اللغة الآرامية السريانية و أسطورة الملك ميداس!

بدء بواسطة henri bedros kifa, ديسمبر 09, 2011, 09:12:54 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

henri bedros kifa

اللغة الآرامية السريانية و أسطورة الملك ميداس!



هنالك عدة أساطير اغريقية حول الملك ميداس و يبدو أن  Midas كان ملك فيرجيا في أسيا الصغرى في القرن الثامن قبل الميلاد. أشهر تلك الأساطير هي أنه حظي من الألهة أن يتحول كل شيئ يلمسه الىذهب و لكنه سرعان ما ندم على أمنيته لأنه - حسب الأسطورة -كان لا يستطيع أن يأكل لأنه حتى الطعام يتحول الى الذهب الخالص.

أولا -

الحفاظ على السر أسطورة أخرى حول الملك ميداس تخبرنا أنه كان له أذني حمار و لذلك كان يرتدي قبعة كبيرة يخبئ عاهته . الحيد الذي كان يعرف هذا السر هو حلاقه الخاص لأنه عندما كان يقص شعره كان يرى الأذنين الكبيرتين و هما بلا شك أذني حمار. لقد فهم الحلاق أنه يجب الحفاظ على السر الخطير و لكنه لم يستطع أن يحفظ لسانه طويلا فمضى الى منطقة نائية و حفر حفرة كبيرة و قال بصوت خفيف " الملك ميداس له أذنا حمار " ثم طمر الحفرة بسرعة و رجع الى بيته .ثم تخبرنا الأسطورة أن مجموعة من القصب قد نبتت في تلك الحفرة ثم نمت و إذا بها يتلاعب بها الهواء و يعيد ما قاله الحلاق و ردد الهواء هذه الجملة في كل أرجاء المملكة " الملك ميداس له أذنا حمار !".

كل سكان المملكة صاروا يعرفون عاهة الملك الميداس !

ثانيا -

تعليم اللغة السريانية هو أمانة قبل أن يكون رسالة !

أ - إنني من المطالبين بتكريم معلمي اللغة السريانية لأنهم في أكثر الأحيان يضحون من وقتهم و يعلمون مجانا لذلك علينا جميعا تقديرهم و تشجيعهم .

ب - للأسف هنالك عدة ملافنة للغتنا السريانية لم يكونوا أمينين لإسم لغتهم الأم و لهويتها التاريخية و سمحوا لبعض المتطرفين أن يسموا لغتنا أشورية و هؤلاء الملافنة كانوا يشاركون في النشاطات السياسية للأحزاب الأشورية . السؤال المطروح هو هل كان ممثلي تلك الأحزاب ماهرين و لم يلفظوا أمام ملافنة اللغة السريانية بأنهم يتكلمون لغتهم الأم " الأشورية " !

أم أن هؤلاء الملافنة غير الأمينين قد سمعوا من ممثلي الأحزاب الأشورية أنهم يسمون لغتهم الأم أشورية و أرادوا أن يكتموا هذا السر الى حين أيجاد حل؟

ج - إن كل من له إلمام باللغة السريانية يعرف جيدا أن إخوتنا من السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية و لكن بالفتح و أن أغلب القواميس هي باللهجة الشرقية السورث و أن قواعد اللغة هي واحدة تقريبا : نحن نستغرب كيف التلامذة يعرفون أن السريان المشارقة يتكلمون نفس اللغة بينما ملافنتها يتجاهلون ؟

د - عذر أقبح من ذنب : إذا كان بعض هؤلاء الملافنة يؤمنون أن السريان يتحدرون من الأشوريين فإن الأمانة لتسمية لغتهم العلمية كان يجب أن تدفعهم الى الدفاع على الأقل على إسم لغتنا و هويتها. أما إذا كان بعض هؤلاء الملافنة لا يميلون الى الفكر الأثوري و لكنهم يتخاذلون عن الدفاع عن إسم اللغة السريانية لأن دعاة الفكر الأثوري يقدرونهم و يشترون كتبهم...

ه - بعض معلمي اللغة السريانية يؤمنون بالهوية الأشورية المزيفة و يدعون الغيرة على لغتنا الأم و يعلمون اللغة السريانية و في نفس الوقت ينشرون مفاهيمهم (سمومهم) الخاطئة بين محبي اللغة السريانية .

ثالثا -

التطرف الأشوري يفضح تخاذل بعض معلمي اللغة السريانية .

أ - لقد أثبت لنا بعض معلمي اللغة السريانية بأنهم أمينون للفكر الأشوري المزيف أكثر من لغتهم الأم لذلك مارسوا معنا سياسية النعامة التي لا ترى الصياد و توهمت أن الأجيال القادمة لن تكشف تخاذلهم أو لن يتعرفوا على تاريخ لغتهم الآرامية السريانية .

ب - بعض النقاط التي يروجها المتطرفون:

*اللغة السريانية هي سليلة اللغة الأشورية ( و بعض الأحيان الأكادية) و بالتالي لغتنا الأم يجب أت تسمى" الأشورية الحديثة ".

* التسمية السريانية مشتقة من الأشوريين ( كذا ...) و بالتالي كل سرياني هو أشوري و من الطبيعي أن تسمى لغتنا " أشورية".

*الآراميون كانوا قبائل بدوية غير حضارية بينما كان الأشوريون شعبا متطورا (إمبراطورية ، قصور ، مكتبات ...) إذن هم الذين طوروا و نشروا اللغة ...

*نظرية جديدة غير علمية تدعي أن اليهود هم الذين أطلقوا التسمية الآرامية على أجدادنا و لغتهم لأن حسب هؤلاء (العلماء) كان اليهود يطلقون التسمية الآرامية على كل من هو غير يهودي ... و حسب هذه النظرية أن لغتنا هي أشورية و لكن اليهود سموها آرامية !!!

ج - لن أصحح هذه النظريات عفوا الأكاذيب الأشورية فمن له إلمام بسيط بتاريخ لغتنا الآرامية يستطيع أن يصحح تلك الأكاذيب المخجلة.  لقد ذكرت بعضها  وهنالك نظريات أكاذيب أخرى كل واحدة  أبشع من الأخرى...

د - الساكت عن الحق هو شيطان أخرس:

بعض معلمي اللغة السريانية يتحملون مسؤولية سكوتهم المريب حيال حملات تشويه إسم اللغة الأم التي يحبونها و لكنهم يسمحون لتزييف إسمها و تاريخها .

ه - بعض أساتذة اللغة السريانية شاركوا و سيشاركون في مؤتمرات حول اللغة السريانية المشبوهة لأنها موأمارات حول اللغة و الهوية السريانية. أنصح هؤلاء أن تكون لهم مواقف شجاعة مثل الباحث ليون برخو الذي رفض المشاركة في ندوة حول" اللغة الأشورية".

الخاتمة

أ - قد يسأل القارئ ما علاقة أسطورة الملك ميداس بلغتنا الآرامية ؟

إن ملافنة اللغة السريانية في أواخر القرن العشرين هم أول الناس الذين كانوا يعرفون أن السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية و لكن لأنهم كانوا يؤمنون (أو مخدوعين) بالهوية الأشورية تخاذلوا في الدفاع عن إسم و تاريخ و هوية لغتنا الآرامية أي السريانية.

ب - الحلاق حسب الأسطورة لم يستطع أن يحفظ السر في قلبه فيذهب الى مكان بعيد كي يفضي ما في صدره و يرتاح. ملافنة اللغة السريانية لم يشعروا بعبئ أن تسمى لغتنا " أشورية " لأنهم كانوا متخلين عن هويتنا التاريخية الحقيقية و غير مبالين أن تسمى " أشورية " أم " إسبانية " .

ج - نسبة أن تكون لغتنا " أشورية " هي نفس النسبة أن تكون إسبانية لأنه بكل بساطة لا يوجد لغة إسمها " أشورية" و كان الأشوريون يتكلمون اللغة الأكادية!

د - تطرف البعض في الإدعاء بوجود لغة أشورية و إنكار وجود لغة آرامية سريانية قد فضحت تخاذل هؤلاء الملافنة المتقاعسين و المتفرجين و كما نقل الهواء سر عاهة الملك ميداس الى كل أرجاء المملكة فإن الشبكة العنكبوتية تنقل لنا مواقف هؤلاء الملافنة المشينة .

ه - كل سرياني يتكلم اللغة السريانية أو يعرف تاريخها و يسمح لبعض المتطرفين أن يسموها " لغة أشورية " فهو ليس جاهلا لتاريخها و لكنه خائن للغته الأم و هي الخطوة الأولى أم الثانية قبل أن يخون تراثه و جذوره و أجداده !

إخوتنا الذين يحلمون بالهوية الأشورية المزيفة لا يستطيعون إبراز أية براهين تثبت أننا أحفاد الأشوريين لأنهم لا يبحثون في مصادرنا السريانية لأنها تثبت هويتنا الآرامية. هنالك حل خيالي و هي أن يخرج من بينهم ميداس جديد يحول " أحلامهم و أكاذيبهم" الى براهين علمية و يخلق لهم " لغة أشورية وطنية " ربما يتركون شعبنا الآرامي السرياني يدافع عن تاريخه و تراثه و لغة أجداده .

هنري بدروس كيفا

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة