عراقيون يضطرون لتقسيم بيوتهم بسبب ازمة السكن التي عجزت عن حلها الحكومة

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مارس 15, 2014, 03:25:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

عراقيون يضطرون لتقسيم بيوتهم بسبب ازمة السكن التي عجزت عن حلها الحكومة

الغد برس/ بغداد: مهند مصطفى

بيوت قسمت الى قسمين او ثلاثة للخلاص من ازمة اثقلت كاهل الكثير من الاسر العراقية ورأتها حلاً للهروب من بدلات الايجار الباهضة، فذلك الاجراء وجدته تلك الاسر الحل الوحيد لازمة السكن التي يعاني منها البلد في ظل عجز حكومي، لكن تلك الظاهرة سرعان ما اصبحت تشكل قلقا للجميع، لانها، كما وصفها البعض شوهت جمالية المدن والتصاميم الاساسية لها.

ويقول طالب مجيد من سكنة الطوبجي لـ"الغد برس"، "كنت اعاني من غلاء الايجار الذي يصل في بعض مناطق بغداد الى اكثر من مليون دينار عراقي، لكن وبعد مفاتحة والدي بتقسيم البيت وافق وهو ما اوجد لي حالة من الاستقرار وعدم تحمل مبالغ الايجارات الكبيرة، لكوني من اصحاب الدخل المحدود الذي لا يملكون راتبا شهريا".

ويضيف "لا يمكن ترك شريحة الفقراء تعاني وتذوق مرارة الاستئجار وفي العراق مئات الاراضي الفارغة، فالاجدر توزيع قطع اراضي وبشكل سنوي على طبقة الفقراء ومعدومي الحال للحد من استغلال وجشع اصحاب البيوت والابنية السكنية".

ويوضح حسام فاضل من سكنة ابودشير ان بيته "كان قبل عدة سنوات جميل ورائع الا انني اضطررت إلى تقسيمه بعد تزويج اولادي فعدم المقدرة على شراء او استئجار بيت دفعني الى تقسيمه، ونحن نعلم انها ظاهرة قد تشوه جمالية المنطقة والبيوت، الا ان اغلب من يقوم بالتقسيم مجبر على ذلك".

ويشير حسين فؤاد من سكنة الشعب إلى ان "اغلب البيوت اصبحت الآن تقسم لقسمين او ثلاثة او حتى اربعة لتأوي اكبر عددا ممكن من الافراد والاسر كون المنازل في العاصمة وباقي المحافظات اصبح من المستحيل البحث عنها واستئجارها، بسبب غلاء الايجارات".

ويضيف فؤاد "من المفترض ان تكون هناك لجان حقيقية تعمل على ارض الواقع لتحصي اعداد الفقراء الذين لا يملكون منازلا ويقعون بين الحين والاخر ضحية التهديد بإخلاء المنزل من قبل المستأجر في حال عدم الرضوخ لمطالبه بزيادة الايجار الشهري".

ويتساءل منير عامر سائق اجرة "اما كان الاجدر على الجهات المختصة ان تكون على قدر من الوعي وتجد حلاً لازمة السكن؟، فكيف لنا ان نعيش بأمن وسلام وفينا من لا يملك سقف بيت يأويه ويقيه من حر الصيف وبرودة الشتاء".

ويوضح "اوليست ميزانية البلاد تعد الاضخم والاكبر عالميا؟، فلماذا لا تكون هناك خطط وستراتيجيات حقيقية لانهاء ازمة السكن في البلاد؟ حتى تنتهي معاناة شعب اذاقته الايام والصراعات والظواهر الدخيلة اقسى انواع المرارة والحرمان".

وتلفت لبنى صالح ربة بيت الى ان "العوائل التي تسكن في بيت صغير قد لا يتجاوز الغرفة او الاثنين تقاسي وتكابد انواع الالم والحرمان، فنحن في زمن اصبح الشارع مأوى لكثير من البشر بدلا من المنازل التي سخرتها الايام لذوي الاموال الضخمة".

ويدعو نمير وسام مهندس معماري الجهات الحكومية الى "الشروع بتنفيذ قوانين مهمة من شأنها تحويل الاراضي الفارغة في العاصمة واطرافها الى ابنية ومحلات وبيوت لكي تأوي اعداد الفقراء والشريحة التي لا تقوى على استئجار المنازل".

ويضيف وسام "لدينا من الكوادر الفنية والهندسية ما يمكننا القيام والمساهمة بحل ازمة السكن وبفترات قصيرة تنجز من خلالها اروع واجمل المجمعات السكنية، بدلا من استقدام شركات اجنبية وعالمية".

ويبين "لدينا شركات وبعقول عراقية تصنع المستحيل وتحقق في الوقت نفسه حلاً لمشكلات مستعصية لاغلب الاسر العراقية".

ويقول مجيد احسان صاحب عقار "نحن نعمل وبشكل يومي على متابعة الاراضي والابنية والبيوت التي يود اصحابها بيعها، ولكوننا نحاول تخفيف العبء عن المواطنين البسطاء فنقوم ببناء البيت وتقسيمه مقدماً ليسكن فيه من لديه اسرة كبيرة وحتى نخفف من مبلغ ايجار المنزل".

ويرى عماد توفيق صاحب عقار ان "اغلب المناطق تعمل الآن بنظام تقطيع او تقسيم البيوت من اجل الحصول على مزيد من المنازل لسد الحاجة والنقص في ازمة السكن التي انتشرت في الاونة الاخيرة بسبب الغلاء الاقتصادي وعدم وجود فرص عمل وتفشي البطالة الامر الذي القى بضلاله وبشكل كبير على ازمة السكن في البلاد".

وأعلن مجلس الوزراء في وقت سابق تخفيض نسبة المقدمة من مبلغ الوحدة السكنية من ٢٥ % الى ١٠% وتقسيط المتبقي على ٢٠سنة"، مؤكدا أن "المقترح حظي بموافقة مجلس الوزراء وتنفيذا لتوجيهات رئيسه نوري المالكي بتخفيف العبأ عن كاهل المواطنين والشرائح الفقيرة خاصة وشاغلي المجمعات السكنية في بغداد والمحافظات".

وكان رئيس هيئة إستثمار بغداد شاكر الزاملي أعلن، في الـ11 من شباط الماضي، عن اجراء مباحثات مع صندوق الاسكان لتمويل المشاريع الإستثمارية السكنية لذوي الدخل المحدود ومنح قروض للمواطنين لشرائها.

يذكر ان وزير البلديات والاشغال العامة عادل مهودر اعلن عن توزيع اول وجبة من قطع الاراضي السكنية في محافظة بغداد في منطقة بسمايا السكني جنوبي بغداد.

وقال مهودر في بيان تلقته "الغد برس"، إن "من واجب الحكومة توفير كل مستلزمات الحياة للمواطنين وتوفير ضرورات الحياة ومنها السكن اللائق والخدمات وتذليل المصاعب امام المواطن وسعينا بتوزيع الوجبة الاولى من الاراضي".

يشار إلى أن العراق يعاني من أزمة سكن خانقة نظراً لتزايد عدد سكانه قياساً بعدد المجمعات السكنية التي شيدت، إضافة إلى عجز المواطنين لاسيما أصحاب الدخل المحدود عن بناء وحدات سكنية خاصة بهم بسبب غلاء الأراضي ومواد البناء.



http://www.alghadpress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=10982
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة