الامير الحسن يفتتح ورشة “المسيحية في الشرق إلى أين”

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 12, 2012, 09:01:39 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الامير الحسن يفتتح ورشة "المسيحية في الشرق إلى أين"   
2012.03.12

عمان12 آذار(بترا)- قال سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، "إن ركيزة ديننا وإيماننا تكمن في الخلاص وليس في الحقد والتعبئة والتجييش ومعاقبة الناس"، داعياً إلى بلورة درب مشترك بين أتباع مختلف الديانات للإيمان والأخلاق والعلم والعمل.
وأكّد سموه، خلال افتتاحه ورشة عمل "المسيحية في الشرق، إلى أين؟"، التي التأمت في عمان اليوم الاثنين، أن من حقنا كعرب أن نذكّر بأن العرب المسيحيين هم من رواد الفكر العربي، وقلة عددهم لا تغفل حقيقة أنهم من أهل البلاد الأصيلة والأصلية.
وأضاف أن المسيحية إحدى أهم ديانات العرب قبل الإسلام، والعرب المسيحيون هم أحفاد القبائل العربية التي كانت أغلبيتها مسيحية واستقبلت طلائع الفتح العربي.
وقال الأمير الحسن "إننا نعيش اليوم عهد الاستغراب، أي الإسلام والغرب، بعد أن عشنا عهد الاستشراق سابقا،ً مشيرا إلى أن بلسمة الجراح لن تكون فقط بالتصريحات وعبر الإعلام الإلكتروني، ولكن آن الأوان أن نؤكد أهمية الإعلام الإنساني.
وأضاف سموه أن التذويب الداخلي لواقعنا، كما هو الحال في العراق اليوم، هو تذويب سياسي؛ مذكّراً أن مفهوم الخلافة في ذروتها كان تابعاً لمفهوم الأمة التي ليست محصورة في الإنسان المسلم أو الكيان المسلم بل تعني التعامل مع الإنسان بوصفه إنساناً.
وبيّن الأمير الحسن أن الغاية من الفكر الديني أن نبتعد عن فكر من يعتقدون أن كل المساعي المؤدية لاحتكار الحقيقة في اللاهوت والفكر ما هي إلا شكل آخر من أشكال الرغبة في التسلط.
وذكّر الأمير الحسن أن تبني الأفكار الواضحة هو الذي يؤدي بنا إلى مواقف مشتركة من القضايا الروحانية، وإلا أصبحت الحقائق المادية أقوى من إلهامنا الروحي.
من جهته، ألقى مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية، الدكتور كامل أبو جابر، كلمة بيّن فيها أن هذه الورشة تعالج قضية خطيرة من القضايا التي تواجه منطقتنا المشرقية؛ مذكراً "بأن للعرب دينين لا دين واحد: دين الإسلام للأغلبية ودين المسيحية للقلة".
وأضاف أبو جابر "أن العرب المسيحيين يعترفون أنهم قلة ولكنهم يرفضون إطلاق صفة الأقلية عليهم لإيمانهم أنهم عرب أقحاح من صلب هذه الأمة"؛ مشيراً إلى فضل الإسلام التاريخي في استمرار الوجود المسيحي حتى اليوم في المنطقة وهذا التاريخ المشترك الذي تخللته أحياناً لحظات حرجة كادت تقود إلى بعض الالتباس، كلحظة حروب الفرنجة التي يدعوها الغرب بالصليبية، والتي لا علاقة لها حقاً لا بالصليب ولا بالمسيحية.
وأشار أبو جابر إلى أن الغايات من إعادة رسم خريطة المنطقة متعددة، أحد أبعادها تهجير المسيحيين من الشرق والإسهام في القضاء على القومية العربية وفكرها والتي يتفيأ المسيحي والمسلم تحت لوائها؛ مشدداً أن واجب المسيحيين العرب لا البقاء في المنطقة وحسب، بل والعمل على إعادة التعددية إلى نسيجها الاجتماعي، وعلى المجتمعات العربية أن تتعلم كيف تدير التنوع بأسلوب عصري وحضاري.
وأكّد "متروبوليت" حلب للسريان الأرثوذكس، المطران مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم، الحاجة إلى أصوات مسلمة ذات وزن كبير لبعث الأمل والرجاء في المنطقة؛ مشيراً إلى أن هاجس الهجرة هو من أهم هواجس المسيحيين في المنطقة، بل ومن هواجس المسلمين المعتدلين أيضاً.
وأضاف المطران إبراهيم أن المسيحيين في الشرق يريدون أن يكونوا في سوية مع باقي المواطنين في الحقوق والواجبات؛ داعياً إلى تعميق ثقافة المواطنة في المنطقة وإلا فسيكون هنالك غبن بحق المسيحيين.
وتناقش الورشة التي ينظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع مطرانية السريان الأرثوذكس في حلب وجمعية المانونايت المركزية على مدار يومين واقع ومستقبل المسيحية المشرقية والعرب المسيحيين، بمشاركة رجال دين وخبراء وأكاديميين من الأردن وسوريا وفلسطين والعراق ومصر ولبنان والسودان وإيران.
–(بترا)


http://www.fananews.com/?p=529241