بعشيقة تشكو هجرة سكانها والكهرباء والدراسة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 26, 2017, 12:00:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بعشيقة تشكو هجرة سكانها والكهرباء والدراسة     

      
برطلي . نت / متابعة
كركوك ناو / مهند السنجاري

صدم أهالي ناحية بعشيقة من حجم الدمار الذي لحق مدينتهم، بعد تحريرها من قبل قوات البيشمركة، ضمن عمليات تحرير سهل نينوى من سيطرة تنظيم الدولة "داعش" مطلع تشرين الثاني 2016.
رغم الدمار لم يؤثر على إصرار الأهالي في العودة إلى موطنهم الأم ناحية بعشيقة (12 كم شمال مدينة الموصل)، فمنذ الأيام الأولى من تحريرها بادروا إلى تفقد منازلهم وما تبقى من ممتلكاتهم.

الاستعانة بالمولدات وشراء صهاريج الماء

أكد مدير الناحية ذنون يونس لـ(كركوك ناو)، ان "العمل جار على قدم وساق بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان وحكومة المركز لتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم في ناحية بعشيقة، إلى جانب التنسيق مع المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات العينية والمستلزمات الضرورية للعوائل التي عادت للمنطقة".
وأضاف يونس ان العوائل العائدة يستعينون بالمولدات الكهربائية الصغيرة في توفير الكهرباء، وشراء صهاريج الماء الصالح للشرب من الآبار الارتوازية العائدة لأصحاب المزارع.
بتاريخ 6 آب 2014 سيطر مسلحي تنظيم الدولة "داعش" على ناحية بعشيقة والعديد من المناطق في سهل نينوى ومنها قضاء تلكيف وقضاء الحمدانية، رغم ان أهلها غادروا قبل دخول داعش لمدينتهم بأيام، إلا أن ما تعرضت له مدينتهم من دمار وخراب لم يكن بالشيء البسيط.
حيث تم تدمير وحرق ما يقارب 1200 منزلاً في بعشيقة، ناهيك عن تفجير 23 مزار ومرقد لأبناء المكون الايزيدي، وتفجير عدد من المراقد بالنسبة لأبناء المكون الشبكي وحرق عدد من الكنائس إلى جانب نهب وحرق جميع المحال والمصانع، وتدمير البنى التحتية وحرق جميع بساتين الزيتون والتي كان يتراوح عددها ما بين 40 الى 45 الف شجرة مثمرة.
رئيس المجلس البلدي بناحية بعشيقة داسن سليمان قال بـ(كركوك ناو)، ان عودة الأهالي مرتبطة بالدرجة الأساس بانتهاء الموسم الدراسي الحالي، الى جانب استقرار عمل المؤسسات الخدمية وتوفير الماء والكهرباء.
كما أضاف ان عودة العوائل الى المنطقة ستساهم في الإسراع بتوفير الخدمات من حيث الضغط على الحكومتين المركزية والاقليم .
ناحية بعشيقة يبلغ عدد نفوسها ما يقارب 34 الف نسمة غالبيتهم من أبناء المكون الايزيدي يعيشون بألفة ووئام مع بقية المكونات من المسلمين والمسيحيين منذ عقود، هناك 52 قرية تابعة للناحية يسكنها الشبك والكورد من المذهبين السني والشيعي، وبذلك تشكل ناحية بعشيقة فسيفساء لعراق مصغر.

لصوص النحاس

دائرة كهرباء بعشيقة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء في حكومة المركز التي زودتهم بالمعدات ومحولات الطاقة الكهربائية، وخلال فترة قياسية تمكنوا من نصب الأسلاك وصيانة المحولات المتضررة، ولكن سرعان ما توقفوا عن العمل بسبب (لصوص النحاس) كما يطلق عليهم هناك.
حيث طفت على السطح ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية (الكابلات) ومحولات الكهرباء، ورغم الجهود الاستثنائية للأجهزة الأمنية والمتطوعين من أبناء المنطقة للحراسة إلا ان ذلك لم يقلل من حجم السرقات ارتباطا باتساع جغرافية المنطقة، وبعد تعزيز الجهود لحماية المنطقة من اللصوص عادت دائرة الكهرباء لعملها ولكن بشكل بطيء.
وأكد مدير كهرباء ناحية بعشيقة وائل الياس لـ(كركوك ناو) ان العمل مستمر لتأهيل شبكة الكهرباء، ولكننا نعاني من بعض المعوقات وأبرزها الضرر الكبير الذي لحق بالمحطتين الرئيستين في ناحية بعشيقة، حيث كانت نسبة الضرر 70 %.
وتابع، لقد "تم صيانة 40 % من شبكة الكهرباء في المنطقة، وكانت النتيجة لتكون أفضل لو لم نعاني من موضوع سرقة المحولات والكابلات، التي أثرت على سير عملنا بشكل كبير".
وأضاف نعمل على مدار الساعة وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء في بغداد للتعجيل في إنهاء أزمة الكهرباء في المنطقة.

جرس المدارس لم تقرع لحد الآن

عدداً من السكان العائدين إلى الناحية، أكدوا بان عودة جميع الأهالي إلى بعشيقة مرتبطة بعودة الكهرباء إلى المنطقة، وعودة الحياة إلى المدارس.
احد المواطنين العائدين يدعى خالد عمش قال لـ(كركوك ناو)، "نعاني النقص من بعض المستلزمات الضرورية للحياة، ومنها الماء والكهرباء، ولكن ذلك لا يمثل مشكلة بالنسبة للعائدين".
وأضاف انه اب لخمسة اطفال، اثنان منهم في المرحلة الابتدائية، وهجر عام 2014 إلى قضاء العمادية (شمال محافظة دهوك)، الا انه قرر العودة إلى بعشيقة بعد عدم قدرته على دفع ايجار السكن هناك، حيث كان في العمادية "عاطلا عن العمل" لفترة طويلة.
عمش وجد رزقه في منطقته بعشيقة، حيث يعمل في نصب زجاج النوافذ، وهو يوفر لقمة العيش لاطفاله، ولكنه يأسف على "خسارة عاما من المسيرة الدراسية" لأطفاله التلاميذ بسبب عدم التحاقهم بالدراسة.
من جانبه، يعتقد المواطن اكرم بدل، ان "مسالة الماء والكهرباء ليست ذريعة لعدم العودة السكان لمنازلهم، المشكلة الحقيقة تكمن في عدم توفر المدارس".
وطالباً في وقت ذاته بـ"انشاء مركز صحي اولي في المنطقة لسد احتياجات العائدين".
وانطلقت عدة مبادرات شبابية أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لأجل تنظيف المدينة من مخلفات الحرب وأثار الدمار.
كما بادر العديد من الحرفيين والعمال من بنائين وحدادين ونجارين ومن يعمل في مجال الماء والكهرباء بالتطوع للعمل المجاني لمساعدة المتضررين، بالاضافة إلى عودة المؤسسات الحكومية لمزاولة اعمالها.