المطران جورج صليبا لعنكاوا كوم: لا مستقبل للمسيحية في الشرق ما لم تُنقذ حواضرها

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 29, 2016, 03:36:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المطران جورج صليبا لعنكاوا كوم: لا مستقبل للمسيحية في الشرق ما لم تُنقذ حواضرها بالعراق وسوريا،
وحزب الله يعرقل انتخاب رئيساً للجمهورية بلبنان


عنكاوا كوم/ خاص
فادي كمال يوسف/ بيروت

رأى رئيس اساقفة جبل لبنان للسريان الارثوذكس ثاوفيلوس جورج صليبا، أن لا مستقبل للمسيحية في الشرق، اذا استمر الوضع على حالة في العراق وسوريا، ولم يُبادر جديا لإنقاذ الحواضر المسيحية السريانية الاهم في هذين البلدين من الفناء، مبينا في الوقت ذاته أن حزب الله و"انانية" القادة الموارنة تعرقل انتخاب رئيس جمهورية مسيحي بلبنان، على حد وصفه.

وقال صليبا في لقاء خاص لموقع (عنكاوا كوم) أن "المسيحية لا مستقبل لها في الشرق، اذا استمر الوضع على حالة في العراق وسوريا، ولم يُبادر جديا بإنقاذ الحواضر والمدن المسيحية الكبرى"، مشيرا الى أن "قرقوش وبرطلة بالعراق فُرغت من مسيحيها، أما مدينتي صدد والقامشلي في سوريا، فالأولى في طريقها للزوال والاخرى تحاول المقاومة ولكنها تزف، والمدن الاربع تمثل الثقل المسيحي السرياني بالشرق، ومع تمسكنا بالرجاء الا أنني متشائم في ظل هذه الاوضاع التي نعيشها".

واشار صليبا إلى أن "تحرير الموصل وسهلها قد يمنحنا الامل في عودة بعض ابناء قرى سهل نينوى الى مناطقهم، وخاصة من الذين ما زالوا في العراق والمقيمين في عنكاوا ودهوك، اما الذين غادروا العراق فلا اعتقد انهم سيعودون"، مستدركا "نحن اليوم امام تحدي من نوع اخر، فكثير من المهاجرين المسيحيين  بدئوا يتوافدوا على لبنان، من مناطق تعتبر امنة نوعا ما في العراق وهذا مؤشر خطير".

وبين صليبا أن "الكنيسة من جانبها لا يمكن ان تُجبر الناس على البقاء في بلدانهم، ان لم توفر البديل الملائم، كذلك لا يمكنها ان توجه ابنائها للسفر الى بلد معين لان القضية ليست في يدها، وتوزيعهم يتم عشوائيا حسب برامج الامم المتحدة والبلدان التي يمكن لها استقبالهم".

نقدم المساعدات لـ 800 عائلة لاجئة وهذا واجبنا، ونحن الوحيدين الذين نوفر فرص تعليمية مجانية في مدارس لبنانية

المطرانية تعمل لتوفير مساعدات متكاملة لـ 800 عائلة مسيحية عراقية لاجئة، صليبا أعتبر ان "هذا الرقم كبير جدا بالنسبة لطائفة صغيرة، نحاول توفير المواد الغذائية والمساعدات المادية، والأدوية لهذه العوائل"، مضيفا اننا "الوحيدين الذين نتحمل نفقات دراسية لجميع الطلبة العراقيين ومن مختلف الطوائف في مدارسنا وبلا مقابل ولدينا ما يقرب الـ 70 الى 80 طالب عراقي"، مستدركا ان "جميع ما نقدمه هو واجب علينا وليس منة لاحد، فنحن نعمل بما يوصينا به الكتاب المقدس".

ونوه صليبا الى أن "المطرانية انهكت خلال السنوات الأخيرة واستنزفت مواردها، فتم رعاية اكثر من 1500 عائلة مسيحية عراقية منذ سقوط سهل نينوى الى الان بشكل متعاقب"، اما عن المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية للمطرانية  فينفي صليبا "اتصال اي منظمة بالمطرانية سواء كانت المنظمة دولية او حتى تتبع لبعض الكنائس المسيحية الاخرى، ولم تُقدم أي مساعدات لنا، ربما هناك بعض المنظمات الكاثوليكية وغيرها تمنح مساعدات للكلدان فقط ربما، والامر ذاته مع السفارة والحكومة العراقية والتي من واجبها رعاية ابنائها اللاجئين ونحن لدينا احسن العلاقات معهم، ولكنهم لم يقدموا أي شيء، كل ما نقدمه لعوائلنا هو بالاعتماد على مواردنا الذاتية المحدودة جدا".

صليبا ينفي اي مشروع لإصدار اقامات رسمية للمسيحيين العراقيين

وعن التواجد غير الرسمي للاجئين المسيحيين العراقيين على الاراضي اللبنانية، فيقول صليبا إن "لقاءا جمع مؤخرا ممثلي الطوائف المسيحية، مع مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وخلال اللقاء جرى شرح واقع اللاجئين المسيحيين العراقيين والسوريين، وتَفهم اللواء وضعهم وأصدر تعليماته بخصوص التعاون مع الكنيسة لحل أي اشكال يحصل فيما يخص الاوراق الرسمية"، وفي الوقي ذاته نفى صليبا " اعداد أي مشروع لإصدار إقامات رسمية دائمة او مؤقتة، للعراقيين اللاجئين وما يقال في الامر مجرد اشاعات، كما ليس هناك أي مخطط لتجنيس السريان العراقيين في لبنان، وهم من جانبهم لا يرغبون بالبقاء في لبنان".

حزب الله يعرقل انتخاب رئيس جمهورية مسيحي بلبنان

اما في الشأن اللبناني فصليبا لا يخفي تشاؤمه لمستقبل البلاد عامة وللمسيحيين فيه خاصة، فيجد ان حال "البلد من سيء الى اسوء"، ويلقي باللوم على ما يصفه بـ"تعنت الزعماء الموارنة وأنانيتهم، والذي اضعف الدور المسيحي، فكل منهم يريد مصلحته الخاصة".

أما في موضوع رئاسة الجمهورية رأى صليبا أن "الجنرال ميشيل عون لو كان صادقا بطروحاته ومسيحيا حقيقيا لكان انسحب لمرشح اخر، ولكنه يُنفذ مشروعا رُسم له"، متابعا أن "سعد الحريري يحاول تقديم تنازلات في هذا الشأن، ولكن تعنت حزب الله هو ما يؤخر انتخاب رئيس بالبلاد، ورغم اني اميل لمواقف الحزب في قضايا عديدة، ولكن هذه الحقيقة فيما يخص رئاسة الجمهورية".

وتساءل صليبا "ماذا يخسر المسلمون لو استمر الفراغ؟، رئيس مجلس النواب نبيه بري يحكم لبنان منفردا ورئيس مجلس الوزراء يمارس صلاحيات رئيس جمهورية، والمسيحيين هم الخاسر الوحيد، الزعماء المسيحيين غير حكماء وغير مخلصين، اضاعوا صلاحيات الرئيس من قبل، واليوم يضيعون المنصب بمجمله".

كنا نامل زيادة نواب الاقليات الى ثلاثة لتكوين كتلة وازنة، ولكن البطاركة كان لهم راي اخر

صليبا يجد ان التمثيل السرياني في مجلس النواب يجده منقوصا، خاصة وأنهم يشكلون ما تعداده 27 الى 30 الف نسمة مقيمين في لبنان، وما يقارب الـ 60 الف في الخارج يحق لهم الانتخاب، بحسب صليبا، والذي أوضح بهذا الشأن أن "المشروع كان بإضافة نائبين اثنين لمجمل الاقليات المسيحية، فيصبح العدد الكلي ثلاث نواب وتشكيل كتلة وازنة للأقليات في المجلس، ولكن البطريركين السريانيين الارثوذكسي والكاثوليكي كان لهما رأي اخر، فاقترحا ان يخصص نائبين سريان احدهما كاثوليكي والاخر ارثوذكسي، ويبقى نائب للأقليات المتبقية، حيث تم تبني الطرح الثاني من قبل السريان".
من جانب اخر يسجل صليبا عددا من الملاحظات على العمل السياسي للأحزاب السريانية اللبنانية، فأضاف ن "للسريان حزبين سياسيين وهما الرابطة السريانية وحزب الاتحاد السرياني، والمشكلة أن لكل طرف منهما عقلية خاصة تبعده عن الاخر، ونحن غير مرتاحين من هذا الانقسام والتباعد والتشظي، وكل بيت ينقسم على ذاته يخرب، والأكثر ايلاما أن أي تقارب أو لقاء بينهما مستحيل، لذلك قررنا نحن ككنيسة تخفيف العلاقات معهما الى اقل ما يمكن، وهذا موقفنا منهم، كما ان كل منهم هو يتبع مكون سياسي كبير فالاتحاد مع القوات اللبنانية في حين الرابطة تتبع التيار العوني، اضف الى ذلك فان الطرفين وطوال عملهما السياسي للسنوات الماضية، يفتقدان الى جمهور سرياني واسع، وهذه مجمل ملاحظاتنا لهم، وعلى كل حال هم مشكورين لجهودهم".