم لخلق هذه النقوش، والتي تظهر الثروة والقوة، هي بالتأكيد مألوفة اليوم".

يعمل فريق من المرممين على إزالة الالواح الستة من الجدار لتنظيف أسطحها وإصلاح الكسور وتجميعها من جديد لإعادة تركيبها في المعرض. تم تدريب كل عضو من أعضاء المشروع بدرجة عالية من الحرفية للتعامل مع القطع الأثرية الرقيقة كهذه. ومن المتوقع أن تستمر عملية الترميم لمدة عامين. وسوف يتم تنفيذ كل خطوة بعناية وتوثق بدقة.



ممارسة عملية الترميم بحرفية

الترميم، كممارسة، يتطور باستمرار. ولهذا السبب، يجب على المرممين البقاء على اطلاع بأحدث التقنيات والعمليات - وهي فكرة يدركها برونو. في حالة المنحوتات الآشورية، تم تحديث عملية إزالة الملاط التي استخدمت في التحف الفنية الست السابقة.

قبل ذلك ، أزال فريق برونو المِلاط ميكانيكياً بالمشارط والأزاميل وأداة الحفر بالاهتزاز. يقول برونو: "لقد كانت عملية بطيئة ومضنية تتطلب مهارات يدوية دقيقة. [...] كان خطر تلف الحجر كبيرًا". الآن، في عام 2018، يستخدم الليزر من اجل ذلك، لأنه يزيد من الدقة ويوفر الوقت الثمين.

ومن العوامل التي تؤكد على اهمية هذا المشروع، التهديد الذي تواجهه القطع الأثرية المماثلة في العراق. الموقع الأثري في نمرود، حيث نشأت النقوش، من أضرار جسيمة على أيدي الجماعة الإرهابية، الدولة الإسلامية (داعش)، في عام 2015. وقد تم استهداف هذه النقوش خلال سلسلة من الغارات العنيفة. ولهذا السبب، يقول ديسيستو على أنه "إذا كانت [النقوش الآشورية] لا تزال في موقعها الطبيعي فستكون في خطر".

إن طبيعة المكان التي تتواجد فيها تؤكد على الحاجة إلى استمرار حماية القطع الأثرية الحضارية في بعض المقاطعات - خاصة في أوقات الاضطرابات والفوضى. وبالنظر إلى "وضعهم المعرض للخطر" ، لم يكن هناك وقت أكثر ملائمة لعشاق الفن والتاريخ لهذه التجربة المباشرة". من المهم نشر المعرفة للعديد من الثقافات.



عالم متصل

الفن سجل للتاريخ والثقافة والفكر الإنساني على مر العصور. نحن نعيش في عالم مترابط للغاية، وهناك الكثير من الفوائد لفهم الثقافات ليس فقط كما هي اليوم ولكن كما كانت في الماضي "، كما تقول  ديسيستو.

من خلال تخصيص وقتهم ومواردهم ومعرفتهم وخبرتهم، قام أعضاء مشروع حفظ الفنون التابع لبنك أميريكا بتحقيق هدفهم المتمثل في تجديد خزانة التاريخ. تعود اللوحات الأثرية الفنية الآشورية الستة في متحف بروكلين إلى الحياة مرة أخرى، جالبة الفرحة والمعرفة مرة أخرى لأولئك الذين يتعاملون معها. إن استعادة مثل هذه العناصر أمر محوري لضمان طول عمر هذه الالواح؛ وهكذا سوف نتأكد أنه يمكن رؤيتها ودراستها والاستمتاع بها لأجيال قادمة.


*نشرت المقالة لأول مرة في  مجلة Arts & Collections  العدد الثالث لسنة 2018. انقر هنا لعرض النسخة الرقمية من المجلة.