قراءة في " بدعة " التصوف في المسيحية /يوسف تيلجي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 26, 2018, 08:44:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

قراءة في " بدعة " التصوف في المسيحية       
   


برطلي . نت / بريد الموقع

يوسف تيلجي


تعبدوا كما شئتم كمؤمنين ووفق أنجيل المسيح ، وأتبعوا تعاليمه ، لأنه القائل " أنا هو الطريق والحق والحياة " ، ولكن ليس ببدعك" الصوفية " ، وذلك لأن البدع ستفتح أبوابا ل " بدع " أخرى .. / كاتب المقال 

النص :                                                                                                                                 
سأبين في التالي بعضا من الأضاءآت المقتضبة بخصوص الموضوع ، ثم سأسرد قراءتي الخاصة فيما بعد :
1 . ظهرت في الأفق ممارسات مسيحية حديثا ، صنفت على أنها طريقا مبتكرا لممارسة العبادة بالنسبة للمسيحيين ، ويقف في ريادة هذا النهج المرنم - ماهر فائز (  ماهر فايز ..Maher Fayez مرنم مصري مشهور ،اسمه بالكامل هو ماهر فايز زكى شنودة وتاريخ ميلاده 2/11/1962 ،عرف بألحانه وترانيمه المسيحية الصوفية .. اسس سنة 2003 كورال ترانيم مصري مسكوني باسم "الكاروز". / نقل من الويكيبيديا ) ويقال أنه درس ( الموسيقى العربية / نقل من المنبر الخمسيني ).
  2 . حركة الكاروز:- حركة مسيحية مصرية مسكونية، متخصصة فى الفكر والعمل التعبدى بكافة أنماطه والأبحاث والدراسات الخاصة ، وأهداف الحركة تتمثل فى (الدعوة العامة لتوحيد أولاد الله.. والعبادة معا و نبذ التعصب الذي إرتبط بأشكال و أنماط تعبُدّيةمتعددة .. ) ، وتسعى الحركة الى : (  أولا - إضرام روح النبوة ومعرفة إعلان الله لمقاصده الآنية لهذه البقعة الغالية، ولشعبه مصر.ثانيا- بتطوير أدوات التواصل مع المجتمع، وكسر الأسوار الكنسية التى رفعتها الكنيسة، بقصد أو بجهل، أمام الشارع.. بل و أمام الكنسى الآخر  / نقل من الموسوعة الحرة ) .         
   3 . ويرى ماهر فايز ( أن هناك ما يميز التصوف المسيحي عن التصوف الإسلامي، ويشكل فرقاً جوهرياً بينهما،"في التصوف المسيحي يتم التواصل المباشر لله مع الإنسان، حسبما أعلن الوحي في المسيحية عن تجسد الله وظهوره كإنسان أو اتحاده بالإنسان .. "وتابع "التصوف المسيحي يلتقي من نواحٍ أخرى بنظيره الإسلامي في الإبداع الإنساني الأدبي والفني والفكري، حيث يتحرك الإنسان ناحية المعبود حباً وتقديساً وزهداً للاغتناء به والاتكال عليه والصبر له". ، وأوضح فايز " أن ممارسات الصوفية المسيحية لا تختلف كثيراً عن نظيرتها الإسلامية إذ إنها عبارة عن إبداع حبي لله وتعبير عن هذا الحب بكل الطرق والوسائل بداية من التعبير بالشعر، أو بحركات الجسد أو من خلال استخدام الموسيقى، على أن يكون هذا التعبير تحت إشراف شيخ متقدم له خبرات واسعة في التصوّف ويقود الصوفيين ويعلمهم الزهد في العالم، والاتكال على الله والصبر له." / نقل من موقع الموجز ) .

القراءة :                                                                                                                                 
* تقول بعض السرديات التأريخية أنه هناك بعض المؤشرات الصوفية في المسيحية قديما ، حيث جاء في موقع / رصيف 22،12 ديسمبر 2017.، التالي (  يعود التصوف المسيحي إلى القرون الميلادية الخمسة الأولى، عندما ظهرت مجموعة من الروحانيين المسيحيين ذكرهم التاريخ المسيحي بعد ذلك على أنهم معلمو اللاهوت الروحي وهم : " أوريغانوس، وأنطونيوس، وباسيليوس الكبير، وغريغوريوس أسقف نيصص، وغريغوريوس الثيؤلوغوس، وأمبروز وأوغسطينوس" ،هؤلاء السبعة هم أصحاب أغلب نصوص العبادة اللاهوتية والشروحات الروحية، وهم أول من بدأ التصوف المسيحي من خلال القراءة الروحية والتأويل الرمزي والمجازي للنص المقدس .. ) .                                     

ولا بد لي هنا من تسجيل بعض الملاحظات في هذا الصدد : - 
                                                                                       
أولا : أن هذا التصوف / المتصوفين السبعة ،  له تأريخيته ، وظروفه الزمانية والمكانية ، وله وضعه الكنسي والعقائدي ، وكل ما سبق لا ينطبق على واقع وحال اليوم ، حيث أننا في القرن 21 .
ثانيا : أن المذكورين لهم عمق ديني ولاهوتي كبيرين أضافة الى أن بعضهم من القديسين ، فلو أخذنا و تطلعنا الى سيرة " باسيليوس الكبير " / مثلا : ( ولد القديس باسليوس الكبيرفي قيصرية الكبادوك عام 329 من أسرة تضم عددًا من الشهداء سواء من جانب والده أو والدته. فوالد باسيليوس كان يدعى أيضًا باسيليوس احتملت والدته القديسة ماكرينا " جدة باسيليوس " أتعابًا كثيرة في أيام مكسيميانوس الثاني بسبب تمسكها بالإيمان، وقد بقيت حياتها نموذجًا حيًا للحياة الإيمانية الفاضلة والشهادة للسيد المسيح.كان باسيليوس أحد عشرة أطفال، كان هو أكبر البنين،سيم ثلاثة من أخوته الآخرين أساقفة: باسيليوس أسقف قيصرية الكبادوك،غريغوريوس أسقف نيصص، وبطرس أسقف سبسطية .. / نقل من موقع كنيسة سانت تكلا ) ، والمذكور بذاته كان أسقف قيصرية الكبادوك .
ثالثا : أذن ذلك التأريخ يسجل لنا وقائع عن قديسين ، يشغلون مواقع كنسية عليا ، وهكذا شخصيات من المؤكد أن علمهم وعمقهم الديني واللاهوتي على مستوى عال من المعرفة .
رابعا : أما السيد ماهر فائز ، فهو مرنم وموسيقي .. ومن المؤكد أنه لا يمتلك ميزات وأمكانيات وصفات المذكورين في أعلاه ، وليس له الأيمان العقائدي واللاهوتي الذي كان لديهم في تلك الحقبة .                                                                   *  من ضمن نشاط حركة " الكاروز " لماهر فائز حفلات إنشاد ديني (إسلامي مسيحي مشترك) ، وسائل يسأل ماهر فائز ، هل المسلمين الذين معه في فرقة الأنشاد المشترك ، يؤمنون بان المسيح هو الله المتجسد !! ، لكي يشركهم في ترانيم مسيحية عقائدية ، أم هناك أسبابا أخرى ليس بها للدين من علاقة ! ، وسؤال أخر لو كان في نية فائز تعزيز الأخاء الوطني في مصر ، وهذا أمر مقبول ، كان من المفروض أنيعزل الدين عن هذا المنحى ، لأن الوطن لجميع المصريين ، من دون حشر الدين في مواضيع لها غايات ساسية ! .                                                                                                                                     
* أن رسالة المسيح هي رسالة محبة وخلاص ، ولم يكن يوما للمسيحية رسالة صوفية ، والمسيح بذاته ليس صوفيا / كما يدعون ، كي يحتاج الى حركات جسدية معينة منغمة لأيصال رسالته للمؤمنين به ، بل المسيح يحتاج الى أيمان حق ( فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ / أنجيل متى – أية 17 ، 20 ) .. فالمسيحية ليست تعبدا صوفيا ، بل المسيحية محبة وأيمان وتضحية ، المسيحية ليست حركات تعبيرية بالجسد وعلى انغام الموسيقى ، بل المسيحية أيمان بالقلب ، المسيحية ليست نظم شعر ، لأنها ألهام للحياة .                                                                                               * برأي ان الصوفية بوضعها الحالي .. " بدعة " ، وهذه البدعة ستلد أخرى وهكذا ، فلا الوضع العقائدي يسمح لها ، ولا الكنسي يقر بوجودها ، لأنها خلاف تعاليم المسيح ، وذلك لعدم وجود أي أشارة لها في الأناجيل الأربعة - متى ، لوقا ، مرقس ويوحنا ، لذا أرى معالجتها ! . * وسائل يسأل هل تلامذة المسيح كانوا صوفيين ، أو هل كان المؤمنين الأولين من المتصوفة ، الجواب على كل مضى " لا " ، أني ارى أن الصوفية تعطيل للحياة ، وأن المسيح يحب أن نمارس حياة طبيعية وبأعتدال دون غلو ، وهو القائل ( لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ / أنجيل متى 7 : 21 ) ، المسيح حي أيمانا ، بما كتب في الأناجيل الأربعة ، وغير كل ذلك بدع وأختلاقات تشوه الأيمان ولا تقويه ولا تعززه ، كما أن من يريد البحث عن خلاص المسيح سيجده في الأنجيل وليس في بدع الصوفية !! ..                                       
  السيد المسيح قال "أَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" / ( أنجيل متى 24: 24 ) .