" لما " تتساقط الطروحات الأشورية مثل أوراق الخريف ؟

بدء بواسطة henri bedros kifa, أبريل 02, 2011, 12:08:13 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

henri bedros kifa

" لما " تتساقط الطروحات الأشورية مثل أوراق الخريف ؟



بعض المدافعين عن الفكر الأشوري يتطفلون على علم التاريخ و يتوهمون أن الدفاع عن الطروحات التاريخية للفكر الأشوري هو مهارة فكرية متناسين أن كل طرح تاريخي يجب أن يستند على معلومات صحيحة مبرهنة بالمصادر و المراجع العلمية .

ربما كان من الأفضل ان يكون العنوان " هل" تتساقط الطروحات الأشورية ؟ كي يتشوق القارئ و لكنني شددت على " لما " كي يفهم بعض الإخوة المتطفلين إن الباحث النزيه في التاريخ يريد نبش و نشر الحقائق كما هي (بدون ماكياج) أما المحامي الناجح فهو يعمل لربح القضية حتى و إن كان موكله مذنبا !

سوف أفتح ملف الفكر الأشوري ورقة ورقة و أنصح " الشعراء " و " أصحاب الأسماء المستعارة " أن يتركوا الباحثين المدافعين عن الفكر الأشوري كي يتأكدوا من صحة او عدم صحة المعلومات التي سأوردها .

الورقة الأولى - أكيتو عيد أشوري قومي أم عيد بابلي مندثر ؟

بدأت هذه الظاهرة الجديدة في الإنتشار بين إخوتنا السريان النساطرة المدعين بالتسمية الأشورية في العقود الأخيرة . المدهش أنهم كانوا يعتقدون ( بعض المتطرفين منهم لا يزالون يروجون ) أن عيد أكيتو هو عيد تاريخي أشوري !

من له إلمام بسيط بتاريخ الشرق القديم يعرف أن عيد أكيتو هو عيد سومري إنتقل الى الأكاديين و العموريين و كان يتم في مدينة بابل و الإله " مردوك" هو محوره الرئيسي . من يريد أن يتعرف أكثر هنالك رابط حيادي لا يوجد فيه اي إشارة الى الأشوريين و إحتفالات أكيتو

http://www.livius.org/aj-al/akitu/akitu.htm

لقد إنتشرت إحتفالات أكيتو في عدة مناطق في شرقنا الحبيب و لكن إنتشار الديانة المسيحية سيعجل من إندثاره . لم يكن أكيتو عيدا أشوريا و هذا دليل على أن طروحات الفكر الأشوري مبنية على طروحات تاريخية خاطئة . بعض المتطرفين منهم يروجون أن مدينة بابل هي أشورية و بالتالي أكيتو هو أشوري !

لا يزال دعاة الفكر الأشوري يتوهمون أن كل مناطق العراق القديم كانت أشورية و الغريب انهم لا يعرفون كم سنة ظلت مدينة بابل محتلة و لا يريدون أن يتعمقوا في تاريخ مدينة بابل و يتجاهلون كليا أن القبائل الكلدانية الآرامية كانت تشكل أكثرية سكانية في بلاد أكاد و أنها قاومت الأشوريين و طردتهم من بلاد أكاد قبل القضاء عليهم سنة ٦١٢ ق.م. أكيتو ليس عيدا قوميا للأشوريين القدامى و لم يكن عيدا متوارثا بين أفراد شعبنا . أراد دعاة الفكر الأشوري " إحياء" هذا العيد متوهمين أنه عيد أشوري و أن قيام الإحتفالات في أماكن تواجدهم لهو إستمرار الشعب " الأشوري" حتى اليوم!

أكيتو هو عيد بابلي قد إندثر منذ زمن بعيد : من يدعي أنه عيد أشوري متوارث يفضح جهله لتاريخ هذا العيد !

الورقة الثانية - هل كانت بيت نهرين أشورية ؟

كتبت بحثا حول بيت نهرين منذ حوالي ٢٠ سنة و عنوانه" بيث نهرين تسميتها موقعها حدودها " موجود على الرابط

http://freesuryoyo.org/index.php?option ... 9&Itemid=2

ذكرت في مقدمته" لقد درجت العادة على ترجمة بيث نهرين الآرامية إلى بلاد ما بين النهرين باللغة العربية. ويقصد بالنهرين طبعاً ، دجلة والفرات، وقد أخذ العرب بهذا المفهوم من العلماء الأوروبيين الذين اصطلحوا ، في أوائل هذا القرن، على استعمال تسمية: بمعنى يشمل العراق الحالي ومحافظة الجزيرة في سوريا وقسماً من تركيا الشرقية.

كتب العالم contenau )1) عن التسمية: "هذه التسمية mesopotamia هي بفضل pottier الذي كان يدرس في معهد اللوفر في بداية هذا القرن. وكان قد تبناها خلال محاضراته ، بسبب ما وجده من مشترك بين حضارة السومريون وحضارة الساميين الذين جاؤوا بعدهم، ونشرها بقصد التسمية في كتاباته....."

تسمية بيت نهرين او بلاد ما بين النهرين لم تطلق على العراق الحالي ! فبيت نهرين التاريخية هي الجزيرة السورية التي إستوطنها الشعب الميتني قبل أجدادنا الآراميين . بلاد أكاد و بلاد أشور لا تقع في بيت نهرين التاريخية !

هنالك فرق كبير بين بلاد ما بين النهرين التاريخية أي الجزيرة وبين المصطلح بلاد ما بين النهرين الذي أصبح يقصد به العراق القديم في بداية القرن العشرين .

هنالك عشرات الكتب و الدراسات العلمية التي تصدر سنويا و هي تستخدم المصطلح مسوبوتاميا بمعنى العراق القديم و لكن أغلبية هؤلاء العلماء يعرفون أن مسوبوتاميا هي مصطلح و ليس تسمية تاريخية جغرافية للعراق القديم .

دعاة الفكر الأشوري لا يميزون بين بيت نهرين التاريخية و بيت نهرين المصطلح الحديث و هم يتوهمون أن بيت نهرين هي تسمية تاريخية قومية أطلقت على بلاد أشور او العراق القديم و أغانيهم القومية لا تزال تمجد بيت نهرين !

ظلت بيت نهرين التاريخية / الجزيرة آرامية بسكانها و حضارتها و لغتها لأكثر من ألفي سنة !

و من يريد أن يتأكد عليه أن يطالع و يتحقق من البراهين التي ذكرتها في بحثي المتواضع .

الطروحات الأشورية الكاذبة حول " أشورية" بيت نهرين لم و لن تبدل في تاريخ و جغرافية بيت نهرين الآرامية و التي وردت في أسفار التوراة " آرام نهرين" .

كل سرياني متمسك بجذوره الآرامية يستطيع أن يسمي بيت نهرين لطفلته : لقد سميت إبنتي " بيت نهرين" لأنها تسمية آرامية لبلاد كانت آرامية لفترة زمنية طويلة ( أكثر من ٢٠٠٠ سنة (

يتبع

هنري بدروس كيفا