أموال وسفرات سياحية وهواتف.. هذه خفايا اتفاق الاطباء مع الصيدليات وشركات الدواء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 30, 2017, 02:07:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


  أموال وسفرات سياحية وهواتف.. هذه خفايا اتفاق الاطباء مع الصيدليات وشركات الدواء     

         
برطلي . نت / متابعة

بغداد/ الغد برس:
بعد ان كان إرتفاع أسعار الأجور او ما تسمى بـ"الكشفيات"، التهمة الوحيدة التي تلاحق الاطباء في العراق بشكل عام ومحافظة ديالى بشكل خاص، ظهرت تهمة أخرى وهي ضلوع البعض منهم بعقد صفقات مع شركات ومذاخر أدوية وصيدليات، لتسويق منتجات الأخيرة مقابل تحقيق اهداف عدة أبرزها الحصول على تذاكر رحلات سياحية واموال ومواد عينية.

إذ يقول أيمن، وهو اسم مستعار لموظف صحي في ديالى، إن "هناك اعدادا كبيرة من الاطباء في محافظات عديدة منها ديالى، يحصلون على رشاوى من الشركات ومذاخر الأدوية والصيدليات، ويعقدون صفقات معها مقابل ترويج علاج معين يكاد يكون من منشأ غير رصين او ليست له أية منفعة تعود على المواطن المريض".
ويضيف أيمن أن "المعلومات المتوفرة تشير الى ان هناك إتفاقات وصفقات تعقد ما بين أطباء واصحاب صيدليات معينة لترويج وصرف أدوية وعلاجات بمقابل أموال تصل الى مئات بل الاف الدولارات شهريا، ناهيك عن الهدايا وإيجار وتمليك العقارات في المحافظة وبعض الدول الأخرى".
وتابع أن "هناك طرقا يعتمدها بعض الاطباء بوصفاتهم، وهي كتابة اسماء الادوية على شكل شيفرات بخطوط غير مفهومة للجميع، في محاولة لإجبار المريض على شرائها من صيدلية معينة".

أرواح المرضى مقابل رحلة سياحية في رأس السنة

تحدث المواطن (أ) الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن قصة حدثت معه قبل أيام معدودة قائلا إن "ولدي الصغير الذي لايتجاوز عمره الـ6 سنوات، يعاني من إلتهاب رئوي حاد، مما اضطرني للذهاب إلى عيادة دكتور للاطفال في مركز القضاء بديالى".
وأضاف في حديثه لـ"الغد برس"، أنه "وبعد انتظار طويل جدا وملل في اروقة عيادة الطبيب، استطعت الدخول اليه لتشخيص حالة ولدي، حيث منحنا العلاج وهو بمبلغ متوسط على أمل الشفاء"، مبينا أنه "بعد مرور اكثر من عشرة أيام حالة الطفل لم تتحسن".
وتابع (أ) أن "عدم تحسن ولدي دفعني الى مراجعة عيادة ثانية لطب الأطفال، ولكن هنا كانت المفاجئة وأثناء تواجدي داخل غرفة الطبيب، دخل شاب وسيم يعمل مندوبا لشركة ادوية وبعد التحية والسلام طلب وبصوت هادئ جواز سفر الطبيب".
وأكد أن "مكاني القريب من جلوس الطبيب مكنني من سماع حديثه مع المندوب واتفاقهما على موعد لرحلة سفر، وهي هدية للطبيب بمناسبة اعياد رأس السنة الميلادية الى خارج العراق"، لافتا الى أن "الطبيب احتج بشكل مفاجئ وطلب ان تكون السفرة قبل المناسبة لتكون اكثر متعة، مهددا إياهم بأنه سيوقف عملية شراء وترويج المنتج الخاص بشركتهم وهو (ايزوثرامايسين)".
وأشار الى أن "المندوب الوسيم قطع للطبيب وعدا بأن الرحلة ستكون ضمن الموعد المحدد، مطالبا اياه الاستمرار بالترويج لمنتجهم المذكور".
ومضى (أ) بالقول إن "الفترة الزمنية التي حددها لي الطبيب الاخير لاستعمال العلاج شارفت على النهاية ولم يتحسن ولدي الى الان، وبدأت حالته بالتدهور مما اضطرني للذهاب إلى عيادة صغيرة يديرها معاون طبي بالقرب من منزلي للاستعانة به في توفير علاج من شركة معروفة ورصينة".
بهذا الشأن، كشف راسم العكيدي، وهو صاحب مذخر أدوية سابق طيلة 15 عاما، عن كيفية انتشار هذه الظاهرة وبعض خفاياها وكذلك الاسباب التي تجعل من إدانة المتورطين بهذه الافعال أمرا مستحيلا دون توفر أدلة، مبينا أن "ظاهرة الصفقات التي تعقد ما بين الاطباء واصحاب الصيدليات بدأت بالانتشار منذ تسعينيات القرن الماضي، ولكن بمعدلات تختلف عما هي الان".
وقال العكيدي لـ"الغد برس" إن "اغلب اصحاب الشركات وصيدليات الادوية لايستطيعون العمل بما يلبي طموحاتهم المادية دون الاتفاق مع اطباء لتسويق ادوية، مقابل نسب معينة من الارباح ومنحهم تذاكر سفر واجهزة هواتف وكومبيوتر حديثة، ناهيك عن عيادات مجانية بهدف تسويق ادوية في صيدليات معينة قريبة منها"، لافتا الى أن "هذه الصفقات تتم بشكل سري من الصعب السيطرة عليها وإدانتها دون توفر دليل، الامر الذي انعكس سلبا على اخلاقية المهنة".
وأشار الى أن "اغلب المواطنين اصبحوا يتذمرون نتيجة اجبارهم من قبل بعض الاطباء على شراء أدوية من أماكن معينة، لكنهم بنفس الوقت يتحولون الى أسرى لديهم عند مراجعتهم مرة اخرى"، موضحا أن "الحل الوحيد المنقذ للمواطن من هذه الظاهرة هو الوعي وعدم الانسياق لتوجيهات الاطباء من حيث اماكن شراء العلاج والحصول عليه من اماكن مختلفة وموثوقة".
من جهته، أقر نقيب الاطباء في ديالى ناصر السعدي، بوجود اتفاقات وصفقات ما بين اصحاب شركات الأدوية من جهة والاطباء من جهة اخرى، لترويج ادوية من ماركات وصناعات معينة بمقابل، مؤكدا أن "نقابة الاطباء ضد هذا الملف وتسعى بإستمرار لمحاسبة المقصرين والقضاء على هذه الظاهرة كونها سلبية وتشوه سمعة مهنة الطب بشكل عام".
اما رئيسة لجنة الصحة في ديالى نجاة الطائي، كشفت عن تعرضها لمضايقات من قبل أطباء على مواقع التواصل الاجتماعي لإنتقادها أرتفاع اجور الكشفيات في وقت سابق، لافتة الى أن "هناك كروبات سرية خاصة ببعض الاطباء لعقد اتفاقات عديدة تقف بوجه كل من ينتقد اعمالهم".
ودعت الطائي الحكومة المركزية ووزارة الصحة الى ضرورة "الالتفات الى القطاع الصحي بشكل عام لأستئصال السلبيات والقضاء عليها، خاصة وأن الطب مهنة إنسانية وجدت لخدمة المواطن".