الرئيس الفرنسي ساركوزي : استقبال المسيحيين ليس الحل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 09, 2011, 11:46:47 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

ساركوزي : استقبال المسيحيين ليس الحل

جريدة الشرق الاوسط
احتل موضوع مسيحيي الشرق موقعا بارزا في اهتمامات فرنسا على أعلى المستويات، واغتنم الرئيس نيكولا ساركوزي مناسبة استقباله ممثلي الديانات الموجودة في فرنسا بمناسبة العام الجديد في قصر الإليزيه، ليعبر عن مواقف متصلبة إزاء التمسك بحق مسيحيي المشرق في حياة حرة آمنة، وللتنديد بالأعمال الإرهابية التي تستهدفهم سواء في العراق أو في مصر مؤخرا. وبموازاة ذلك، فصلت وزيرة الخارجية ميشال أليو ماري الخطوات التي تريد باريس القيام بها في الأيام والأسابيع المقبلة لإثارة الموضوع على المستويين الأوروبي والعالمي. وفي كلمة مطولة أمام ممثلي كافة الأديان والطوائف، ومنها المسيحيون المشرقيون، كرسها بالكامل لموضوع مسيحيي الشرق، عبر ساركوزي عن «قلق فرنسا» إزاء مصيرهم، معتبرا أن ما حصل في الإسكندرية «ليس عملا منعزلا». وأشار إلى الاعتداءات التي يتعرض لها مسيحيو العراق، وقال: «إن الفرنسيين لن يقبلوا، وفرنسا لن تقبل أن يكون أبرياء مؤمنون هدفا للإرهاب المجنون من دون رادع». وأضاف أن بلاده أدانت وستدين هذه الأعمال «في كل المحافل» المتوافرة على الصعيد الدولي. وبحسب ساركوزي، فإن مسألة مسيحيي الشرق «تهم الجميع» لأنهم يمثلون «تحديات العالم المعاصر».

وأبعد من الإدانة، أكد ساركوزي أن بلاده «لن تكتفي بالتعبير عن الأسف» لمقتل من سماهم «الشهداء». لكنه حذر من أن استقبال المسيحيين الذين يتركون بلادهم «ليس الحل»، مشددا على أن «فرنسا لا يمكن أن تقبل أو أن تساهم بأي شكل من الأشكال في تنفيذ مخطط خبيث يشبه خطة التطهير العرقي في الشرق الأوسط»، في إشارة إلى تهجير المسيحيين وإلى استقبال الهاربين من المسيحيين في عدد من البلدان الأوروبية وغير الأوروبية. وقال: «إن مسيحيي الشرق هم في بلادهم وأغلبيتهم هناك منذ ألفي عام، ولذا لا يمكن قبول أن تختفي هذه التعددية في هذه المنطقة من العالم».

وأعرب الرئيس الفرنسي عن ارتياحه لرد فعل الجالية الإسلامية في فرنسا التي أدانت بقوة الأعمال الإرهابية الأخيرة، مشيرا إلى «بعض المعالم التاريخية، حيث حمى المسلمون أهل الكتاب، سواء بعد تهجير اليهود من إسبانيا أو حماية المسيحيين في دمشق في القرن التاسع عشر على يد الأمير عبد القادر الجزائري». ونزه ساركوزي الإسلام عن هذه «الصورة البشعة» التي يعطيها عنه الإرهابيون، مؤكدا أن الإرهاب الأصولي «يقتل أيضا المسلمين».

واغتنم الرئيس الفرنسي المناسبة للتنديد بالأعمال المعادية للإسلام أو للسامية التي تحصل بين وقت وآخر في فرنسا، متوعدا بأن مرتكبيها «لن يفلتوا من العقاب»، ومؤكدا أن الجمهورية الفرنسية العلمانية «توفر لكل فرد حق ممارسة دينه وحقه في الإيمان أو عدم الإيمان». وفي السياق عينه، كشفت وزيرة الخارجية ميشال أليو ماري عن بعض الخطوات التي تنوي باريس القيام بها لمواجهة ما يتعرض له مسيحيو الشرق، وذلك في حديث ينشر اليوم في مجلة «لوفيغارو ماغازين». ورأت أليو ماري «أن ما حصل في الأيام والأسابيع الأخيرة بحق المسيحيين هو تنفيذ استراتيجية رعب بغرض تهجير مسيحيي الشرق من البلاد التي عاشوا فيها دائما»، مضيفة أن ما يحصل «يدخل في تقاليد البلدان العربية». وقالت الوزيرة الفرنسية إنه حان الوقت «للانتقال من حال التأثر والحلول المؤقتة إلى تحديد استراتيجية حقيقية وتوفير أجوبة شاملة».

وستزور أليو ماري الأسبوع المقبل الدوحة، حيث ستلقي كلمة بمناسبة «منتدى المستقبل» الذي يعقد هناك، وستلقي كلمة تحت عنوان «التسامح والاحترام المتبادل بين الأديان». كذلك ستبدأ جولة في بلدان المغرب والشرق الأوسط لحمل رسالة الدفاع عن حرية الأديان.

ويبدو أن أليو ماري تسعى لإشراك الاتحاد الأوروبي في المسألة، إذ وجهت رسالة بهذا المعنى إلى ممثلة السياسة الأوروبية كاثرين أشتون وهي تقترح أن ينكب وزراء الخارجية الأوروبيون على الموضوع بمناسبة اجتماعهم القادم نهاية الشهر الحالي. وتريد أليو ماري أن يدرس هؤلاء «كيفية المساهمة الملموسة مع البلدان المعنية في توفير أمن المسيحيين في البلدان التي يعيشون فيها». ومن الأفكار التي تطرحها «مساعدة السلطات الكردية في استقبال وإيواء المسيحيين الذين يفرون من مناطقهم في العراق واللجوء إلى كردستان». وقدرت أعداد هؤلاء بخمسين ألف شخص. وترى أليو ماري أن الدول الأوروبية تتحرك كل من جانبها «ولكن من الأفضل بلورة تحرك جماعي».

وأخيرا، ترى الوزيرة الفرنسية أن أحد الأبواب الممكنة، التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، لكنها تريد أن تقوم البلدان الأوروبية مجتمعة بهذه المهمة رغم العلاقة الخاصة التي تربط فرنسا تاريخيا بمسيحيي الشرق منذ أيام الملك فرنسوا الأول، بحسب ما تؤكده في المقابلة التي تنشر اليوم. وواضح مما سبق أن باريس ترغب في التحرك، غير أنها ترى أن حدود التحرك ضيقة، كما أكد أحد المسؤولين عن الملف لـ«الشرق الأوسط»، وقال: «يتعين على الأطراف التي تتحرك ألا تعطي أسلحة للإسلاميين والمتطرفين حتى لا يعودون للتأكيد على أن المسيحيين مرتبطون بالغرب».

http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11729&article=602899&feature
=