ضيـق المكان وارتفاع الأسعار لم يمنعا الإقبال على معرض الكتاب الدولي الأول في نين

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, مارس 24, 2012, 09:48:58 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

ضيـق المكان وارتفاع الأسعار لم يمنعا الإقبال على معرض الكتاب الدولي الأول في نينوى

بتاريخ : السبت 24-03-2012 09:43 صباحا
   
 المدى-الموصل / نوزت شمدين
انضمت عشرون دار نشر عربية جديدة إلى معرض الكتاب الدولي الأول في نينوى المتواصلة فعالياته منذ يوم الثلاثاء الماضي، ليرتفع عدد الدور المشاركة إلى نحو 80 داراً من سوريا ولبنان والأردن إضافة إلى المحلية منها. وقال عضو اللجنة المشرفة على المعرض سعد زغلول لـ"المدى":

إن الدُور التي انضمت حديثاً كانت كتبها وممثلوها عالقين على الحدود العراقية السورية منذ نحو أسبوع، بسبب الجانب السوري.

ووصف زغلول المعرض الذي تختتم فعالياته يوم الأربعاء المقبل، بـ"التظاهرة الثقافية الكبرى" في نينوى، بعد أن حظي بإقبال منقطع النظير، كونه الأول من نوعه منذ العام 2003، معلنا أن المحافظة قررت اعتباره حدثاً سنوياً، وهي تخطط لمفاتحة الجهة العربية المختصة بالمعارض، لاعتماده معرضاً عربياً دوليا.
وكان معرض نينوى قد افتتح يوم الثلاثاء 20 آذار الجاري، في قاعة المهندسين العراقيين فرع نينوى وسط مدينة الموصل، وأقيمت على هامش الافتتاح احتفالية رمزية، إضافة إلى افتتاح معرضين للصور، وسط حضور رسمي وثقافي.
المحافظ أثيل النجيفي ركز في كلمة له خلال حفل الافتتاح على ما يمثله المعرض من أهمية بالغة في نفوس مثقفي الموصل، لأنه يمثل بالنسبة إليهم العودة إلى الحياة الطبيعية بعد سبات طويل، بحسب تعبيره.
ودعا إلى "تنظيم المزيد من الفعاليات والأنشطة الثقافية، وأن تأخذ النخب المثقفة أدوارها، وعلى المواطنين أن يدركوا أن بناء شخصية الإنسان أهم حتى من تقديم الخدمات"، مؤكدا على ضرورة استمرار المعرض وأن يكون سنوياً.
من جهته، قال مدير إعلام محافظة نينوى واثق الغضنفري في حديثه لـ"المدى": إن المعرض مهم بالنسبة للكتاب والقراء على حد سواء، موضحا أن "نينوى لم يدخلها كتاب جديد بهذا النحو منذ العام 2003، إضافة إلى أنها فرصة لكي يتفاوض المؤلفون مباشرة مع دور النشر، لاسيما أن حجم المنجز الإبداعي لكتاب نينوى يتصاعد". ولفت الغضنفري إلى أن الأرقام في دار الكتب والوثائق ببغداد تشير إلى أن نحو ثلث أرقام الإيداع ذهبت لمؤلفين من نينوى خلال العام الماضي.
نجاح المعرض بحسب المشرفين عليه وزائرين التقتهم "المدى"، كان رأياً متعاطفاً لكونه الأول، فالسلبيات كانت حاضرة، وأهمها ضيق مساحة المعرض، الذي هو عبارة عن قاعة مناسبات صغيرة في مقر نقابة المهندسين العراقيين، وسرداق نصب في حديقته الخارجية. "المدى" سألت محافظ نينوى عن خطط المحافظة بشأن مشاريع خاصة لاستضافة الفعاليات والأنشطة الثقافية أو الاقتصادية على حد سواء، كما هو الحال بالنسبة لمحافظة أربيل التي تملك عدداً منها، ومن بينها بارك سامي عبد الرحمن، فذكر المحافظ أن هنالك مشروعاً سينفذ لاحقاً بتوسيع قاعة النادي الاجتماعي في الجانب الأيمن لمدينة الموصل. ولكن حتى القاعة الأخيرة التي تحدث عنها المحافظ، صغيرة وغير ملبية للحاجة، إذا ما كانت نينوى تريد أن تنظم معارض دولية بالمعنى الواسع والدقيق، لكن جبر العبد ربو رئيس مجلس محافظ نينوى، أكد أن المجلس سيقر مشروعاً من هذا النوع، يكون معرضا دائما، ومكانا يليق بالطابع الدولي. وقد تباينت التصريحات بشأن عدد دور النشر المشاركة في المعرض، إذ أفاد مصدر إعلامي من داخل المعرض في تصريح لـ"المدى" بأن عدد الأجنحة في يوم الافتتاح لم يكن يتجاوز الـ27 جناحاً، وسارع مصدر قريب من اللجنة المشرفة إلى القول أن ضعفي هذا العدد لدور نشر أحضرت كتبها فقط، واكتمل العدد بوصول دور النشر السورية المتأخرة.
أما ممثلو دور النشر، فكانوا يتخلصون شيئاً فشيئاً من هاجس الخوف الذي كان مخيماً عليهم قبل وصولهم إلى الموصل، بسبب ما كانوا يسمعونه من اضطرابات أمنية تجري فيها. وأكد العديد منهم أنهم شاهدوا صورة مغايرة لما توقعوا وسمعوا، وأن المدينة آمنة نسبياً، كما أن توقيت حضورهم للمعرض كان مدروساً لأنه يسبق معرض أربيل الدولي للكتاب بأيام قليلة، مشيرين إلى أن معرض نينوى سيشهد مشاركة أوسع خلال العام المقبل، بسبب الإقبال الجيد على شراء الكتب من قبل المواطنين.
المثقفون كانوا حاضرين في أروقة المعرض، وقال الشاعر الدكتور وليد الصراف في حديث لـ"المدى" : إن "مجرد إقامة معرض للكتاب يدل على أمرين، أولهما أن مدينة الموصل ما زالت تحفل بالحياة وتحتفل بها، بالرغم من كل المشاكل الأمنية والخراب الذي حل بها وبمحيطها، وثانيهما أن الكتاب ما زال فاعلاً في حياة المثقف، بعد إشاعات كثيرة بأن طغيان الصورة وثقافتها، قد أزاحتا الكتاب، ومعرض كهذا يثبت بطلان ذلك، على حد قوله.
وبين الصراف أن مدينة الموصل بالغة الخصوصية، وأن المدن ليست مجرد أرصفة وشوارع وعمارات، فهذه قشورها، وأن ما يصنع خصوصية للمدينة هو الإنسان الذي يعيش فيها، متفاعلاً مع أقرانه. بينما ذكر الشاعر والصحفي عمر حماد هلال في حديثه لـ"المدى" أن المعرض الدولي الأول للكتاب، يذكره بمعرض الكتاب الدولي الذي استضافته جامعة الموصل في العام 1984، وقال: "بالتأكيد هو إطلالة جميلة لمدينة الموصل على مختلف المعارف والعلوم، وحلقة تواصل حضاري لابد منها بعد انقطاع طويل عانى منه المثقف العراقي بعد ظروف الحصار والاحتلال المرير".
فيما يرى الكاتب سلام عزيز أن الكثير من عناوين الكتب جديدة، لكنه انتقد إدارة المعرض لغلاء أسعار كتب بعض الأجنحة، بل معظمها، هذا إضافة إلى ندرة الكتب المتعلقة بنينوى أو مدينة الموصل، بالرغم من أن العشرات منها صدرت في عدد من دور النشر العربية المعروفة خلال السنوات الماضية.
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة