التغير المناخي والارهاب البيئي… يقضيان على المواقع الاثرية ومعالم الحضارات القدي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 28, 2016, 07:51:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

التغير المناخي والارهاب البيئي... يقضيان على المواقع الاثرية ومعالم الحضارات القديمة ... سوريا والعراق... تطهير ديني وثقافي



Green Area / مايا نادر

لا تقتصر تداعيات التغير المناخي على البيئة والطبيعة الخضراء فحسب، ولا تقتصر ويلات الحروب على الارواح البشرية أيضا، فكما يغتال البشر من خلال أعمالهم البيئة والهواء والمياه، ها هم يغتالون تاريخ الامم ومواقع الدول الاثرية.

في سوريا، تقول جمعية حماية الآثار السورية أن أكثر من 900 نصب أو موقع أثري دمرت، ومنذ صعوده بقوة في 2014، دمر تنظيم "الدولة الإسلامية" مواقع بينها الجامع الأموي ذي الألف عام بدمشق والمدرج على قائمة اليونسكو. وهاجم التنظيم مدينة تدمر حيث قام بتفجير معبدي بل وبعلشمين قبل أن يهدم أبراجا وقوس النصر في المدينة. كما قام بتخريب تل عجاجة الآشوري، وكذلك ماري ودورا أوروبوس وأفاميا وغيرها.

فضلاً عن ان استعمال القذائف والمدفعية في الحرب القائمة أدى وساهم في زيادة الامر سوءاً، وتقول اليونيسكو أن "ثلثي الحي القديم في حلب تعرض للقصف أو الحريق". فتم هدم تمثال أبي العلاء المعري ثم حرق السوق الأثري بمدينة حلب بدكاكينه الأثرية التي تجاوز عمرها القرن، فضلاً عن سرقات وعمليات تنقيب منظمة نالت من متحف "تدمر" و"حماه" و"أفاميا"، مع تدمير أجزاء من قلاع نتجة القصف المتبادل، مثل ما حدث بقلعة شيزر على نهر العاصي وقلعتي المضيق وإيبلا في أدلب، وقلعة الحصن وهي أهم قلاع العصور الوسطى في العالم. وتبعا لتقارير دولية، فإن الآثار السورية المباعة عالميا بلغت قيمتها ملياري دولار وأكثر من عشرة آلاف موقع سوري أثرى آخر مهدد بالنهب.

في العراق، قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بعملية "تطهير ثقافي" بعدما أزال بقايا حضارات بلاد الرافدين القديمة كما تقول الأمم المتحدة، أو عبر بيع القطع الأثرية في السوق السوداء. وكشفت تسجيلات فيديو تم بثها في 2015 عن مقاتلين يقومون بنهب كنوز تعود إلى ما قبل الإسلام في متحف الموصل في الشمال، أو يدمرون بجرافات موقع نمرود الأثري بالقرب من الموصل، جوهرة الحضارة الآشورية. كما هاجموا حترا المدينة التي تعود إلى الحقبة الرومانية وعمرها أكثر من ألفي سنة في محافظة نينوى (شمال)، فهدموا تمثالي الشاعر العباسي أبي تمام والموسيقار عثمان الموصلي بالجرافات بعد سيطرتهم على مدينة الموصل، ثم سقط المعبد القديم في أيديهم بعد سقوط حضر لتنضم للأراضي التي سيطروا عليها، ووجهت لهم وزارة الداخلية العراقية تهمة الاستيلاء على أكثر من 100 قطعة أثرية من تماثيل ووثائق قديمة تعود للحقبة البابلية والسومرية والعباسية، بعد اقتحامهم عدة متاحف أهمها متحف الموصل وقصر أحد ملوك آشور بمدينة كالح وتهريب محتوياتها عبر سوريا، لتجني داعش من خلف بيعها 36 مليون دولار.

وبعد تشريعهم بإثم كل من يبني أو يزور كنيسة أو مسجد سني كان أو شيعي، هدموا الكنائس والأديرة بأيقونات وكتب ومخطوطات عمرها مئات السنين، ثم فجروا مرقد عمر بن الخطاب بالموصل والشيخ صالح جنوبي كركوك، ومقام علي الأصغر بن الحسن وآخر لأخيه الإمام عون الدين ومرقد الإمام أبو العلي والنبي دانيال ونبش قبر النبي يونس، وقد صرحت وزارة السياحة والآثار العراقية بتعرض 4370 موقعا للسرقة والتخريب وأعلنت داعش عن نيتها تدمير 18 كنزا ثقافيّا آخر.