احذروا ... الطفيليات على الصحافة !!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, ديسمبر 15, 2012, 09:07:23 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO


احذروا ... الطفيليات على الصحافة !! 
"هناك شيئان يحفزان على القراءة.. متعتها والتفاخربها"
برتراند راسل


متي كلو

1
في شارع الرشيد .. كانت  محلات الكماليات منتشرة على جانبي الشارع، وعندما كان الشخص يرغب بشراء مادة متينة الصنع والعلامة التجارية العالمية المشهورة، يتجه الى " حسو اخوان" او الياس حسو" او "اورزدي باك" قبل التاميم(1964)  اما اذا كان يرغب بشراء مادة اقل جودة و منخفظة الثمن، فعليه ان يقصد احد المحلات المنتشرة، في هذا الشارع العريق، واذا يرغب بشراء قطعة من القماش الرجالي ذو الجودة  العالية والعلامة المشهورة لتفصيل بدلة مميزة فلا بد ان يتجه الى شارع السمؤال لكي يختار علامة "الخروفين" او "العلمين"  وتستطيع ان تختار قطعة اقل جودة فعليك ان تتجه الى شارع البزازين الذي يقع في نهاية سوق الصفافير، اما اذا لا سمح الله وتكون "اموره المادية تعبانة حيل"  فليس الا خيار واحد وهو الاتجاه   نحو  محلات "البالات للملابس المستعملة" او كما يطلق عليها"اللنكة" وهنا ايضا  في المغترب اختيارات متاحة في زحمة التقليد والجودة والنوعية ، فاذا رغب احدهم  بشراء  قنينة عطر  فواح  تستمر رائحته العطرة ساعات طويلة فيتجه الى المحلات التي تختص ببيع العطور  الجيدة والعلامات التجارية المعروفة ، وتستطيع ان تشتري  عطر يحمل نفس العلامة ولكن صنع في الشقيقة"الصين" و بسعر لا تجاوز  ثمنه "دولارين"  وشتان بين الثرى والثريا  وكما نسميه باللهجة الدارجة"الاصلي والتقليد"
2
عندما كان يعلن عن حفلة لست الكل ام كلثوم ، وخاصة في عيد شم النسيم ، كانت تذاكر القاعة تنفذ بعد ساعات من  الاعلان  عن موعد الحفلة ، ويجلس المئات في القاعة وهم يستمعون الي صوتها الرائع، وكذلك  مئات الالاف من المستمعين يحتضنون اجهزة المذياع ... و ظهر  من يقلد صوتها   ولكن لم يستطيع احد  ان  يشد الجمهور  كما كانت تشد"ست الكل" الالاف  وهى تشدو بعذوبة صوتها ورقة الحانها، ، وكذلك العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ  وفريد الاطرش  ، وكما في الفن كذلك في الصحافة، هناك اسماء كان يتابعها  القراء بفارغ الصبر مثل  معمد التابعي و عليى امين ومصطفى امين ، كما كان عشاق القصة والرواية ينتظرون قصة او رواية جديدة لاحسان عبدالقدوس او يوسف السباعي او محمد عبدالحليم عبدالله وغيرهم ،.واصبحت الساحة الفنية تشبه "ساحة النهضة" في بغداد ايام الخميس "ايام زمان"  تعج بالاشكال والالوان، وكذلك  الساحة الصحفية والاعلامية .
3
قصدت احد اصدقائي في محله"للسمانة العربية" وجدت"صحيفة" جديدة ، وقبل ان التقط نسخة منها، ابتسم صاحبي قائلا:
-   انه العدد الاول، واعتقد ستنال وخزة من وخزاتك!
تصفحتها على عجل لكن لم ارى بين"صفحاتها ما يشير الى انها"صحيفة"، ثم بحثت عن  اسماء هيئة التحرير، فلم اجد اسما قد سمعت به  يوما في عالم الكتابة، قلت لصاحبي الذي يعشق المطالعة:
-   ما هذا يا صاحبي!
اجابني:
-   بعد ثورة الانترنيت، اصبحت ساحات الصحافة مشرعة لدخول الكثير من الطارئين، وهناك الكثير من العاطلين والفاشلين اقتحموا الساحة  الاعلامية بحثا عن الشهرة الصحفية  وهم يعانون من امية ثقافية و لا يفقهون  شيئا  عن فنون الصحافة وعالمها الجميل ولا شرف مهنة الصحافة ومصداقيتها ولا لاخلاقيات المهنة وخصائص الصحافة، وهذه"النشرة" بعيدة كل البعد عن اخلاقيات المهنة. قاطعته قائلا:
-   ما قلته يا صاحبي هو الحقيقة، والفرق بين ما اراه  وبين الصحف الاخرى ، هو كالفرق بين  المادة ذات الجودة والشهرة وبين ملابس "اللنكة" وغيرها ولكن عندما يتم دعم مثل هذه النشرات، من قبل بعض"الشخصيات"  فيعتبر  المساهمة في تخريب عالم الصحافة في المغترب وهؤلاء الطارئين لا يستطيعون  الاستمرار في السطو على عالم الصحافة الا  من خلال دعم هؤلاء"الشخصيات،" من المنافقين  الذين يلبسون اكثر من قناع! ولكن  الى متى!!

mattikallo@hotmail.com



يوسف الو

نعم أستاذ متي لقد كثر المتتطفلين على الصحافة بشكل ينذر بالخطورة تجاه السلطة الرابعة التي كانت ولاتزال في أرقى المجتمعات تعتبرها السلطة الرابعة المحترمة والمؤثرة في المجتمع عكس ما نراه هذه الأيام في العراق والسبب الرئيسي بأعتقادي هي بالدرجة الأولى نقابة الصحفيين العراقيين التي منحت هويات الأنتساب لمن هب ودب ولكل من طلبها حسب المحسوبية والمنسوبية وما مؤيد اللامي ألا واحدا من المستهترين بهذه النقابة العريقة التي كان على رأسها الجواهري العظيم أيام كانت في أوج عظمتها ومن بعدها الصحافة الألكترونية التي انتجت العديد من المواقع الألكترونية الهزيلة والغير قادرة على أبراز هوية الصحفي المحايد والنزيه والشريف , مهما يكن فالأيام أو السنين القادمة ستغربل هؤلاء الدخلاء على أشرف مهنة كرست خدماتها طوعيا لأخراج المجتمعات من محنها وتعرية الفاسدين والمفسدين وأعوان الطغاة والدكتاتوريين .