تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

سوّاق برطلي / بطرس عبو بطرس آل عُتّي

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يونيو 06, 2013, 11:01:19 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

سوّاق برطلي
بطرس عبو بطرس آل عُتّي





بطرس عبو بطرس آل عُتّي وشهرته ( بتّوس عبو ) من مواليد برطلي ( 1896 م ) من السواقين الاوائل في برطلي ان لم يكن من اقدمهم جميعا ، من عائلة ( آل عُتّي ) المعروفة والتي كان لابنائها دورا كبيرا في تاريخ برطلي ، فاليهم يُنسب السبب والدور الفعّال في بناء كنيسة السيدة مريم العذراء في وسط القرية ( 1890 م )(1) ، ومن ابنائها ايضا من خدم الكنيسة كوكلاء مثل شابا بن عبو عُتّي ( 1899 م ) وقرياقوس عُتّي (1911 م ) حيث خدما في كنيسة مارت شموني (2) ومن العوائل الغنية في البلدة ايضا ، وكذلك كانت عائلة ( بتوس عبو  ) فكان والده غنياً يملك من الماشية والاغنام ما يجعله من اغنياء البلدة ، كما كانت للعائلة ايضا وفي دارهم الواقعة في وسط القرية مقابل كنيسة السيدة مريم العذراء معصرة للراشي و ( دنك ) لعمل المونة ، وكانت هذه ليست لاستخدام العائلة فقط بل يستخدمها اهل البلدة ايضا من الذين لا يملكونها ودون مقابل.
وُلد ( بتوس عبو ) في كنف عائلة غنية ، دخل في صغره مدرسة البلدة التي كان التدريس فيها باللغة السريانية ، ومن هذا فهو كان يجيد اللغة السريانية قراءة وكتابة ، اما بداية حياة بتوس عبو العملية فكانت في مجال الزراعة وفلاحة الارض كسائر ابناء برطلي ، خصوصا واهله يملكون من الاراضي ما تحتاج الى جهوده .
تزوج من ( شوني متي اسحق آل كجيلة ) ، ودفعه حبه للاستقلال بذاته الى ان يسكن لوحده في دار والدته المجاور لكنيسة مريم العذراء في وسط القرية .
اما مشواره مع السياقة فكان بعد زواجه مباشرة حيث عمل مساعد سائق ( سْكْن ) لدى رجل مسيحي من ابناء الموصل يسكن برطلة ويملك باص من نوع ( اوستن ) خشبي ، اسمه ( عزيز شوفير ) الذي كان يعمل سائقا على خط ( موصل ـ برطلة ) فاستهوته السياقة  فانتهز الفرصة ليتعلمها فاجادها .
بعد تعلمه السياقة اشترى له والده مشاركا مع شخص من اهالي الموصل يدعى ( سلّو الذهب ) سيارة ( باص كندي ) ، فعمل سائقا لها على خط ( برطلة ـ موصل ) ، .
في سنة ( 1954 ) وبعد ان جمع لنفسه بعضا من المال اشترى ( بتوس عبو ) لحسابه الخاص سيارة نوع ( شوفرليت ) باص ومن النوع الذي يسمى ( دكّ النجف ) وهي عبارة عن باص قمرة القيادة وهيكلها من الحديد بينما باقي جسم السيارة من الخشب ، خاصة بنقل الركاب وسعتها من ( 12 ـ 15 ) راكب ، ومقاعدها من الخشب ايضا ، وعمل بها على خط برطلة ـ موصل .
ولم تمضي ثلاث سنوات حتى اشترى لنفسه سيارة اخرى من نوع ( اوستن ) ومن بيت خالد المحروق المصلاوية ، باص خشبي كسابقتها ، فاصبح لديه سيارتان ، الاولى يعمل هو عليها وعلى خط موصل ـ برطلة لنقل الطلبة من ابناء برطلي الذين كانوا يداومون في المدارس الاعدادية في الموصل ، بينما يعمل على الثانية ولده ( شابا ) وعلى خط برطلة ـ قرة قوش لنقل الطلبة ايضا الى متوسطة قرة قوش ، حيث لم يكن في حينها مدارس للمتوسطة والاعدادية في برطلي .
من حسناته ، كان يقوم بنقل الطلبة الايتام مجانا ، واذا كان لعائلة طالبان يتقاضى اجرة الواحد والاخر مجانا ، بالاضافة الى قضاءه لكثير من حاجات اهل البلدة في الموصل ، حيث كان وقتها السفر الى الموصل نادرا ما يقوم به اهل البلدة الا للامور المهمة .
كان السائق بتوس عبو ينطلق بسيارته نحو الموصل قبل طلوع الشمس بعد ان يكون من المسافرين من يريد النزول الى الموصل من ابناء البلدة ينتظرونه عند باب داره او في نقطة معلومة كالمقهى الذي كان قائما قبالة دير ( برنكاري ) مقهى بيت ( آل كتوثة ) ، ولقلة المسافرين كان يضطر ان يمر على جميع القرى التي على طريقه او حتى خارجها مثل ( باشبيتا ، منارة ، طهراوة ، خزنة و .... ) ولطول الرحلة والسرعة البطيئة التي كان يسير عليها بسبب رداءة الطريق يصل الموصل عند التاسعة واحيانا العاشرة صباحا ، فيُنزل ركابه عند راس الجسر القديم عند مقهى كان يمتلكها احد ابناء برطلي وهو (عبد المسيح يوسف حنا شمسوكي ) وهو ايضا المكان الذي تتجمع فيه سيارات القرى ومنها برطلة وقرة قوش ايضا ، لينطلق كل منهم في اتجاهه لقضاء عمله ، ليعود عند العصر حيث يكون السائق بتوس عبو في انتظارهم وينطلق عائدا الى برطلي سالكا نفس خط قدومه المكوكي ليصل برطلة عند مغيب الشمس وهكذا كان مشواره اليومي .
لم تكن سيارته هذه مقتصرة على نقل الركاب فقط بل وبضائعهم ايضا التي يحملونها معهم وما اكثرها ، لذا كان سقف هذه الباصات من المساحة ما تستوعب من امتعة الركاب ما يكفي لان تحمله سيارة اخرى لوحدها ، ولهذا كان دائما ما يتخذ سائق الباص مساعدا له ( سكْن ) يعاونه في ترتيب وتحميل هذه الامتعة ، وعمل مع السائق بتوس عبو مساعدا له فترة من الزمن ( توما يوسيبا ) والمشهور ب ( تومينا ) .
وفي احيان اخرى كان يضطر السائق لرفع بعض مقاعد الباص الخشبية والتي كانت بشكل ( قنفة ) ليتسع المكان لحمل الدجاج والخرفان واحيانا بقرة يصطحبها الراكب ليبيعها في سوق الموصل .
في الاربعينيات من القرن الماضي كانت اجرة الراكب ( 10 ) فلوس واصبحت في الخمسينيات ( 25 ) فلسا . بينما كانت اجرة نقل الطالب الى قرةقوش في الستينيات ( 25 ) فلسا والاشتراك الشهري ( 750 ) فلسا
في بداية السبعينيات ، اراد ان يوسع نشاطه فاشترى سيارتان من نوع ( تويوتا كوستر ) وعلى خط برطلة ـ بغداد ، فلم يُفلح في مشروعه هذا فتخلى عن السيارتين وعوّض عنهما بشرائه لسيارة نوع ( مارسيدس ) يطلق عليها ( مارسيدس أخرس )  18 راكب وتعمل على خط برطلة ـ بغداد ويسوقها ولده ( شابا ) ، في هذه الفترة ولزيادة عدد الساكنين من ابناء برطلي في بغداد ، فهو غالبا ما كان ينقل لهم ( مونتهم ) البرغل والحبية وما شابه ذلك من برطلي الى بغداد دون مقابل .
في سنة 1979 وعند قيام الدولة بتسليم الفلاحين سيارات نوع ( تويوتا بيكب ) وبسعر مدعوم ولكونه من عائلة فلاحية ورث اراض زراعية عن آبائه ، حصل على واحدة من هذه السيارات.
وفي نفس هذه الفترة وبعد ان ترك السياقة ، اشترى لنفسه سيارة من نوع ( ستيشن ) من بيت حجي نوري الشكرجي من اهالي الموصل وذلك لقضاء اشغاله الخاصة .
بعد عدم مقدرته على العمل ولامتلاكه سيارات جديدة وهب سيارته القديمة نوع ( اوستن ) الى السيد صليوا زكو آل كبو  ( جوجا ) .
عمل معه من السواقين من ابناء برطلي مثل بطرس شمعون ال فرو ( سلّوم ) ، نافع عبدالله .
توفيت زوجته شوني متي اسحق بعد ان ولدت له كل من ( شابا ، مجيد ، شوشي ، سيدي ) .
في بداية الثمانينات من القرن الماضي وبعد ان ضاقت به الوحدة تزوج ثانية من شريني حنا متوكا آل طراجي ارملة المرحوم يونو الشماس زكو آل غريبو وكان قد تجاوز الستين من عمره .
كان محبا للخير ، خصوصا وعمله في السياقة يجعله يصادف الكثير ممن يحتاجون الى المساعدة ، لا يسأل الراكب عن اجرته وكثيرون من المحتاجين من يتركون الباص دون دفع الاجرة او يقبل باية اجرة تدفع له آخذا بنظر الاعتبار صعوبة الحياة والفقر الذي كان سائدا بين اغلب الناس ، مساعدا لابناء بلدته من المتعففين واصحاب الرزق المحدود ومن ابناء القرى المجاورة ، فلم يكن يستوفي اجرته منهم خصوصا وهم يعملون في تسويق منتجات اهل البلدة من بيض الدجاج مثلا الذي كان يجمعونه من اهل البلدة والقرى ويبيعونه في سوق الموصل .
في سنة 1956 ابتنى له دارا كبيرة لا زالت قائمة الى الان فيها كراجان كبيران لايواء سياراته بعد ان اشترى قطعة زراعية شمالي البلدة من بيت صليوا حنوش بمبلغ ( 500 ) دينار .
كما ابتاع له مساحات واسعة من الاراضي الزراعية كل هذا من عمله سائقا ، فكان نشيطا وذو عقلية تجارية .
اصبحت مهنة السياقة عشق عائلة ( بتوس عبو ) فورث عنه ولده شابا مهنة السياقة وكذلك الامر مع احفاده واولادهم ايضا حتى اصبحت السياقة سمة عائلة بطرس عبو بطرس آل عتي . 
توفي في سنة 1997 بعد ان عاش اكثر من مئة سنة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   تاريخ كنيسة السيدة مريم العذراء في برطلة
http://baretly.net/index.php?topic=22360.0
(2)   فهارس المخطوطات السريانية في برطلي ( الجزء الاول ) للشماس بهنام دانيال البرطلي




الاشخاص الواقفون الصف الخلفي من اليمين :
اسحق قرياقوس دحو ، قرياقوس زكو ( قرياقوس شنو ) ، توما يوسيبا ( تومينا ) ، شابا بطرس عبو ( شابينو ) ، يوسف كدو كنة
الشخص الواقف في الوسط : غير معروف
الاشخاص الواقفون الصف الامامي من اليمين :
فرج متي كدو كنة ، نزار عبدالاحد توما شوشي ، غير معروف
الشخص الجالس : مجيد بطرس عتي

الصورة من ارشيف الاستاذ فرج متي كدو كنة





ماهر سعيد متي

تقرير جميل وتوثيق رائع .. شكرا لك وللأستاذ فرج كدو الجزيل الاحترام .. مع التقدير
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

MATTIPKALLO


ارجو ان لايبخل علينا الاستاذ بهنام شمني بالمزيد من  ارشيف الزمن الجميل

نشد على يدك

rawan


اثير 50



                                                          والله عاشت ايدك استاذ بهنام




                                                        اثير حندو

بهنام شابا شمني

الاخوة اصحاب الردود الجميلة والمشجعة
احاول دائما وباستمرار توثيق كل ما يخص لبرطلي كلما سنح لي الوقت لذلك لتعود بنا الذكريات الى ايام الزمن الجميل كما يسميها الاستاذ متي كلو . كما نطلب من اعضاء الموقع وكل من لديه صورا توثق للحياة البرطلية القديمة وكل ما يخص برطلي والبرطليين ارسالها لنا على ايميلنا الخاص لنرفقها في مثل هذه التقارير مع تاكيدنا على ادراج مصدر الصورة او صاحبها عند نشرها .

behnam_shamanny@yahoo.com

تقبلوا خالص تحياتي

salam shabeno

#6
تقرير جميل و توثيق رائع شكرا جزيلا استاذ فرج و الاستاذ بهنام