الوحدة السريانية الآرامية: ضرورة قومية ام شعارات سياسية براقة ؟

بدء بواسطة henri bedros kifa, سبتمبر 29, 2011, 11:01:01 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

henri bedros kifa


الوحدة السريانية الآرامية: ضرورة قومية ام شعارات سياسية براقة ؟

إن الضفدعة تستطيع ان تنفخ صدرها و تبدو أكبر حجم و لكنها هيهات ان تضاهي الثور في حجمه الطبيعي ! بعض الأحزاب و المواقع السريانية ترفع شعار " الوحدة و المصلحة السريانية " علنا و هي تؤيد" علنا و بدون خجل " الأحزاب و الطروحات الأشورية المزيفة لهويتنا السريانية الآرامية !

الموضوع مهم جدا لأن كل المسيحيين المشارقة يتحدرون من الشعب السرياني الآرامي و لكن المشكلة هي أن أكثرية المسيحيين المشارقة تجهل أن جذورها الحقيقية هي آرامية و هذا يعني أن السريان هم أقدم شعب يعيش على أرض اجداده ! نحن نتفهم وضع المسيحيين المستعربين فهم يظنون أن لهم جذور عربية صافية و يدعون انهم أحفاد القبائل العربية المسيحية قبل الإسلام : أن نتفهم وضعهم لا يعني أننا نقبل بطروحاتهم التاريخية الخاطئة .

كم كنت أتمنى أن يكون العنوان " الوحدة المسيحية المشرقية " كي يشعر أبناء الكنائس المارونية و الرومية (السريان الملكيين) و الكلدانية و السريانية الشرقية (الكنيسة الأشورية اليوم) بأن الموضوع يعنيهم لأنهم (و بدون شك) هم أيضا سريان آراميون مثلنا !

و لكنني فضلت العنوان الحالي للأسباب التي سأشرحها لاحقا.

أي سرياني آرامي أصيل لا يتألم عندما يرى إخوته يدعون الغيرة على " الأمة السريانية " و هم يتجاهلون تاريخها الأكاديمي كي يدافعوا عن طروحات تاريخية مسيسة تتنكر لهوية السريان الحقيقية !

الأسباب التي دفعتني الى إختيار هذا العنوان هي :

أ - " الوحدة المسيحية المشرقية " قد توحي للبعض انها وحدة مسحية إيمانية و للأسف الشديد الخطوات نحو " وحدة مسيحية شرقية " لا تزال بطيئة جدا .

ب - مع أن المسيحيين المستعربين يشكلون أكثرية ساحقة و أن لهم دور كبير من أجل تحقيق الوحدة السريانية الآرامية فنحن نؤمن أنه على الشباب السرياني ان يجاهد و يناضل من اجل هذا الهدف السامي!

ج - رواد الفكر القومي السرياني في بداية القرن العشرين ( مدرسة الأستاذ نعوم فائق ) قد خلطت بين الهويتين السريانية الآرامية الصحيحة و السريانية الأشورية المزيفة و ربما لهذا السبب أهملوا إخوتنا من المسيحيين الذين لا يتكلمون اللغة السريانية .

د - إننا بفضل الفضائية السريانية الآرامية سوريويو سات و بفضل النت و المؤسسات السريانية الآرامية الغيورة نستطيع أن نتواصل مع إخوتنا الذين كانوا لا يعرفون هويتهم الآرامية التاريخية . نحن لا نريد فرض هويتنا الآرامية و لكن تشجيع كل مسيحي شرقي كي يتعرف على هويته التاريخية الحقيقية ! و هويتنا التاريخية هي الآرامية بدون شك لذلك كان العنوان " الوحدة السريانية الآرامية "

أولا - ضرورة قومية ( مصيرية (

أ - من يطالع مصادرنا السريانية الغنية يتأكد أن أجدادنا رغم إنقساماتهم المذهبية : من سريان نساطرة و سريان يعاقبة و سريان موارنة و سريان ملكيين فإنهم جميعا كانوا يؤمنون بجذورهم السريانية الآرامية !

علماء اللغة السريانية من إخوتنا السريان النساطرة مثل إبن علي و حسن بن بهلول قد ألفا قاموسين للغة السريانية في القرن العاشر !

و حسن بن بهلول يؤكد لنا: أن السريان كانوا يعرفون قديما بالآراميين .

ب - الإنقسامات الكنسية العقائدية قسمت السريان الى عدة كنائس و لكن جميع أبناء هذه الكنائس ظلوا محافظين على هويتهم السريانية و لكن نظام " الملة " العثماني سوف ينمي سلطة رجال الدين و يقوي الإنتماء الطائفي بين أبناء الأمة السريانية الواحدة .

ج - إنتشار الفكر القومي الحديث في بداية القرن التاسع عشر في أوروبا سيصل الى السريان في نهاية القرن و سنرى عدة شخصيات سريانية تدعو الى الوحدة القومية !

د - حرب الإبادة الجماعية ضد السريان GENOCIDE لم تخلق بين السريان قضية مثلما حدث مع الشعب الأرمني و لذلك كثيرون من الشعب السرياني لا يناضلون من أجل هذه القضية !

لا يحق لنا أن نلوم العالم لأنه إعترف بالمجازر بحق الشعب الأرمني و لا شيئ يذكر عن الشعب السرياني !

ه - خطر الذوبان و الإنصهار في بلاد الإغتراب يجب ان يدفعنا الى العمل معا لدرئ هذا الخطر : الحفاظ على اللغة ، نشاطات ثقافية ، و رياضية بين المؤسسات السريانية ...

ثانيا - شعارات سياسية براقة ... ولكن هل هي صادقة ؟

أ - " ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ..." لا يزال السرياني ضحية بعض الأحزاب و المواقع و الشخصيات السريانية التي تدعي علنا العمل القومي من أجل السريان و لكنها في الواقع تعمل ضد الهوية السرياية. كان الحزب الشيوعي الفرنسي من اهم الأحزاب في فرنسا خلال الستينات و السبيعنات من القرن الماضي و كانت نسبة ناخبيه حوالي٢٣ بالمئة . كان المسؤلون عن هذا الحزب يرددون " هم حزب المقاومة ضد ألمانيا النازية و حزب مستقل عن الحزب في الإتحاد السوفياتي !

سنة ١٩٨٠ نشرت إحدى الجرائد الفرنسية وثائق مهمة تثبت أن رئيس الحزب السيد جورج مارشي كان قد سافر طوعيا الى ألمانيا سنة ١٩٤٢ و ١٩٤٤ كي يعمل في مصانع الأسلحة . نشر هذه الوثائق قد فضح مصداقية الحزب الشيوعي الفرنسي خاصة و انه لم يقاوم الألمان سنة١٩٣٩ حين هاجم الألمان فرنسا و لكنه بدأ مقاومة الألمان بعد حزيران١٩٤١ لأن هتلر كان قد بدأ مهاجمة روسيا !

ب - بعض السريان يدعون بأننا أثوريين /أشوريين لأن رواد الهضة القومية السريانية في بداية القرن العشرين لم يفرقوا بين التسميتين السريانية و الأشورية : الأستاذ نعوم فائق كان معلما للغة السريانية و لم يكن باحثا متخصصا في تاريخ السريان و قد نقل معلوماته التاريخية الخاطئة من مقدمات بعض القواميس و كتب النحو السريانية . من حق كل باحث تصحيح بعض طروحات الأستاذ نعوم فائق الخاطئة مثل زيادة حرف الألف امام إسمنا " سوريويو " ليصبح " أسوريويو ؟؟؟ "

أم تسمية لغتنا الأم تارة آرامية و طورا أشورية !

ج - نص العالم رينان ألف رينان كتابه حول تاريخ اللغات السامية في أواسط القرن التاسع عشر و قد تناقل علماء اللغة السريانية هذا النص و قد فسروه تفسيرا خاطئا كما سنرى. ورد في نص رينان ""اخبراً ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا "اخبراً ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار آسوريا ( اعني آثور او اثورياً حسب اللفظ اليوناني)...

د - بعض السريان يتوهمون أنهم يستطيعون نكران جذورهم الآرامية لأن التسمية السريانية مشتقة من التسمية الأشورية !

يتجاهلون القسم الأول و الأهم " اخبراً ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا". إشتقاق الإسم السرياني من أسورستان ( و ليس من أشور أو الشعب الأشوري ) لا يعني أن السريان هم أشوريين !

ه - " مديرية الثقافة السريانية " في العراق لها نشاطات كبيرة بفضل الدعم المالي و السياسي من أكراد شمالي العراق. الغريب أن مديرية الثقافة هي سريانية ظاهريا و لكنها " أشورية " واقعيا . من المخجل أن تحرف مديرية ثقافة سريانية عمياء أسمنا السرياني التاريخي من "ܣܘܪܝܝܐ " الى " ܐܣܘܪܝܝܐ " .

الخاتمة

أ - ليس كل من إدعى بالغيرة و العمل من أجل الوحدة السريانية لهو صادق ! الكثيرون يؤمنون أن السريان أثوريون و من حقهم فرض التسمية الأثورية / الأشورية على أحفاد الآراميين .

ب - لقد وصل الجهل عند البعض حيث يتحججون بأن المرشد القومي نعوم فائق قد كتب إسمنا التاريخي بزيادة حرف الألف أي " ܐܣܘܪܝܝܐ"و هم يريدون أن يقنعوا الطيبين من السريان أنه إسمنا التاريخي! علما أن إسمنا قد ورد مئات المرات في المصادر السريانية " ܣܘܪܝܝܐ ".

ج - الأعمى لا يقود أعمى !

كيف نستطيع أن نحبب و نشجع إخوتنا السريان المستعربين أن يتعرفوا على تاريخهم و جذورهم الحقيقية طالما نحن السريان نردد و ندافع عن طروحات أثورية / أشورية غير علمية ؟

د - القانون لا يحمي المغفلين :

بعض الشخصيات السريانية توهم السريان بأنها تشارك و تعمل مع الأحزاب الأشورية من أجل مصلحة السريان أو من أجل الوحدة !

بعض المواهب الفنية السريانية قد سخرت طاقاتها الفنية من أجل تسميات و هويات تعمل ضد هويتنا التاريخية اي السريانية الآرامية !

المطلوب من الجميع إلتزام تاريخنا العلمي الأكاديمي !

كل فنان سرياني يدافع عن الأكاذيب الأثورية / الأشورية سيخسر مصداقيته !


هنري بدروس كيفا