عام على داعش بالموصل.. أتكون استعادتها كسقوطها خاطف؟

بدء بواسطة matoka, يونيو 09, 2015, 07:59:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

عام على داعش بالموصل.. أتكون استعادتها كسقوطها خاطف؟










برطلي . نت / متابعة
شفق نيوز/
الثلاثاء 09-06-2015

"هناك مشروع مستقبلي قد يفرض على الارض من قبل التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية لرسم خارطة جديدة" بهذه الكلمات يلخص احد نواب الموصل سقوط مدينته قبل عام بيد متشددين ليتخذوا منها منطلقا لاعلان ما بات يعرف اليوم "الدولة الاسلامية".





وتمكن ارهابيو داعش ليلية 9-10 من حزيران العام الماضي من السيطرة على مدينة الموصل بشكل خاطف بعد اقل من ساعات من اقتحامها ليشهد العراق بعدها اكبر موجة نزوح.

وبدأ الهجوم على الجانب الأيمن من الموصل بنحو الفي مقاتل واستهدف مقر الشرطة الاتحادية، واريد من اسقاطه كسر هيبة القوات الأمنية وهو ما حصل بالفعل اذ سقطت الفرقتان العسكريتان للجيش العراقي من غير اي مقاومة تذكر، وتلتها السيطرة على سجن بادوش والمطار، وترك الجيش العراق وراءه كميات هائلة من الاسلحة الثقيلة والعتاد، من دبابات ومدرعات ومنظومة صواريخ للدفاع الجوي، كما توجد طائرتان مروحيتان في المطار.

وقد فر ما يقرب من ثلاثة ملايين عراقي من ديارهم بسبب الأزمة في غضون 18 شهراً فقط، وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة، فضلاً عن ما يقدر بنحو مليون شخص نزحوا جراء الصراع التاريخي، بالإضافة إلى 240,000 لاجئ سوري يستضيفهم إقليم كوردستان.

وتمكنت القوات الكوردية المعروفة بالبيشمركة من استعادة بعض المناطق في محافظة نينوى وكركوك، واستطاعت القوات العراقية المدعومة بالفصائل الشيعة من استعادة السيطرة التامة على محافظة ديالى واغلب مدن وقصبات محافظة صلاح الدين.

إلا ان القوات العراقية امام امتحان صعب بعد سنة من احتلال داعش لثلث المدن العراقية، وهو باستعادة محافظة الانبار الملاصقة لبغداد العاصمة، وشن عملية عسكرية خاصة لتحرير مدينة الموصل.

واتخذت السلطات العراقية اجراءات مشددة لحماية العاصمة بغداد من جهة، ومدينة كربلاء المقدسة عند الشيعة الذين يشكلون اغلبية في البلاد. بعد اكثر من تهديد لقادة داعش بالتهيؤ لاقتحامهما او الهجوم عليهما.

وبهذا الصدد يقول نائب رئيس الجمهورية العراقي اسامة النجيفي في حديث ورد لشفق نيوز، إنـه يوم كارثي أسود- في اشارة لسقوط الموصل- "فيه طغى وتجبر وأفسد في الأرض من حمل راية الإسلام كذبا، وأمعن في طعن ثوابت الدين الحنيف. فكانت داعش رمزا، وطاقة عدوانية على الأرض والإنسان، لم يسلم من شرورها شاخص حضاري، ولا مقام لنبي، ولا جامع أو كنيسة، ولا آثار يمتد زمنها إلى ما قبل التاريخ، ولم يسلم شيخ أو طفل أو امرأة، فكانت تدميرا حقيقيا لذاكرة الإنسان وهويته".

وعمد داعش بعد السيطرة على الموصل تهديم مراقد الانباء وعلية القوم فيها، وتطبيق تشريعاته المتشددة على ابناء المدينة.





مقاتلو داعش خلال استعراض بمدينة الموصل


واوضح النجيفي "لم يكن الفعل التدميري مختصا بنينوى بل امتد إلى ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك، إنه فعل يستهدف الإنسان العراقي في أية بقعة من أرض العراق، بل يتجاوز ذلك إلى استهداف القيم والمبادئ الإنسانية في العالم أجمع. وفي هذا اليوم ولمناسبة ذكرى اليوم المشؤوم، لابد من وقفة شجاعة عمادها معالجة الأخطاء والانطلاق بعزم نحو التحرير".

وتمكن داعش من السيطرة على مدن عراقية وقت سلطة نوري المالكي للحكومة العراقية، ويعتقد الكثيرون إن ذلك كان من الاسباب الجوهرية التي قادت لتغييره ومجيء حيدر العبادي ليشكل حكومة توافقية.

ولفت النجيفي إلى ملف النازحين واشار إلى "انهم ضحايا أبرياء يدفعون ثمنا باهضا لرفضهم لداعش، ويشهدون تقصيرا واضحا من قبل أجهزة الدولة، وتقصيرا من المجتمع الدولي... إننا ندرك إن الحل النهائي يكمن في عودتهم إلى مدنهم وقصباتهم بعد دحر داعش، وإعادة تأهيل البنى التحتية وشروط الحياة لهم، وهذا يدعونا جميعا إلى التكاتف من أجل القضاء النهائي على الإرهاب...".

واختتم حديثه بالتأكيد على ان "تحرير نينوى يعني كسر ظهر الإرهاب، ويعني سقوط الهالة المزيفة التي صنعت حول داعش، لذلك فإن أمام أبناء نينوى الأصلاء مهمة تاريخية سينحني العالم أمامها وهي تخليص المجتمع الدولي من شرور منهج معادٍ للإنسانية".

واقدم تنظيم داعش عقب سيطرته على مدينة الموصل إطلاق ألف معتقل من السجن المركزي، واتهمت أطراف رئيس الوزراء نوري المالكي بسقوط المدينة نتيجة اعتماده على قيادة عمليات نينوى التي لم تكن تطلع مجلس المحافظة على الخطط وأنه يستمع إلى تقارير استخباراتية ولا يستمع إلى القيادات المدنية في المحافظة، بحسب مسؤولين محليين.

وترجع أسباب سقوط الموصل إلى عدة عوامل شرحها الجنود الفارون من المعركة على قنوات الإعلام العربية والعالمية يأتي على رأسها عدم كفاءة ومهنية القادة اللائي هربوا تاركين جنودهم، وتعاطف بعض السكان المحليين في الموصل مع القوات المهاجمة، بالاضافة سوء منظومة التنسيق والتوصل والترابط بين القيادة والجنود، كما أن عدم اكتراث القيادة العليا بتحذيرات المحافظ وقادة اقليم كوردستان وتقاريرهم المرفوعة لرئاسة الوزراء التي اعتمدت كلية على تقارير القادة العسكريين الميدانيين حسب محافظ الموصل أثيل النجيفي ورئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني.







وبعد معركة الموصل أهتمت الصحافة العربية والعالمية بالنتائج المترتبة على معركتها، ذلك ان القوات المهاجمة تحققت على مكاسب عسكرية وسياسية لا يمكن الاستهانة بها مطلقا فباتت ما تعرف بالدولة الإسلامية التنظيم الأكثر غنى في العالم ذلك أنه سيطر على فروع البنك المركزي العراقي في الموصل، باللإضافة إلى المعدات العسكرية الهائلة التي غنمها من مدافع ودبابات ومدرعات ومنصات قتالية.

وبحسب مصادر خاصة ابلغت شفق نيوز، بعد سقوط الموصل، إن تنظيم داعش لم يكن وحيدا في هجومه على المدينة، بل تحالف معه عدد من الفصائل الاسلامية المعارضة مثل جيش المجاهدين وهو تنظيم سلفي، كان من ابرز فصائل المقاومة ضد القوات الامريكية، وجيش رجال الطريقة النقشبندية وهو تنظيم صوفي يقوده عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق، وانصار السنة وهو تنظيم جهادي قديم في العراق، كما يشارك ضباط سابقون في الجيش العراقي المنحل بالتنسيق مع هذه الفصائل التي لا تستطيع تجاهلهم كون الموصل هي معقل نخبة الضباط في المؤسسة العسكرية في عهد صدام حسين.

ويقول النائب عن محافظة نينوى محمد نوري العبدربة لشفق نيوز ان "الوضع الذي وقع العام الماضي في الموصل مأساوي ومفاجئ للحكومة العراقية وحتى التحالف الدولي حيث انهار الجيش خلال ايام واستغل العدو سلاحه".

واضاف ان "تنظيم داعش وبعد سيطرته على مدينة الموصل وامتلاكه هذا الكم من الاسلحة بات يشكل قوة لا يستهان بها".

وتابع العبدربة ان "امكانية الحكومة الان ضعيفة والتحالف الدولي ليس لديه جدية في انهاء المعركة ولو كان العكس لكان قد سلح البيشمركة من البداية والقوات العراقية".

وتحدث عن رؤيته بأن "هناك مشروعا مستقبليا قد يفرض على الارض من قبل التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية يستند على وجود اكثر من قوة على الارض للتصارع لرسم خارطة جديدة".

وبعد ان اتم التنظيم المتشدد سيطرته التامة على مدينة الموصل، أعلن عن "الخلافة الإسلامية" ومبايعة أبي بكر البغدادي "خليفة المسلمين"، ليظهر في المسجد الكبير بمدينة الموصل ويلقي خطبة يوم الجمعة- حيث كان ظهوره الاول فيها.







وقبيل موجة النزوح من الموصل، شهدت العديد من القرى القريبة من هذه المدينة الاستراتيجية حالات نزوح كبيرة لسكان مسيحيين خوفا من دخول المسلحين المتطرفين إليها، وبينها بلدة برطلة المسيحية التي يعيش فيها نحو 30 ألف شخص وتقع الى الشمال من الموصل.

وبالفعل غادر المسيحيون للمرة الأولى في تاريخ العراق الموصل، مخلفين وراءهم كنائس ومنازل ومحال وحياة ماضية في مدينة انقلبت معالمها ما إن سيطر عليها تنظيم "داعش" المتطرف الذي عمد بعدها الى تفجير هذه الكنائس.






ونظراً للقيود التي يفرضها تضاؤل الأموال، تواجه المنظمات الإنسانية التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين الاستجابة لحالة الطوارئ المتعلقة بالنازحين والقدرة على الصمود على المدى الطويل واستراتيجية التنمية.

وتوجه الكثير من النازحين إلى مدن اقليم كوردستان التي تتمتع بامن نسبي.

ويقول محمد الجليلي وهو مهندس نزح من مدينة الموصل يوم سقوطها، وتوجه مع عائلته لاقليم كوردستان، "بعد مرور عام كامل على سقوط وانهيار مدينتي التي احتضنت جميع طوائف الشعب العراقي لم اسمع خبرا يثلج القلب، وفي كل ثانية يزداد الخطر وتزداد قوة المحتلين والساسة العراقيين والبرلمانيين يقفون مكتوفي الايادي".

ورأى الجليلي في حديثه لشفق نيوز، أن "جهود الجيش الحالية قليلة وقياداتهم مفككة واوامر انسحابهم مبهمة... في رأيي هناك اذناب لها تحكم خفي في قيادة هذا الجيش وهي الي تقوده الى التهلكة".

وقال الجليلي "يجب ان يتكاتف كل العراقيين من اجل تحرير نينوى وكل المدن اي بمعنى اصح يجب ان تكون هنالك شرارة تنطلق من داخل الموصل من اجل تحريريها مع جهود الجيش ومعسكر تحرير نينوى مع قوات التحالف والبيشمركة. لكن اعتقد كل الاحداث الراهنة هي مخطط لبداية تقسيم العراق ووضع خريطة جديدة".

واما بشأن وضعه في اقليم كوردستان التي قصدها بعد سقوط مدينته بايد المتشددين، يقول الجليلي "عندما نزحت الى اربيل كنت متأكدا اني بمكان امين ومحفوظة هيبتي. بعد سنة لم اعاني من أي مشكلة او شعرت بالغربة. اني وغيري من النازحين في اربيل منكدر ننكر كرم اهلها ولامواقفهم الحلوة ويانا"، متحدثا باللهجة العراقية.

وبالرغم من تأكيدات القادة الامريكان ان المعركة مع تنظيم داعش ستبقى مفتوحة لسنوات، إلا أن القادة العراقيين يقولون إنهم في تهيؤ لعملية عسكرية واسعة تبدأ بعد شهر رمضان.

وبحسب المعلومات فأن العملية المرتقبة ستشهد مشاركة قوات البيشمركة وابناء العشائر والقوات العراقية إضافة إلى ابناء مدينة الموصل الذين يجري تدربيهم بمعكسر باقليم كوردستان.

ويدور الجدل كثيرا بشأن مشاركة الفصائل الشيعية او ما يعرف بالحشد الشبعي في هذه العملية.

ويرى الخبير الامني جهاد العلي في حديث لشفق نيوز، إن عملية استعادة مدينة الموصل لن تكون بالسهولة التي يصورها القادة في العراق.







واضاف ان الموصل بحاجة إلى حراك داخلي مسلح يرفض وجود تنظيم داعش، إضافة إلى مشاركة برية لقوات التحالف الدولي مضاف إليها القوات العراقية والبيشمركة.

وقال "يجب الاخذ بعين الاعتبار ان مدينة الموصل اصبحت احدى اهم حواضن وركائز تنظيم داعش في المنطقة".

وبشأن رؤيته في حال اكتلمت اركان انطلاق العملية العسكرية، أيسجل ذلك امكانية لاستعادة الموصل بشكل خاطف بصورة مشابهة لسيطرة داعش عليها، "لا اعتقد ذلك. حتى بانطلاق العملية. الموضوع بحاجة لأشهر وليس بساعات كما احتلتها داعش".
Matty AL Mache