الفكر الأشوري و سياسة " كذب العلماء و لو صدقوا " القسم الثاني

بدء بواسطة henri bedros kifa, فبراير 05, 2011, 01:25:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

henri bedros kifa

الفكر الأشوري و سياسة " كذب العلماء و لو صدقوا   " القسم الثاني

لقد نشرت القسم الأول منذ حوالي اسبوعين و كنت أظن انه سيكون الأول و الأخير و لكن حشرية بعض السريان الذين يطالبوني بأن اوضح للقراء من هم السريان الذين يضعون رؤوسهم تحت التراب ؟

و ما هي المواقع السريانية التي تجامل الفكر الأشوري ؟

هذه الأسئلة تدفعني الى نشر هذا القسم الثاني ليتوضح الموضوع ، نحن نهدف الى نشر تاريخ أكاديمي يساعدنا على معرفة تاريخنا ( كما هو ) و يساعدنا ان نحافظ على وجودنا في شرقنا الحبيب !

رابعا - ما الفرق بين العالم و المنجم ؟

أ - كان المنجمون في التاريخ القديم يحتلون مراكز مهمة عند كل الشعوب القديمة . بالرغم من تقدم العلوم  فإننا لا زلنا حتى في المجتمعات المتقدمة من يؤمن بتكهنات المنجمين و لا يخفى على احد كيف كان يستدعي الرئيس الراحل فرنسوا ميتران احدى المنجمات و هو يحتل رئاسة دولة متقدمة . هل قارئة الفنجان تستطيع ان تبصر ما سيحدث في المستقبل ؟ هل تطور العلوم يساعد المنجمين على معرفة المستقبل بدقة ؟ هل يوجد عند المنجمين " منهجية" خاصة غايتها قول الحقيقة ؟ ام ان هذه المهنة لا تزال من مخلفات الماضي لم و لن تستطيع كشف خبايا المستقبل ؟ هل سمعتم بعالم فلك قد ذكر ان الرئيس التونسي السابق بن علي سيترك الحكم بهذه السرعة ؟ التنجيم كان و لا يزال شعوذة يدفع ثمنها غاليا من يصدق هؤلاء المشعوذين !

ب - العلماء المتخصصون في السريانيات :

  لقد ازداد عددهم بشكل كبير و هذا واضح من ازدياد عدد المؤتمراتالأكادمية و عدد المشاركين فيها . كما ازدادت المجلات المهتمة بتراثنا السرياني . سوف اذكر اهمها و هي  HUGOYE: JOURNAL OF SYRIAC STUDIES الموجودة على هذا الرابط

http://syrcom.cua.edu/Hugoye/ 

   جميع العلماء المتخصصين في دراسة تاريخ و تراث السريان قد أمضوا سنين طويلة في تعلم اللغة السريانية التي تسمح لهم في دراسة المصادر السريانية بمنهجية أكاديمية . بعض هؤلاء العلماء يتفرغون لدراسة تاريخنا السرياني و هذا يعني في اغلب الأحيان انهم يلقون محاضرة او يقدمون درسا واحدا في الأسبوع لا يتعدى الساعتين  و يمضون كل وقتهم في دراسة المصادر السريانية .

    لقد خصصت مجلة HUGOYE عددا خاصا حول حياة و اعمال المطران فيلوكسين المنبجي و هنالك دراسة حول رسائل فيلوكسين المنبجي قامت بها الباحثة DANA  VIEZURE من جامعة SETON HALL UNIVERSITY و هي موجودة على الرابط التالي

http://syrcom.cua.edu/Hugoye/Vol13No2/HV13N2Viezure.pdf

  اتمنى من القارئ ان يدقق كيف ان هذه الباحثة قد إطلعت على جميع رسائل فيلوكسين و هي تستشهد بها.

ج - لما الفكر الأشوري يتهم العلماء بالكذب ؟

   من يطالع مقالات المدافعين عن الفكر الأشوري يلاحظ أن أغلبية كتابها يدافعون عن افكار مسبقة تعلموها في صغرهم و مع إحترامنا الشديد لثقافتهم التاريخية فهم لم يدرسوا التاريخ في الجامعات و لا يعرفون أن لعلم التاريخ منهجية واضحة و هي الوصول الى كشف

الحقائق . من المؤسف ان المدافعين عن الفكر الأشوري المزيف لهوية السورايي / السريان يتهمون العلماء بالكذب بدون ان يطلعوا على أبحاث هؤلاء العلماء . دفاعهم العنيد سوف يدفعهم الى التطرف و الى تعرية الفكر الأشوري و هم يتوهمون ان كتاباتهم هي بطولات خارقة و يتحدون الجميع كأن البحث في التاريخ هو تحد و هم يخلطون بين ثرثرتهم الفارغة في غرف المحادثة البالتوك و بحث العالم النزيه الذي امضى حياته في المكتبات !

خامسا - العلماء " ضحية" الفكر الأشوري !

  أ - سألني احد الإخوة من السريان الموارنة " لما إخوتنا الأشوريين يرفضون الهوية السريانية الآرامية ؟" فأجبته مسرعا " ليس مهما أن يرفضوا هويتنا التاريخية المهم أن تكون طروحاتهم تاريخية صحيحة و إذا كان لنا جذور تاريخية واحدة فنحن سنلتقي حتما " و هنا شرع يهز برأسه و قال " إنني كنت احضر كل المؤتمرات حول تاريخ و حضارة السريان و كم كنت سعيدا عندما ألقى البرفسور سبستيان بروك محاضرة حول السريان و لكنني تضايقت من مداخلة لأحد الأشوريين الذي لم يحترم مركز العالم بروك كما لو أنه متعمق في التاريخ ..."  قاطعته " هؤلاء هم سريان مثلنا و لكنهم يدعون بهوية أشورية سياسية ليس لها أية علاقة مع الأشوريين القدامى و للأسف إن العلماء هم ضحايا الفكر الأشوري المتطرف ... و كل فرد مدعي بالهوية الأشورية مستعد لمجادلة البرفسور سبستيان بروك !

ب - التاريخ السرياني الشرقي يزيف من اجل التسمية الأشورية :

  صحيح ان السريان المشارقة هم الأولون في العمل القومي و قد إعتقد كثيرون من السريان إن الفكر الأشوري هو فكر عملاق لأنه ينادي بالوحدة القومية و لكن هذا الفكر هو عملاق له رجلان من الخزف : فكر بدون فائدة لأنه متحجر لا يستطيع مواكبة تاريخ السريان العلمي.

   النصب السرياني في الصين يتحول الى نصب أشوري و باللغة الأشورية ( من فضلكم ) ! الحركة العلمية و النهضة الثقافية التي تمت عند السريان النساطرة المشارقة تتحول الى حركة علمية أشورية و ثقافة أشورية عالية ! و عندما نشرح لهؤلاء الحالمين أن السريان المشارقة قد ذكروا مرارا بأنهم ينتمون الى السريان الآراميين و أن التسمية الأشورية ( من حسن حظنا ) لم تكن مستحبة في المصادر السريانية الشرقية و الغربية و هذا واضح جدا من قاموس حسن بن

بهلول السرياني النسطوري الشرقي لأنه يذكر في العامود رقم ٣٢٢" آثوري  يعني عدو " و في شرحه للتسمية السريانية يذكر " منذ القديم كانت السريان يعرفون بالآراميين ... " .

لقد غضب المدعون بالهوية الأشورية و إدعوا ان حسن بن بهلول هو خائن عربي يعمل ضد الهوية الأشورية ! من الغريب كيف يتحول هذا العالم السرياني الى خائن و هو صاحب اهم قاموس للغتنا السريانية المقدسة !

ج - من هو الخرف ؟ قداسة البطريرك أفرام برصوم ام الفكر الأشوري ؟

بعض السريان الضائعين و المغامرين بهويتهم الحقيقية لا يزالون يدعون ان قداسة البطريرك كان يناضل من اجل الهوية الأشورية و يضحكون على البسطاء من شعبنا و يدعون انه " خان الأمة الأشورية".   قداسة البطريرك افرام برصوم هو من رواد الفكر الآرامي و العودة الى مصادرنا لمعرفة هويتنا الحقيقية . لقد كان لي شرف المشاركة في المؤتمر الذي أقيم في الذكرى الخمسين لوفاته . و كان موضوع مشاركتي "  في إسم الأمة السريانية" بحث علميّ أَم وصية تاريخية؟ موجودة على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/071201.htm

   حيث شرحت كيف إعتمد هذا العالم على المصادر السريانية و المراجع ( العلمية ) كي يؤكد زيف التسمية الأشورية !

الناشط " الأشوري" أشور شليمون نشر مقالا لفنان كبير صاحب موسوعة غير علمية في طرح نظريات مزيفة يدعي فيه - بكل بساطة- البطريرك افرام برصوم سنة 1952 كان خرفا ! قبل نشر تعليق السيد حنا حجار يجب أن يطلع القارئ على الخلاصة التي توصل لها قداسة البطريرك افرام برصوم و ختم بها كتابه " في إسم الامة السريانية" و قد نشر هذه الخلاصة احد الغيورين السريان على الرابط

http://samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=2&t=6754

هذه الخلاصة المبنية على المصادر السريانية تؤكد زيف التسمية الأشورية و تورط بعض رجال الدين السريان مع بعض الشخصيات السريانية في قبول الفكر الأشوري المزيف لهويتنا السريانية الآرامية .

   لقد مضى حوالي ٦٠ سنة على صدور هذا الكتاب و يظهر أن السيد أشور شليمون لم يطلع عليه و لا يعرف - مثل العادة - ان قداسة البطريرك افرام برصوم يستشهد بالمصادر السريانية التي لا يرقى الشك في صحتها فاعتمد على الفنان حنا حجار لينتقد " الوصية"

التي تركها لنا البطريرك افرام برصوم !

لقد قام السيد شليمون بترجمة تعليق الفنان حنا حجار في موقع سما القامشلي " لأخ المهندس سمير روهم، لنرى من هم المزورون !"

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=6946

" مؤخرا قرأت مداخلتك على موضوع ما يسمى " وثيقة بخط يد البطريرك كلي الطوبى مار افرام برصوم " وإجابتي كانت واضحة وضوح الشمس في ربيعة النهار من أنها مزورة ....ذا وإن الأخ " حنا حجار " عندما ثبت الموضوع على الموقع الآشوري السرياني ASSYRIAN BETH SURYOYO I` هذا ما جاء به من تعليق باللغة الانكليزية والترجمة تحت كل نص باللغة العربية من قبلي لتعرف الحقيقة ومن هم المزورون وشكرا.

هنا أدناه الروابط لوثائق تعود إلى اكثر من ثلاثين سنة كتبها قداسة البطريرك مار أفرام ما بين 1919-1920 عندما مثل الكنيسة الأرثوذكسية والأمة الآشورية في مؤتمر باريس لعصبة الأمم والتي غدت لاحقا ما يسمى ب" الأمم المتحدة ".

هنا بصراحة أعلن بأن أعضاء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هم آشوريون، حيث ركز على ذلك بكل وضوح.

النسبة لهذه الوثيقة المكتوبة في عام 1952، لاحظ أنها لا تحمل توقيع البطريرك، رغم وجود الخاتم البطريركي، علما كل فرد بوسعه فعل ذلك عندما يسطو على الخاتم ويقوم بالتزوير، أضف ألى ذلك لمن قدمت هذه الوثيقة؟ ( كما انه لا يوجد شاهد عيان على ذلك!

  ومن جهة أخرى، إن الوثائق لأعوام 1919-1920 تحمل توقيع البطريرك، وكانوا وثائق رسمية قدمت لعصبة الأمم، هيئة عالمية لممثلي الدول الرسمية حيث قداسته حضرها شخصيا أمام المئات من الرسميين الدوليين .

  وإذا قارنا وثائق 1919/ 1920 مع ما تدعى وثيقة لعام 1952 أول ما نلاحظ بأنه هناك تناقض صريح، ولكون وثائق 1919/1920 مقابل الوثيقة 1952 هناك تناقض كل ذلك يدعونا لنسأل هذه الأسئلة:

أكان مار أفرام برصوم صائبا في 1919/1920، وغير ذلك في 1952 او بالعكس؟

  هل كان في وضع مهزوز عقليا لقدم سنه، حيث توفي كما نعلم بعد ذلك الحين ب 5 سنوات 1957 أي تحت عامل الشيخوخة.

  هل كان ذلك في وضع انفصام الشخصية كي يدلي بهذه الإعلانات المتناقضة ؟

  هل كان تحت ضغط وأوامر النظم العربية تملي عليه ما يكتب، ومنها بياناته القديمة ؟

  ولكن لا تنسى حتى بطرس الرسول نكر السيد المسيح عندما استجوب ( بعد إلقاء القبض على المسيح)! وهل هذا سيؤثر على معرفة بطرس الرسول للمسيح؟  " حنا حجار    نرى هنا ان الفنان حنا حجار لم يطلع على كتاب " في إسم الامة السريانية" و مثل العادة يتهم هذا البطريرك العالم بالخرف و الإنفصام بالشخصية و نكران الأصل الأشوري ! 

طبعا قداسة البطريرك افرام برصوم لم يكن خرفا سنة ١٩٥٢ و لكنه في أبحاثه التاريخية وجد ان مصادرنا السريانية تثبت جذورونا و هويتنا الآرامية و لذلك - و بدون الإطلاع على أبحاثه - يتهم بالخرف و الخيانة !

السيد أشور شليمون يعتقد انه بمجرد نشره لتعليق بدون منهجية يستطيع ان يضع عناويين طنانة "  لنرى من هم المزورون !".

السريان المشارقة و المغاربة هم آراميون في هويتهم و لغتهم و تراثهم!

التعليقات الصبيانية المتسرعة غير نافعة و هي تسرع سقوط طروحات الفكر الأشوري مثل أوراق الخريف !

سادسا - السريان و الفكر الأشوري المتحجر : عمل وحدوي ام مجاملة خبيثة ؟

إننا قد نتفهم وضع بعض رجال الدين السريان في تركيا عندما يسايرون الرأي العام التركي من اجل المحافظة على البقية من السريان في طور عبدين و إسطنبول فيقولون " نحن أتراك مسالمون...".

   بعض الشخصيات السريانية من إعلاميين و رجال دين و أساتذة في اللغة السريانية يجاملون الفكر الأشوري المتحجر : اللوحة الموجودة في الصين هي سريانية و ليست أشورية ! لغتنا هي سريانية و ليست أشورية و هويتنا التاريخية الحقيقية هي سريانية آرامية و ليست أشورية!

كان الأستاذ ابرهوم نورو - رحمه الله - يشارك في معظم المؤتمرات السياسية الأشورية و كان يجامل اصحاب هذا الفكر المتحجر وعندما سألته عن الدافع أجابني : من أجل الوحدة !

    أصحاب هذا الفكر لا يسعون الى الوحدة و لكن من اجل الدفاع عن طروحات تاريخية غير علمية و هي السبب الرئيسي لعدم وجود حل لوحدتنا المنشودة .

   إن السريان و الكلدان الذين يشاركون في " المؤتمرات السياسية الأشورية" خاصة في العراق لا يستطيعون ان يقنعونا انهم يعملون من اجل وحدة شعبنا فهم يعملون من اجل مصالحم الخاصة .

   اي سرياني او كلداني غيور يطمح الى وحدة حقيقية يقبل بنظرة الفكر الأشوري الى العلماء؟ هل البرفسور سبستيان بروك هو خائن ؟ هل العالم السرياني النسطوري حسن بن بهلول هو عروبي يعمل ضد الهوية الأشورية و هي كانت مندثرة تماما في ايامه ؟

   أيعقل من سرياني يجامل الفكر الأشوري ان يقبل بأن توجه تهمة الخرف و إنفصام في الشخصية و الخيانة الى أعظم بطريرك عالم عرفته الكنائس السريانية في القرن العشرين ؟

الخاتمة

  المنجمون كاذبون حتى و إن صدقت تنبؤاتهم و العلماء المتخصصون يعملون ضمن منهجية علمية هدفها كشف الحقائق : ردود بعض المتطرفين تبرز لنا مدى تحجر الفكر الأشوري .

هنري بدروس كيفا