زيارتي إلى سهل نينوى العراقي بعد هزيمة داعش هناك

بدء بواسطة matoka, مارس 02, 2019, 01:11:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

زيارتي إلى سهل نينوى العراقي بعد هزيمة داعش هناك




جون ويلكس السفير البريطاني لدى العراق




برطلي . نت / متابعة
alarabiya.net
02 مارس 2019

لقد قمت بجولة في سهل نينوى مؤخراً لكي أرى كيف أن المجتمعات المختلفة التي تسكن هناك تعيد بناء حياتها بعد هزيمة "خلافة داعش" والتي دمرت الكثير من حياتهم. إن مناطق سهل نينوى تعتبر واحدة من أكثر مناطق العراق تنوعاً، حيث يقطنها العرب، الكرد، الأيزيديون، المسيحيون، التركمان، الشبك، الصابئة، الكاكائيون، ومجتمعات أخرى والتي تعيش بشكل تقليدي جنباً إلى جنب. إن العراق بكل تنوعه الرائع موجود هناك وهو شيء قيم للغاية ويستحق الحفاظ عليه.

تدعم المملكة المتحدة إعادة الإعمار بشكل أساسي من خلال الأمم المتحدة في سهل نينوى، ولقد تم إحراز بعض التقدم في هذا المجال، لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. كما أن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الحكومة العراقية، حكومة إقليم كردستان، والسلطات المحلية في هذه المهمة الضخمة لإعادة الإعمار، حيث إننا نخطط للقيام بالمزيد في العام المقبل.

لقد كانت الرسالة التي سمعتها من خلال زيارتي إلى سهل نينوى هي ضرورة عودة المزيد من النازحين إلى ديارهم، ولكي يتحقق هذا الأمر يجب أن يكون هناك أمن مستدام، وظائف أكثر، وخدمات أفضل. وفيما يخص الأمن، كان من الواضح ضرورة زيادة عدد قوات الأمن المحلية التي يتم تجنيدها وتدريبها من جميع المجتمعات المحلية والتي تعمل معاً كمواطنين عراقيين، حيث لا يكفي أن تكون قوات الأمن ممثلة فقط عن مجتمعات فردية.

وفيما يتعلق بالوظائف، يجب أن يكون هنالك دور أكبر للقطاع الخاص للقيام بالأعمال: قطاعات محلية، إقليمية، ودولية. وفي شهر آذار/مارس، سأقوم بجولة في المملكة المتحدة لتشجيع الشركات البريطانية على إلقاء نظرة أخرى على السوق العراقية والمساعدة في جلب الوظائف والاستثمارات وتوفيرها لجميع مناطق العراق، بما في ذلك من مناطق سهل نينوى. لكنني أعلم أن رجال الأعمال بحاجة إلى الأمن كخطوة أولى لكي يتمكنوا من العمل بفعالية، بما في ذلك إزالة مخاطر المواد المتفجرة.

وفي قطاع الخدمات، الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، لا يزال توفير هذه الخدمات بعيداً عن تلبية مطالب المواطنين. ولذلك سأشجع الشركات البريطانية على المساعدة في جميع هذه المجالات، وسأطلب من المجلس الثقافي البريطاني والمجتمع المدني دعم إعادة بناء نظام التعليم وتشجيع الحوار بين المواطنين للاتفاق على أفضل السبل للعمل معاً لإيجاد حلول لمشاكلهم.

وكما سمعت الكثير من القصص عن الفساد، الجريمة المنظمة، والتخويف، سمعت أيضاً الكثير من القصص الإيجابية عن السكان المحليين الذين يقومون بأعمال مذهلة لإعادة بناء مجتمعاتهم. ولطالما اعتقدت أن الأشخاص الطيبين في العراق أكثر من الأشخاص السيئين، ومن خلال دعم جميع الشركاء في العراق، يمكننا مساعدة الناس الطيبين على النجاح ومنع الأشرار من تدمير البلد من الداخل.

لقد غادرت سهل نينوى وأنا مصمم على العمل مع العراقيين وشركائهم للبدء في بناء المرحلة الأولى من الاستقرار والتي أراها تحدث أمام عيني لكي تمنع العودة إلى العنف الطائفي أو العرقي هناك. أنا وزملائي في السفارة البريطانية في بغداد والقنصلية العامة في أربيل نتطلع إلى زيارة سهل نينوى مرة أخرى قريباً للعمل على تطبيق بعض الأفكار الإيجابية والبناءة التي سمعناها من المواطنين الفاعلين عن واقع حياتهم. إن هؤلاء الناس يستحقون مساعدتنا، وسنفعل المزيد لضمان استمرار العمل على هذه الأمور لكي تمضي بالاتجاه الصحيح من أجلهم.






Matty AL Mache