تلميذا عماوس ما بين الامس واليوم ؟؟

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, نوفمبر 05, 2018, 03:28:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تلميذا عماوس  ما بين الامس واليوم  ؟؟


تحيه و احترام :

يقول المثل الشعبي (شنو جابرك على المر غير الامَر منه) .مؤخرا احاول كثيرا الابتعاد عن بعض المواضيع لكن للضروره احكام ,فمشاركه الافكار ووجهات النظر من الممكن ان تكون لها فائده معينه خصوصا عندما يتعلق الامر بوضعيه شعب اصيل يعاني بدون اي ذنب سوى انه يؤمن بما لايؤمن به ابناء الوطن الاخرين من الاغلبيه من الناحيه الدينيه .

مؤخرا نشر غبطه البطريرك مار ساكو مقالاً على الموقع الاعلامي الرسمي للبطريركيه الكلدانيه تحت عنوان (تلميذا عماوس هما انا وانتَ وانتِ "مسيرة للتلمذة") يخاطب فيه فريق عماوس لذكرى تأسيسه عام 2005 وقد كتبه على شكل تأمل جاء فيه :

أولا: ادعو القراء الى قراءة  تأمّلية هادئة ومعمقة لهذا النص الذي لا يقل جمالاً عن قصة الميلاد. انه يُعبّر بقوة عن مسيرة المسيحي الايمانية بسر حياة المسيح وبخاصة قيامته.) وهنا تطرق غطته الى نقطه جداً مهمه بالنسبه لي وهي القراءه التأمليه الهادئه والمعمقه ,فهذا الامر مو مايفتقد اليه الكثير من ابناء شعبنا كتابا وقراء اكليروسا ومؤمنين فدائما ما تنتصر العاطفه والحكم المسبق على العقل في ردودهم.

ما دعاني الى الكتابه اليوم هو تطرق غبطته لموضوع المهجرين من ابناء شعبنا حيث يقول (مثلما يتحدث "مهجّرونا" عما حصل بالامس في الموصل وبلدات سهل نينوى – وراحا يبحثان عن الرب الذي افتقداه) .وهنا اجد نفسي كمهجر سابق نال نصيبه من الهجره ولا زال يعاني بسبب اهوالها حتى بعد وصولنا الى بلدان الاستقرار ومن ذكرياتها الاليمه ,والشكر والحمد للرب الاله وحده على كل حال الذي نظر الينا بعين الرحمه ونحن غير مستحقين . وباعتبار انه (لا يعلم بالعله الا صاحب العله) فسأدلوا بدلوي انا المهجر سابقا عن مقال غبطته الموسوم اعلاه واشارككم وجهة نظري كما شاركنا غبطته وجهة نظره ,شاكرا مقدما كل القراء الكرام ومع شديد احترامي لآرائهم .

يقول غبطته (من الملاحظ ان احد التلميذين اسمه قليوفا (كليوباس) والأخر لا يذكر اسمه، لان لوقا يريده ان أكون انا، انتَ، انتِ.) هنا لا اعلم كيف استنتج غبطته أن الانجيلي لوقا يريد ان يكون التلميذ الاخر الذي لم يذكر اسمه ان يكون انت,انا,انتِ ؟؟ طيب ما المانع ان نكون انا ,انت, انتِ اليوم التلميذ قليوفا (كليوباس) ؟؟ أم هذا الامر لايجوز لانه اسم قليوفا (كليوباس) مذكور اما التلميذ الاخر لا ؟؟. وهذا يقودني الى تساؤل اهم من هذا كثيراً وهو هل يجوز ان يتم تشبيهنا بالاشخاص الوارد ذكرهم في الكتاب المقدس ؟؟,حيث في يوم من الايام ومن تجربتي الشخصيه نشر الموقع الاعلامي الرسمي للبطريركيه الكلدانيه بياناً ركيكاً خالي من الدقه وشديد اللهجه لسبب انني ذكرت أن راعينا يشبه (زكا العشار) الوارد ذكره في الكتاب المقدس في بعض الامور !!فأرعدت اسماء وأمطرت وأختلت موازين الارض لانني قمتُ بهذا العمل !! , والمفارقه يعود اليوم راعينا نفسه ليشبهنا بالتلميذ المجهول والذي من المحتمل حسب قوله أن تكون امرأه !! حيث يقول (ويرى بعض المفسرين انهما زوجان couple. ولقد اورد الإنجيلي يوحنا اسم زوجة قليوفا "مريم امرأة قليوفا" (يوحنا 19/26). ولماذا لا فالمرأة حاضرة بقوة في حياة يسوع والكنيسة الأولى وهي من بشرت التلاميذ بقيامته(يوحنا 20/1-10).) مع فائق تقديري واحترامي لكل النساء فهم امي واختي وابنتي وزوجتي وخالتي وعمتي وجدتي !!! فهل يحق لنا ان نثور وان نغضب لانه تم تشبيهنا بالمجهول والنساء ؟؟ أم الغضب من حق فئه معينه أما المجهولون امثالنا المهجرون فلا حق لهم ولا حقوق ؟؟ . وبالمناسبه النص الانجيلي الذي اعتمد عليه غبطه البطريرك وارد في (يوحنا 19\25) وليس في (يوحنا 26\19) راجياً من المختصين تصحيح الالتباس .

يُكمل غبطته التأمل ويقول (يدور الحدث حول اللقاء مع "القائم" من بين الأموات. وتعني عبارة "في اليوم نفسه" ان هذا يحدث في كل يوم.) كلام ممتاز حيث ان فادينا ومخلصنا تألم من اجلنا وصلب ومات ودُفن من اجل رفع خطايانا وأقامه ابينا السماوي منتصرا على الموت ليقيمنا معه بتوبتنا ورجوعنا اليه ,وليومنا هذا في القرن الواحد والعشرين لايزال شعبنا المسيحي في العراق باق على قمه الجلجثه لايعلم متى سيُصلب !! فشعبنا يوميا في العراق يواجه التعذيب والترهيب والقتل والصلب وكل ذره تراب في العراق تحمل ذكرى اليمه لابناء شعبنا المسيحي هناك, ومشاركتكم في الذكرى الثامنه لجريمه تفجير كنيسه سيده النجاه خير شاهد لما اقول حيث الخاسر الوحيد هم الضحايا الابرياء واسرهم واليوم تُذرف عليهم الدموع بسخاء !! فعلى من هو الدور في المجزره القادمه لا سامح (الله)  ومتى سيتعلم ابناء شعبنا الدرس ؟؟ ولماذا هم باقون على قمه الجلجثه بدون داع ؟؟,والى متى ستبقى اعيننا تنظر ولا تُبصر !! حيث يقول غبطته (كل يوم يسوع يرافقنا ويصغي الينا ويفتح اعيننا. فالمسيح ليس لشخص واحد او لجماعة معينة أو لمدينة محددة. انه للجميع، ويود ان يذهب الى كل مكان) نعم سادتي الكرام المسيح جاء لخلاص البشريه جمعاء وليس للعراق واهله فقط فتستطيعون ان تطلبوه في امريكا واستراليا وكندا واوربا وسيكون بالتأكيد حاضرا بينكم لمن يطلبه بنقاء ومحبه ,ففي اي بلد كان تستطيع ان تحمل صليبك وتتبعه وهو سيبارككم بكل تأكيد ولن يقول لكم لماذا تركتم العراق !! وهو القائل (وإذا ا‏متَنَعَ بَيتّ أو مدينةٌ عَنْ قَبولِكُم أو سَماعِ كلامِكُم، فا‏تركوا المكانَ وا‏نْفُضوا الغُبارَ عَنْ أقدامِكُم.(متى 10\14)) ,لهذا اقول لكم افرحوا وتهللوا ايها المسيحيين المهجرين قسرا الذين تشتتم في بقاع العالم من اجل الثبات على ايمانكم حيث يقول مخلصنا (وكُلُّ مَنْ ترَكَ بـيوتًا، أو إخوَةً أو أخواتٍ، أو أبًا، أو أُمّا، أو أبناءً، أو حُقولاً مِنْ أجلِ ا‏سمي، يَنالُ مِئةَ ضِعفٍ ويَرِثُ الحياةَ الأبديَّةَ. (متى 19\29)) فطوبى للمؤمنين حقاً بوعوده .وكما يقول غبطته (هذه احداث تُغيّر حياة الانسان وتدعوه الى الاهتداء من اليأس الى الرجاء) فلماذا نتمسك باليأس ونترك طريق الرجاء ؟؟ وأن كان غير مفروش بالورد.

يقول غبطته (التلميذان حزينان وكأن موت المسيح انهى مخطط الله الخلاصي، ومحتاران في قبول خبر القيامة الذي نقلته النسوة. كانا يتحدثان عما حصل بالامس لذا لم يعرفاه بسبب الحزن والقلق) بدايه الكتاب المقدس يشرح لنا لماذا التلميذان لم يتعرفا الى السيد المسيح حيث جاء في الكتاب المقدس (وظهَرَ يَسوعُ بَعدَ ذلِكَ بِهَيئَةٍ أُخرى لا‏ثنَينِ مِن التلاميذِ وهُما في الطَّريقِ إلى البرِّيَّةِ. (مرقس 16\12)) فمن الوارد جدا ان التلميذان لم يعرفانه بسبب ظهوره لهم بهيئه اخرى كما ورد في النص فمهما بلغ حزننا والقلق فلن يُنسينا شكل من يهمنا امرهم بين ليله وضحاها !!,وهنا يربط غبطته المهجرين بالموضوع حيث يقول غبطته (مثلما يتحدث "مهجّرونا" عما حصل بالامس في الموصل وبلدات سهل نينوى – وراحا يبحثان عن الرب الذي افتقداه، لكنه يفاجئهما بظهوره لهما وسط قلقهما "قلقنا"، ويُعرّفهما عن ذاته عبر كلمات (ويسألهما عمَّا تبحثان)) وانا اقول حسننا فعلت غبطتكم بربط الحدث الانجيلي بما يعانيه شعبنا اليوم في العراق ,فحياته كلها حزن وقلق وما حصل له بالامس وما قبله لن يُنسى بسهوله وخصوصا ان النفق ما زال طويل جدا جدا وشعبنا مُشتت الافكار بين التغرب والبقاء في الدار لكن بعضهم اجاب على السؤال (ويسألهما عمَّا تبحثان) قائلين يارب نحن شعبك نبحث عن الامان والسلام والاستقرار فقد تعبنا من الفرار والوعيد والتهديد والقتل والتشريد اما آن الاوان ان نموت مثل الخلائق في سرير دون تقطيع او تفجير وتجميع بأكياس القمامه ؟؟!!.

يُكمل غبطته (بعده  ماذا فعلا؟ عادا الى المدينة المقدسة والى الجماعة (الكنيسة – الاحد عشر) ليخبرا عما اختبراها باندهاش) عن نفسي كمهجر سأخبركم عما اختبرته في وطني الجديد ,للمره الاولى في حياتي احس بأنني انسان لي قيمه ورأي ولي حقوق وعلي واجبات .فكم هو جميل ان يعرف الانسان ان له قيمه وحريه وليس اداه يستخدمها هذا وذاك ,الطريق الى السلام والامان في هذه الدول ليس مفروش بالورد ولن تعيش فيها عيشه الملوك وسيحتاج الكثير منكم الى البدايه من نقطه الصفر لكن في النهايه ستشعر انك انسان لمن يُقدر معنى كلمه انسان ,اما الابواق المؤيدين للبقاء في العراق من هؤلاء الساكنين في دول المهجر فانا ادعوهم ان يثبتوا كلامهم مقروناً بالفعل ويحزموا امتعتهم ويعودوا للعيش في العراق مع عوائلهم وسأدعوا واصلي لهم بالتوفيق والسلامه .

ويختم غبطته بقوله ( ان الثقة التي يمنحها الايمان عطية من الله، وليست من الانسان. عالم الانسان يختلف عن عالم الله، عالم الانسان أحيانا كثيرة  هو حاجز امام  استجابة الانسان  لنداء الله ونعمه. هذه هي التجربة التي علينا ان  نصلي  لكي لا نسقط فيها.) نعم البعض منا يقف حاجزا منيعاً من اجل غايات في نفسه لا يعلمها الا الرب الاله امام خيارات ابناء شعبنا المسيحي المستجيبين لنداء الله للوصول الى بر الامان ,لهؤلاء اقول صلوا كي لا تقعوا في هذه التجربه فالكراسي ليست اهم من الانسان ولا الالقاب اهم من ارواح البشر ومن له اذنان للسمع فليسمع .

ربنا يحمي الجميع من كل مكروه .

                                     ظافر شَنو