كاهن كنيسة برطلة العراقية: داعش هُزم عسكرياً لكنه بقي فكرياً وهذا ما زلنا نعاني

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 31, 2018, 05:55:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

كاهن كنيسة برطلة العراقية: داعش هُزم عسكرياً لكنه بقي فكرياً وهذا ما زلنا نعاني منه رغم العودة!   

         
برطلي . نت / متابعة

TeleLumiere/Noursat/

ليا معماري

من مدينة برطلة العراقية التي وقعت بيد تنظيم داعش وتهجر منها اهلها وعانت من تدمير كنائسها ومزاراتها المتعددة، وقضي على كل مقومات الحياة فيها، أطل الأب يعقوب سعدي كاهن كنيسة برطلة للسريان الأرثوذكس في حديث لتيلي لوميار ونورسات قائلا:" داعش هزم عسكريا لكنه بقي فكريا ولا زلنا نعاني منه حتى بعد العودة، بحيث ان عودتنا يلفها الأمان النسبي المؤقت وليس الأمان والاستقرار الدائمين.

وتابع، لقد عادت الى البلدة 1000 عائلة في حين بقيت 600عائلة في اقليم كوردستان لارتباطها بأعمال هناك كما ان اطفالهم مرتبطين بمدارس هناك وبالتالي ننتظر انتهاء العام الدراسي لكي تقرر العائلات العودة.

واضاف، عند عودتنا وجدنا كل شيء يتحدث عن لغة الارهاب، من دمار وحرق وكسر وخلع، كل شيء في كنائسنا شوهته يد الارهاب، كل ذكريات الاهالي داخل بيوتهم قضت عليها يد داعش، لكننا عدنا وبدأ بنفض غبار الارهاب عن كنائسنا" مارت شموني وكنيسة مريم العذراء"، الكنيستان امتدت اليهما يد الارهاب وشوهت صورتهما بالحرق والخلع والسرقة ولكننا نعمل ليلا نهارا لكي نعيدهما الى حلتهما الجديدة، لأن الكنيسة هي الملجأ والحضن الدافىء لكل مؤمن كما ان الانسان المهجر يتشجع على العودة عندما يرى كنيسة تحتضنه واجراس تقرع فيشعر بالامان.".

وعن عملية اعادة اعمار المنازل والكنائس، اوضح الاب يعقوب انه تم تشكيل لجنة مؤلفة من مهندسين واداريين ومتخصصين في عملية التوثيق وتقييم الأضرار، وكل افرادها يعملون بروح التطوع والخدمة لأن همهم الاول والأساس اعادة بناء بلدتهم وكنائسهم من جديد.

واشار الأب يعقوب الى ان عملية اعادة الاعمار تتم من خلال دعم المنظمات الكنسية لا سيما منظمة عون الكنيسة المتألمة واصحاب الأيادي البيضاء، كما أن الأهالي يدفعون من مالهم ويساهمون في اعادة اعمار بيوتهم رغم قساوة الايام وفقدانهم كل شيء اثناء تهجيرهم لكنهم يجدون في أرضهم وديارهم كرامتهم ويعتمدون على انفسهم في تسيير أمورهم المعيشية، بحيث فتحوا محال تجارية صغيرة واعادوا العمل بمهنهم لكي يؤمنون لقمتهم بعرق جبينهم.

كما ان هناك افرادا من الأهالي يتولون وظائف في الدولة فينتظرون راتبهم الشهري الذي يساهم في تسيير وتأمين مقومات عيشهم.

وفي ما خص الأوضاع الخدماتية، أسف الأب بعقوب لعدم توفر الخدمات الطبية الاستشفائية في برطلة وهذا هو حال ايضا الواقع التربوي في البلدة الذي يعاني من نواقص في الكوادر التعليمية ما يجعل الطالب يتأخر في صفوفه وامتحاناته الرسمية وهذه مشكلة كبيرة.  اما الخدمات الاخرى فهي مؤمنة.

وفي الشق الاجتماعي، أكد الأب يعقوب ان الاطفال والاهالي يتذكرون دائما لغة داعش التي ستبقى في ذاكرتهم وتشكل جرحا كبيرا لا سيما عند الأطفال الذين كانوا يسألون: متى سنعود الى منزلنا وأرضنا؟ كما أننا فقدنا ابان التهجير اشخاصا استشهدوا في الموصل والبعض منهم لا زال مفقودا ولا معلومات عن اي مفقود.

وأسف الأب يعقوب، للتغيير الديموغرافي الذي تعاني منه برطلة بحيث كان من المفترض ان يتقلص هذا التغيير بعد التحرير، لكن من المؤسف انه تضاعف ويشكل ضغط على كل انسان عائد الى ارضه.
كما أسف لحالات التحرش التي تشهدها البلدة وهذا ما يشكل اضطهاد وتهجير من نوع آخر وبالتالي يضع الناس دائما في حالة من الخوف على بناتهم ونسائهم وهذه مشكلة كبيرة.

وختم حديثه بالقول:" داعش هزم عسكريا لكنه بقي فكريا ونتمنى في عيد القيامة ان تزول لغته الارهابية وكلنا ثقة بأن بعد كل درب آلام هناك قيامة".