الباحث داود الشماني يتحدث عن نظام تحديد الاعياد في الكنيسة السريانية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 18, 2014, 07:55:11 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الباحث داود الشماني يتحدث عن نظام تحديد الاعياد في الكنيسة السريانية
دورة سنوية تتكرر كل 532 عام لتحديد الاعياد الدينية وفق الكنائس السريانية

برطلي . نت / متابعة


سامر الياس سعيد-عنكاوا كوم
عرف عن السريان تنظيمهم من خلال الاهتمام بتحديد أعيادهم ومناسباتهم الدينية حيث شكلت المحافظة على التقليد الخاص بالمحافظة على التقليد بالاحتفال بالمناسبات الدينية كعيد القيامة المجيد ابرز الاهتمامات التي كان يضعها السريان في حساباتهم مما حدا بهم الى تنظيمها حتى وصلت ألينا بعيدة عن كل محاولات التحريف والتشويه منظمة ومرتبة  وفق حسابات حسب توالي السنين وهو ما عرف بالأحرف السريانية  التاء  والقاف والتي تشير إلى القيمة العددية (500) يضاف إليها  الحرف (ل) وهو القيمة العددية المقدرة بالـ(30) ومن ثم حرف الباء الذي يوافق العدد(2) لتصبح القيمة الكلية هي 532 وهي المعروفة بتقلب التي معناها حسابات عيد القيامة  التي تتكرر كل  تلك السنين المذكورة  أوتوماتيكيا ..
وقد استأثر هذا الأمر بالباحث السرياني داؤد الشماني  ليبدأ مع هذا الأمر مسيرة بحث دؤوبة  انتهت باكتشافه الكثير من الأمور المهمة التي تدخل وفق تلك الحسابات  ولعل أهمها كيفية استنباط هذا الأمر والذي  كانت بداياته حسبما أشار (الشماني ) حول  الاختلاف الواقع بين التقويمين  اليوناني الذي كان سائدا والتقويم السرياني القديم  والذي ابرز العديد من الاختلافات في كيفية حساب الموعد الدقيق للاحتفال بعيد القيامة  فبينما حددت بعض الطوائف المسيحية الاحتفال بعيد القيامة بموجب التقليد المتعارف بتحديد يوم الأحد الذي يلي احتفال اليهود بعيد فصحهم بينما ارتأى البعض الأخر  الاحتفال بهذا العيد دون التحدد بيوم الأحد فكان الاحتفال بهذا العيد مفتوحا طيلة أيام الأسبوع  خصوصا وان ذلك اليوم يلي احتفال اليهود بعيد الفصح  الخاص بهم  لكن مجمع نيقية  وضع ذلك الاختلاف في حساباته فتم درجه على جدول أعمال المجمع ليخلصوا إلى  ضرورة  وضع الأسس الصحيحة لتحديد الموعد المناسب للاحتفال بعيد القيامة فتم خلال المجمع المذكور  تكليف اوسابيوس القيصري  أسقف قيصرية كبادوكية(آسيا الصغرى ) الذي باشر بوضع حسابات ليتم احتساب الموعد الحقيقي والمناسب للاحتفال بالعيد على ان يرتكز بتحديد الأحد الأول الذي يلي احتفال اليهود بعيد الفصح الخاص بهم  وتم الإجماع على هذه الحسابات الموضوعة من  قبل الاسقف اوسابيوس ..
ويضيف الباحث داؤد الشماني انه مع توالي  السنين  برز مطران الجزيرة  مار ديسقوروس جبرائيل البرطلي وهو بالمناسبة تلميذ العلامة المعروف ابن العبري وقد قام البرطلي  بتدقيق تلك الحسابات  التي وضعها من قبل اوسابيوس القيصري الاسقف وتسهيلها بصورة اكثر يسرا  فضلا  عن البرطلي قام بتنظيم قصيدة في كيفية حساب تلك السنوات  وذلك على وزن السروجي ألاثني عشري  وقد شاب ذلك النظام الذي وضعه البرطلي وضوح اكثر مقارنة بما كان عليه النظام الذي ابتدعه القيصري  والذي كان متميزا بالطرح المتكرر من المقسوم عليه  فقام البرطلي باستنباط مضاعفات المقسوم عليه إلى اقرب عدد من المقسوم وطرح هذا العدد من اجل اختصار العمليات العديدة التي كانت عليه حساب القيصري  وقد تم  السير على وفق هذا النهج الذي وضعه البرطلي إلى يومنا هذا  ومن خلال محاولاتي البحثية ارتأيت ان يجري الحساب الخاص بتلك الدورة الزمنية وفق  الحساب الرياضي الحديث  كون علم الرياضيات لايتحددبفترة زمنية حيث انه يشهد بين فترة وأخرى تطورا ملحوظا ينعكس على الحسابات الخاصة بهذا العلم  وقد راعيت وفق النظام الحديث سرعة الحساب ..
وعن  المخطوطات التي حافظت على  الية الحساب بالدورة السنوية  الخاصة بتقلب (ت،ق،ل،ب) يشير الشماني الى انه عثر  على مخطوطتين وضعهما النساخ السريان بالكرشوني ففي ثلاثينيات القرن الماضي تم العثور على مخطوطة في برطلة عالجت هذا الامر لكن بطريقة غامضة لم تفلح معها المحاولات في فك ما عنته تلك المخطوطة المذكورة مقارنة بالنسخة الحديثة  التي  كتبت في ألمانيا واهتم بكتابتها  الاب بطرس  اقجونج في عام 1988نقلا عن النسخة التي اعتنى  بترتيبها وإيضاحها الشيدياق يعقوب الشماس توما القطربلي  سنة 1766(وأصبح القطربلي فيما بعد خوريا ) وقد اعتمد الأخير على الخرونيقون (كرمو فلحو )بحسب ما وضعه البرطلي سالف الذكر في عام 1296 وكان قد صحح ووضح الحساب  الذي كان قد وضعه في الأصل اوسابيوس القيصري  كما اشتغل بهذا الحساب  الخوري  يوحنا ألحمصي وذلك في سنة 1716م..
ويتابع الباحث داؤد الشماني  بأنه قام بترجمة هذا النص  السرياني وفحواه يتكون من جداول تتألف من 28 دورة قمرية  وكل من دورة من هذه الدورات  تحتوي على 19 سنة شمسية  وتتكرر كل تلك المواعيد عبر فترة الاعتدال الربيعي  الذي يتجدد كل 19 سنة  ولكن باختلاف أيام الأسبوع ويتطابق هذا الأمر  كليا وبحذافيره في كل دورة تحتوي 28 دورة قمرية أي  ما يعادل 532 سنة  ..
ويتابع  الشماني فيقول  ان النظام السابق كان يتبع العلوم الحسابية السابقة ومع تطور  العلوم الحسابية الحديثة  فقمت بناءا على ذلك بتيسير هذا النظام وتسهيله بما يواكب العمليات الحسابية الحديثة  مشيرا بان النظام الحسابي للأعياد والمناسبات المسيحية كانت كل الطوائف المسيحية تتبعه وتسير على نهجه  الا ان البابا الروماني غريغوريوس ولدى استحداثه التقويم الغريغوري المعروف في عام 1582 اتخذ قرارا باستبعاد العمل وفق هذا النظام  والاحتفال  بعيد القيامة وفق حساب اخر  حتى ولو وقع هذا العيد قبل عيد الفصح الخاص باليهود  كما ان البروتستانت  قاموا بالاحتفال بعيد القيامة وفق النظام السابق لكنهم عادوا ليتحدوا مع الكاثوليك في الاحتفال بعيد القيامة وفق حسابات التقويم الغريغوري  وبقيت الكنيسة الأرثوذكسية  بما تضمه من طوائف مثل الأقباط والسريان والروم بكل تفرعاتهم وامتداداتهم يتبعون هذا النظام  من خلال الاحتفال بعيد القيامة وفق الدورة السنوية المحتوية على 532 سنة  وفي خصوص الجداول التي أعدها  الباحث داود الشماني أشار إلى  أنها تضم حقولا تشير إلى  التقويم اليوناني وما يقابله من التقويم السرياني  الذي يتبع الدورة  السنوية التي عادة ما تبدأ من 1 تشرين الأول  وقد ابتدأ العمل بهذا التقويم منذ عام 311 ق.م وهو ما يوافق تاريخ تأسيس مدينة أنطاكية  وهو ما اعتمده الرهاويين السريان  كما اعتمدته الكنيسة  في دورتها الخاصة بالأعياد فالتقويم الكنسي  يشير إلى اعتبار  بداية السنة الطقسية  هو الأحد الواقع ما بين 30 تشرين الأول  و5 من تشرين الثاني  فيما التقويم المدني والذي اشرنا إليه مسبقا يبدأ عامه في الأول من تشرين الأول فيما التقويم الكنسي يبدأ في 30 من هذا الشهر  وهذا التقويم تم الاستغناء عنه حينما برز في الظهور التقويم اليولياني  الذي تم اعتماده مع الاحتفاظ بخصوصية السنة الطقسية التي عادة ما تنطلق في نهاية شهر تشرين الأول ومطلع الشهر التالي ..
أما في الاختلاف  الذي برز من خلال الاحتفال بعيد الميلاد وهنالك عدد من الطوائف التي كانت تعيد عيد الميلاد في السابع من كانون الثاني  فقال الباحث داود الشماني  ان السريان والأقباط  كانوا في السابق يحتفلون  بهذا الموعد بعيد الميلاد المجيد  إلا ان التاريخ المذكور يوافق الخامس والعشرين من كانون الأول في التقويم الغريغوري  وهذا الأمر يدحض الكثير من الادعاءات التي أشارت إلى ان بعض المسيحيين ممن كانوا يعبدون الشمس قبل اعتناقهم المسيحية كانوا يعيدون  عيد الشمس في تاريخ 25 كانون الأول فباشروا بالاحتفال بميلاد الرب في ذات الموعد الذي كانوا يحافظون فيه على الاحتفال بتلك المناسبة المستنبطة من تقاليدهم وعاداتهم  السابقة  وعن الفارق بين  السنة اليونانية والتقويم الميلادي الحالي فيتابع الباحث داود الشماني فيقول  ان هنالك فارق بعدد 311 سنة  يمكن إضافتهم للتقويم اليوناني لنجد السنة الميلادية المحددة  حيث كان النساخين  السريان يبرزون تاريخ السنة اليونانية متجاهلين التقويم الميلادي في الإشارة لتاريخ نسخهم للمخطوطات الكنسية  بينما هنالك مخطوطات موجودة في كنيسة بحزاني تم الاشارة في تاريخ نسخها بالتواريخ التي تتبع السنة اليونانية والميلادية فضلا عن السنة الهجرية بالإضافة إلى مخطوطات محفوظة في كنائس طور عابدين  كما ان الكنيسة السريانية كانت تعتمد في تواريخها على السنة اليونانية  حتى العام 1954 حيث انتهى ذلك بالاعتماد على التقويم الغريغوري  من خلال الاحتفالات الكنسية كعيد الميلاد وعيد الدنح وهو ما يتعارف عليها بالأعياد الثابتة والمحددة بموعدها ..
وعن الدافع وراء الاهتمام بحساب  النظام الكنسي الخاص بالاحتفالات الدينية لاسيما اصوام نينوى وعيد القيامة  أشار الباحث داود الشماني انه ولكونه كان اختصاصيا في التعليم بتخصص عام  فكانت من ضمن اهتماماته الاطلاع على علوم الفيزياء  والرياضيات فاستهواه هذا الأمر خصوصا من خلال تشجيع الأب الخوري فائز الشماني  بعد ان اطلع على  أول تقويم تم طبعه في الدير الكهنوتي الذي كان موقعه في كنيسة الطاهرة بمدينة الموصل فوجد في ذلك التقويم بعض الأخطاء  بحساب الأعياد والمناسبات الدينية  مما حفزه للبحث في أوراقه وكتبه  عن ما يختص بموضوعة التقاويم الكنسية فعثر على  جدول  تم طبعه برعاية دير مار مرقس  في الأراضي المقدسة  وعلى ضوء ذلك التقويم  باشر البحث  عن أصل الدورة السنوية المعروفة ب(تاء،قاف،لام،باء )بالحروف السريانية  كما دعاه الاب الخوري فائز الشماني لاعداد محاضرات مختصة بالموضوع مما جعله اكثر الماما بالموضوعة المذكورة ..
وانتهى الشماني إلى ان أهمية توحيد الأعياد تبدو واجبة إزاء ما يعيشه مسيحيو الشرق من ظروف استثنائية  ومالاهمية توحيد الأعياد من انعكاس على توحيد المواقف  في مواجهة  المخاطر التي تحدق بتاريخ المسيحية التي انطلقت من هذه الأراضي مشيرا بان الفارق بين التقويمين اليولياني والغريغوري هو ان كل سنة تقسم على أربعة سنين  فالاختلاف يبدو جليا من خلال السنة الرابعة التي تكون سنة كبيسة  فعلى سبيل المثال  كانت سنة 2000 سنة كبيسة في التقويمين المذكورين بينما ستكون سنة 2100 ستكون سنة كبيسة في  التقويم اليولياني أما  في التقويم الغريغوري فستكون سنة بسيطة  وبناءا على هذا الأمر  سيزداد الفرق من 13 يوم ليزيد يوما  من خلال العام التالي وهو عام 2101 ونامل من رؤساء الكنائس ملاحظة هذا الأمر فيباشروا بإصدار قرار لتوحيد عيد القيامة والأعياد الأخرى فيزيلوا فارق اليوم الواحد قبل ان يزداد ليصبح الفارق بين الاحتفال بعيد القيامة  في الكنائس الغربية كبيرا بالمقارنة مع احتفال الطوائف الشرقية بذات المناسبة ..