حبك العجيب يتحدّى كل القوانين!

بدء بواسطة الشماس سعد حنا بيداويد, يناير 04, 2014, 02:53:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سعد حنا بيداويد

              حبك العجيب يتحدّى كل القوانين!

لا تقف أمامه صعاب أو عقبات!

من أجل امرأة سامرية فقيرة وسيرتها مشينة،

انطلقت إلى السامرة، سائرًا على قدميك، صائمًا!

يا من يشتهي السمائيون أن يحملوك.

جسدك الرقيق صار مرهقًا!

لكن نفسك كانت في ظمأ إلى خلاص المرأة!

* خجلت السامرية من الذهاب صباحًا حتى لا تلتقي بأحدٍ.

لم يكن لديها خادم أو جارية يجلب لها ماءً.

وجَدّتك وحدك وسط الظهيرة تبحث عنها.

تحمل إليها ينابيع مياه حيّة،

من يشرب منها لا يعطش أبدًا.

* تواضعك مع حبك ولطفك أنساها العداوة بين السامريين واليهود.

التطلع إليك ألهب قلبها للعبادة للَّه.

وثقَتْ فيكَ، فاسترسلَت تتحدث في أمر العبادة!

تعرَّفَت عليك،َ وتدرّجت في معرفتها لك.

إذ بحثَتْ عنك بإخلاص، أعلنتَ ذاتك لها!

* يا للعجب، إنها لم ترَ قطْ معجزة أو آية فائقة،

لكن حديثك سحب كل كيانها للتمتع بالخلاص.

اعترفت بأسرارها لشخصية، إذ وجدت عريس نفسها.

لم يشبعها الرجال الخمسة السابقين، ولا الرجل الذي معها.

أدركت أن أسفار موسى الخمسة،

والتعاليم التي بين يديها،

لن تروي ظمأها.

أنت وحدك عريس نفسها.

* اقتنتك في داخلها،

فاتسع قلبها بالحب لكل بشرٍ.

تركت جرّتها، ودون أن تستأذن جرت إلى مدينتها.

بقلبها الناري لم تخجل أن تعترف بحكمة فائقة:

"إنسان قال لي كل ما فعلت،

ألعلّ هذا هو المسيح؟!"

خرجت المدينة بأسرها وانطلقت نحو العريس العجيب!

* لم يصدر لها أمر بالكرازة،

ولا تدربت على فن الشهادة،

لكنها فعلت ما لم يفعله رسول أو تلميذ!

بحبها جذبت المدينة كلها،

وإذ التقوا بكَ رفضوا أن يتعلّموا من غيرك.

أعلنوا في يقين ما لم يعلنه تلاميذك:

نعلم أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم!

* حقًا أنت مخلص العالم،

أنت واهب الشفاء والحياة.

يا من أقمت ابن خادم الملك كما من الموت!

أقم نفسي المسكينة،

فتتمتع بك، يا مصدر الحياة والفرح!