جامع الشطية في الموصل كان كنيسة مار يوحنا الدَّيلمي السرياني

بدء بواسطة موفق نيسكو, سبتمبر 06, 2014, 12:21:09 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

جامع الشطية في الموصل كان كنيسة مار يوحنا الدَّيلمي السرياني

نشرت الأخبار والمواقع خبر يقول: (قال الباحث الآثاري يوسف محمد أن تفجير مرقد وجامع شيخ الشط في منطقة الميدان من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية كشف عن آثار كنيسة قديمة وأضاف محمد أن آثار الكنيسة القديمة عبارة عن واجهات باللغة السريانية يرجح  أنها تعود لما بعد 1170 ميلادية).

وأودُّ أن أقول: إن هذه الكنيسة هي كنيسة مار يوحنا الدَّيلمي السرياني.
وبنعمة الله إني أول من استقصى سيرته من المصادر وكتب له كتاب خاص سنة 2009م من 178 صفحة A5، وقد نفذت الطبعة، وحالياً قمتُ بإعداد طبعة ثانية بعد إضافة معلومات جديدة عنه حصلتُ عليها في السنوات الأخيرة.
وفي صفحة 134 من الكتاب كنت قد أشرت إلى أن جامح أو مسجد الشطية كان كنيسة مار يوحنا الدَّيلمي السرياني، وهذه الاكتشاف يُثبت ما ذكرتهُ في كتابي.


نبذة مختصرة عن حياة القديس مار يوحنا الدَّيلمي السرياني من كتابي

ولد القديس مار يوحنا الدَّيلمي السرياني سنة 660م لأسرة مباركة ولأبوين هما إبراهيم الجرمقاني وسارة، في قرية حْدَيثةْ الموصل وهي قرية مسيحية سريانية قديمة كانت تقع على الجانب الشرقي لنهر دجلة بالقرب من مصب نهر الزاب الأعلى بدجلة، وكلمة حْدَيثةْ (حديتا) كلمة سريانية معناها الفرح أو البهجة، وكان سكانها مسيحيون وبها كنيستان ودير قريب منها هو دير القيارة، بالسريانية (بيث قيرا) أي بيت القار.
ترهب في دير بيث عابي وهو دير قديم شيدهُ يعقوب اللاشومي سنة 595م، يقع جنوب قرية (خربا)  الواقعة إلى الشمال الغربي من بلدة عقرة، أنقاضه باقية إلى اليوم. ويرد اسم هذا الدير في المصادر التاريخية أحياناً باسم دير باغاوي أو باعابي.
زار مار يوحنا القدس، وفي عودته التقى الخليفة عبد الملك بن مروان وشفى ابنته، كما التقى الحجاج بن يوسف الثفي وشفاه من الم مزمن في يديه، ونتيجة لهذه الحادثة تسمي المصادر التاريخية مار يوحنا الدَّيلمي بطبيب الحجّاج (ابن حوقل، صورة الأرض ص398، والأصطخري، المسالك والممالك  ص91). 
تم اسر القديس يوحنا من قبل الدِّيلم في أطراف بلدة بغديدا قرقوش وأخذه إلى بلاد فارس، ونُسبَ لقبه الدَّيلمي لأنه بَشَّر بالمسيحية في منطقة الدَّيلم الفارسية (محافظة عيلام وهمذان الحالية)، وتسمى أحياناً ديلمستان أو ديلمان. وكانت منطقة الدَّيلم تمتد من هذه المناطق إلى جنوب غرب بحر قزوين في ايران.
بَشَّر مار يوحنا في قرقوش وأهدى قوماً كثرين للمسيحية في أسره الطويل في بلاد فارس وخاصة في عيلام والأهواز وله آثار هناك وقلاية في مدينة البصرة.
توفي في بلاد فارس في السادس والعشرون من كانون الثاني سنة 738م.
له دير في بلدة قره قوش (بخديدا)  يُسمى دير السريان يحوي على كثير من الآثار والمخطوطات، ويقع الدير في سهل بمسافة 75متر تقريباً غرب تل اثري يسمّى موقرتايا، وأول من سمَّى دير مار يوحنا الدَّيلمي بدير السريان هم السريان الذين نزحوا من تكريت في القرن الحادي عشر وسكنوا منطقة قره قوش والموصل، ويستدل من بقايا كنيسته الكبيرة وآثارها الشاخصة على أن الدير كان كبيراً وكثير الغرف والقلالي ويقيم فيه كثير من الرهبان، وكان عامراً بالرهبان سنة 1723م، وسُمي بالدير العامر في تلك الفترة، وآخر ذكر لرئيس الدير هو الربان صليبا مع الربان يوحنا والشماس فولس في عهد البطريرك السرياني الأرثوذكسي اغناطيوس شكر الله المارديني (1722_1745م)، وبقي الدير عامراً إلى أن أغار عليه نادر شاه قولي خان ودمّره في 15 آب 1743م، فهجره الرهبان، وآخر ذكر له هو سنة 1773م، ونتيجة الأحداث تُرك خاليا ولم يعد قائماً، لكن أطلاله وبقايا المذبح والكنيسة وغيرها، بقيت شاخصة إلى أن تم إعادة بناؤه سنة 1995م بهمة الحبر الجليل مار غريغوريوس صليبا شمعون مطران الموصل للسريان الأرثوذكس الذي أعاد إعماره بأسلوب عمراني حديث.
تبنت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية القديس مار يوحنا الدَّيلمي منذ البداية ووضعت له تذكار، وتبنته أيضاً الكنيسة السريانية الشرقية والكنيسة السريانية الملكية (الروم الأرثوذكس) والكنيسة المارونية السريانية، وكنيسة الأحباش الأرثوذكسية، وربما الأقباط.
   الكنيسة السريانية الشرقية (النسطورية فقط) كانت تُعيّد له في الأحد الثالث بعد عيد الظهور الإلهي (الدنح أو الغطاس)، ويبدو أن هذا التقليد بقي من الناحية الشعبية متوارثاً إلى اليوم في الكنيسة الكلدانية مع تغير تاريخ اليوم فقط، حيث يقوم المؤمنين بزيارة مزار مار يوحنا الذي يقع في قرية خربا قرب بلدة عقرة في (الجمعة الثالثة) بعد أحد القيامة.
الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كانت تعيد له في 27 نيسان أو 31 آذار من السنة، وفي سنة 1998م، وبأمر بطريركي من قداسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس زكا الأول عيواص وأثناء زيارته للدير تقرر أن يكون يوم الجمعة الأخيرة من شهر آذار كل عام عيداً خاصاً له.
أقدم سيرة للقديس مار يوحنا الدَّيلمي كتبها أبو نوح الأنباري، كاتم أسرار حاكم الموصل أبي موسى بن مصعب وزميل الجاثليق السرياني الشرقي (النسطوري) طيمثاوس الأول (780_823م).
أقدم ذكر للدير ورهبانه سنة 900م تقريباً. كما جاء في تاريخ يوسف بوسنايا: وكان يقصد الربان يوسف بوسنايا الفقهاء من مدينة السلام وكان يقصده الرهبان أيضاً من دير مار يوحنا الدَّيلمي.
هناك أكثر من أثر وكنيسة على اسمه، منها آثار في كنيسة الطاهرة الخارجية للسريان الأرثوذكس في الموصل ، وفي قرية دفرية قرب نهلة (قضاء عقرة) وفي شقلاوة، وكتبتُ مقال عن كنيسته مار يوحنا الدَّيلمي السرياني في قلث جنوب شرق تركيا.

غلاف الكتاب


الصفحة التي ذكرت أن مسجد الشطية كان كنيسة مار يوحنا الدَّيلمي