الأمة التي لا تقدس لغتها وتراثها وتعتاش على فتات الأخرين أمة ميتة لامحالة /ليون

بدء بواسطة matoka, أغسطس 13, 2012, 10:36:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

الأمة التي لا تقدس لغتها وتراثها وتعتاش على فتات الأخرين أمة ميتة لا محالة




ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

برطلي . نت / بريد الموقع





عنوان هذا المقال ليس لي. إقتبسته من تعليق لزميلي الكاتب المبدع يوحنا بيداويد ورد مضمونه ضمن تعليق له على باقة تراتيل الشهداء من الطقس الكلداني (رابط 1) التي أدتها الفرقة الطقسسية لكنيسة المشرق الكلدانية في السويد.

وقبل أن اعقب على هذه الحكمة التي أتى بها صديقي العزيز بيداويد أود المرور بإختصار على التعاليق والردود التي أتتنا من القراء والمستمعين من كافة مكونات شعبنا الواحد من الكلدان الأشوريين السريان والتي فاقت كل توقعاتنا.

مديح لا نستحقه
فكلمات المديح التي أتتنا بالسريانية مثل "ملبانا، يصيبا، مشمشانا، موحبا، سبرا دهيا،مشمها وغيرها" تزيدنا تواضعا وليسمح هؤلاء الأعزاء والأحبة  القول إنني، وفي الوقت الذي أشكرهم عليها، فإنني لا أستحقها ابدا. يستحقها فقط مار ماروثا، هو الملفان والأديب والموسيقار والعلم البارز في تراث وأدب شعبنا. هو الذي ترك لنا تراث لا تملكه أمة أخرى غيرنا نحن الكلدان الأشوريين السريان وتحسدنا عليه وتذمنا بسببه كافة الأمم.

تحسدنا لأنها لا تمتلك مثله وتذمنا لأننا نسينا عبقري مثل ما ماروثا وغيره من العمالقة وإستبدلناههم بطقس وأدب كنسي لا يمت بأي صلة تراثية وثقافية ووجدانية لنا ولا يرقى بكل عصريته وحداثته إلى ما لدينا، بينما أستبدله أخرون برموز وأسماء من شعوب وحضارت قديمة لا علاقة لغوية لنا بها ولا نستطيع فك طلسم من حروفها ورموزها وأسمائها في حين لا يزال مار ماروثا ومن خلال أدبه وروائعه وكأنه يعيش بيننا.

شمامسة أعزاء
ونشكر كذلك الشمامسة الذين عبروا عن رأيهم ومنهم من أعده أنا شخصيا بمنزلة الأساتذة وأستعين بتسجيلاتهم لصقل موهبتي وبكتباتهم التي تناول بعضها أدب وإرث الشهادة لدى كنيستنا المشرقية. وشكري الخاص للشماس العزيز الذي منحنا درجة تقترب من 95%. وإن أخذنا موهبته وسعة معرفتة وإطلاعه على طقس كنيستنا الكلدانية فهذا يعد فخر لنا.

شكر خاص لرجال الدين
والشكر الجزيل نقدمه لكل الذين إتصلوا بنا خارج القنوات الخاصة بالتعليق على المقال ومنهم من هو  بدرجة الأسقف والمونسنيور والكاهن. كلماتكم ستكون نبراسا لنا.

أنحني امام الأساتذة الكبار
ويعسدني جدا أن أنقل لكل محبي  تراث ولغة وطقس وأدب كنيستنا المشرقية العظيمة أننا تلقينا إتصالين من موسيقيين عراقيين لامعين. الإتصال الأول كان من الأستاذ سامي نسيم أستاذ الموسيقى في معهد الدراسات النغمية في بغداد الذي أبدى إعجابه بالأداء واللحن وقال إن ما قدمناه من تراث نادر  يجب أن  لا يضيع وأكد أنه سيدعو الفرقة لزيارة بغداد في أقرب وقت ممكن.

والإتصال الثاني أتانا من الأستاذ علي الإمام أستاذ الة العود في المعهد العالي للموسيقى في تونس والأستاذ إمام، كما الأستاذ نسيم، غني عن التعريف في عالم الموسيقى الشرقية. ومما قاله أنه معجب  بالالحان وراض عن أداء الفرقة.

رسالتي إلى زميلي بيداويد
والأن أعود إلى ما في خلدي قوله لزميلي بيداويد تعقيبا على مقولته أعلاه. وبما أننا الإثنان نعتز بكلدانيتنا قولا وفعلا ونراها مكونا أصيلا للبودقة التي تجمع كل مكونات شعبنا سوية بمذاهبه وأسمائه المختلفة، سأخوض مرة أخرى في الصراحة التي عودت قرائي عليها.

فحوى الرسالة
بما أننا شعب يمر في مرحلة عصيبة يا عزيزي بيداويد رأيت أن أكتب لك عن تصوري وفهمي الخاص عن الهوية، هوية أي شعب حي في الدنيا.

الأمة التي لا تمارس  تراثها ولا تفتخر بأعلامها ولغتها وأدبها الكنسي وغيره وتعتاش على فتات الأخرين امة لا تستحق الحياة. أليس هذا ما قلته في تعليقك؟ أضيف إنها أمة تعاني من إزدواجية وهذه الإزدواجية تجعلها تركن تراثها وأدبها ولغتها جانبا مستبدلة لهم بما لدى الأجانب او تراها تركض وراء سراب أمم سحيقة لا علاقة وجدانية لها معها.

وهكذا ترى هذه الأمة تتباهى وتحتفل مثلا بريتا وفرنسيس وسلفستر وكولومبس وأنكيدو وأكيتو ونبوخذنصر وأشور وتنسى أنها تملك عباقرة مثل مار ماروثا كتبوا بلغتها شعرا حرا قبل أن تعرفه أمم أخرى بقرون وواضعين ألحانا من صلب فلكورها ومخترعين نوتة موسيقية قبل أن يعرفها الغرب بحوالي ألف سنة.

والأمة التي لا تفتخر بتراثها ولا تمارسه وتركض وراء تراث ولغة الأخرين تنسى أنها تستعمر نفسها بنفسها لأن أسوء أنواع الإستعمار هوالإستعمار اللغوي والثقافي.

هذا النوع من الإستعمار يعمي البصر والبصيرة لأن الواقع تحت نيره كما هو حالنا  يرى في الأجنبي الخلاص إلى درجة أنه ينغمس في إغداق المديح عليه وإن كان سببا في طمس هويته وإلغاء  ادبه وثقافته ولغته.

كل الأمم تفتخر بما لديها من كتّاب وفنانين عظام. الكردي لا يمكن أن يقبل أن يحتل عبقري الإنكليز شكسبير ولغته او عبقري العرب المتنبي ولغته محل ملا جزيري وأحمد خاني. أما نحن فما لنا ومار ماروثا او غيره من العمالقة. نحن اليوم نرتل بالعربية ونتغنى بالإيطالية ونقدس ونتكلم  بعدة لغات. كل شيء أجنبي ودخيل نفضله على لغتنا السريانية وأدبها وحتى خسارة التراث والطقس واللغة والموسيقى وروائع ثقافتنا السريانية ومناطقنا الجغرافية للدخلاء والأجانب نعدها فضيلة وغنى.

وهكذا مرت ذكرى مار افرام، عميد أدبنا الذي من المفروض ان يكون لدينا بمثابة الشكسبير لدى الإنكليز لا بل أسمى، دون أن تتذكرها أي مؤسسة كنسية كلدانية او غيرها – حسب علمي – لأن الكل كان مشغولا بالتساعيات والشهريات وتراتيل وممارسات من اداب وطقوس أجنبية. أما تراتيل مار أفرام– قيثارة الروح القدس -  فما لنا ولها.

لن أطيل ولكنني ساردد قولك الذي أمل أن يضعه كل الكلدان، بمثقفيهم ورجال دينهم وعامتهم، نصب أعينهم ليل نهار إن كانوا حقا يعتزون بإسمهم وتراثهم ولغتهم وطقسهم وأدبهم الكنسي وغيره:
الأمة التي يستمتع أبناؤها بإرث الأخرين ويعتاشون على فتاتهم ويفتقدون الإقتخار بإرث أجدادهم هي حقا أمة ميتة.(من أقوال يوحنا بيداويد)





رابط (1)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,601495.0.html




Matty AL Mache