مشاكســة ضحــــــك بطعـــــم البــــــكاء/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 07, 2013, 08:26:47 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســة
ضحــــــك
بطعـــــم البــــــكاء



مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com



كثيرة ومثيرة وعجيبة وغريبة هي المواقف البرلمانية (الثوريـــة) ' وفي مقدمتها الموقف الواضح والدقيق لاحد السادة النواب الذي هز (بموضوعيتـــه ورزانتـــه ونزاهتــــه ونضجــــه ومبدئيتـــه المفرطــــة ) كل الضمائر الوطنية الحية والمشاعر المرهفة والذي جاء على لسان برلماني مبدئي عبر عن موقفه النقدي الشجاع من الحملة الشعبية العارمة المطالبة بتخفيض الرواتب والامتيازات والمخصصات الخيالية للرئاسات الثلاثة ومؤسساتهما والدرجات الخاصة التي تمثل هدرا مشرعنا للمال العام والغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين ليكون انعاطفة تاريخية في المواقف المبدئية الواضحة لنماذج ثورية متوهجة ربما توضح عبر موقفها هذا عظمة واصالة وبطولة المواقف المبدئية لبعض اعضاء هذه المؤسسة التشريعية التي تمثل الشعب وتناضل من اجل  تمتعه بكامل حقوقه المشروعة دون ان تخشى في قول الحق لومة لائم حاقد جاهل فاسد.
  فقد اشار ذلك النائب المحترم في تصريح صحفي الى ان مجلس النواب قد يلجأ الى تخفيض الرواتب التقاعدية للنواب وليس الغاءها , واستدرك هذا البرلماني الشجاع بمنتهى الموضوعية   في التعبيرعن موقفه كما تناقلته الوكالات الاخبارية قائلا : ( هـــذا لا يعنـــي انـــي مــن المؤيديـــن او المعارضيـــن للالغــــاء ' وانمـــا ما نـــراه مـــن موقــــف النــــواب) ' تصفيق حار وحاد وشامل وكامل لهذا البرلماني النظيف المبدئي العفيف الذي لا يريد ان يغضب الشعب ولا يريد ان يغضب زملاءه البرلمانيين فاتخذ اشجع واروع وابدع موقف مبدئي عبر التاريخ , الا وهو (موقـــف اللاموقــــف).       
هذا الموقف المبدئي الحاسم الحازم الذي ربما يدفعه  خلال جلسات التصويت البرلمانية ان لا يرفع اصبعه لا تأييدا ولا رفضا حتى لا يغضب احدا ' والذي يجسد مبدأ الحياد (غيـــر الايجابـــي) بالطبـــع ذكرني بحادثة (تأريخيـــة ) ' تحولت الى اشهر واظرف طرفة سياسية , ففي زمن القائد الضرورة , وفي ختام احدى الاجتماعات القيادية العليا  سأل (صـــدام) احد اعضاء القيادة الهمـــام :(كـــم الساعـــة الان رفيــــق فــــلان ؟) ' ورغم ان الرفيق القيادي المعني نظر الى ساعته اليدوية بسرعة البرق دون ان يبالي بالغرب او الشرق الا انه اجاب بارادة ثورية مبدئية فروسية متفردة اذهلت بقية الرفاق وجعلتهم يشرئبون نحوه بالاعناق قائلا : (مثـــل ما تأمــــر ســـــيدي) , فاذا كان هذا هو موقفه (المبدئــي الشـــجاع وهــــو موقـــــف اللاموقــــف ) من مثل تلك القضية الهامشية ' فكيف وفي اي اتجاه ستكون مواقفه من القضايا المصيرية ؟ وهل يمكن ان نصدق ان يكون لمثل هؤلاء البرلمانيين اية مواقف حقيقية تجاه القضايا الستراتيجية الوطنية؟
اما الموقف الموضوعي الاخر فقد جاء على لسان برلمانية موضوعية بمنتهى الارادة ةالعدالة والواقعية ' فقد اجابت بصراحة عندما سألت عن مبلغ راتبها الشهري بأنه ( 12900000) اثنا عشر مليونا وتسعمائة الف دينار فقط ' وبالطبع ' عدا العديد من المخصصات ربما من بينها مخصصات الاقامة والتنقل والطعام والضيافة والحماية والمنافع الاجتماعية والايفادات والعلاج وغيرها' مشددة على ان مجموع ما تتقاضاه بعد حسم الضرائب وسواها من الاستقطاعات لا يتعدى (10500000) العشرة ملايين وخمسمائة الف دينارا فقط 'فاين تذهب بمثل هذا الراتب المتواضع ؟؟؟
بيد ان القنبلة (الانسانيــــة ) المثيرة للجدل التي اطلقتها والتي المتنا وابكتنا جميعا وفجرت مشاعر المحسنين وفاعلي الخير الذي استنفروا جهودهم لاغاثتها ونجدتها والتبرع بما تجود به اياديهم الكريمة الرحيمة لمساعدتها كانت تأكيداتها على ان ذلك الراتب المتواضع جدا الذي تحصل عليه من البرلمان والذي لا يتعدى العشرة ملايين وخمسمائة الف دينار (وهـــي تقســـم باللـــه العظيـــم علـــى ذلك) ' لا يكفيها الا لخمسة عشر يوما ' مما جعلت دموع الالم والاسف على (معاناتهــــا المريــــرة ) تتدفق شلالات من الحزن والاسى من عيون الفقراء واليتامى والمشردين ومن عيون الملايين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر وسكان اكواخ الطين والصفيح والاف المعدمين الذين يقتاتون على فضلات المطاعم ومكبات الطمر الصحي.
وعلى صعيد هذا الراتب (المتواضـــع ) لهذه البرلمانية الموضوعية التي كشفت بشجاعة قل نظيرها بانه لايسد الا نصف احتياجاتها الشهرية ولولا اعتمادها ربما على مفردات البطاقة التموينية لاضطرت الى استجداء عطف اسرتها لمساعدتها ' فان (تواضـــع ) هذا الراتب البسيط بالنسبة لرواتب المسؤولين في الدول الاخرى يظهر بشكل جلي لدى مقارنته مثلا براتب الرئيس المصري ' مع الفارق بالمسؤولية الفعلية ' فالرئيس المصري  لاينهض ربما بربع ما تنهض به من مسؤوليات ومهام برلمانية ستراتيجية كبيرة وخطيرة بالاخص مشقة عملية رفع الاصابع عند التصويت والتصريحات الاعلامية واصدار البيانات الصحفية.
فالراتب السنوي للرئيس المصري وفقا لدراسة متخصصة اجرتها جامعة بروكسل العالمية في بلجيكا , وبرغم كل مسؤولياته الداخلية والعربية والاقليمية والدولية لا يتجاوز العشرة الاف دولار سنويا فقط , ( وأؤكــــد ســــنويا ) ' وهو ما يعادل الراتب الشهري لهذه البرلمانية والذي لايسد احتياجاتها الاساسية الا لخمسة عشر يوما فقط ' وربما تضطر معظم الايام بعد نفاذ الراتب ' الذهاب الى البرلمان سيرا على الاقدام ' فضلا عن الاقتصاد بالمستوى المعاشي وجعل وجبات الغذاء الاساسية لافراد اسرتها بقية ايام الشهر (عمبـــــة وفلافـــــل أو شــــوربة عــــــدس ) ' ولو كنت محلها لتعاقدت مع مطعم (فالــــح ابـــــو الفلافــــــل) في بغداد الجديدة لتزويدي بلفات فلافل باسعار تعاونية تتماشى وهذه الاوضاع المعاشية المأساوية السيئة لبعض كوادرنا البرلمانية.
   باختصار ' فان التصريحات الواقعية لهذه السيدة البرلمانية تعني بما لايقبل الشك بانها بحاجة الى ضعف راتبها الشهري ' اي لواحد وعشرين مليون دينار على الاقل لتوفير احتياجاتها المعيشية الاساسية خلال شهر , (وهــــذا مــــن حقهــــا بالطبـــع ما دامـــت تمثــــل الشـــعب وتدافــــع عــــن حقوقــــه وتتحمــــل اخطـــار ومشقـــــة الذهـــــاب الــــى البرلمــــان والمشـــــاركة بالايفــــادات الـــى معظــــم الــــدول مـــن اجلـــــه ) ' اي ان راتبها الحالي يمثل رواتب (42) مواطنا من المتقاعدين الذين لا يتجاوز راتب كلا منهم الربع مليون دينار شهريا ' وان احتياجاتها الاساسية الشهرية تمثل رواتب (84) متقاعدا من هؤلاء المساكين الذين انتخبوها وامثالها للدفاع عنهم ولضمان حقوقهم ولصيانة المال العام الذي هو مالهم ولتوفير الخدمات الاساسية والامن والسلام والاستقرار والرفاهية لهم ' فمالذي حققته لهم من هذه الحقوق كلها ؟؟؟ وكم مرة زارت الفقراء والمعدمين والمشردين واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة والمعتقلين وساكني اكواخ الطين والصفيح لتعيش ماسيهم وتطلع على ظروفهم المعاشية وتطالب بحقوقهم الاساسية خلال الدورة الانتخابية ؟؟؟
فما اسعدنا ومثل هذه الكفاءات البرلمانية تمثلنا وتقودنا وتحس بمعاناتنا وتدافع عن حقوقنا ؟؟؟
وحقا قيل شر البلية ما يضحك .. بالاخص عندما يتحول الضحك لدى المعدمين والفقراء الى ضحك  بطعم البكاء .