تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

فساد الملح وفساد المسؤولين

بدء بواسطة حكمت عبوش, أغسطس 15, 2012, 05:04:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

فساد الملح وفساد المسؤولين

                                                                                   حكمت عبوش                                   
  لقد عرفت البشرية منذ القدم أهمية الملح في تطييب مذاق الطعام وجعله لذيذا بل اطالة وقت مكوثه سليما ومحافظا على صلاحه في زمن لم تكن أجهزة التبريد والتجميد الكهربائية معروفة بعد. ولنتصور ان الملح هذه المادة الأساسية لجعل الطعام مقبولا أصبح فاسدا و لنسأل عندها:هل بامكان هذا الملح الفاسد اصلاح مذاق الطعام وجعله مستساغا ويحافظ عليه أم بالعكس؟والجواب معروف حتى عند أقل الناس دراية بأمور الحياة.وهنا نتذكر قول السيد المسيح لتلاميذه(أنتم ملح الأرض، فاذا فسد الملح فماذا يملحها؟) وشبه المسيح -ببساطة -الأرض بالطعام وتلاميذه بملح هذا الطعام أي بملح الأرض التي يستحيل اصلاحها بملح فاسد أي ببشر فاسدين لا تترك أياديهم الفاسدة مجتمعنا سوى جسما منهوش الأطراف مخروم الأجزاء وتحلب منه بالحرام وكأنه بقرة ضائعة ليس لها صاحب.وما تقوله لجنة النزاهة البرلمانية هو في صلب هذا الموضوع الهام ،ومن أن لديها من الوثائق ما يدين مسؤولين كبارا ووزراء بممارستهم للفساد وحتى تسلمهم لمناصبهم بوثائق مزورة،وهذا الفساد ما هو سوى نتاجا طبيعيا لما يفرزه واقعنا البائس المؤلم الذي يحكي عن ملايين العراقيين وهم يعانون من عذاب الفقر وتدني مستوى المعيشة و البطالة و قلة الكهرباء و الماء ناهيك عن ماًسي الأرامل والمطلقات واليتامى والأطفال المتسربين من المدارس والمتسكعين في الشوارع بدون معيل، الى غيرها من المشاكل التي يعجز المواطن الفقير عن حملها وبدوره يسأل هذا المواطن:أليس المفروض أن تتحول هذه المليارات المسروقة في ميزانية كل سنة الى محطات كهربائية الى معامل ومصانع وسدود ومستشفيات ومراكز صحية وجامعات ومدارس ودور للأيتام وفاقدي الأهل ورواتب للرعاية الأجتماعية لمساعدة المحتاجين والمعوزين وطرق وجسور و مشاريع هامة أخرى تجعل حياة المواطنين البسطاء فيها بعض الملح لتصبح مقبولة؟ ثم يكمل سائلاً بمرارة: ألم يطفح الكيل بعد؟ ألا يكفي الفساد والسرقات الكبيرة؟ألم تشبعوا؟لقد مر على سقوط الصنم في 2003 تسع سنوات ونيف،ألم يحن الوقت لفتح أبواب الأمل أمامنا وتوفير لقمة العيش لنا ولأطفالنا؟ ثم قال بهدوء مشوب بثقة عالية بالنفس:أننا بشر مثلكم أيها السادة ولسنا شيئا اخر اننا بشر لنا أحاسيس و أفكار و طموحات وأحلام ومشاكل مثل كل الآخرين وأنتم منهم فكفًوا عن أعتبارنا مواطنين من الدرجة الثانية أو دونها وهذا ما يترجمه الواقع الأليم الذي نخوض في أوحاله النتنة  ما لا تقبله الأديان السماوية و لا الدستور العراقي الذي أكًد على ألمساواة بين العراقيين ولكن ليس المساواة اللفظية الشكلية والتي تسمح بتولي ناس فاسدين مسؤولية مشاريع  بناء الوطن وهذا ما نعاني منه حيث عملهم في العراق هو نفس عمل الملح الفاسد في الطعام .

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة