الإحباط يدفع لاجئين سوريين للعودة إلى بلادهم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 27, 2014, 06:14:23 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الإحباط يدفع لاجئين سوريين للعودة إلى بلادهم


برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم / دويتشة فيلا
توجه مئات السوريين إلى أوروبا هربا من الحرب في بلادهم، لكن الأوضاع الصعبة التي واجهتهم في أوروبا والإحباط الشديد الذي شعروا به في الخارج جعلهم يقررون العودة إلى بلادهم، ليجدوا أحوالها قد تغيرت ومآسيها تفاقمت.

لتوه عاد هرود يوسف من دورية أمنية بالمنطقة المسيحية المجاورة لمدينة قامشلي الواقعة في الشمال الشرقي للحدود السورية التركية، والتي يعيش بها نحو 200 ألفنسمة. انضم هرود يوسف البالغ من العمر 25 عاما إلى قوات التجمع الشبابي الآشوري/المسيحي المعروف بـ"سوتورو" أو "مكتب الحماية"، التي تريد تأمين مركز كانتون القامشلي التي تسكنه غالبية كردية.

قبل عام عاد يوسف من أرمينيا عبر لبنان، حيث قضى أزيد من نصف العام. وكان مفعما بالآمال عندما غادر سوريا آنذاك. "كنت قلقا بسبب تطورات الأوضاع وكنت أود أن أواصل تدريبي المهني ولذلك رحلت إلى أرمينيا". لكن جميع أماله تبددت. فقد كان ينوي إرسال مساعدات مالية لعائلته، وعوض ذلك بدأ هو يطلب منها المساعدة. وحين وجد عملا في أحد المطاعم، لم يكن باستطاعته دفع أكثر من أجرة الشقة التي كان يتقاسمها مع سبعة لاجئين سوريين آخرين. "نحن السوريون نحصل على أجور متدنية وعلى أعمال لا تتطلب قدرات ومؤهلات عالية. شعرت بالغربة هناك. فهم طبعا أرمن وأنا أرمني-سوري والفارق كبير".

"الغربة في الوطن"

ولأنه لم يجد أية فرصة عمل أو فتحت أمامه آفاق لتلقي تدريب مهني، قرر العودة إلى سوريا عبر لبنان. وبقي الشاب ثمانية أشهر كاملة في لبنان بسبب تردي الوضع الأمني على الحدود. وكانت المفاجأة كبيرة عندما عاد يوسف إلى قامشلي التي غاب عنها لمدة 16 شهرا. "في الأيام الأولى من الثورة لم تكن هناك نقاط تفتيش ولا أحزاب سياسية في الشوارع"، يوضح الشاب مضيفا: " تغيرت المدينة بالكامل، حتى الناس تغيروا، أعداد كبيرة غادرت المدينة، فيما لجأت إليها أعداد أخرى".


"وحدات حماية الشعب الكردي".

اليوم أصبح هرود يوسف سعيدا، لكونه بات بإمكانه مساعدة أسرته. لكنه لازال يأمل في إتمام دراسته في أوروبا. ويقول "إذا غادرت المدينة مرة أخرى، فلن أغادرها بمفردي، وإنما سآخذ أسرتي معي. فأنا لا أريد أن أعيش نفس القصة مرة أخرى".

"الكفاح سوياً"

عدد كبير من الناس في شمال سوريا ينتقدون أولائك الذين قرروا الهجرة إلى أوروبا. ويؤكد الأكراد بالخصوص على واجب الدفاع عن الأرض والناس ضد هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية". وهو موقف السيد عبود الذي ينتمي إلى قوات (سوتورو)، وهو يقول في حوار معDW  عربية "نحن نريد وقف هجرة الآشوريين إلى أوروبا. كما نريد تشجيع كل شخص على العودة إلى الوطن للدفاع عنه، مهما كانت انتماءاته العرقية أو الدينية. نحن نحارب جميعا في صف واحد".

السيد جورج بلحيته الرمادية الكثيفة غادر هو الآخر رفقة زوجته جاكلين وأربعة من أطفاله بلدة ديريك الصغيرة (المالكية) بالقرب من الحسكة. ورغم أن البلدة بقيت بمنأى عن جرائم الحرب المروعة، إلا أن الأسرة عانت كثيرا بسبب ارتفاع نسب البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقص في الماء والكهرباء.

لجأت أسرة جورج إلى هولندا، وعمل الأب في قطاع الزراعة، حيث كان يقطف الخيار كما أنه عمل جاهدا لتعلم اللغة الهولندية. وحاولت الأسرة العيش من راتبه المتدني، وأجبرت على اقتسام شقة من غرفة واحدة بأفرادها الستة. "وجدت أن معاملتي وقيمتي كإنسان تتم فقط في البلد الذي أنحدر منه". ويضيف المتحدث أنه كان عرضة لسوء المعاملة لأنه سوري، ورغم أنه "مسيحي"، إلا أن "ذلك لا يعني أن لدي حقوق في هولندا". وبعد عامين عادت الأسرة إلى سوريا.


قس الجالية الأرمينية في ديريك داغاد هاغوبيان

"الموت في كل مكان"

كان القس الأرميني داغاد هوغوبيان الذي يبلغ من العمر 86 عاما من بين العائدين إلى ديريك (المالكية). وهو يرتدي رداء الكاهن كل يوم رغم أنه لا يقيم الصلاة بالكنيسة إلا مرة واحدة في الأسبوع. في السابق كان هناك 450 أرمينيا، لم يبق منهم الآن سوى 200.

غادر داغاد سوريا قبل اندلاع الحرب، وقضى أربعة أعوام في ألمانيا ثم عاد إلى وطنه الذي اشتاق إليه. "يسألني الناس، كيف كانت ألمانيا؟ فأجيبهم: كان لبيتي أربعة جدران مثل بيوتكم". ويضيف أنه لا يمكن أن يقدم النصح لأحد بالبقاء، في الوقت الذي ينوي ثلاثة من أولاده الهجرة إلى أوروبا. "إن الله هو الذي يرزقنا، وقد يكون هذا الرزق قليلا، لكن لنا الفواكه واللحم والخبز، وهذا ما نحتاج إليه". ويستخلص قائلا:" الناس يعتقدون أن الموت في سوريا فقط. لكن الموت في كل مكان".