عَلَمْ الآشوريين (الجُدد) سيباري بريطاني وليس آشوري

بدء بواسطة موفق نيسكو, أغسطس 02, 2016, 08:41:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

عَلَمْ الآشوريين (الجُدد) سيباري بريطاني وليس آشوري

من الحقائق الثابتة أن الآشوريين الحاليين هم سريان شرقيين لا علاقة لهم بالآشوريين القدماء سوى انتحال الاسم الذي أطلقهُ عليهم الانكليز سنة 1886م لأغراض سياسية استعمارية، وقد بَيَّنا ذلك في أكثر من مقال، أهمها  كيف سَمَّى الانكليز السريان النساطرة آشوريين في سبعة أجزاء، وغيرها.

بعد أن قام الانكليز بتسمية قسم من السريان المشارقه  آشوريين، صَدَّقَ السريان النساطرة (الأشوريون) أنهم أحفاد الآشوريين القدماء، وبدؤوا منذ بداية القرن العشرين بعمل سياسي مكثف وشكَّلوا أحزاباً سياسية قوية وخاصة في أمريكا واستراليا، وشرعوا بتغير كل كلمة سرياني أو نسطوري من كتبهم التاريخية إلى آشوري، وذلك بإضافة حرفي as إلى كلمة سرياني وبالانكليزي فقط لكي تصبح آشوري مقتبسين ذلك من الانكليز الذين بدؤوا بتغير الاسم من سجلاتهم وتواريخهم منذ سنة 1870م، وفي سنة 1876م أرسل كامبل تايت رئيس أساقفة كارنتربري بعثة إلى السريان النساطرة سمَّاهم لأول مرة آشوريين، كما شرع السريان الشرقيون (الآشوريين) بتزوير أسماء القواميس واللغة السريانية الآرامية وتسميتها آشورية...الخ مثل مطران استراليا زيا ميلتس، وبدء التعصب يظهر بين صفوفهم بشعارات منها إني ولدت آشورياً قبل أن أولد مسيحياً، وآشور ربنا، لدرجة أن بعض رجال الدين منهم مثل الكاهن برخو اوشانا الذي يُفضِّل أن يُسمَّى آشوري وليس مسيحي، حيث كتبَ مقالاً (ليتهم يسمونا باسمنا القومي الآشوري، لا المسيحي).

في سنة 1968م تأسس حزب الاتحاد الآشوري العالمي (AUA) الذي شرع باستعادة بعض الرموز العراقية القديمة ومنها عيد اكيتو الذي تم الاحتفال به لأول مرة في التاريخ الحديث سنة 1970م، علماً أن ذاك العيد هو أساساً سومري ومارسه الأكديون والبابليون قبل الآشوريين القدماء .

لما كان العمل السياسي يتطلب وجود علم خاص به فقد قام السريان الشرقيون الذين سمَّاهم الانكليز آشوريين بتصميم علم خاص بهم يمثل الآمة الآشورية المفترضة المنقرضة، وبما أنَّ الآشوريين هم سريان ولا علاقة لهم بالآشوريين القدماء وليس لديهم معلومات كافية ووافية عن تاريخ وآثار الآشوريين القدماء سوى انتحال الاسم الآشوري، وجرياً على نفس سياق تحديد عيد اكيتو، فقد قام الآشوريون سنة 1974م بتصميم علم لهم مقتبسين التصميم من إحدى قطع الآثار القديمة ظناً منهم أنه رمز آشوري، ثم قاموا باستعمال هذا العلم بكثرة وفي كل المناسبات وبطريقة مركَّزة محاولين فرضه على بقية المسيحيين في المنطقة كالسريان والكلدان وغيرهم دون أن يعلموا انه ليس علماً  آشورياً.

قام بتصميم هذا العلم أحد السياسيين الآشوريين من مدينة طهران الإيرانية واسمه جورج اتانوس (George Atanus) وذلك في المؤتمر السادس للحزب المذكور الذي عُقد في مدينة Yonkers الأمريكية ولاية نيويورك سنة 1974م.

إن العلم الآشوري الذي  صممه جورج اتانوس ليس آشورياً، بل هو لوحة أثرية سيبارية تمثل إله الشمس اكتشفها هرمز رسام مساعد ومترجم الانكليزي هنري لايارد أثناء إجرائه حفريات سنة 1881م في مدينة سيبار العراقية (تل أبو حبة) شمال بابل، والنجمة التي في اللوحة هي رباعية وليست ثمانية التي اشتهرت بها الدولة آشورية القديمة، وهذه القطعة الأثرية موجودة في المتحف البريطاني، علماً أن الانكليزي هنري لايارد يُسمَّى أبو الآشوريين الجدد.

إن هذا الأثر المكتشف اسمه Tablet of Shamash لوحة الشمس، ويعود إلى عصر سلالة بابل الثامنة وملكها نابو أبا أدنا (855-888 ق.م.)، وهذا الملك البابلي بالذات كان قوياً ومشهوراً بحيث لم يستطيع الملك الآشوري آشور ناصر بال الثاني المعاصر له بالتدخل في شؤونه، الأمر الذي فسح المجال لنابو أدنا لتعمير ما خربه الآراميون، ومنها إعادة بناء معبد الإله شمس في سيبار والتي تم اكتشاف تلك اللوحة التي تخلد أعمال نابو أدنا (طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، بغداد 1973م ص464)، علماً أن إله الشمس لم يكن محصوراً بالآشوريين بل بأمم كثيرة كالأموريين والآراميين وغيرهم، فقد عثر على إله الشمس في آثار مدينة حماه في عصر الملك الآرامي زاكور (785ق.م.).

وما قام به جورج اتانوس هو إضافة رمز آشوري في أعلى اللوحة السيبارية آخذاً إيَّاه من أثار قصر الملك الآشوري سرجون الثاني (721-705 ق.م.).

أمَّا بالنسبة للألوان التي في العلم الآشوري فقد اقتبسها جورج اتانوس من العلم البريطاني ليثبت فعلاً أن الانكليز سَمَّوا السريان النساطرة آشوريين.


نرفق صورة العلم والاقتباسات والالوان


إن كنيسة المشرق في التاريخ اسمها الكنيسة السريانية الشرقية، أو النسطورية، أو الفارسية لأنها نشأت في قطسيفون المدائن التي كانت عاصمة الفرس، ثم أصبحت مملكة المناذرة في الحيرة العربية أهم معاقل الكنيسة، والجدير بالذكر أن تسميتها بالآشورية تمت أيضاً في لندن في 17 تشرين أول 1976م عندما اختير مطران إيران دنخا الرابع بطريركاً للكنيسة في لندن، حيث كانت لديه طموحات وتوجهات قومية أكثر منها كنسية اسوةً  بأسلافه منذ سنة 1903م، وبدعم من الانكليز على غرار فلسطين ووعد بلفور لإقامة منطقة مستقلة شمال العراق بحجة أنهم أحفاد الآشوريين القدماء، لذلك قرر أبدال اسم الكنيسة بالآشورية معتقداً أن العالم سيتفهم ويوافق مباشرةً على ذلك لشهرة الدولة الآشورية القديمة، علماً أن أهم سمة وثقافة اشتهرت بها الدولة الآشورية القديمة هو القتل والدم، وكلمة آشور أصلاً هي صيغة عبرية يهودية لا سريانية ولا عربية التي هي أثور. (راجع مقالنا كلمة آشور صيغة عبرية لا عربية ولا سريانية).
وشكراً
موفق نيسكو


المصادر
[/b]1:British Museum. Dept. of Western Asiatic Antiquities; Richard David Barnett; Donald John Wiseman (1969). Fifty masterpieces of ancient Near Eastern art in the Department of Western Asiatic Antiquities, the British Museum. British Museum. p. 41. .
:2Hormuzd Rassam (1897) Asshur and the Land of Nimrod: Being an Account of the Discoveries Made in the Ancient Ruins of Nineveh, Asshur, Sepharvaim, Calah, etc. Curts & Jennings.
:3Stefan Zawadzki (2006). Garments of the Gods: studies on the textile industry and the Pantheon of Sippar according to the texts from the Ebabbar archive. Saint-Paul. pp. 142–. ISBN 978-3-7278-1555-3.
:4British Museum Collection.
:5L. W. King (1912). Babylonian boundary-stones and memorial-tablets in the British Museum: with an atlas of plates. .
:6Ḥevrah ha-ʻIvrit la-ḥaḳirat Erets-Yiśraʼel ṿe-ʻatiḳoteha (2003). Erets-Yiśraʼel: meḥḳarim bi-yediʻat ha-Arets ṿe-ʻatiḳoteha, pp. 91-110. ha-Ḥevrah ha-ʻIvrit la-ḥaḳirat Erets-Yiśraʼel ṿe-ʻatiḳoteha. ISBN 978-965-221-050-0. Retrieved 9&10 April 2011.

بهنام السرياني

الاستاذ موفق نيسكو المحترم
انت تسطر تاريخ شكرا على هذه المعلومات القيمه جدا ولجهودك في هذا المجال
الشماس بهنام موسى

ssbbss

الأخ العزيز موفق بعد التحتيه و السلام ،،، هل يوجد لديك بعض المعلومات عن الفرق بين  الأثور و الآشورين  من حيث التسمية او العقيدة  او القوميه أكون شاكرا     لك أنا اعرف انك لديك مكتبه عامره من المعلومات ،،،،،،، تحياتي Ssbbss

موفق نيسكو

الاخ العزيز ssbbss المحترم
الاشورية والاثورية اسمان لمسمى واحد، الاشورية هي صيغة عبرية يهودية والاثورية هي صيغة سريانية وعربية ايضا لان العرب اخذوا اسم اثور من  السريان وليس من اليونان او غيرهم، ولم ترد كلمة اشور في الادب السرياني والعربية إطلاقاً بصيغة اشور لتدل على الاشورين القدماء، بل أثور
وسواء كانت اشورية أو أثورية فهي تخص الاشوريين أو الاثوريين القدماء، وليس الحاليين، فالاشوريين الحاليين لا هم اشوريين ولا اثوريين، بل سريان، ولذلك عندما سمَّاهم الانكليز اشوريين هم لا يعرفون  كيف يكتب اسم الاشوريين بالظبط  فكتبوه بالصيغة العبرية اشور، والغريب ان الموسسات العراقية تستعمل الصيغة العبرية اليهودية وليس السريانية او العربية أثور،  كما لم يلاحظ الاشوريين الحاليين علمهم  وغيره من الرموز، لانهم سريان وليسوا آشوريين، ارجو مراجعة مقالي كلمة آشور صيغة عبرية لا عربية ولا سريانية، وكذلك الفرق بين اللغة السريانية والاشورية ج2

http://baretly.net/index.php?topic=51337.0
http://baretly.net/index.php?topic=58711.0
وشكراً
موفق نيسكو

ssbbss

تحيه وشكر اخي العزيز موفق  عله هذه المعلومات القيمه.  تحياتي

ssbbss

إن هذا الأثر المكتشف اسمه Tablet of Shamash لوحة الشمس، ويعود إلى عصر سلالة بابل الثامنة وملكها نابو أبا أدنا (855-888 ق.م.)، وهذا الملك البابلي بالذات كان قوياً ومشهوراً بحيث لم يستطيع الملك الآشوري آشور ناصر بال الثاني المعاصر له بالتدخل في شؤونه، الأمر الذي فسح المجال لنابو أدنا لتعمير ما خربه الآراميون، ومنها إعادة بناء معبد الإله شمس في سيبار والتي تم اكتشاف تلك اللوحة التي تخلد أعمال نابو أدنا (طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، بغداد 1973م ص464)، علماً أن إله الشمس لم يكن محصوراً بالآشوريين بل بأمم كثيرة كالأموريين والآراميين وغيرهم، فقد عثر على إله الشمس في آثار مدينة حماه في عصر الملك الآرامي زاكور (785ق.م.).
السؤال ، هنا كثير من اخواني من الاثورين يقولون نحن من عصر أشور و بعد ذلك تنصرنا و أصبحنا مسيحين  اثور  هل لديك بعض المعلومات اخره عن الموضوع    أكون شاكرا  لأنهم متمسكين في بعض الروايات الخاطئه  تحياتي لك اخي العزيز موفق ،،،،،،Ssbbss  شكرًا

موفق نيسكو

الاخ العزيزssbbss المحترم
اخنصر القول بما قاله أحد كهنة كنيسة المشرق نفسها:
ن الاسم الآشوري هو بدعة، أعطوني كتاباً واحداً، مصدراً واحداً، مخطوط واحد، وريقة واحدة، بل جملة واحدة تُسمِّي هذا الشعب آشوري، أعطوني قاموساً واحداً أو كتاباً قواعدياً واحداً يتضمن هذا التنسيب الذي تبدعونه، أعطوني إنساناً واحداً عبر آلاف السنيين لقب نفسه بآشوري (القس المهندس عمانؤيل بيتو يوخنا، حربنا الأهلية حرب التسميات ص18).

وشكراً
موفق نيسكو