رأي بريطاني: لا تقولوا الصدر ولا غيره.. شخص واحد قادر على إنقاذ العراق

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مايو 14, 2016, 10:05:13 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

رأي بريطاني: لا تقولوا الصدر ولا غيره.. شخص واحد قادر على إنقاذ العراق


شفق نيوز/ شهد العراق خلال الشهر الماضي سلسلة من الاحتجاجات الشعبية الضخمة، توجت باقتحام المحتجين لمبنى البرلمان في بغداد للتعبير عن سخطهم من العملية السياسية الفاسدة والمختلة في العراق.
وكتب رانجي علاء الدين، المتخصص في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط والمستشار في سياسات واقتصادات المنطقة في الإندبندنت أن تلك التظاهرات قادها رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، بعدما ألقى كلمة دعا فيها أنصاره" لإطلاق ثورة شعبية كبرى لوقف الفاسدين"، محاولاً التعبير عن أصوات الطبقة الشيعية الدنيا حاملاً إرث أبيه، محمد صادق الصدر الذي أسس، في تسعينيات القرن الماضي، قاعدة اجتماعية مؤيدة كبيرة، عندما عانى الشيعة العراقيون من قمع نظام البعث ومن عقوبات فرضتها الأمم المتحدة على العراق.

وكما نجح الصدر الأب في الانتفاضة ضد حكم البعث قبل الغزو الأمريكي في عام 2003، نجح مقتدى الصدر في نشر آلاف من مؤيديه، وأعداد كبيرة من عراقيين آخرين، ضد الحكومة العراقية الحالية. وكأبيه أيضاً، تحدى مقتضى الصدر شرعية خصومه من الشيعة المتحكمين بمفاصل السلطة.

شخصية قيادية
ويقول علاء الدين أن الصدر أثبت أنه شخصية قيادية، قادر على حشد الجماهير، ولكن ليس منقذاً للعراق. "فهو مسؤول بشكل مباشر عن سفك دماء، وفساد وخلل حكومي عانى منه العراق طوال أكثر من عشر سنين". وليست مساعيه لحشد محتجين إلا محاولة لإحياء مكانته السياسية التي تراجعت إبان الحرب ضد داعش، والتي أدت إلى ظهور لاعبين شيعة آخرين حققوا مكاسب، واعتراف بفضلهم في محاربة الجهاديين.

الصدر ومشاكل العراق
وفي رأي الكاتب، يعتبر الصدر مسؤولاً أيضاً عن مشاكل العراق جراء مواصلته قيادة ميليشيا تابعة له تعرف باسم "سرايا السلام"، وإن وجود تلك الميلشيا وسواها لا يؤدي فقط إلى إضعاف القانون، والعملية الديموقراطية التي يدعي الصدر رغبته بتعزيزها، بل يهيئ المناخ لتفريخ مزيد من الجماعات المسلحة، والعصابات التي تعمل ضد مصالح الدولة والشعب العراقي.
وبمعنى آخر، يشير علاء الدين إلى أنه لا يمكن العراق أن يشهد إصلاحاً ما لم تحل جميع الميليشيات، كألوية السلام، أو دمجها ضمن جيش ذي طابع مؤسساتي.

المنقذ الوحيد
ويرى الكاتب أن المنقذ الوحيد للعراق يتمثل في شخص رجل الدين آية الله علي السيستاني، الذي يعتبر، خلافاً للصدر الاستقطابي، مصلحاً. فالرجل، وهو في عمر 87 عاماً، يحظى بتقدير واحترام كرجل دين شيعي، وكان له دور كمراقب حاسم لسلطة النخبة الحاكمة الفاسدة في العراق، وللمؤسسات الضعيفة التي شلتها الانقسامات الإتنية والطائفية.
وفي الوقت الذي قويت ثم ضعفت سلطة نخب وحركات سياسية وإيديولوجيات عراقية، يلفت الكاتب إلى أن السيستاني تمتع دوماً بقوة متماسكة. ومن المعروف أن المؤسسة الشيعية في العراق تشرف على شبكة هائلة من المؤسسات المحلية والوطنية، ما يمكنها من منافسة السلطة بصورة فريدة من نوعها. وعلى سبيل المثال، أصدر آية الله محسن الحكيم في عام 1960، فتوى تحرم الانضمام للحزب الشيوعي العراقي، مما أدى للقضاء على الحزب هناك.

البعث
وتحدت المؤسسة الدينية حزب البعث عندما تسلم السلطة في العراق في عام 1968. وقد حاول البعث إضعاف نفوذ المؤسسة الدينية ولكنه فشل نتيجة قدرتها على العمل بشكل مستقل عن الدولة.
ويقول الكاتب إن أول تدخل للسيستاني في العمل السياسي كان عقب الغزو الأمريكي في عام 2003، وقد ضغط على كل من الولايات المتحدة ومسؤولين عراقيين من أجل ضمان انتخاب مجلس صاغ الدستور الجديد للبلاد، وذلك خلافاً لرغبات أمريكا وآخرين، ممن فضلوا عملية الأبواب المغلقة. كما غطى السيستاني في عام 2005 فصائل شيعية متحاربة، لكي يضمن مشاركتها في منافسات انتخابية برلمانية ضمن كتلة موحدة في مواجهة تمرد سني مكون من بعثيين والقاعدة في العراق. وكسبت الكتلة الشيعية الانتخابات ومنعت عودة البعثيين للسلطة.

احتواء العنف الطائفي
وفي عام 2006، ساعد السيستاني في احتواء، إن لم يكن وقف، موجة جديدة من العنف الطائفي في العراق اندلع بعد تفجير القاعدة لضريح الإمام العسكري في مدينة سامراء. وقد لعب السيستاني دوراً كبيراً في الحد من سفك الدماء عبر دعوته للتوحد والاعتدال.
ويقول علاء الدين إن تلك المواقف لم تمنع العراق من الانزلاق نحو حرب أهلية، ولكن تدخلات السيستاني ساعدت، بلا شك، على ضبط الميليشيات الشيعية المدعومة من الدولة، ومنعتهم من ارتكاب مجاز بحق السكان السنة. وكان من شأن الأوضاع في العراق أن تشتد سوءاً لولا تدخله وجهوده لإنهاء الصراع.
وفي مرحلة لاحقة، في يونيو (حزيران) 2014، أصدر السيستاني فتوى تدعو "جميع الرجال القادرين على حمل السلاح للدفاع عن البلاد" بعدما انهار الجيش العراقي واستولى داعش على الموصل ومدن عراقية أخرى. وبالفعل تشكلت قوة قوامها 100 ألف مقاتل من شيعة وعدد محدود من السنة، وعرفت باسم قوات" الحشد الشعبي"، والتي ساعدت على وقف تمدد داعش في الأراضي العراقية.
24 – ميسون جحا

http://www.ara.shafaaq.com/70729
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة