الطيور على أشكالها تقع/ألقذافي و صدام توأمان خائبان للدكتاتورية و التخلف

بدء بواسطة حكمت عبوش, مارس 20, 2011, 05:32:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

الطيور على أشكالها تقع

ألقذافي و صدام توأمان خائبان للدكتاتورية و التخلف

                                            حكمت عبوش

عندما حدث انقلاب (17 تموز)عام 1968 في العراق و انقلاب (1 أيلول) عام 1969 في ليبيا استرد الكثيرون أنفاسهم في البلاد العربية و أثار ضجة واسعة في أوساط سياسية و صحفية متعددة عربية و أجنبية و قالت استنادا إلى تصريحات الانقلابين و وسائل إعلامهم – التي تضخمت و أصبحت أساطيل كبيرة – إن تحرير فلسطين و تحقيق الوحدة العربية أصبح قاب قوسين أو أدنى و لكن طيلة حكمهما الطويل (في العراق ناف على ألأربعة و الثلاثين عاما و في ليبيا  الواحد و الأربعين عاما ) لم يستطع البعث ألصدامي و لا ألقذافي من تحرير شبر واحد من فلسطين بل كانا في بعض الأحيان سببا في زرع الفتنة و الخلاف بين الفصائل الفلسطينية و لذلك ليس غريبا أن يبقى ألقذافي على صلفه و عناده في الاستمرار على مقاومة الانتفاضة الليبية الباسلة التي ترفض ديكتاتوريته العفنة فهو لا زال رغم تحرير الأجزاء الواسعة من الأرض الليبية و تخليصها من سيطرته يعتبر نفسه (ملك ملوك أفريقيا) و (محبوب الشعب المستعد ليقتل نفسه من اجلي) و لا زال يعتبر كتابه الأخضر(قران العصر) و ابنه(سيف الإسلام ألقذافي) يهدد بحرب أهلية(و هذا ما يحدث الآن فعلا) إذا لم يفاوضه الشعب و سقوط ألاف أخرى من أبناء الشعب الليبي ضحايا و شهداء دموية ألقذافي اللا إنسانية. و لذا فان هذا البائس كان قريبا من واقعه عندما أعلن الحداد على إعدام مثيله المدان صدام و هنا المواطنين في مختلف بلدانهم العربية من المحيط إلى الخليج العربي يسألون: أحقا كتاب ألقذافي كان اخضرا أم اسودا سبب عتمة و اختلاطا شديدا في الصور و الألوان و المعاني عنده و لذلك فهو لم يبصر كوارث صدام الصارخة في العراق و التي جسدتها ملايين الشهداء(في القادسية المشئومة و الأنفال و حلبجة و المقابر الجماعية) و المعوقين و الأسرى و الأرامل و الأيتام و المهجرين و الفقراء و العاطلين و تداعيات سياسية و اقتصادية و اجتماعية خطيرة و نكوص العراق عشرات السنين إلى الوراء في كل مجلات الحياة من تعليم وصحة وسكن وماء ووقود وتصنيع ومشاريع إرواء ومديونية 145 مليار دولار للدول الأخرى و المؤسي إن هذا العمى لا زال يغلف عيني ألقذافي وعقله أيضا فيعميه بصرا وبصيرة لأن الطغاة العرب و أبرزهم صدام و ألقذافي ديدنهم التأكيد على ربوبية ذاتهم وتقديسها(و إن كانوا يعلنون العكس)مستخدمين أساليب و قيم (قروسطية)متخلفة و بعيدا عن الديمقراطية السياسية و الاجتماعية و هذا هو الذي سبب شروخا عميقة في الكيان الاجتماعي و جعل الباب مفتوحا أمام القاعدة و غيرها من الارهابين في الدخول و التأسيس لتنظيماتها السرطانية وهو ما حذر منه  الأكاديمي الليبي يوسف شاكير من التلفزيون الليبي قبل أيام قليلة وما قالته زوجة أبو أيوب المصري (اليمنية الجنسية) من أن زوجها دخل العراق منذ سنة 2002(أي قبل السقوط بسنة)و سكنا في الكرادة ببغداد أولا. أوردت ذلك قناة الديار نقلا عن جريدة البينة البغدادية عند مقتل زوجها قبل سنة من الآن. و على الكل أن يعلم  إن من اكبر الكبائر التي اقترفها صدام و ألقذافي بدلا من استخدام الثروات الغزيرة و منها النفطية و غيرها من اجل الشعب و تطويره و إسعاده فإنهم سرقوا هذه الثروات و بذروها في حروب عبثية و تحقيق الغنائم و البذخ و المكاسب الشخصية لهم و للمقربين منهم و كم الأفواه المعترضة على صرف و تبذير أموال الشعب ذات اليمين و ذات الشمال إن كل هذا نابع من عقل بدوي قاصر ينظر للحكم و كأنه قد ورثه من هارون الرشيد رافضا بحماقة و قسوة معنى تقدم السنين و كأن الزمن طوع بنانه متناسيا إننا قد دخلنا القرن الحادي و العشرين و إن حركة الزمان و تجدد الحياة المستمر يجب احترامه من اجل استنشاق رحيقها العطر و علينا أن نفهم مغزى تقدمها و حداثتها و معاصرتها عن كثب و إلا فإنها ستقذف بالحكام الظالمين بعيدا عن مسارها و هذا ما حدث لصدام و بن علي و مبارك و ما سيحدث للقذافي قريبا تجللهم الخيبة أما باقي الشعب فغالبيته في حساب القتلة لا تعدو أن تكون قطيع من الأغنام أو الجاموس عليهم إطاعة الأوامر بل وحتى الإشارات من (القائد الرمز) أو (ملك الملوك) ناسين إنهم من البشر و لهم إحساس عميق  بالكرامة واحترام الذات وحقوق الحياة والعمل والتفكير والانتماء والسكن و إنهم مستعدون للمشاركة في بناء الأوطان و الإبداع في ذلك ما دامت حقوقهم مصانة ، وهذا ما أوصت به الأديان السماوية وجاء تفصيلا في القوانين والشرائع الدنيوية التي توصل إليها الحكماء في قرارات مهمة بعد أزمات وماسي إنسانية عميقة(و منها الحرب العالمية الثانية) متمثلة بإعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام 1948 وغيرها الكثير من مثيلاتها ومتجاهلين عن عمد وقصد إن دكتاتورياتهم وظلمهم هو السبب في الكوارث و المصائب التي عاشتها شعوبهم و فتحت المجال واسعا لمواجهة تحديات تاريخية خطيرة(كانوا في غنى عنها) و منها دخول القاعدة إلى بلدانهم.



ماهر سعيد متي

                       هم يطبقون القاعدة الذهبية بعد التعديل (( كلكم راع وكلكم مسوول عن تبذير اموال رعتيته)) ... تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا عزيزي حكمت على المقارنة بين الطغاة. واعتقد ان الحل بطريقة العنف اكبر من الصوج لانها سوف تؤدي الى تدمير البنية التحتية للبلد بالاضافة الى الخسائر البشرية, وسيسطر المفسدون والمنتفعون على الحكم و سيبقى البلد يتراوح في مكانه لعدد من السنين, كما يحدث في افغانستان والعراق واكيد ستلحقهم بلدان اخرى!

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير