المعركة بعد الموصل انقاذ التراث الثقافي المدمر

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 28, 2017, 12:29:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المعركة بعد الموصل انقاذ التراث الثقافي المدمر 

   
      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم - الرأي - باريس - أ ف ب
يعتبر مسؤولون عراقيون والعديد من الخبراء الدوليين، ان معركة طويلة الامد تلوح في الافق لاصلاح الاضرار التي ألحقها تنظيم داعش بالمواقع الاثرية في العراق.

ومنذ بضعة اشهر، تتيح استعادة الجيش العراقي مساحات شاسعة من الاراضي، معرفة حجم الاضرار «التي تفوق ما كنا نتخوف منه»، كما ذكرت منظمة اليونسكو. وفي ذروة عهد «الخلافة» التي اعلنها تنظيم داعش في 2014، في كل من العراق وسوريا، كان اكثر من 4000 موقع أثري تحت سيطرة هذا التنظيم.

وقال نائب وزير الثقافة العراقي قيس رشيد في مؤتمر نظمته اليونسكو في نهاية الاسبوع في باريس حول اعادة تأهيل التراث الثقافي العراقي في المناطق المحررة، ان «66 موقعا اثريا على الاقل» في منطقة الموصل وحدها، شمال العراق، «قد تعرضت للتدمير وتحول بعض منها مرائب، كما طال التخريب اماكن عبادة مسيحية ومسلمة، واختفت الاف المخطوطات».

وذكر بأن التدمير شمل 80% من مدينة نيمرود الاشورية القديمة التي تعرضت للتخريب بالجرافات والمتفجرات.

وفي الموصل نفسها، حيث يشن الجيش العراقي هجوما واسعا للقضاء على تنظيم داعش، يتعين الانتظار حتى انتهاء المعارك لاعداد جردة بالاضرار التي لحقت بمجموعات متحف ثاني مدينة في العراق. وفي 2014، عمد المتطرفون لدى وصولهم إليها الى تدمير قطع ثمينة ترقى الى الحقبتين الاشورية والهللينية، معتبرين انها آثار وثنية.

حفريات غير قانونية

ومع كل تقدم للقوات العراقية داخل الموصل تتضح ضخامة الاضرار. واكد سليم خلف من وزارة الثقافة ان قبر النبي يونس الذي استعيد في منتصف كانون الثاني، ويعد واحدا من اهم المقدسات في العراق، «قد لحقت به اضرار فاقت كل توقعاتنا». واضاف ان هذا الموقع الذي يكرمه المسلمون واليهود والمسيحيون، «مهدد بالانهيار بسبب انفاق حفرها الارهابيون للاختباء، ونتيجة حفريات اجروها ايضا» في المكان. وقال ان اكثر من 700 قطعة اثرية قد اخرجت من هذا الموقع لبيعها في السوق السوداء. وتقول السلطات العراقية ان تنظيم داعش باع من جهة اخرى تراخيص لحفريات غير قانونية في الاراضي التي كان يسيطر عليها، فغذى بذلك تجارة الممتلكات الثقافية العراقية. وقال محمد إقبال عمر، وزير الثقافة العراقي، «يتعين علينا وقف الاتجار بالاثار العراقية، والالتزام بقرار مجلس الامن 2199 (الذي يحظر اي اتجار بالممتلكات الثقافية الآتية من العراق وسوريا) وتجفيف اموال داعش».

وقال فرانس ديماريه، من المجلس الدولي للمتاحف، ان «الاتجار بالقطع المستخرجة من حفريات غير قانونية لم يبدأ امس. لكن الحروب المتتالية في العراق منذ 2003 اوجدت فرصا اضافية».

وينبه الخبراء الى ان اعادة تأهيل التراث العراقي مهمة كبيرة ويمكن ان تستمر عشرات السنوات. واكدوا على ضرورة تأمين سلامة المواقع ومراقبتها، واحصاء التحف المدمرة او المسروقة، وترميم المخطوطات التي انقذت وترقيمها، واستحداث نسخ للتحف الناقصة.

واعتبرت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو ان «الشعب ينهض في كل مكان تعلو فيه قيمة الثقافة».

ويشاطرها هذا الرأي نجيب ميكاييل. فهذا الأخ الدومينيكاني العراقي، أخرج مئات المخطوطات التي ترقى الى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الى كردستان، قبيل تمدد تنظيم داعش في سهل نينوى.

وقال هذا الاخ الدومينيكاني «يجب ان نؤمن الحماية الفعلية للانسان والثقافة. لا يمكن ان ننقذ الشجرة من دون انقاذ جذورها».