طلبة فارون يروون ساعات هربهم من الموصل

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 18, 2014, 07:47:39 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

طلبة فارون يروون ساعات هربهم من الموصل


ساعدتهم امرأة مسنة حتى وصلوا إلى تلعفر
بغداد ــ قاسم الحلفي
ساعات من الرعب  والخوف والارهاق عاشها طلاب انسلوا من بين فكي الموت باعجوبة هربا من الموصل الى تلعفر عند سيطرة التنظيمات الارهابية عليها بعد ان قضوا نحو 10 ساعات في طريق عودتهم مشيا على الاقدام تعرضوا فيها الى الموت مرات عدة.
يروي الطالب احمد صبري رحلة الموت قائلاً: في الساعة الثامنة صباحا وبعد مضي ليلة قاسية وصعبة من القصف والاشتباكات قرب مجمع الفاروق السكني للطلبة، نفدت جميع المؤن لدى الطلبة واستهلكنا ما نملك من المواد الغذائية كوننا نتسوق يوماً بيوم، جاء آمر القوات المكلفة بحماية المجمع وجمع الطلبة وتحدث معهم بلطف قائلاً:"ابنائي واخوتي انتم امانة في عنقي ومن معي من الحراس ان الامور تدهورت كثيراً والذخيرة والعتاد لدينا قليل والامور في تسارع خطير وانتم من محافظات عدة ادعوكم الى الخروج حالاً من المجمع السكني والفرار والنجاة بانفسكم لان الارهابيين اذا دخلوا سيقتلونكم فاتخذوا من اسراب العائلات النازحة وسيلة وامضوا الى حيث الامان وقد بلغتكم ما عندي فاننا عجزنا عن تحمل مسؤولية بقائكم في المجمع وصدرت لنا الاوامر بالاخلاء" .
ويتابع الطالب: كنا مجموعة من مدينة تلعفر يقدر عددنا بنحو 10 طلاب ونعلم اننا هدف دسم لحراب اشرس واقذر ارهابيي العالم وضعتنا الظروف بين الموت بالبقاء والمخاطرة بالفرار فقررنا المضي في مشوار الرجوع الى تلعفر ونحن ندرك ان طريقنا صعب ومليء بالمخاطر، ولكن قررنا فعل المستحيل من اجل الخروج من مدينة الموصل.
وبعدها توكلنا وتعاهدنا بان نحمي بعضنا البعض مهما كلف الامر فبدأت نقطة تحركنا من مجمع الفاروق الى الجسر الخامس كونه الجسر الوحيد المفتوح امامنا من اجل العبور الى الجانب الاخر من مدينة الموصل، وخلال سيرنا كان ازيز الرصاص يمر من فوق رؤوسنا، نتوقف تارة ونسير تارة اخرى متتابعين على طريق الرتل العسكري، نختبئ فترة عندما يصيح علينا احد المواطنين انتبهوا من القناص ونسير بعد ان تسكت الاصوات قليلا.
ويمضي صبري بالقول: كان مسير الناس زرافات متقطعة فكنا نتداخل بينهم وفي منتصف الطريق بين الساحلين الايمن والايسر ظهر مسلحون ملثمون فدب الهلع والخوف والرعب بيننا حتى اصفرت وجوهنا، وكانت معنا مجموعة من العائلات فتنبهت امرأة مسنة كانت تقود خمس عائلات تبين فيما بعد انها لابنائها واخوتها تضم نساء واطفالا ورجلين مسنين لحالنا فخاطبتنا قائلة بلهجة موصلية: "بقى من وين انتو يوم" فقلت لها من تلكيف" فشهقت بصوت عالٍ "يا الله" وردت بسرعة " يوم توزعوا بين عائلاتنا وقولوا نحنه ولد العائلة وزتوا هوياتكم بسغة" وبالفعل توزعنا بين العائلات بعد ان تخلصنا من هوياتنا التعريفية، وعند وصولنا الى مكان وقوف الملثمين صاحوا بنا "قفوا من انتم واين تذهبون" فتصدت المسنة لهم وقالت بنبرة كأنها تأييد للهروب منهم: "يا مو الجيش قصفوا بيوتنا وهغبنا بانفسنا الله ينصغكم عليهم وتغجعونا لبيتنا" فحدق رئيس المجموعة الارهابية بنا وخاطبنا من انتم فقالت له المسنة "هذيلي اولاد بناتي واحفادي هربوا معي حتى لا يعتقلهم الجيش، فمسكت بزمام المبادرة كوني اتقن اللهجة الموصلية لان والدتي من مدينة الموصل وقلت له: "نحنا معاكم اخوتنا المجاهدين وغايحين نوصل البنات والحاجة ونغجع معكم نقاتل الظالمين" فقال: "ارحلوا وانتبهوا من الطرق الخالية واسلكوا الطرق الزراعية، لان اخوتنا المجاهدين ينتشرون فيها".
وسرنا لمسافة تصل الى كيلومتر واطلقت النيران علينا فاختبأنا على كتف الشارع الذي كان مرتفعاً وجرح احد الرجال المسنين بساقه الا ان ما هون الامر ان الرصاصة مرقت من اللحم فعالجناه وربطنا جرحه بقطع قماش من ملابسنا، وتعاونت مع المرأة المسنة بقيادة ركب النازحين وسلكنا طريق المزارع وتعاونا فيما بيننا نحن الطلبة على حمل المصاب لمسافات، حتى اشتد ازيز الرصاص وصوت تفجيرات لا نعلم ما يحصل حولنا فمكثنا قليلاً قبل مواصلتنا السير لمبتغانا.
ويكمل زميله سنان البياتي قائلا: "انهينا الطريق لنتمكن من عبور الجسر الى الجانب الايسر الذي لا يقل خطورة عن الجانب الايمن، وشاهدنا آليات عسكرية تحترق واصوات اطلاق نار من مختلف الجهات، وشاهدنا جثثاً لمدنيين منتشرة على طرفي الشوارع، وكذلك جثث لمنتسبين في الجيش والشرطة قتلتهم المجاميع الارهابية، فقررنا المضي الى طريق دهوك الذي يبعد من جسر الخامس اكثر من 8 كيلومترات مضينا في الطريق مع اشتداد الحر وتأزم الوضع الامني، وبعد ست ساعات من السير المتواصل عبرنا سيطرة حي العربي بسلام وخرجنا من مدينة الموصل والسيارات تتجول في منطقة القوسيات بحذر وخوف، وبعد اخذ قسط من الراحة قررنا التوجه الى سد الموصل، ولكن المشكلة كانت تكمن بعدم وجود سيارات للنقل كون اغلب السيارات الموجودة كانت تحمل العائلات والنساء والعجزة فلم نتمكن من استئجار سيارة اجرة او اي سيارة اخرى فقررنا صعود سيارات الحمل الكبيرة وقد توزعنا بين اكثر من سيارة وافترشنا احواض هذه السيارات حتى وصلنا الى مفرق سد الموصل، اذ تتمركز قوات البيشمركة هنالك بعد مشي لمسافة تقدر باكثر من كيلو استوقفنا سيارات لنقلنا الى سد الموصل ومن هناك الى منطقة اسكي موصل حيث الشارع الرئيس المؤدي الى تلعفر والقريب من الكسك بعد نزولنا من السيارات مضينا مشيا على الاقدام لمسافة لا تقل عن 5 كيلومترات وقد ظهرت علينا علامات التعب ولم نعد نتحمل، استبشرنا خيرا بوصولنا الى منطقة الكسك، وقلنا اننا سوف نجتاز المسافة المتبقية ودخلنا الى قضاء تلعفر بعدما رأينا ما لم نره في حياتنا، بانتظار انتصار القوات الأمنية على العصابات الارهابية.


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2812710
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة