الآزيديون شعب منسي لقصة لا يمكن نسيانها/

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 10, 2018, 02:30:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الآزيديون شعب منسي لقصة لا يمكن نسيانها/   

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا دوت كوم/ ترجمة/المدى/

جبل سنجار بقي لزمن طويل بالنسبة للايزيديين على إنه الجبل الذي وفر الحماية لهم ، ويقول هادي شنكالي وهو يجلس على مرتبة خفيفة داخل خيمة عائلته المستطيلة  بأن جبل سنجار هو من انقذه وانقذ كثيراً من الآيزيديين الاخرين على مدى أربع سنوات مضت . حيث يمكن من خلال غطاء نافذة الخيمة البلاستيكي رؤية منحدرات جبل سنجار الصخرية الرمادية  وهي مرقطة ببقع من شجيرات خضراء متباعدة .

عائلة هادي ، وكما هو الحال مع عشرات الألوف من الآيزيدين الآخرين الذين هربوا بأرواحهم ، غادرت قريتها في 2014 للبحث عن ملجأ في الجبل ، وذلك عقب اجتياح مسلحي داعش وبوحشية شنيعة مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا .

منذ أربعة أعوام والى الآن ماتزال عائلة هادي تعيش على هذه المنحدرات رغم أن المسلحين المتطرفين لم يعودوا يسيطرون على مناطقهم . إنهم يخشون من احتمالية عودتهم .
وقال هادي لمراسلة محطة ال بي بي سي البريطانية ، ليز ديوست ، وهو يستذكر الأحداث بمرارة : " لم نعد نثق بما حولنا من مناطق مجاورة إنهم من ساعد داعش على استدهدافنا بإخبارهم على أننا كفار ، عندما دخل المسلحون لقريتنا لم يكونوا يعرفوا شيئاً عن الآيزيديين ، وقاموا بقتل الرجال وسبي النساء للاستعباد الجنسي وتم بيعهن كرقيق في أسواق النخاسة في العراق وسوريا ."
في العام 2014 ومن خلال الصور المحزنة المروعة للآيزيديين وهم ينفذون بجلدهم مع أطفالهم للهروب من داعش استجاب العالم لمناشدتهم الامر الذي دعى الولايات المتحدة للانضمام الى الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش ، وقامت بعدها طائرات هليكوبتر غربية بالقاء مواد غذائية ومياه على جبل سنجار وسط تقارير تحذيرية اشارت الى أن الايزيديين يموتون عطشاً وجوعاً .
قطع ملابس مجعدة نبذها أهلها مذعورين وهم يهربون نحو الجبل ماتزال شاخصة بين الأتربة تذكر بحوادث مؤلمة ماضية مروعة ، أما الآن فان الايزيديون يشعرون بان العالم قد تخلى عنهم .
بلدة سنجار الرئيسة عند سفح الجبل ماتزال تعاني من خراب شامل ، حيث العبوات الناسفة والمفخخات التي زرعها داعش ماتزال مطمورة بين الانقاض . وبالنسبة لشعب يشعر بأنه منسي فأنه من غير الممكن بالنسبة لهم نسيان كل ما حصل لهم منذ أقتحام داعش لحياتهم .
وقالت الآيزيدية ، باهار داوود 33 عاماً ، بنبرة رتيبة هادئة بينما يقف أطفالها الثلاث بجانبها " أحداث الماضي ماتزال تراود ذهني ويغمى علي 30 مرة باليوم ." وبعد فترة وجيزة من حديثها أغمي عليها. وكما هو الحال مع مايقارب من 7000 امرأة ايزيدية أخرى فان ، باهار ، قد تمّ استعبادها جنسياً وتعرضت للتعذيب على يد مسلحي داعش ، ويعتقد إنه مايزال هناك قرابة 3000 امراة وطفل تحت استعباد مسلحي داعش الى الآن .
أطفالها كشفوا عن جروح وآثار ضرب وحشي تعرضوا له على يد مسلحي داعش . وأضافت باهار بقولها " هذه الطفلة تبدأ بعض الأحيان بالصراخ على مدى ساعتين متواصلة تسال عن والدها وأخيها ، لم نسمع أي شيء عنهما منذ سنتين ."
مع عدم وجود رجال يوفرون إعالة لهم في هذا المجتمع التقليدي ، فان الآيزيدية باهار وجدت مع أطفالها الثلاث ملاذا في دار للايتام أسسته عائلة آيزيدية محلية بمسعدة من منظمة إغاثة المانية .
مئات الآلاف من الآيزيديين يعيشون الآن في معسكرات للنازحين موزعة عبر منطقة إقليم كردستان شمالي العراق . خيم وحاويات مرصوفة على امتداد خطوط مستقيمة تتباينها أشجار مزروعة حديثاً تفصح عن جهود يبذلها شعب فخور يحاول التخفيف من معاناته .
ويقول ، كرس فيلبس ، من جمعية أطفال الحرب الخيرية البريطانية وهي واحدة من بين منظمات دولية غير حكومية قليلة ماتزال تعمل في معسكرات الآيزيديين " الآيزيديون يشعرون بأنهم قد غُدِروا من قبل جيرانهم وتم نسيانهم من قبل حكومتهم وان نسبة المعونات المقدمة لهم في تناقص . إنه لشيء صادم حقاً أن نرى الاندفاع والتراجع في الرعاية التي يتلقاها الآيزيديون ."
وقال مدرس يشرف على طلاب لمساعدتهم نسيان آلام الماضي " نحن بحاجة لدعم أكثر من منظمات الاغاثة لتأتي الى هنا وتساعدنا . اذا لم يأتوا لزيارتنا فأنه على العالم بأجمعه أن يساعدنا للمغادرة ."
طائفة الآيزيديين العرقية تعتبر من أقدم الطوائف الدينية في العالم وقد عاشت على مدى قرون ضمن مجتمع منغلق على نفسه وله طقوسه الدينية الخاصة ، ويوجد اقل من مليون آيزيدي حول العالم الجزء الاعظم منهم ومركز عبادتهم يتواجد في العراق . الآن يعتبرون مصيرهم الذي لاخلاص منه مرتبط بنطاق العالم اللاوسع .
الايزيديون يتحدثون عن معايشتهم لما يقارب من 74 إبادة جماعية تعرضوا لها على مر العصور لمحو عقيدتهم الدينية كان أعنفها وأكثرها ترويعاً حملة الإبادة الجماعية التي شنت ضدهم على يد تنظيم داعش ، والتي اعترفت بها الأمم المتحدة على أنها جريمة إبادة جماعية بحقهم .
وقال الشيخ ، إسماعيل بحري ، أحد رجال دين الطائفة الايزيدية " على جميع البلدان الانسانية في العالم ان تطلع على وضعنا . نحن لم نؤذي أي أحد ، وكل مانريده هو المساعدة والحماية."
وكانت المناشدات الآيزيدية قد حركت بعض الدول مثل أستراليا وكندا وألمانيا على عرضها لمنح لجوء لأعداد محددة من الضحايا الآيزيديين مع تركيز خاص للنساء اللائي تعرضن للاستعباد على يد داعش .
وكونهم شعروا بالحذر من موجة نزوح محتملة قد تعرض كيان طائفتهم الوجودي للاضمحلال ، قام زعماء الطائفة الايزيدية بتوجيه مناشدات لبقية العالم بان يشجعوا الآيزيديين للبقاء في مناطقهم في العراق .
وقال ، بابا شيخ ، احد الزعماء الدينيين للطائفة الايزيدية " نحن نريد قوة امنية خاصة من افراد طائفتنا لنتمكن من توفير الحماية لنفسنا . العالم يتحدث فقط عن الايزيديين ولكنه لم يفعل شيء لنا ."
 عن: BBC