بالصور/ العثور على قبر إحدى ضحايا داعش في برطلة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 22, 2017, 04:45:11 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بالصور/ العثور على قبر إحدى ضحايا داعش في برطلة




برطلي . نت / خاص
بهنام شمَـنّي


رحل داعش ولا زالت تداعيات احتلاله لمناطق المسيحيين في سهل نينوى مستمرة ويوما بعد يوم تنكشف امور جديدة. فبعد أن إطمأن الناس على بيوتهم المحروقة والمسروقة والمهدمة بدأ الناس يسألون ويبحثون عن ذويهم الذين لم يتمكنوا من الهرب في تلك الليلة المشؤومة لسبب أو لاخر، فوقعوا اسرى بيد تنظيم داعش الذي مارس ضدهم شتى انواع الضغط النفسي ومنها اجبارهم على ترك دينهم واعلان اسلامهم، فمن رفض كان مصيره الموت ومن رضخ اصبح طوع ايديهم.

و"باسمة الياس يونو شمني" كانت احدى ضحاياهم سيدة مقعدة غير متزوجة لم يسعفها وضعها في اللحاق بالهاربين فبقيت اسيرة الدار فكانت شاهدة لكل ما حدث من انتهاك لحرمة الدار من قبل عناصر داعش وربما لكل جرائمهم في البلدة ولكن ذهبت شهادتها معها لانها فارقت الحياة بعد ايام من دخول داعش الى برطلة.

برطلة البلدة المسيحية التي كان اهلها هدفا لوحشية داعش الذين وجدوا انفسهم في لحظة من هذا الزمن القاسي مطرودين من بيوتهم ومدنهم وكنائسهم ليلة السادس من آب ٢٠١٤ وهو وقت احتلال داعش للمدينة.

باسمة (٥٨) سنة رفضت مصاحبة اهلها ليلة الخروج من برطلة ظنا منها ان الذين تركوا الدار سيعودون قريبا ولم تكن تعلم ان عودتهم ستطول لتكمل ثلاث سنوات بالتمام والكمال. لم تمض ايام وتصل أخبار من برطلة الاسيرة ان السيدة المقعدة قد فارقت الحياة في ٢٩ آب ٢٠١٤ ودفنت في فناء الدار دون ان يُعرف سبب الوفاة، اي بعد اقل من شهر من يوم التهجير وكان قد سبقها الوفاة بايام شقيقها المقعد ايضا لكن في ديار التهجير حزنا عليها.

بقي مكان دفن السيدة المقعدة سرا حتى بعد تحرير برطلة وعودة اهلها اليها بينما كانت عائلة "باسمة" وذووها جميعا قد استقر بهم المقام في استراليا.

تحررت برطلة من جانب قوات مكافحة الارهاب في منتصف تشرين الاول ٢٠١٦ بعد معركة خاطفة كانت مفتاح تحرير كل سهل نينوى ومن ثم مدينة الموصل بمساندة طيران التحالف.

" حَرّوش" هو مفتاح سر مكان دفن الضحية في ارض الدار الواسعة هذا ما نقله لنا "اسماعيل عازر" مختار حي العذراء والذي تولى مهمة البحث عن المكان الذي دُفنت فيه الضحية وجميع اجراءات الكشف عن القبر

"حرّوش" شاب عربي كان متواجدا في البلدة بعد سيطرة داعش عليها وهو من تولى عملية دفن الضحية وبعد اتصالات اجراها المختار بعد التحرير تم التوصل اليه ومعرفة المكان.

اكمل بعد ذلك المختار الاجراءات الادارية التي اشتكى منها وطالت لاكثر من شهر من الزمان وهي تبليغ الشرطة والمحكمة وإحضار الشهود أمام القاضي والحصول على أمر فتح القبر المؤقت.

في يوم امس الخميس ٢١ كانون الاول الجاري تم فتح القبر وإخراج الجثة التي كانت قد اصبحت كالمومياء بحضور كاهن من الكنيسة وضابط من مركز شرطة برطلة وعدد من منتسبي المركز ومختار الحي وعدد من اقارب الضحية وتم نقل الجثة الى مثواها الاخير في مقبرة كنيسة مارت شموني في برطلة التي لم تسلم هي الاخرى من عبث داعش وادخلت القبر الابدي لها بعد اقامة مراسيم دفنها بحسب الطقس الكنسي لتطوى بذلك قصة اخرى من قصص داعش.
















































sIDDIQ JABBOURY

الله يرحمها ويسكنها ملكوته السماوي
والعزاء لاهلها وكافه معارفهم