تشتت الشعوب من بابل / الشماس سمير كاكوز

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, أكتوبر 18, 2015, 07:46:47 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

تشتت الشعوب من بابل
يذكر ان الناس في ذلك الوقت كانوا يتكلمون لغة واحدة فيما بينهم وكلاما واحدة ويفهمون التحدث والمناقشة والعمل والزيارات وكما يقال انهم كانوا شعب واحد وبلد واحد . هؤلاء الناس كانوا يعيشون في بلاد المشرق فلسطين الحالية لما رحلوا منها وجاءوا الى منطقة تسمى شنعار ما بين نهر دجلة والفرات تسمى بابل . وكلمة بابل اصلها اكادي معناها الطريق الى الاله . هذه الارض عجبتهم وارادوا العيش فيها والسكن والبناء والعمل والى اشياء اخرى من متطلبات الحياة . هذه الارض كان اسمها شنعار كانت تابعة الى احد الجبابرة اسمه نمرود وابوه كوش ابن حام ابن نوح . نمرود كان صيادا وجبارا امام الرب الاله . بنى عدة مملكات منها بابل و ارك واكد وكنلة في ارض سهلا شنعار كما ورد في سفر التكوين الاصحاح 10 . اشعيا الاصحاح 11 / 11 يذكر ايضا اسم مدينة شنعار تقول الاية وفي ذلك اليوم يعود السيد اي الرب الاله فيمد يده ثانية ليفتدي بقية شعبه اي شعب اسرائيل الذين تشتتوا في بقاع المدن اشور و ومصر وفتروس وكوش وعيلام وشنعار وحماة وجزر البحر . هذه المدن في وقتنا الحاضر هي كوش الحبشة وعيلام بلاد فارس وفتروس في صعيد مصر وشنعار بلاد بابل ومدينة حماة السورية واما جزر البحر فانها تدل على بلاد اليونان . شنعار جاءوا اليها من اماكن اخرى طبعا هنا لا يذكر شيء سوى بناء البرج ولكن اذا فكر كل واحد منا ان الذين سكنوا في هذه الارض بنوا بيوتا  بدائية في ذلك الوقت من طين وحجارة التي كانت تسخدم في مواد البناء في كنعان . لم تكن بيوت كما هو الان في وقتنا الحاضر . كانت الحياة عادية بدائية جدا وكانوا كلهم يد ولغة وكلام واحد لا فرق بينهم . لكن بعد ان استراحوا من كل شيء قصدي من بناء واحتمال كان يوجد فلاحة وزراعة والى اخر الاشياء من مطلبات الحياة اليومية . فكروا بعض من الاشخاص الذين كانوا يعيشون في مدينة شنعار بان يبنون برج يصل راسه الى السماء اي امكانهم يبنون برج عالي جدا هذا بمعنى ان هؤلاء الاشخاص او الاكثرية منهم لا يدرون او لا يعرفون ماذا يفعلون لان لهم وقت فراغ في يومهم او في حياتهم . لاحظوا تكبر الانسان يريد ان يطلقون عليه اسم الله لا اسم الانسان هذا ما كان في زمن الممالك يريدون ان يكونون ألهة . هذا ينطبق علينا في هذا الزمان انه يوجد وقت فراغ كثير ولا ندري ماذا نعمل .سببه هو اننا بعدين عن الله بعدين عن الكتاب المقدس فتجدنا لدينا وقت فراغ كثير جدا . هؤلاء الاشخاص بسبب عندهم وقت فراغ فكروا بان يتكلون على انفسهم بدون الله خالقهم . يوجد في زماننا كثير من هؤلاء الناس يريدون ان يعتمدون على انفسهم بدون مساعدة  الله باعمالهم ومبتكراتهم وصناعتهم وبدون الاتكال على الله . يفكرون انهم لم يخلقهم احد وليس لهم اي اله فقط هدفهم هو ان يتركا  الله الخالق . هذا ان دل انانية الانسان وكبريائه على الله . اتفقوا فيما بينهم على بناء شامخ جدا وعالي الى ما لا نهاية وتصورا في انفسهم انهم بعملهم هذا ان يصلوا الى الله ومشاهدته .كانت خطتهم انانية ومتكبرة .  كان تفكيرهم بالفعل خاطئ جدا وتصورا وفكروا في انفسهم انهم يبقون في هذه المدينة الى ما لا نهاية ويكونون شعب واحد ويتكلمون لغة واحدة ولم يتمكن احدا ان يقضي عليهم ويغلبهم ويشتتهم .  انظروا الى تكبر الانسان في ذلك الوقت ايضا في زماننا في كثير من الناس يتصورون هم احسن من الاخرين . الله كان لهم بالمرصاد فلما راى انهم عازمون على انجاز عملهم هذا الى ما لا نهاية . فكر الله ان هذا الشعب الواحد واللغة الواحدة التي يتكلمون بها لا يتوقفون على عمل اي شيء في فكرهم . واحتمال قوي انهم يعملون اشياء اخرى تقف ضد ارادة الله فماذا فعل الرب الاله ضربهم ضربة واحدة كلهم وعلى لسانهم بان جعل كل واحد منهم يتكلم لغته الخاصة ولا يفهم احد على الشخص الاخر ماذا يتكلم وما هي اللغة التي يتكلم . معناه انه بعدما كانوا عائلة واحدة  صاروا مشتتين في الارض كلها وتوقفوا عن تكملة بناء البرج الشامخ وتفرقوا كلهم وكل واحد ذهب الى الجهة التي اتجه اليها .  لذلك سميت بابل لان الرب الاله بلبل السنة الناس ولغتهم فتكونت شعوب وامم وقبائل وانتشرت في جميع الارض كلها كما هو الحال الان كل بلد يتكلم بلغته الخاصة به . لكن في ذلك الوقت السابق كلنا نعرف انه كان لا يوجد مترجمين والحمد لله الان يوجد مترجمين بكل اللغات ويتمكن الانسان مع الانسان الاخر التفاهم فيما بينهم . الله شتت الناس بسبب انانيتهم وكبريائهم وليوكد للبشرية ان اقوى القوى العظمى لا يمكنها ان تعصي الله . هذا البرج الذي قرر بعض الاشخاص في ذلك الوقت هو انجازا بشريا عظيما ويعتبر من عجائب الدنيا السبعة . لكن بنائه كان لتمجيد انفسهم وليس لتمجد الله . نحن نفعل مثل هؤلاء نريد ان نفعل ونبني انصابا مثل شراء السيارات والثياب الفاخرة والبيوت والى اخره لكي نجذب الاخرين لينظروا الى انجازاتنا . هنا المشكلة فقط ان لا تسيطر على حياتنا هذه الاشياء لانها تجعلنا ان نترك الله ونعيش بعيدا عنه .  بناءه هو عبارة عن برج عالي احتمال كان ارتفاعه اكثر من مئة متر حتى يكون المركز الرئيسي في ذلك المدينة وكما هو الحال الان يوجد كثير من الابراج في العالم وكثير من بنايات عالية مثلا في امريكا وتسمى بناطحات السحاب اي البناية مرتفعة اعلى من السحب الموجودة في السماء . هؤلاء الاشخاص المصممين على انجاز هذا البرج ارادوا ان يعملوا انجازا وعملا لهم شخصيا لنفسهم وليس لله . معناه ان رواية بناء برج بابل وبسببه تشتت الشعوب هو عقاب من الله بسبب خطيئتهم الجماعية كما حصل عندما اخطئ ادم وحواء وعصى امر الله . لكن هذه الشعوب التي تشتت بسبب برج بابل تتحد بالمسيح المخلص في معجزة نزول الروح القدس على التلاميذ فيتكلمون بعدة لغات كما هو الحال في رواية برج بابل فالمسيح اذن يموت عن الامة كما تنبا عظيم الكهنة لا بل يجمع شمل ابناء الله المشتتين كما جاء في  يوحنا الاصحاح 11 . اذن العبرة من هذه القصة هو ان لا نبني انجاز او فخر لانفسنا بل ان ننجز عمل لله وان نفتخر بالله لا ان نتباها امام الناس ونتكبر على الله والناس . قال له المجد ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ وماذا يعطي الانسان بدلا لنفسه والمجد لله امين
تكوين الاصحاح 11
الشماس سمير كاكوز
المانيا ميونخ