اين الحق المعنوي لمينا رغيد عسكر!!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, فبراير 10, 2019, 01:55:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

ا
اين الحق المعنوي لمينا رغيد عسكر!!

متي كلو

صداقة متينة تربطني مع الحبر الجليل مار نيقوديموس داود شرف مطران الموصل وكردستان العراق، واكن له الاحترام الكبير، ليس كصديق،بل لمواقفه وتصريحاته الصريحة  والجريئة في المؤتمرات والمحافل الدولية عبر مختلف انواع الاعلام والمطالب دوما لحقوق ابناء جلدته  في الوطن الجريح، الذي ما زال يرزح تحت ضل الفساد والفاسدين وفي مختلف مفاصل الدولة العراقية ومنذ بدا الاحتلال والى الان،ومازال صوته عال يسمعه القاصي والداني، وخلال السنوات الماضية لم اشاهده  يتحدث بهذه اللهجة المؤلمة والموجعة في ان واحد،حول الفتاة مينا رغيد عسكر، هذه الفتاة العراقية الضريرة والمتفوقة على اقرانها على مستوى كليتها"الاداب" وجامعة الموصل.
هذه الفتاة التي حرمت من نعمة البصر ونور العين ولكنها لم تحرم من البصيرة ونور القلب وذكاء العقل، هذه الفتاة التي احيلت الى لجنة طبية لغرض تعيينها، لا نعلم منذ متى يحال طالب التعين الى لجان طبية! هل احيلت لمعرفة خلوها من الامراض السارية! وهذا لا اعتراض عليه! ام احيلت لتاكد انها ضريرة!وهذا لا يحتاج الى لجنة طبية،ونفرض جدلا  احقية احالتها الى اللجنة الطبية،فهنا يكون دور الطبيب اعداد تقرير وارساله الى الجهة التي ترغب بتعيينها، لكن هذا الطبيب الداعشي يقول لها"  ولا يمكن ان تتعيني حتى ولو جئتي بأمر من رئيس الوزراء"!! اي تحدى هذا!! ولكن هذا هو نظام الحكم حاليا، الذي يسوده الطائفية المذهبية المقيتة، اين الحكومة من هذا التحدي،بالرغم من ان محافظ الموصل ابدى استعداده لتعينها"  اذا لم يتمكن احد من تعيينها فانا مستعد لتعيينها على ملاك ديوان المحافظة" ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اولا ، هل دراستها وتفوقها لكي تتعين في ملاك المحافظة، وهل تتعين بعنوان معاون ملاحظ في قسم الصادرة والواردة في دوائر المحافظة !! وشهادتها واختصاصها  لكي تحصل على وظيفة في المحافظة كما يحصل عليها خريج المتوسطة او الثانوية! والسؤال الثاني اليس من صلاحيات المحافظ وفق قانون المحافظات ان يحيل هذا الطبيب الى لجان تحقيقية !!
قلنا في مقالاتنا السابقة وكما تحدث الاخرين ومنهم سيادة المطران داود شرف بان تحرير الموصل لم يتم وانما التحرير يجب ان يكون في اقصاء الفكر الداعشي من جذوره والذي ما زال يعشعش في اروقة المؤسسات في كافة الوزارات العراقية،وخاصة في الموصل وسهل نينوى الذي مازال العمل مستمر في عمليات التغيير الديموغرافي  بشكل مبرمج برعاية الاحزاب الطائفية المذهبية والتي تسيطر على المشهد السياسي في العراق.
من المضحك المبكي بان هذا الطبيب الداعشي يعتبر ان فاقد البصر اعاقة ليس له حق العيش مع اقرانه، ونسى بان التاريخ يزخر باسماء شخصيات من العباقرة والادباء حرموا من نعمة البصر مثل عميد الادب العربي الدكتور طه حسين والذي اصبح وزيرا للمعارف وصاحب المقولة" انا احمد الله على العمى كما يحمد غيري على البصر" فهذا الضرير الذي بدا بقرض الشعر وهو في الحادية عشر من عمره  ويكفي ان تكون كتبه مصدرا لطالبي العلم والثقافة الى يومنا هذا، ولا ننسى هوميروس الشاعر الاغريقي  وبشار بن برد وابو علاء المعري والشاعر الانكليزي جون ملتون  والاديبة الامريكية هيلين كيلر و سيد مكاوي الموسيقى المصري المعروف وعمار الشريعي والتركي اسريف ارمجان الذي ادهش العالم في لوحاته  وتميز الوانها و ين هاوتسي مهندسة الطيران المكفوفة ولويس برايل مخترع طريقة برايل للمكفوفين وغيرهم العشرات، كما نذكر هذا الطبيب بالمسرحية التي قدمتها فرقة"السراج" في كربلاء من قبل عدد من الشباب المكفوفين.
اين هذا الطبيب الداعشي من قراءة التاريخ  وكيف يستطيع ان يعالج المريض الذي يتقاطع معه فكريا في المذهب والدين والعقيدة واين انسانيته من هذه المهنة!!
لا نشك بان مينا رغيد عسكر سوف يتم تعيينها، ولكن يبقى هذا الطبيب الداعشي حرا طليقا يمارس  حقده وكراهيته في عمله اليومي! واين وزير الصحة من هذا الطبيب، بل اين عادل عبد المهدي من الطبيب الذي يتحداه في تعين هذه الفتاة!! ام مازال مشغولا في اختيار وزير داخليته وزير خارجيته وليس له الوقت لكي يحيل هذا الطبيب الى لجنة تحقيقية لياخذ جزاءه العادل، بالرغم من لا احد يستطيع ان يعاقبه بسبب "لايمكن الفاسد ان يحاسب الفاسد".
ان الساحة العراقية الان لم يبقى فيها الا الأحزاب والتجمعات والهيئات الطائفية والمذهبية وحاملي الافكار المتطرفة! علينا جميعا ان نتكلم بصوت عال كما يتكلم  سيادة المطران داود شرف، ومع الاسف لم نسمع غيره تكلم بصوت عال! اين هم الناطقون باسم الاخرين! اين صوت "البرلمانيين الخمسة" الذي يروى والعهدة على الراوي انهم يمثلون المكون المسيحي!! ام  ما زالوا في نشوة الفوز  في الانتخابات !!
اين  شجاعتكم! اين انسانيتكم ! هل انسانيتكم  تعني السكوت! والساكت عن الحق...!!
في اعتقادنا اخيرا بان  يحال هذا الطبيب الداعشي الى لجنة تحقيقية و انضباطية وان لا يفلت من العقوبات الرادعة، والا سوف نسمع ونشاهد نماذج اكثر تشددا وفسادا  وتحديا للانسانية و"لرئيس الحكومة" من هذا الطبيب الداعشي وعقوبته هو  رد الحق المعنوي لمينا رغيد عسكر
[/size][/size]