"ديلي تلغراف" : اوباما لا يريد القضاء على تنظيم داعش

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أغسطس 03, 2015, 07:28:49 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

"ديلي تلغراف" : اوباما لا يريد القضاء على تنظيم داعش


رووداو – اربيل

ذكرت صحيفة الــ"ديلي تلغراف" البريطانية أن هزيمة تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش والقضاء عليه لا يخدمان أهداف السياسة الخارجية الأمريكية؛ لأن الظروف ليست مهيأة للبدائل التي يريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وضعها موضع التنفيذ.

ويقول محرر الصحيفة ريتشارد سبنسر: "لم تربح الولايات المتحدة وحلفاؤها الحرب ضد تنظيم الدولة، ولا يربحون في اللحظة الحالية". مشيرا إلى أن عدم الربح لا يعني فشلا، "فبحسب النظرة القادمة من الرئيس أوباما، فهذا لا يمثل فشلا".

ويضيف الكاتب: "الحقيقة هي أن هذا ليس سخرية رديئة، فلا يريد أوباما الفوز بالحرب ضد تنظيم الدولة في العراق والشام. ويعتقد أن الفوز بالحرب سريعا لا معنى له، ومن المحتمل أن يكون كارثيا".

ويشير التقرير إلى أن عقل الرئيس المهني يرى أن تنظيم داعش في العراق جزء من معادلة متعددة الأطراف، وتضم السنة العراقيين، مثل أفراد تنظيم الدولة (من ناحية الطائفة)، والأكراد والشيعة والإيرانيين، والاجتياح الأمريكي منذ عام 2003.

ويقول سبنسر إن "أمريكا تدعم الأكراد ضد تنظيم الدولة، ولكن ليس لدرجة تشجيعهم على إعلان الاستقلال؛ لأن هذا يعني تفكيك العراق الذي وعدت أمريكا بالحفاظ على وحدته بعد عام 2003، ويجب الحفاظ على بعض الوعود الأمريكية".

ويتابع الكاتب بأن "الولايات المتحدة تدعم الغالبية الشيعية داخل وخارج الجيش الرسمي، الذين سيتمكنون بدعم كاف من الأمريكيين، من هزيمة تنظيم الدولة. وهم يفعلون هذا في المناطق الواقعة خارج معاقل تنظيم الدولة في الأنبار"

ويستدرك التقرير بأن الولايات المتحدة تواجه معضلة مع الشيعة، لأن "الداعمين المهمين للشيعة هم الإيرانيون، ومن هنا فإن نتيجة حاسمة (للحرب) قد تجعل سنة العراق أسرى لطهران".

ويبين سبنسر أنه "أكثر من هذا، فإن انتصارا أمريكيا إيرانيا مشتركا على تنظيم الدولة سيؤكد ما يقوله السنة ومظلوميتهم، التي أدت إلى صعود تنظيم الدولة. ويعتقد أوباما ان انتصارا كهذا سيكون مؤقتا، كما حدث مع فتوحات سلفه جورج دبليو بوش في حملتيه على السنة في العراق، الأولى ضد صدام حسين، والثانية ضد التمرد السني الذي تبع (الإطاحة بصدام)، الذي قادته النسخة الاولى من تنظيم الدولة في العراق قبل الانسحاب الأمريكي الشامل".

ويعتقد الكاتب أن "أوباما يعلق آماله على خليط مشترك، يشترك فيه المجتمع السني ومقاتلو العشائر؛ كي يضعوا حدا لتنظيم الدولة، ودون مساعدة من المدافع الأمريكية، الأمر الذي لن يحدث في وقت قريب". مشيرا إلى أنه لم يتم تدريب إلا عدد قليل منهم، بناء على المعايير التي يراها الجيش الأمريكي كافية للقيام بالمهمة، وأنهم ولم يحاولوا أبدا استعادة مدينة الرمادي، أو بداية حملة جدية لاقتحام معاقل تنظيم الدولة مثل الفلوجة والموصل.


ويعتقد الكاتب أن "أوباما يرغب بأن تكون أمريكا (بريماس إنتر باريز) أي تكون (واحدا من بين متساويين)، قائدة العالم المحرر، إن لم يكن العالم الحر، حيث تحترم مصالح منافسيها، مثل الصين وروسيا، من أجل دفعها للعمل معا لمراقبة الأمم المارقة".

ويعلق سبنسر بالقول: "إن كانت هذه لعبة معقدة بالمطلق لفتنازيا تبدو وكأنها لعبة شطرنج، تخيل ماذا سيحدث لمن علقوا في وسطها".

ويواصل قائلا: "إن الذين يتعرضون لقصف الأسد يمنحهم تنظيم الدولة الحماية، وهذا هو الرأي القادم من سنة سوريا. وبالنسبة للذين يكرهون أمريكا سيظل تنظيم الدولة نقطة التعبئة والحشد".

ويوضح الكاتب أنه "بالنسبة لمقاتلي المعارضة، فإنها لا تقدم أملا لهزيمة نظام الأسد، وليس مفاجئا أن عدد المتخرجين من المقاتلين في قواعد التدريب في تركيا على يد (المدربين العسكريين) قليل، ولا يتجاوز إلى الآن الـ 54 مقاتلا. فالبرنامج يرفض تدريب من يركزون على القتال ضد الأسد، وعليهم الوعد بأن أولويتهم يجب أن تكون استهداف تنظيم الدولة".

وينوه التقرير إلى أن هناك "ما يفترض أنهم زملاء للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، مثل روسيا والصين وإيران. ولأن هدفهم الرئيس هو مواجهة كل من أمريكا وانتشار الديمقراطية الغربية، فافتراض حسن النية يبدو مدعاة للتفاؤل".

ويقول سبنسر إن "شن الحروب، كما يظهر تاريخ العالم، كان مسألة بسيطة، باستخدام القوة الضرورية لهزيمة العدو بأسرع ما يمكن، لكن أوباما يعتقد أن العالم قد تغير بطريقة لم تعد فيها الطرق القديمة صالحة للتطبيق اليوم".

ويختم الكاتب تقريره بالقول: "فقط وحده هو الزمن الذي سيحدد إن كان (أوباما) محق في نظرته، لكنه يعرف أن الزمن أمر ضروري، لأنه مع هذا الوقت سيكون هناك قتلى أكثر ولاجئون أكثر، ومجندون كثر يدافعون عن قضية تنظيم الدولة".


http://rudaw.net/NewsDetails.aspx?pageid=148499
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة