استراتيجية أوباما في العراق.. انتكاسات متواصلة

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 10, 2015, 06:40:26 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

استراتيجية أوباما في العراق.. انتكاسات متواصلة


   
يتهم منتقدو الرئيس الأميركي باراك أوباما إدارته غالباً بأنها ليست لها أي استراتيجية في حربها ضد تنظيم «داعش»، إلا أن ذلك ليس حقيقيا.

وبعد توجه جيش «داعش» إلى شمالي العراق قبل نحو ثمانية شهور، وضع مساعدو الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي خطة لحرمان المتشددين من مكاسبهم، وهي الخطة التي بدأت مع الضربات الجوية لوقف تقدمهم. ويتضمن ذلك أيضا سلسلة خطوات لتمكين العراق من مواجهة الغزاة من دون استخدام القوات الأميركية.

خطط دفاعية

أولا، خططت الولايات المتحدة لإخراج نوري المالكي، رئيس الوزراء الشيعي العنيد، من منصبه ومن ثم عملت على مساعدة الحكومة الجديدة على إعادة بناء قوات أمن البلاد، وتأسيس «حرس وطني» من وحدات الميليشيا المحلية، وتسليح القبائل السنية التي رغبت في قتال قوات «داعش». وعندما تصبح هذه الخطوات قيد التنفيذ، سيصبح من الممكن لجيش عراقي قوي أن يتوجه إلى الشمال ويعيد الاستيلاء على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق.

إذن فأوباما لديه استراتيجية، إلا أنها لم تثبت نجاحها في الجانب الأكبر. وساعد الضغط الأميركي على اخراج المالكي من مكتب رئيس الوزراء في الخريف الماضي، إلا أن خلفه حيدر العبادي لم ينجح في الإتيان بمعظم التغييرات المطلوبة التي سعت إليها الإدارة الأميركية، وهناك حوالي ثلاثة آلاف مستشار عسكري أميركي في العراق، إلا أنه لم يمكنهم منع وحدات الجيش العراقي من التخلي عن مدينة الرمادي وتسليمها إلى «داعش».

وسنت حكومة العبادي قانونا لتشكيل الحرس الوطني، الذي سيسمح لوحدات قوات السنة بالدفاع عن المحافظات السنية، إلا أن السياسيين الشيعة منعوا تمرير مشروع القانون في البرلمان. وبالنسبة إلى تسليح القبائل السنية فإن المسؤولين الأميركيين يقولون إن الحكومة العراقية اعتمدت ميزانية لتزويد نحو ثمانية آلاف مقاتل في الأنبار بالمال والسلاح، إلا أنه لم يتم ارسال معظم المساعدات.

هل يمكن أن تحدث استعادة الموصل التي تم التنبؤ بها في هذا الربيع؟ لقد تم تأجيل الأمر مرات عدة، وأخيرا، تم ذلك لأن خلصوا إلى أن استعادة الرمادي يجب أن تأتي أولا. رد فعل أوباما على هذه الانتكاسات كان التأكيد من جديد على الايمان بالاستراتيجية والدعوة إلى الصبر ولوم العراقيين، وصرح لجيفري غولدبرغ من مجلة «أتلانتك»: «في حال لم يرد العراقيون أو لم يكونوا قادرين على الوصول إلى التسويات السياسية اللازمة للحكم، وفي حال لم يريدوا القتال من أجل أمن البلاد، فلا يمكننا فعل ذلك من أجلهم».

دور واشنطن

يقع جانب كبير من اللوم على كاهل بغداد، خاصة على الأجنحة الشيعية التي منعت العبادي من بذل مزيد من الجهد، إلا أن كثيرا من المؤيدين للأميركيين وكذلك الأميركيين الذين أمضوا وقتا في العراق يعتقدون أن إدارة أميركا يمكنها فعل المزيد من دون حشد القوات الأميركية في القتال البري.

ماذا يجب على الولايات المتحدة أن تفعل أكثر من ذلك؟ هناك خيارات عديدة بعضها لايزال قيد الدراسة من قبل الإدارة، ويمكن للولايات المتحدة ارسال مزيد من المستشارين والمتدربين إلى العراق لتوسيع القوات الصغيرة نسبيا، والسماح لهم بالعمل مع وحدات عراقية أكثر ومصاحبة القوات العراقية في الميدان.

على الرغم من أن الإدارة زادت من حجم المساعدات الأميركية المرسلة إلى الجيش العراقي، إلا أنه ستكون هناك صرامة في المطالبة بأن يطبق وزير الدفاع العراقي وعوده الرامية إلى تسليح قوات الجيش السني قبل وصول مزيد من المساعدات. طائفية.

وفي النهاية، يحتاج أوباما إلى خطوات أوسع نحو العبادي، تتضمن ايجاد مساعدات اقتصادية وحتى زيارة رمزية أو اثنتين، وفي حال لم تتغير المواقف العراقية، فإن الحرب ضد داعش لن تحقق أي تقدم. ولا يبدو أن المواقف العراقية قد تتغير من دون وضع ضغط أكبر من أميركا، سواء أتت هذه الضغوط من أوباما أو من خلفه بعد إجراء الانتخابات.

مواجهة

طلب ريان كروكر، السفير الأميركي الأسبق في بغداد من الإدارة الأميركية أن تؤسس هيئة مشتركة في المقاطعات السنية لتدفق المال والمساعدات، وأضاف: التمويل المباشر من الجانب الأميركي شجع الناس على مواجهة القاعدة عامي 2006 و2007.

وقال كروكر: استراتيجية الإدارة الأميركية استراتيجية جيدة، إلا أنها تعمل فقط في حال نفذتها بالفعل، وليس هناك من ارتباطات سياسية على المستوى العالمي، فأين هي اتصالات رئيس الدولة؟وحذر قائلا: جزء من المشكلة يكمن في أن العبادي يواجه انتقادات من كلا الطرفين، السنة والشيعة، حيث نظر له على أنه ضعيف، والضعف في العراق يعني الموت.


http://www.albayan.ae/one-world/directions-bearings/2015-06-10-1.2392363
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة