تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

دقَّاتُ قَلبْ ،،

بدء بواسطة روني اسو, أغسطس 07, 2011, 07:49:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

روني اسو

                                                                                     دقَّاتُ قَلبْ ،،                                                                                
تدور أحداث القصة حول الأب "حليم" الذي يبحث عن ابنته الصغيرة "فيروزة".



قبل وقت الغروب، وقبل اختفاء الشمس عن عيون البشرية، كنت اشتري بضع من الخضار من السوق الذي لا يبعد إلي بضع أميال عن بيتي الصغير، لم تكن الأكياس تتعبني، فهي ليست ثقيلة، لأنني لم أشتري الكثير بل اشتريت كل ما يكفيني أنا وابنتي الصغيرة (فيروزة)، وكما أنني اشتريت لها موز فهي تحب الموز مثل معظم الأطفال الذين بسنها.
دخلت باب البيت العنيد بعدما فتحته بقوى منتظراً صوت ابنتي فيروزة وهي تناديني برقة و عذب صوتها "أبي"
أحسست أن ذاك النداء الذي سيجدد روحي و يداعبها، قد تأخر، فقلت في نفسي "ألهم اجعله خير"، فهي لم تتأخر يوم عن واجبها المحبوب هذا، حتى لو كانت بأقصى الظروف التي تمنعها من فعل هذا، أدخلت تلك الأكياس الخفيفة للمطبخ، فوجدت عاملتنا (رباب) بالداخل، استغربت من تواجدها بالبيت فهي لا تأتي إلا يوما السبت و الثلاثاء، أما اليوم فهو الخميس، فما الذي جاء بها؟.
قلت لها متسائلا: لماذا أنتِ هنا يا رباب؟.
أجابتني بأسلوب مهذب وكامل الاحترام قبل أن تقول : الم تخبرني أنك ستسافر يوم غد، فها قد جئت لأجهزة أمتعتكما أنت و فيروزة يا سيد (حليم).
تذكرت بعدها أنني سأسافر إلي المدينة القديمة الأثرية، وأنني اشتريت تلك الخضار كي احملها معنا كزاد لنا في الطريق، " ربما تأخرْ نداء (فيروزة) قد أثر علي حقا "
أسرعت بعدها بالسؤال رقم اثنان الموجه لـرباب حيث قلت لها: وأين فيروزة؟! أنا لم أراها؟.
أجابتني بعدما رأيت علامات الرهبة و التساؤل المتردد التي ترتسم على وجهها: ألم تكن معك!، لقد دخلت للبيت بنفسي منذ حوالي ساعتين ولم أجدها.
شعرت في تلك اللحظة بعدما سمعت أخر حرف من كلام رباب لي بإحساس غريب إحساس بشع،شعرت بأن دقات قلبي توقفت و بقا قلبي دون دقاته، تشنج جسمي، وكأن من أحد أدخل أسلاك أو كوابل كهرباء بمنتصف روحي و جسمي، فسبب ذلك التيار الكهربائي القوي
حركة لا إرادية حدثت لي متجهاً باحثا في كل الغرف و الحمام عن روحي الجميلة فيروزة.
لم أعد أنظر أمامي، أو ربما هرب مني الأمام، وخاف مني ومن انفعالي الشديد إثر ما حصل، فمن كثر جنوني و فزعي وخوفي الذي سيطرة علي وسذج عقلي، بحثت حتى بين الوسائد ووسط محافظ الطعام الفارغة و المملوءة، ففيروزه كانت صغيرة بقدر المستطاع أنها تختبئ في تلك الأماكن، هكذا كانت في نظري فيروزه دائما، وأصغر من ذلك أيضا وبكثير.
اتجهت العاملة رباب وتركت عملها في المطبخ إلي عمل أخر، ربما يكون أصعب من الأول، وهو تهدئتي وإخراجي من جنوني وانفعالي، فربما تحلمين يا رباب.
نزلت أنا وعاملتنا إلى الشارع لاستكمال عملية البحث عن فيروزة، (فأين أنت يا فيروزة ؟).
وقفت أتأمل من بعيد، فسقط نظري على طفلة صغيرة مجدولة الشعر خفيفة الحركة، ترتدي رداء أحمر و قاتم اللون، شبهتها بفيروزة بعدما ركضت نحوها متمنياً أن تكون روحي، قطعت الطريق الأسود بإشارة حمراء قاتمة مثل لون ذلك الرداء الذي ترديه تلك البُنية، فسببت ربكة في السير، حيث رأيت الناس يأشرون بمديتهم نحوي، ويحركونَ أفواههم، ولكنِ لا أسمع أصواتهم، فأذناي مأمورتان بعدم سماع أي صوت غير نداء روحي "أبي" من فيروزة.
أخذتُ أَلحَقْ بتلك الطفلة ذات الجدائل والشبيهة بفيروزه، كانت تمشي بخطوات سريعة متوالية، وتتخطى الناس من حولها وكأنهم لا يرونها، وبنفس الوقت ينظرون إِلي باستغراب وتساؤل، فمن عيونهم استنتج هذا.
اختفت تلك الطفلة من بين عيناي الخاسرتان في حرب ألان، ولم أعد أراها، فلم أستطع اللحاق بها في ذلك اليوم وذلك الوقت المكتظ بالناس وكأنه يوم عيد لهم، و حزن إَلي.
اقترحت بعدها على نفسي بأن اذهب باتجاه الريح التي تقذف معها معظم الناس الذين بحالتي، أي اتجهت إلي مركز الشرطة كي أُقدم بلاغ عن ضياع روحي و ضياعي ، حيث استغربت الشرطة اثر بلاغي هذا، ولكن أيقنوا قصدي بعدما وضحت لهم العاملة رباب ما حصل بالتفصيل. .
عدت إلى ذلك الشارع المشئوم و إلى عملي الذي راتبه أفضل راتب، ليس ألف و لا ألفان، بل فيروزة، و هل تعلمون ماذا تعني فيروزة بالنسبة إلى؟...
فيروزة هي دقات قلبي، هي الهواء الذي أتنفسه فيغمرني بمحبته و جماله.
لم أرى الشرطة تبحث بالشارع، ولا أضن أن بصري تضرر هو أيضاً، فأنا متأكد أنني لم أرى سيارة أو عنصر من عناصر الشرطة، أيقنت أنا الأخر أن الشرطة لن تبحث عن المفقودة حتى بعد مرور أربعة و عشرون ساعة من اختفائها، وقالوا لنا أن الوقت الممضي من اختفاء ابنتكم حتى ألان، هو ساعة و نصف، ولا يعلمون أنني افقدها منذ حوالي سنة و ستة شهور.

انتهى عيد الناس السعيد، ولم ينتهي عيد
حزني، حزني علي فقد روحي و جسدي، فقد قلبي و عقلي، فقد عمري و حياتي.
وجدت العاملة رباب تمسكني من يدي و تجذبني ناحية البيت حيث كنت مثل الطفل الذي يبحث عن أمه الحبيبة لترضعه،نعم،، فقد أصبح عقلي صغير.
ركبت الدرجة رقم واحد من الخمسة عشر، وكل خطوة ينتج عنها ازدياد شوقي لفيروزة، أصبحت أتذكرها و أتذكر مشيتها الجميلة و ضحكتها التي تملؤها البراءة و تغمرها المحبة و الحنان.
أردفت رباب قائلة موجه لي الكلام: لا عليك يا سيد حليم ستجدها في البيت إنشاء الله.
لم اعرف ماذا أفعل بعد سماع تلك الكلمات من رباب، فوجدتُ نفسي اضحك و الدموع تذرف من عيني، وكما تعلمون أنه من أعظم أنواع التحدي.
أخذت أتعثر بالدرج، شبهت كل عثرة من تلك العثرات بحياتي المستقبلية التي ستكون مليئة بالحجارة المبعثرة بعدما ضيعت أغلى شيء فيها، وشبهتها بدقات قلبي الغير منتظمة، فراودتني تلك الحكمة التي سمعتها ذات يوم من جارنا السيد ربيع، (الحياة مليئة بالحجار، فلا تتعثر بها، بل اجمعها و ابن بها سُلما تصعد به نحو النجاح.).
فهل ستكون هذه الحجرة بداية السلم أم ماذا؟
لا أعتقد هذا، فكيف يمكنني أن أصعد و أنا أفتقد جزء مني، ولا يستطيع نصف جسمي أن يصعد على النصف الأخر.
أصبحت أرى الناس من حولي وهم ينظرون إلي بشفقة باستغراب وكأنني أعاني من مرض ما، تكرر على سمعي كلمات تخصني كلمات دلت معانيها على أنني مريض، على أنني افقد عقلي، وعلى أنني رجل متوهم.
من الناس النازلة و الصاعدة من الدرج سمعت هذا، ولكنِ لم أبالي ولم أعطي إي أهمية لكل عبارة كونتها تلك الكلمات التي لم تعجبني.
رأيت طير البوم فوقي، كأنه يحمل ظرف به خبر عن روحي الضائعة، وكما أنني أرى طيف فيروزة يتراقص بجوار هذا البوم، أصبحت أتفرج عليه متأملا وأنا أمشي خطوتاً وراء خطوة وكلما اقتربت من باب البيت، كلما نقص ألمي و زادة فرحتي التي أفتقدها من مدة طويلة، مع ازدياد دقات قلبي بعد رجوعها.
يبدو أن فيروزة بدأت تَملُ هذا الطيف،هذا القلب بدقاته، هذا الخيال الذي يتراقص لافًا حول طير البوم، فتستحقين أكثر من بنيتي و حبيبتي، فيروزةً أنت تلمعين بقلبي وتبرقين مثل قمر في سماء الليل.
دخلت باب البيت، فوجدت نفسي اتجه ناحية غرفة فيروزة، رأيت الغطاء بعيد عنها يلتف من حول قدميها، فمسكت الغطاء و وضعته بالوضعية المناسبة بحيث يمنع عنها و يحميها من البرد و التيار البارد.
ذهبت إلي غرفتي بعد أن تناولت دوائي الذي لم أرى مفعوله علي حتى ألان، وكلما رأيت فيروزة اقتنع بهذا الكلام أكثر و أكثر أي أن ذلك الدواء لم يفيدني، لأن من أعراض مرضي أنني أرى روحي أمامي.
لقد غلبني النعاس، هاهي العاملة رباب بالصالة ستكمل باقي القصة، تصبحون على خير.
أنا رباب،أعمل ببيت السيد حليم منذ مدة طويلة.
فقد السيد حليم زوجته عندما كانت تنجب أبنته فيروزة، وبعد أربعة أعوام توفيت أبنته فيروزة بحادثة سيارة، أي أنه يعيش لوحده منذ حوالي سنتين.
ويعاني من مرض نفسي، فهو يتخيل ابنته فيروزة أمامه و يتعامل معها كأي إنسان يعش في المحيط الذي من حوله، منذ وفات فيروزة أي منذ سنتان وهو على هذا الحال.
اخبروه الدكاترة أنه مريض و أن فيروزة التي يراها هي وهم وليس حقيقة، ولكنه أصر على التعامل معها، نعم فهي ابنته و حبيبته و جزءً منه ومن كيانه، فهي نبع حياته و أمله فيها و سبب استمراريتها، فكيف يمكن أن يعيش الإنسان دون دقات قلبه،
كم أنت صغيرة على الرحيل، و كبيرة بقلب حليم.
                                                                                                                                                                                                                                                                     منقوله من مصدر غير معروف

هبة ابراهيم

قصة محزنة بس روعة شكرا روني عاشت ايدك

ruaa

قصة روعة جدا جدا
عاشت ايديك روني على هالقصة الحلوة
امي ينبوع حب ونهر عطاء ليس له نهايات
امي اول حكاية عرفتها وهي اخر الحكايات
امي اول كلمة لفظتها وهي اخر الكلمات

fadeya_kh

حزينةهوايا بس كلش حلوة
عاشت ايدك عالقصة الرائعة


عندما نختار الصمت هذا لايعني بالضرورة سذاجتنا أو أننا لا نعي ما يدور من حولنا .. بل في ذلك إرضاء لرغبتنا في استكشاف الآخر و العمق في أغوار شخصيته لإدراك خفاياها

روني اسو

شكرا ( fadeya_kh, ruaa, هبة ابراهيم ) على مروكم نوتوا

meme-meme


qaiss sabah khider

لا يؤلم الجرح الا من به الم