هل تصبح أنقرة أكثر المتضررين من إشهار موسكو لهراوتها الضخمة؟

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أكتوبر 08, 2015, 08:26:41 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

هل تصبح أنقرة أكثر المتضررين من إشهار موسكو لهراوتها الضخمة؟



ترجمة: سناء البديري*

« روسيا ربما كانت تتدخل عن غير فهم وإنها تدخل بذلك مستنقعاً غادراً في سوريا قبل أن تتمكن من إحكام سيطرتها على الصراع الذي بدأته في أوكرانيا في وقت يعاني فيه اقتصادها من وطأة العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط.»
هذا ما اشار اليه عدد من المحللين والباحثين لموقع « الفوكس نيوز « في حديث حول تركيا وروسيا في حربهما ضد داعش في الشرق الاوسط .
كما اضافوا ان ما يجري الان في سوريا بعد دخول روسيا الرسمي في الحرب ضد (الارهاب)، وتمركز قواتها الجوية واسلحتها وخبرائها هناك، لايمكن مقارنته بالفترة السابقة، روسيا غيرت الموازين التي كان الاخرون يسيرون عليها في احداث التأثير او المشاركة فيه، خصوصا عندما يتم الحديث عن (قواعد الاشتباك) العسكري فوق الاراضي السورية مع وجود الدب الروسي.
اما بالشأن التركي اشار المحلل السياسي « كان ستيفيان « في تصريح للموقع ان « تركيا التي يحكمها (الاخوان) لديها سقف مرتفع من الامال والتطلعات، التي روجت لسقوط الاسد ونظامه بسرعة البرق، ودعمت الجماعات المسلحة التي اسمتها (المعارضة) بما فيهم الجماعات المتطرفة التي صنفتها الولايات المتحدة الاميركية (ارهابية)، وهذا الدعم تم تأكيده على لسان (جو بايدن) نائب الرئيس الاميركي، في وقت سابق.»
واضاف قائلا « اما تركيا... فربما تكون اكثر المتضررين والمنزعجين من الهراوة الروسية الضخمة التي بدأت تلوح بها ضد من يحاول المساس بامن النظام الذي تدعمه باسلحتها التقليدية والمتطورة... الرئيس التركي اردوغان اعلن ان تدخل الروس «خطأ جسيم»، فيما الطائرات الروسية دخلت اجواء تركيا عن طريق (الخطأ)... ورئيس الوزراء التركي (اوغلو) حدد قواعد الاشتباك حتى لو كان المخترق لاجواء تركيا (طائر)... اما حلف الناتو فقد رد بلهجة متشددة ضد روسيا، التي عدَّ خبراء ومحللون... ان العملية كانت جساً لنبض الحلفاء او التحالف، لقياس ردود الافعال، وانها ستتكرر في الايام والاسابيع المقبلة.»
كما اشار ستيفيان ان» سقف الامال لمجرد البحث عن منطقة آمنة قد انخفض لتدريب (المعارضة) واستقبال النازحين، وحظر للطيران الجوي فوقها... الا ان الروس حرموا تركيا من هذا المطلب، بل ووجهوا رسائلهم الى تركيا بالطيران فوق هذه الاراضي، اضافة الى دخول الاجواء التركية بطائراتهم، وزادوا على الامر... توجيه ضرباتهم الجوية الى اغلب الفصائل المسلحة التي تواجه النظام السوري، بما فيها الجماعات التي تدعمها تركيا تحديدا... حيث ضربت مناطق في وسط وغرب وشمال سوريا على مدار الساعة.»
واستطرد قائلا « بالمقابل فان تركيا حاولت تحشيد المجتمع الدولي ضد الدخول الروسي القوي في سوريا، عبر الادانة والبيانات الجماعية، وصولا الى تحريك الناتو والتباحث مع فرنسا وبريطانيا حول تفعيل المقترحات آنفة الذكر... لكن بالتأكيد كل هذا لن يتم من دون موافقة روسية، فهي الان على الارض، تقاتل وتشارك في المعركة، ويدعمها في ذلك حلفاؤها الاقوياء في منطقة الشرق الاوسط ايضا.
كما يرى ستيفيان ان الولايات المتحدة الاميركية لم تتخذ أي خطوات تصعيدية لغاية الان، كما انها لم تميل الى جهة على حساب الاخرى... وقد اعطى هذا السكوت انطباعاً لدى المراقبين، بان الولايات المتحدة الاميركية اما انها مؤيدة لتحركات روسيا الاخيرة، او انها تعد العدة للرد المناسب.»
ستيفيان أكد ان « اسرائيل كانت اول المفاوضين مع الروس، حيث سافر رئيس وزرائها «نتنياهو» ليلتقى مع «بوتين» ويناقش معه منع أي اشتباك بين القوات الاسرائيلية والقوات الروسية فوق الاراضي الروسية، سيما وان اسرائيل تملكتها الكثير من الحماسة للبحث عن صيد ثمين من جنرالات (حزب الله) او (الحرس الثوري)، وهو ما حدث قبل اشهر، استهدفت خلالها 6 من القيادات بينهم ابن (عماد مغنية) المطلوب للولايات المتحدة الاميركية واسرائيل منذ عدة قرون، قبل ان تقتله بعملية استخبارية مدروسة.
كما يرى ستيفيان ان « فرنسا وبريطانيا التي دعمت اقامة (منطقة امنة) يتم اقتطاعها من الاراضي السورية القريبة من تركيا لتجميع النازحين والهاربين من الارهاب، بدلا من الهجرة الى اوروبا، اضافة الى بحثها امكانية فرض حظر للطيران في منطقة معينة لمنع المقاتلات التابعة للنظام من شن غاراتها فوق هذه الاراضي.»
وعلى صعيد متصل اشار ستيفيان ان « السعودية طالبت روسيا بوقف ضرباتها في سوريا وقالت إنها أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين كما لم تستهدف مقاتلي تنظيم داعش الذي تقول موسكو إنها تتصدى له. وفي كلمة ألقاها بمقر الأمم المتحدة في نيويورك قال دبلوماسي سعودي كبير إنه لا يمكن لروسيا وإيران الحليفة الرئيسة الأخرى للأسد ادعاء محاربة «إرهاب» داعش وفي الوقت نفسه مساندة «إرهاب» النظام السوري. وعبر مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي عن «قلقه البالغ تجاه العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الروسية فى حماة وحمص وهي أماكن لا توجد فيها قوات لداعش.»
ستيفيان اختتم حديثه قائلا ان « (قواعد الاشتباك) العسكري الجديدة والتي فرضها الروس في سوريا، ستكون الممهدة للحل السياسي المهمول منذ 5 سنوات عجاف مرت على المنطقة... والا ما كان للاميركان السماح للروس بانتزاع منطقة حيوية منهم بهذه البساطة والسهولة التي جرى عليها الامر... اما الآخرون، او المتضررون فلا يملكون سوى الحديث وسيتركون الافعال للكبار.»

* عن موقع الفوكس نيوز


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/62862
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة